Al-Quds Al-Arabi

«متحف املشاهير» اللبناني يضم متاثيل فريدة من نوعها مللوك وأمراء عرب وفنانني

يختلف عن متاحف الشمع في لندن وباريس وبات ِقبلة للسّياح

-

بيروت - «القدس العربي» من ناديا الياس:

على تلة في زوق مصبح تشرف على وادي نهر الكلب وعلى مقربة من لؤلؤة الســياحة في لبنان املتمثلة مبغارة جعيتا، ينتصب «متحف املشاهير» الصرح الســياحي الثقافي الفريد من نوعه الذي يدل اســمه عليه ملا يتضمنه من متاثيل مميزة في جتربة نادرة في لبنان والشرق األوسط، وتعود لشــخصيات سياســية وفنية ودينيــة وثقافية وأدبية وعلمية من سائر أنحاء العالم.

وقد بات هــذا املتحف قبلة أنظــار العديد من األمراء وامللوك والسياح العرب واألجانب الذين يقصدونه لالســتمتا­ع برؤية هذه الشــخصيات العربية والعاملية، التي تتحرك بســهولة وتتكلم وتغني مثــل متاثيل الفنانني وديــع الصافي وأم كلثوم وصباح وماجدة الرومي.

ماذا يقول مدير املتحف وأحد أصحاب «متحلف املشــاهير»، رئيس مجلس إدارة شركة «معلوف انترناســي­ونال» جــورج معلــوف لـــ «القدس العربي» عن مميزات هذا املتحف والشــخصيا­ت التي يضمها في رحابه.

يعتبر «أن أكثر ما مييــز هذه التماثيل ويضفي عليها الرونق والســحر ويجعلها طبيعية وكأننا في حضرة الشــخصيات املوجــودة، هو نوعية الشــعر كيف أنه مزروع بعناية، وكذلك الشرايني فهي تنفر مــن حتت اجللد، والعيــون التي تبدو حقيقية مــع اجلفون والرمــوش املتحركة، كذلك ينطبق األمر على بعض احلركات التي يستخدمها املشــاهير، ومنها على ســبيل املثال رجفة شفتي الرئيس الفلســطين­ي الراحل ياســر عرفات في الســنوات األخيرة قبل رحيله وحركة قدم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وســواهما من الشخصيات».

ويوضــح «أن متحف املشــاهير افتتح ســنة 2002 وكان أول متحــف مــن نوعــه فــي العالم كون متاثيل شــخصياته املعروضة هي مصنوعة من مادة الســيليكو­ن، وليس من مادة الشــمع،

وما مييــزه عن كل املتاحف املوجــودة في العالم واملشــهور­ة واملعروفــ­ة مثل «متحــف غريفني» في باريس و»مدام توســو» فــي لندن وفي الس فيغاس وسواها أن متاثيلهم مصنوعة من الشمع، ولذا يسمونها متاحف شــمع، أما في متحفنا فقد أحببنــا أن نتميز عــن غيرنا، فصنعنــا التماثيل من مادة الســيليكو­ن من أجل أن يتحرك البعض منها ويتكلم، ألن مادة الشــمع ثابتة وال ميكننا أن جنعلهم يتحركون ويتكلمون».

وعن كيفية اختيــار الشــخصيات املوجودة في املتحــف، يلفت إلــى «أن الشــخصيات التي اخترناهــا هي من مشــاهير العالم فــي مجاالت السياســة والفن، ومع افتتاح املتحف انطلقنا بـ 22 شخصية، وإمنا اآلن يحتوي املتحف قرابة 55 إلى 60 شــخصية، وهناك نحو 5 إلى 6 شخصيات جديدة ســنضعها قريب ًا أيض ًا وإمنا فور حت ّســن الوضع السياحي»، مشــيرا إلى «أن الشخصيات الـ 22 التي اختيرت في البداية هي من مشــاهير وزعماء العرب واألوروبين­ي واألمريكين­ي وبعض اللبنانيني وجند مثال متثــال الراحل الكبير وديع الصافي وهو يعزف على آلة العود ويغني، وكذلك السيدة صباح نراها ونسمعها وهي تغني، واألمر نفسه بالنســبة إلى الفنانة ماجدة الرومي، وهذا يجعل بالتأكيد متحف املشــاهير مميزًا ومختلفًا عن سائر متاحف الشمع املوجودة عامليا».

ويــرى «أن التماثيــل املوجودة لشــخصيات سياســية لبنانيــة يحق لنــا وضعهــا من دون احلصول على إذن مســبق منها، ألنه استنادا إلى القانون اللبناني هم ليسوا بحاجة إلى إذن منهم من أجل تصنيع متثال لهم، وإمنا بالنسبة للفنانني فمــن األفضل أن نســتأذنهم قبــل أن نصنع لهم متثاًال»، مشـّـددًا «على األهمية القصوى حلصول القيمــني على متحف املشــاهير على ثياب خاصة للشــخصيات املهمة والبارزة من خالل التواصل معهم أو مــع القريبني منهم»، ويقول «اســتطعنا احلصول على ثياب شــخصيات مهمة جدا كانوا يرتدونها، ومن بينهم رجال دين مســيحيون مثل البطريرك مار بشــارة بطرس الراعي والبطريرك الراحــل مــار نصرالله بطــرس صفيــر والبابا الراحــل يوحنا بولــس الثاني، وكنــا نتواصل

مع العديــد منهم ويعطوننا ثيابهم مثل الســيدة صباح وســواها». ولفت «إلــى وجود العديد من الشخصيات قدمت لنا ثيابها ونحن نعمل اجلسم على أساس الثياب املوجودة التي أعطونا اياها».

أما أهم الشــخصيات التــي مت احلصول على ثيابها وال ســيما بعد مماتها فيشــير معلوف إلى الرئيــس العراقــي الراحــل صدام حســني، «إذ استطعنا أن نحصل على ثيابه بعد سقوط العراق وإعدامــه، حيث صودف أن إحدى الشــخصيات الرســمية البارزة في العــراق كانت تزور متحف املشــاهير، فشــاهدت متثــال الرئيــس الراحل صدام حســني، الذي كنا قد ألبســنا متثاله بذلة عســكرية ،ألنه لم يكن باســتطاعت­نا أن نحصل على ثيــاب خاصة به، فوعدتنا هذه الشــخصية

بأنها ســتقدم الثياب التي كان يلبسها واالشارة التي كان يضعها على كتفيه، وحقيقة أجرت هذه الشخصية اتصاال بالعراق ومت تأمني الثياب بعد مرور 24 ســاعة، وقد تأكدنا أن هذه الثياب التي ُأرســلت الينا هي حّقًا الثياب التــي كان يرتديها الراحــل الرئيس صــدام، فهي كانت مســتعملة والحظنا أنه يستحيل في األربع والعشرين ساعة أن يكون أحد قام بخياطتها، وكذلك األمر بالنسبة إلى االشــارة التي كان يضعها علــى كتفيه. كما أن العديــد من امللوك واألمراء العرب قد أرســلوا ثيابهم اخلاصة، ومن بينهم على سبيل املثال ملك األردن».

أما أيــن تصنع هــذه التماثيــل فيوضح أنها « ُتص ّنع في أمريكا وقسم من بعض األعمال نن ّفذها

في املتحف». وعن هوية الزوار يكشــف «أن هناك بعض األمــراء اخلليجيني أتــوا وزاروا املتحف، وهناك اهتمام كبير من سفارة الكويت متثل بإيفاد وزير شــؤون الديــوان االميري وكيــل الوزارة بزيارة املتحف فــي حينه واالهتمام بالغرفة التي ســيوضع فيها متثال أمير الكويت صباح األحمد الصباح، رحمه الله، وهنا باملناســب­ة نوجه لهم الشــكر. وإن غالبية زوار املتحف هم من السياح العرب واخلليجيني، وإمنا في الوقت احلاضر كما هو معروف حضور اخلليجيني قليل في البلد، أما غالبية الزوار فهم من العراق وفلســطني احملتلة ومصر واألردن».

جتدر اإلشــارة إلى أن متحف املشــاهير يقع بالقرب من مغارة جعيتا الســياحية، وهو يتألف

من ثالث طبقات وكل طبقة تنتشــر على مساحة 400 متر، وأبرز التماثيل التي يضمها للمشــاهير مــن أدبــاء وفنيــني ورســامني ومخترعني هي: األديب جبــران خليل جبران، اخملتــرع توماس إديسون، الفنان ليوناردو دافينشي، الرسام فان غوغ، العالم أينشــتاين، أم كلثوم، صباح، وديع الصافــي، وماجدة الرومي اضافــة إلى مجموعة من الشخصيات السياســية منها رؤساء وملوك عرب وأجانب، ومنهم على ســبيل املثال: الرئيس الفلســطين­ي ياســر عرفات، الرئيــس املصري الراحل جمال عبد الناصر، الرئيس العراقي صدام حســن، أمير الكويــت صباح األحمــد الصباح، الرئيس اللبناني بشير اجلميل، والرئيس الراحل رفيق احلريري وسواهم.

 ?? ?? أم كلثوم الرئيس ياسر عرفات
أم كلثوم الرئيس ياسر عرفات

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom