Al-Quds Al-Arabi

خالفات بني احتاد املوظفني وإدارة «األونروا» وتهديدات باإلضراب املفتوح... واملنظمة الدولية تشتكي قلة األموال

االحتاد طالب بحقوقهم وبزيادة الرواتب

-

تتواصل اخلالفات القائمة بني احتاد موظفي وكالة غوث وتشــغيل الالجئني الفلســطين­يني «األونروا»، وإدارة هذه املنظمة الدولية، ما يهدد مبستقبل اخلدمات املقدمة جلموع الالجئني.

وشــهد نهاية األســبوع املاضي تنفيذ احتاد املوظفني في غزة، إضرابا جزئيا في كافة مرافق «األونــروا» في قطــاع غزة، ضمــن اخلطوات التحذيريــ­ة مــن تنفيذ إضراب مفتــوح، رفضا لتقليصات العمل املســتمرة في «األونروا»، فيما يــدرس االحتاد خطوات مشــابهة فــي الضفة الغربية.

وتوقــف العمل في كافة املــدارس التابعة لـ «األونروا» فــي مدارس غزة في آخر ســاعتني من العمل. وقــال رئيس قطاع املعلمني في احتاد املوظفــني العرب محمود حمــدان، إنهم اتخذوا قــرارا بتعليق الدوام بســبب عدم اســتجابة «األونروا» لطلبات احتاد املوظفني، مشدًدا على أنه في حال استمر تعنت اإلدارة في االستجابة ملتطلباتهم، فإنهم قد يلجأون إلى تصعيد متدرج وصوال إلى التعليق املفتوح.

ويؤكد احتاد املوظفني العرب في «األونروا»، أن اإلضرابــا­ت التحذيريــ­ة جــاءت بســبب اســتمرار التعنت وعدم االستجابة من قبل هذه املنظمة الدولية لعــدة مطالب لهم، وفي مقدمتها تعيني موظفــي املياومة والبطالة بشــكل دائم، مع اســتمرار النقص الكبيــر واخلطير في عدد املوظفني املثبتني الــذي تعاني منه جميع مرافق الوكالة.

ويقــول االحتاد إن هناك مــا يقارب 2000نم وظيفة شاغرة يشــغلها موظفون بعقود مياومة وبطالــة. ويؤكــد االحتــاد أن ذلــك يؤثر على «جودة التعليم» في ظل عدم تثبيت معلم لتعليم هؤالء الطلبــة، ويبرر طلبه بــأن عملية تغيير املعلمني باســتمرار عند انتهاء عقودهم وجلب آخرين، تنعكس بالسلب على استيعاب الطلبة.

وتوعد االحتــاد عقب عدم اســتجابة ادارة «األونــروا» لطلباتهم، رغم جلســات ســابقة، بتصعيــد اإلجــراءا­ت والذهاب نحــو تفعيل االحتجاجات وصوال لإلضراب املفتوح.

وفي الضفــة الغربية، عقد احتــاد املوظفني مؤخــرا اجتماعا لهم، ناقــش اخلالفات القائمة مع اإلدارة بخصــوص التوظيف وعقود العمل، وكذلك زيــادة الرواتب. وتوعــد االحتاد هناك بتنظيم خطوات احتجاجية جديدة، في حال لم تقم إدارة «األونروا» باالستجابة لطلباتهم.

وتقول «األونروا» إنهــا تواجه طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد الجئي فلسطني املســجلني ودرجــة هشاشــة األوضــاع التي يعيشونها وفقرهم املتفاقم.

وتؤكد أنها تعاني من نقص حاد في التمويل، بســبب عدم مالءمة املنــح والدعــم املقدم من الدول للبرامج التي تنفذها في مناطق العمليات اخلمس، وهــي قطاع غــزة والضفــة الغربية واألردن وســوريا ولبنــان، ما يهدد مســتقبل اخلدمات الصحيــة والتعليميـ­ـة واالجتماعي­ة املقدمة لنحو ستة ماليني الجئ فلسطيني.

وبســبب تصاعــد اخلالفــات، أصــدر آدم

بولوكوس، مدير شــؤون «األونروا» في الضفة الغربية، بيانا تطرق فيه إلى ذلك االجتماع، الفتا إلى أنه عقد فــي الوقت الذي تعاني فيه منظمته الدولية من فجــوة مالية مقدارهــا 166 مليون دوالر حتى نهاية العام اجلاري.

وأشار إلى انه يشــعر يقلق بالغ جتاه وضع «األونروا» املالي وما يقابله من إجراءات متوقعة من قبل االحتاد، الفتا إلى أنها «ســتؤثر ســلبا، ومن عــدة وجوه، على حياة أكثــر 890.000نم من الجئي فلســطني تقدم لهم األونروا اخلدمات بشــكل يومي من خالل طاقمنا املكون من 3.700 موظف وموظفة في إقليم الضفة الغربية».

ورأى املســؤول الدولــي أنه فــي حال طبق احتاد املوظفني «نزاع العمل» الذي دعا إليه، فإن ذلك سيشوش على عمليات «األونروا» اليومية، ومنهــا منــع موظفينا األساســين­ي مــن إجراء الزيارات امليدانية الروتينية.

ورد على توجه االحتاد بالقول إنه «ليس أبدا باألمر الصائب»، وإن من شــأنه أن يؤثر بشكل أساســي على حياة الجئي فلسطني الذين تقدم لهم اخلدمات.

وقال املســؤول الدولي «إن إجراءات االحتاد املقترحة تعني إغالق مدارسنا وترك 46.000 من طلبتنا خارج الصفوف الدراسية، بالتالي، وفي أســوأ وقت ممكن إذا ما أخذنا باالعتبار الزيادة في منسوب التوتر والعنف في الضفة الغربية»، عدا عن املزيد من اخلسارة في التحصيل العلمي للطلبة تضاف الى ما ســبق وخســروه نتيجة للتصعيد األمني وجائحة كورونا.

وقال إن ذلك أيضا سيتعرض للخطر وبشكل فوري الالجئون الفلســطين­يون الذين يتلقون خدمات في املراكز الصحية من أصحاب األمراض املزمنة واألمــراض املهددة للحياة بســبب هذا اإلغالق احملتمل.

وأشــار إلى أن هذه اإلجراءات ستؤدي أيضا الى جتمع النفايات في شوارع مخيمات الالجئني التسعة عشر في الضفة الغربية، حيث ال يوجد غير عمال صحة البيئة التابعــني لـ «األونروا» للقيــام بجمع اآلالف من أطنــان النفايات، فيما ســيواجه الالجئــون القاطنون فــي اخمليمات أخطارا حقيقية حلــدوث مكرهة صحية. كما أن هذه اإلجــراءا­ت أيضا تفاقم الوضع االقتصادي االجتماعــ­ي لفئة مــن الناس تعانــي أصال من ازدياد مستوى الفقر والضعف.

وأكد أن املفوض العام لـ «األونروا» قضى كل يوم من أيام الســنة متحدثا الى احلكومات عن إعجابه بالعمل املميز الذي يقــوم به العاملون في وكالة الغوث وأهمية حماية حقوقهم، ومنها مرتباتهــم وأمنهــم الوظيفي»، مشــيرا إلى أن املفوض العام مستمر ببذل كل جهد ممكن لتأمني املوارد لســد الفجوة املالية لهذه الســنة، وأنه منخرط بشــكل مســتمر بالتواصل مع املانحني والبحث عن كل وســيلة لضمــان تطبيق والية وكالة الغوث.

وطالب مدير شؤون «األونروا»، االحتاد بأن يبحث عن سبل أخرى للتعبير عما يساورهم من قلق، بعيدا عن التشــويش على عمل «األونروا» وعن «إيذاء املنتفعني».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom