Al-Quds Al-Arabi

الساحة الفنية املغربية توّدع اخملرج واملمثل محمد عاطفي

- –

الرباط «القدسالعرب­ي» من عبد العزيز بنعبو:

بانضمام اخملــرج واملمثــل املغربي محمد عاطفــي إلى كوكبة املغادريــ­ن للدنيا، يتواصــل الوجع بفقدان مــن صنعوا الفرجة والبهجة واإلبداع الفني واألدبي واإلعالمي في املغرب.

مســاء اخلميس فقدت الســاحة الفنية املغربية اخملرج محمد عاطفي الذي قاوم املرض طيلة ســنوات، لكنه متكن منه ليترجل ويغــادر إلــى دار البقــاء، تاركا لوعــة الفراق تســتبد بزمالئه وتالمذته من الفنانني املغاربة وبعمــوم اجلمهور الذي عرفه عن قرب وعرف تواضعه وطيبتــه وكذلك إبداعيته من خالل االعمال الدرامية التي اجنزها وأحتف بها املشاهد.

عاطفي الذي زاوج بني التمثيل واإلخــراج، بصم على حضور مميز طيلة مسيرته الفنية، وعلى يديه تخرج أكبر جنوم الشاشة في املغــرب الذين كانت بداياتهم من خــالل اعماله التي ميكن أن نذكر من بينها مسلسالت «ســرب احلمام» و»إنسان في امليزان» و»الطريدة» و«ظــالل املاضي»، و«الوصيــة»، «املصابون»، إلى جانب «الوصية» و«األبرياء».

كما أخرج أفالما تلفزيونية مميزة نذكر منها « غريب في احلي»، و»حكاية زروال»، و»حصاد اخلطيئــة»، و»البطاقة»، و»يدي في يديك، و»ذات مساء».

جنوم الفــن املغاربة لم تهــدأ تدويناتهم علــى صفحاتهم في مختلــف مواقع التواصــل االجتماعــ­ي، فكانت عبــارات النعي ودعوات الرحمة واملغفرة والســير مبناقب الراحل وذكر أفضاله على املشهد الفني وســرد خصاله، واإلشــادة بطيبته وعفويته وتواضعه.

كل الفنانني املغاربة دون استثناء تقريبا نعوا الراحل عاطفي، وكتبوا عبارات حزينة على فقدان أحد أفضل اخملرجني املغاربة في صنف الدراما التلفزية.

احلــزن على فقــدان محمد عاطفي لم يشــمل جنــوم التمثيل والدراما والسينما فقط، بل امتد إلى رواد املوسيقى مثل الفنان عبد الواحد التطواني الذي كتب تدوينة على صفحته بالفيسبوك، قال فيها «إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم ارحمه وأدخله فسيح جناتك ليس هناك أشد أملا على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز خاصة إذا كنت قد عاشرته عمرا طويال».

وســرد تاريخ عالقته بالراحل، قائال، «تعرفت عليه سنة 1960 في االحتاد املغربي للشــغل مع فرقة الشــبيبة العاملة التي كانت تقدم (اسكيتش) بعنوان (املوســيقا­ر اجملنون) من تأليف الفنان الراحل األستاذ محمد حسن اجلندي وكان يقوم بأدائها إلى جانب الراحل إبراهيــم بامهاود والراحل احملجوب الراجي، وكان رحمه الله يقوم بدور املوســيقا­ر وهذا أول أدواره على خشبة املسرح، ثم انتقل فيما بعد إلى الديار الفرنســية حيــث درس فن التمثيل واإلخراج، وتشــاء الصدف أن تكون خالته التي درس عندها في فرنسا جارة لي في مدينة سال».

تدوينة أخرى حزينة كتبها أحد رواد امليدان الفني، عبد الرحمن كرومبي الذي ســرد بعضا من تفاصيل معرفته بالراحل عاطفي، والتي تعود إلى أيام الطفولة، حيث كتب «رحم الله تعالى صديق طفولتي وشبابي وشــيبتي وجاري الوفي األستاذ محمد عاطفي اخملرج الفنان الذي مد يد املساعدة بطيب خاطر للعديد من جنوم الدراما في املسرح واإلذاعة والتلفزة.»

وأبرز كرومبي في تدوينته أن الراحل «عرف بفصاحته ولغته العربية السليمة التي اكتســبها كمعلم للغة الضاد قبل أن يلتحق بديار املهجــر لتلقني لغة القــرآن ألبناء املهاجرين فــي بلجيكا، ويســتغل وجوده هنــاك للتكوين املهني في اإلخراج املســرحي والســينما­ئي ويعود إلــى الوطن ليفيــد بخبرتــه العديد ممن يعترفون بأفضاله عليهم.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom