حكومة اليمني تطرق األبواب مبخططات استيطانية خطيرة لتنفيذ الضم واالستيالء على مناطق «ج»

تزايد خطير في هدم املنازل وإرهاب املستوطنني

تشير الوقائع على األرض الى أن الفلسطينيني مقبلون علــى مرحلة صعبة، عنوانهــا التصعيد اإلسرائيلي على كل األصعدة، خاصة االستيطان، بســبب التوجهــات املقبلــة لألحــزاب اليمينية املتطرفة، التي وضعت شــروطا كثيرة لالنضمام حلكومة بنيامني نتنياهو، تقوم جميعها على أخذ صالحيات أوسع في مجال االستيطان والتشديد جتاه الفلسطينيني لتنفيذ مخططات الضم.

ولم تكــن عملية جتميــد مفاوضات تشــكيل احلكومة اجلديدة التي يقوم بها «حزب الليكود»، واخلالفات بني قادة اليمني بعيدة عن هذا املشهد، خاصــة وأنها كانــت مرتبطة بشــروط وضعها قــادة حزبي»الصهيونيــة الدينيــة»، و «القوة اليهوديــة»، من أجل االنضمام للحكومة، تشــمل طلب صالحيات أوسع ســواء في وزارة اجليش او املالية أو األمن، من أجل تســهيل االســتيطان وتوسيعه.

وقد ومثل االعتــداء على مدينــة اخلليل، من قبل املســتوطنني املتطرفــني بقيــادة ايتمار بن غفير إنذارا بخطورة املرحلــة املقبلة، املتوقع أن تشــهد زيادة في اعتداءات املستوطنني، بعد فوز اليمني في االنتخابــات البرملانيــة، وزيادة عدد املستوطنني في «الكنيست».

هجمات استيطانية خطيرة

وكانت أحــدث االعتداءات قيام مســتوطنني من جماعات «تدفيع الثمــن» اإلرهابية املتطرفة، بحرق عدد من املركبات وخــط عبارات عنصرية معادية للعرب على جدران فــي قريتي أبوغوش وعــني نقوبا، فــي محافظة القــدس احملتلة، كما أغلق مســتوطنون، قبل أيــام، مدخل بلدة نعلني غرب مدينــة رام الله، بحماية قــوات االحتالل، وهاجموا مرات عدة مركبات املواطنني باحلجارة، وذلــك بعــد أن أصيب عشــرات الفلســطينيني بجروح ورضوض، مطلع األسبوع املاضي، جراء اعتداءات نفذها مستوطنون، يتقدمهم بن غفير، خالل احتفالهم بأعياد يهودية في البلدة القدمية مبدينة اخلليــل. وفي داللة على ذلــك وإمكانية تسهيل جيش االحتالل هذه االعتداءات في األيام املقبلة، كشــف النقــاب عن تقدمي ناشــط اليمني الفاشــي باروخ مارزل محاضرة أمــام جنود في جيش االحتالل فــي مدينة اخلليــل، بدعوة من ضباط في لواء «ألكسندروني»، والغيت محاضرة أخــرى ملارزل كانت مقررة يــوم الثالثاء املاضي، بعد احتجاجات قسم من اجلنود.

ولوحظ بعــد فوز أحــزاب اليمــني املتطرف فــي انتخابــات «الكنيســت» تصعيــد خطيــر فــي االعتــداءات االســتيطانية، حيــث اعتدى مســتوطنون خالل اقتحامهم مدينة اخلليل، على مســجدي «باب الزاوية» و«الصديق»، في شارع الشاللة وســط املدينة، فيما ســرق مستوطنون أبقــارا في األغــوار الشــمالية، بحمايــة قوات االحتــالل بعد تخدير البعض منها، حيث تشــهد عناصر من قوات االحتالل يهدمون إحدى املنشآت الفلسطينية

مناطق األغوار انتهاكات يومية متصاعدة من قبل املســتوطنني، وتتمثل هذه االنتهاكات باالعتداء علــى ممتلــكات املواطنني من خــالل تدميرها أو االستيالء عليها.

وفي محاولة للسيطرة على مساحات واسعة مــن األراضي قام مســتوطنون بحراثة األراضي الواقعــة في بلدتــي عقربا ومجــدل بني فاضل، جنوب نابلس.

ولم تتوقف الهجمات عند هذا احلد، فقد ترافقت مع أفعال أخرى جليــش االحتالل، متثلت بتوزيع إخطارات بوقف البناء بثالثة مســاكن، في خربة حمصة، باألغوار الشمالية، إضافة إلى قطع قوات االحتالل اإلسرائيلي أشجارا حرجية على املدخل الرئيســي لبلدة بيــت فجار، جنــوب بيت حلم، وكذلك هدم منزل ومنشآت زراعية في بلدة دوما، جنوب نابلس، كما هدمت قوات االحتالل منشــأة زراعية في قريــة النبي الياس، شــرق قلقيلية، ومنزال في بلدة اخلضــر جنوب بيت حلم، بحجة عدم الترخيص، وذلك في إطــار تصعيد عمليات الهــدم وتوزيع إخطارات أخــرى بالهدم، ووقف البناء، في محاولة لتهجير الســكان، واالستيالء على أراضيهم.

كما هــدم االحتالل ثالث غرف زراعية في بلدة كفــر الديك غرب ســلفيت، وكان أخطــر عمليات الهدم املمنهجة، قيام قوات االحتالل بهدم مدرسة إصفي األساســية اخملتلطة، مبسافر يطا، جنوب اخلليل، وهي إحدى مــدارس التحدي والصمود وتخدم عشــرات التالميذ من قرى وخرب مسافر يطا النائية التي تواجه خطر االستيطان.

واســتنادا إلى القوة التي تلقتها املؤسســات االســتيطانية، بعــد فــوز أحــزاب اليمــني في االنتخابــات البرملانية، شــهدت مدينــة القدس احملتلة عدة نشــاطات استيطانية خطيرة، بهدف تغيير طابع ودميغرافية املدينة واملنطقة احمليطة.

وكشف وزير شــؤون القدس االحتاللي زئيف الكني، الذي يســتعد ملغادرة موقعه في احلكومة، النقاب عن مخططات ضخمة كان فريق الوزارة قد

أعدها الســتكمال قرارات احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبــة لتهويد القدس، تشــمل رصــد موازنة كبيرة خملطط املدينة املائية بقيمة ملياري شــيكل إضافية بهدف تعميق الطابع اليهودي للمدينة.

جاء ذلك فــي الوقت الذي شــرعت فيه بلدية االحتالل في القــدس احملتلة بالعمــل فعليا على بناء أطول جســر ســياحي تهويدي فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب املسجد األقصى.

كما أعدت سلطات االحتالل مؤخرا خطة لبناء آالف الوحدات االســتيطانية علــى أراضي مطار القــدس الدولــي (قلنديا) شــمال مدينة القدس احملتلة، حيث كشــف عن مخططــات لم يصادق عليها بعد، لبناء 9 آالف وحدة اســتيطانية على أنقــاض مطار قلنديــا، ضمن مشــروع احتاللي لفصل القدس احملتلة عن شــمالها الفلســطيني، حيث ســيعود هــذا اخملطط للواجهــة من جديد بهدف تنفيذه عمليا بعد فوز أحزاب اليمني.

وفي القدس كذلك أعلنــت بلدية االحتالل أنه سيتم افتتاح القسم الشمالي من مشروع توسيع طريق األنفاق )60( بطــول حوالى 1.5 كيلومتر، حيــث يعتبر هذا الطريق شــريان النقل الرئيس الذي يربط القدس مبستوطنات» غوش عتصيون وبيتار»، واملناطق احمليطة بها في جنوب القدس، حيــث من املتوقــع أن يكتمل العمل في املشــروع في عــام .2024 جاء ذلك في وقــت تناقش جلنة التخطيط احمللية اإلســرائيلية في القدس، خطة لبناء 100 وحدة اســتيطانية جديدة 275و غرفة فندقيــة عنــد مدخل حي جبــل املكبــر بالقدس الشــرقية احملتلة. ومن شــأن اخلطــة اجلديدة توسيع مســتوطنة «نوف صهيون» بشكل كبير، وربطها باملستوطنة اإلسرائيلية اجملاورة، حيث ســتعمل اخلطة على حتويل هذه املستوطنة من جيب معزول للمســتوطنني إلى امتداد ملستوطنة «شرق تلبيوت».

وقامت ســلطات االحتــالل بعد فــوز اليمني، بنشــر إعالنات لالســتيالء على مئات الدومنات

من أراضي بلدة حزما شمال شرق القدس احملتلة لتوســيع الشــارع الرئيســي في البلدة، وذلك خدمــة للمســتوطنني. وحذرت بلديــة حزما من أن هــذا يأتي ضمن عدة مخططــات احتاللية في حال تنفيذها ســتصبح البلدة فــي وضح حصار ومقطعــة األوصال. كما أصــدرت قوات االحتالل أمرا عسكريا يقضي باالســتيالء على 320 دومنا لتوســيع املســتوطنات املقامة عنوة على أراضي املواطنني فــي اخلضــر ونحالــني وأرطاس في محافظة بيت حلم.

وكشف النقاب قبل تشــكيل احلكومة اليمينية املتطرفــة، أن حــزب «الليكود» بزعامــة بنيامني نتنياهو اتفــق مع حــزب «عوتســما يهوديت» بزعامة ايتمار بن غفير، ذي التوجهات الفاشــية فــي إطــار التفاهمات السياســية بــني الطرفني للشراكة في احلكومة اإلســرائيلية اجلديدة على توسيع ودعم خطط االستيطان.

وفــي داللة على خطــر هجمات االســتيطان، كان أحــدث تقرير ملؤمتر األمم املتحــدة للتجارة والتنميــة (األونكتــاد)، قــد أكــد أن الشــعب الفلسطيني دفع تكلفة تراكمية باهظة تقدر بنحو 50 مليــار دوالر بني عامي 2000 ،2020و بســبب القيود اإلضافية التي فرضتها إسرائيل في اجلزء من املنطقة املســماة «ج» من الضفة الغربية املتاح للتنمية الفلسطينية.

سياسات عدوانية

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قــد دعا العالــم بســبب تصاعد هــذه الهجمات إلى رفض االســتيطان والقتــل والدمار، وتدفيع إسرائيل ثمن سياساتها العدوانية املمنهجة بحق الشعب الفلسطيني.

وقــال محذرا من القــادم «إذا كانت مفاوضات تشكيل احلكومة في إسرائيل مبنية على من يبني مستوطنات أكثر، ومن يريد أن يسهل إطالق النار علينا أكثر، ومن يريد أن يصادر أرضنا أكثر، فإنها بذلك حتضر إلعــالن حرب علينــا يقودها غالة املســتعمرين». كما أدانت رئاسة اجمللس الوطني الفلسطيني بأشد العبارات «االرهاب اإلسرائيلي املمنهج» الذي يســتهدف الفلسطينيني، ورفضت «سياسة ازدواجية املعايير الغربية املقيتة، وهذا النفاق السياســي هو تستر على إرهاب االحتالل اإلســرائيلي». وأكدت أنه أمام هذه الهجمات لن يبقى الشعب الفلسطيني مكتوف األيدي.

أما الناطق باســم حركة حماس محمد حمادة، فأكد أن مواصلة مشــاريع التوســع االستيطاني وبناء اجلسور واألنفاق بني القدس واملستوطنات احمليطة بها هو «جزء من سياسة عدوانية مستمرة تهــدف إلى تهويــد املدينة املقدســة، وعزلها عن هويتها الفلسطينية، وتسهيل وصول املستوطنني إليها، في محاولة بائسة لتزييف التاريخ وفرض واقع جديــد». وأكد أن القدس «ســتبقى عاصمة فلســطني األبدية، ولن تفلح مشــاريع االحتالل وسياســاته العدوانيــة فــي تصفيــة الوجود الفلسطيني في املدينة».