Al-Quds Al-Arabi

قيادة الطوارئ تهدد بـ «مواجهة مفتوحة» رفضا لألوضاع املأساوية لألسرى

األسير العيساوي يعلق إضرابه عن الطعام بعد72 يوما

- من أشرف الهور:

يعيــش األســرى الفلســطين­يون أوضاعــا صعبة للغاية، بســبب تصعيد سلطات االحتالل ممارساتها القمعية، وهو ما دفع بلجنة الطوارئ العليا لألســرى، للتهديد بالدخول في «مواجهة مفتوحة» في حال مت تنفيذ خطة املتطرف ايتمار بن غفير، الــذي يســتعد لتولي حقيبــة األمن الداخلــي، واخلاصة بالتضييق على األســرى، فيما أنهى األسير ســامر العيساوي إضرابه عن الطعام.

وعلق هذا األســير إضرابه الذي اســتمر72 يومــا، بعد اســتجابة إدارة ســجون االحتالل اإلســرائي­لي ملطالبه بنقله من زنازين «رميون» إلى سجن «النقب».

وكان العيساوي بدأ إضرابه تضامنا مع ذوي الشــهداء احملتجزة جثامينهم لــدى االحتالل، ونتيجة لذلك نقلته إدارة الســجون تعسفا إلى العزل االنفرادي في ســجن «رميون» بعد رفضه فك إضرابه.

وكان العيســاوي قد خاض إضرابا سابقا عن الطعام ملدة 9 أشــهر، وهو بذلــك يكون صاحب أطول إضراب عن الطعام، لينتزع بعد ذلك حريته في كانون األول/ ديسمبر ،2013 ليعاود االحتالل اعتقاله في يونيو/ حزيران .2014

وقــال قــدري أبو بكــر رئيس هيئة شــؤون األسرى، إن السجون واملعتقالت اليوم في أسوأ حاالتها، حيث متارس االنتهــاك­ات وفقا لقوانني مشــرعة ومقرة من «الكنيست»، الفتا إلى وجود «مساحة كبيرة» للسجانني واألجهزة العسكرية اإلسرائيلي­ة للتعامل مع األحداث وفقا لتقديرات فردية ومزاجية، وهو ما يجعل حياة األسرى في دائرة اخلطر احلقيقي.

وأشــار إلى أن الواقــع احلياتــي والصحي الذي يعيشــه األســرى مرير، بفعل السياسات اإلســرائي­لية التــي وصفهــا بـــ «االنتقاميـ­ـة والعقابيــ­ة»، وقــال «املعطيات العامــة مبا فيها تصريحــات الصهيونــي املتطــرف ايتمــار بن غافير، مؤشــر حقيقي علــى تصعيد جديد يلوح في االفق يستهدف مناضلينا، وطبيعة مخرجات االنتخابات اإلسرائيلي­ة األخيرة».

ولفت إلــى أن ما يدور من كواليس لتشــكيل حكومة ميينيــة متطرفة «يدلل بالشــكل القاطع بأن الهجمة على أسرانا وأســيراتن­ا يأتي ضمن سياسات مخططة ومدعومة».

وشــدد في الوقــت ذاتــه على أن املســاس باألسرى «سيواجه بتحد حقيقي داخل السجون وخارجها»، مطالبا اجملتمــع الدولي بأن يتدخل ســريعا وقبل فــوات األوان، وقــال «األوضاع وتراكــم االنتهاكات مــن قبل إدارة الســجون واستخبارات­ها أصبح ال يطاق».

مواجهة مفتوحة

وقالت جلنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة األســيرة فــي ســجون االحتــالل، إن احلركة األســيرة داخــل الســجون تتابــع تصريحات املتطرف بن غفير واملتزامنة مع تشــكيل حكومة ميينية «تقطر دموية وحقدا وتطرفا».

وأكدت أنها تعتبر االحتالل بأحزابه وقياداته «عنوان تطرف يعبر عنه صراحة أمثال اجملرم بن غفير»، معلنة رفضها ألن تكون احلركة األســيرة «مــادة دعائيــة ومحــال للمراهنــا­ت للحكومة الصهيونية».

وهددت بــأن تكون «املواجهــة مفتوحة» في حال مت االعتداء على منجزات وحقوق األســرى «الذيــن انتزعــوا حقوقهــم بالدمــاء واألعمار وأفشــلوا مخططــات التغول عليهــم»، وأكدت أن األســرى ينتظرون حريتهــم بكرامة، وأنهم جاهزون للمواجهة بكل السبل.

وجاءت تصريحات املســؤول الفلســطين­ي وجلنة الطوارئ، في أعقاب تكرار بن غفير الذي يســتعد لتولي منصب وزير األمــن في احلكومة اإلسرائيلي­ة اليمينية املقبلة، تهديداته لألسرى، خاصــة وأن وزارته هــي التي تنــاط بها مهمة التحكم في إدارة السجون.

وطلــب بتشــديد العقوبات على األســرى، وحرمانهــم من الكثيــر من احلقــوق، رغم أنهم يحصلــون وفقــا للقوانني الدولية على أبســط حقوقهم، ويعانون من سياسات انتقامية تتمثل فــي وضعهم في غرف ال تصلــح للعيش اآلدمي، عالوة على شكواهم من قلة الطعام ومن رداءته، ومعاناتهم من اتباع ســلطات السجون سياسة «اإلهمال الطبي» التي أدت إلى مضاعفات خطيرة في حالتهم الصحية.

وكانــت الهيئة قــد أوردت تفاصيــل الوضع الصحي ألربعة أســرى مرضى يقبعون في عدة معتقــالت، وقالت إنهم ميــرون بظروف صحية سيئة ومقلقة نتاجا ملا يتعرضون له من انتهاكات طبية مقصودة بحقهم.

ولفتت الهيئة الى أن إدارة ســجون االحتالل تمعن بتجاهــل أوجاع األســرى املرضى وعدم االكتراث لعالجهم، فمختلف العيادات املوجودة في املعتقــال­ت تفتقر إلى أدنــى املقومات الطبية وال تصلــح ملعاينة األمراض وتشــخيصها، عدا عن سياســة التباطــؤ والتســويف التي تتعمد اإلدارة تنفيذهــا في تعيني املراجعــا­ت الدورية والفحوصــا­ت الطبية لألســرى وبالتالي تفاقم حالتهم بشكل سريع.

األسير مناصرة

وال تزال مأســاة األســير أحمد مناصرة الذي اعتقل طفال وبات شابا مســتمرة، حيث ترفض ســلطات االحتالل طلبات إطالق ســراحه، رغم معاناته من أوضاع نفسيه سيئة بسبب اعتقاله، وبســبب التحقيق القاســي الذي تعــرض له، خاصة بعد رؤيته ابن عمه وصديقة يعدم بنيران جنود االحتالل أمامه.

ولذلك دعا االحتاد األوروبي سلطات االحتالل اإلســرائي­لي إلى اإلفراج الفوري عن هذا األسير املقدســي، الذي يبلــغ حاليا02 عامــا، وقد كان اعتقل عام 2015 وهو بعمر 14 عاما.

وأفاد مكتب االحتــاد األوروبي في القدس في تغريدة على موقعه الرســمي على «تويتر» بأن

وقفة احتجاجية تطالب باإلفراج عن األسرى الفلسطينين­ي في سجون االحتالل

ممثلني عن االحتــاد وعدد من الــدول األعضاء حضروا جلسة محاكمة لألســير مناصرة، التي عقدت أول أمس اخلميس، بعــد قضائه عاما في العزل االنفرادي، حيث قــررت محكمة االحتالل متديد عزله ألربعة أشهر أخرى.

وقال االحتاد األوروبــي «تعتبر األمم املتحدة أن احلبس االنفرادي ملدة تزيد عن 15 يوما يشكل نوعا من أنــواع التعذيب»، وطالب الســلطات اإلســرائي­لية بإنهاء حبســه االنفــراد­ي فورا، والتأكد مــن حصوله علــى املســاعدة والدعم النفسيني الالزمني.

وطالــب الســلطات اإلســرائي­لية بإطالق ســراحه «على وجه الســرعة « نظرا للمخاوف

الدولية اجلادة بشــأن معايير احملاكمة العادلة واإلجراءات القانونية املتبعة في هذه القضية.

وكان احملامي خالــد زبارقة، الــذي يترافع عن األســير مناصرة، قد أشــار إلى أن محكمة االحتالل في بئر السبع مددت عزله، رغم وضعه الصحّي والنفسّي اخلطير، علما أّنه معزول منذ أكثر من عــام، ويقبع اليوم فــي زنازين معتقل «عسقالن».

وعقدت في شــهر نيســان/ أبريــل املاضي جلســة محاكمة لألســير مناصــرة، وأتاحت محكمة االحتــالل حملاميه النظر في ملفه، ونقله إلى جلنة خاصة بتصنيــف ملفه، والتي أعلنت قرارها املتمثل بتصنيفه ضمن ما يسمى «قانون

اإلرهــاب»، حيــث ترفــض محكمــة االحتالل االستئنافا­ت املقدمة من طاقم الدفاع إللغاء قرار تنصيف امللف، كما رفضت طلب اإلفراج عنه.

هذا وأوضح نادي األسير أن مناصرة قبل نقله إلى املعتقالت، احتجزته ســلطات االحتالل ملدة عامني في مؤسســة خاصة باألحداث في ظروف صعبة وقاسية، والحقا نقل إلى «معتقل مجدو»، مشــيرا إلى أن أحمد يواجه اليوم ظروفا صحية ونفسية صعبة وخطيرة في العزل االنفرادي.

وكانت حملة دوليــة قد انطلقت في عدة دول، تطالب بإطالق ســراح هذا األســير، بســبب ما يواجهه من ظروف صعبة، كان أكثرها إيالما عدم تعرفه في وقت سابق على أسرته.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom