بن غفير: زعيم اإلرهاب قائدا لألمن!
■ قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيني وإسرائيليني كانوا يتضامنون مع أهالي اخلليل أمس اجلمعــة قائال: «أنــا القانــون... بن غفير ســيغير كل شــيء»، قبل أن يدفع أحدهــم ويطرحه أرضا ويوجه لكمة قوية علــى وجهه ثم يضغط عليه بقدميه ويوجه سالحه مباشــرة جتاهه. وثق النشــطاء احلاضرون هذا املشهد بالفيديو فيما كانت مدينة اخلليل تتعرض لهجمة عنيفة من املســتوطنني، كما وثقوا صورة زميل للجندي اآلنف يضع على ســترته العســكرية ملصقا رســمت عليه جمجمــة وعبــارة: «طلقة واحــدة. ميتة واحدة».
جاء االعتداء، والتهديد املرفق به، على خلفية اتفاق رئيس الوزراء اإلســرائيلي املكلــف، بنيامني نتنياهو، مع ايتمــار بن غفير، زعيــم حزب «عوتســما يهوديت («القــوة اليهوديــة»)، ســيئ الســمعة والســلوك،
والعنصــرّي املتطــّرف، بتوّلــي األخير حقيبــة األمن القومي في احلكومة التي يعكف على تشكيلها.
يســكن هذا الشخص في مستوطنة، وقد ظهر أمام الكاميــرات عــام ،1993 وهــو يحمل قطعــة مزقت من ســيارة إســحق رابني، رئيــس احلكومة اإلســرائيلية آنــذاك، قائــال: «وصلنــا للســيارة وســنصل لرابني» قبــل اغتيــال األخيــر بأســابيع، وقــاد بعدهــا حملة إلخالء ســبيل القاتل، ومعروف عنــه بأنه يضع على جدار منزله صورة غولدشــتاين منفذ مجزرة املسجد اإلبراهيمــي، التي راح ضحيتها 29 مصليا فلســطينيا عــام ،1994 وكان عضــوا فــي حركــة مائيــر كاهانا، املوصوفــة بأنها إرهابية وفاشــية، كمــا أنه معروف بإميانــه بــأن الفلســطينيني أعــداء يجــب إقصاؤهم بالقوة.
يتضمــن «األمــن القومي» الذي سيشــرف عليه بن
غفير، وهو منصب قام نتنياهو باستحداثه خصيصا لنائب الكنيســت العنصري، إضافــة إلى مهام حقيبة األمن الداخلي احلالية، صالحيات أوسع بكثير، متتد من السيطرة على الشرطة في إسرائيل، إلى املسؤولية عــن حرس احلدود في الضفــة الغربية (الذي يخضع حاليــا لــوزارة «الدفــاع»)، وهــو مــا يعني، كمــا قال مســؤولون إســرائيليون، أن بن غفير سيمتلك جيشا خاصا بــه، وأن هــذا اإلرهابي املتطــرف، الذي يؤمن بضرورة قتل الفلســطينيني الذين يحاولون املقاومة، سيكون مسؤوال عن «فض التوترات»، و«إخالء البؤر االستيطانية»!
حركة «السالم اآلن» اليسارية، اعتبرت أن ما يجري هو انتقال من سياسة الضم التدريجي، والتراخي في تطبيــق القانــون، إلى الضم الســريع والدعــم الكامل لهجمات املستوطنني اإلرهابية على الفلسطينيني.
بتســلئيل ســموتريتش، زعيــم «الصهيونيــة الدينيــة»، وحليــف بن غفيــر، الذي تقــول التوقعات إنــه ســيتولى وزارة املاليــة، يحــاول بــدوره اقتطاع جزء من مســؤوليات «وزارة الدفــاع»، وهي «اإلدارة املدنيــة»، والقصد مــن ذلك هو تعزيز أجندة توســيع املســتوطنات اإلســرائيلية في الضفــة الغربية، ووأد اآلمال الفلســطينية بإقامة دولة مســتقلة، وهي خطة تهدف لضم مجمل أراضي الضفة الغربية.
تصاعــد قــوة االجتاهــات اإلرهابيــة والعنصرية واملســؤولني عــن جرائــم ضمــن الســلطة التنفيذيــة إلســرائيل يتناســب مع وصول الدولــة العبرية، كما أكد تقرير «منظمة الشــفافية الدولية» لعام ،2021 إلى «أدنى مســتوياتها على اإلطالق في مؤشــر الفســاد السنوي»، وبذلك تصل إسرائيل إلى ذروة في اجلمع بني اإلرهاب وجرائم احلرب والعنصرية والفساد.