قضية الناشط والمدون المصري عالء عبد الفتاح كانت عنوانا للقمة

فتحت حتقيقا في األمر.

قرار البرملان األوروبي

لـم يكن ينتهي املــؤمتــر، حتى أصــدر البرملان األوروبـــي، قـرارا بشأن حالة حقوق اإلنسان في مصر، بأغلبية تصويت 326 نائبا، يدعو إلعادة تقييم عالقة االحتاد مبصر بسبب ملفها احلقوقي.

وجــــاء الـــقـــرار خـــالل جلسة مناقشة عـامـة عقدها البرملان األوروبـــي جلسة مناقشة عامة، األربــعــاء املـاضـي بـشـأن مصر، بحضور املمثل السامي للشؤون اخلارجية واألمنية في االحتـاد األوروبي ونائب رئيس املفوضية األوروبية، جوزيب بوريل.

وأتـــاحـــت اجل ـل ـس ـة ألع ـض ـاء الـــبـــرملـــان فـــرصـــة اســتــجــواب مؤسسات االحتاد في جلسة عامة مبشاركة مسؤول رفيع املستوى حـول سياسات االحتـــاد ودولـه األعـضـاء إزاء الوضع احلقوقي في مصر. وأبدى بعض األعضاء حتفظهم على هــذه السياسات في ظل األوضـاع املتردية حلقوق اإلنسان في مصر.

النائب يان كريستوب أوتيني، قـال: «يجب أن يكون واضحا أن هناك مئات وآالف األشخاص، محتجزين بشكل تعسفي وال ميكنهم احلـصـول على محاكمة عادلة في مصر».

وأضاف: «هؤالء األشخاص هم صحافيون ومحامون ومدافعون عن حقوق اإلنسان ومدونون، كل هـؤالء الناس نريدهم أن يكونوا أحرارا».

أما النائب باس إيخوت، الذي كان يترأس وفد البرملان األوروبي في مؤمتر املناخ الذي استضافته مصر، األسـبـوع املـاضـي، فقال: «يجب أن أكـون صادقا، سمعت أن اللجنة كانت سعيدة مبساحة اجملتمع املدني في املؤمتر، وأسف أنكم لم تكونوا هناك».

وتابع: «كان هناك تضييق على اجملتمع املـدنـي فـي مدينة شرم الشيخ، الناس تعرضوا للمضايقة واملراقبة، حتى أن هناك شكوى من احلكومة األملانية».

ولفت إلى أن «ارتداءهم شارة تطالب بإطالق ســراح السجناء جـعـلـتـهـم عـــرضـــة للمضايقة على أبـــواب املـؤمتـر، فقط ألنهم طالبوا بإطالق ســراح السجناء السياسيني».

كذلك بني النائب ميك واالس، أنـه خـالل حضوره مؤمتر املناخ األسـبـوع املـاضـي، سمع شهادة عـن حملة الـرئـيـس عبد الفتاح السيسي القمعية بحق الصحافيني والنشطاء الـذيـن يعيشون في خوف دائم على حياتهم.

وأضــــــاف أن الـصـحـافـيـني والنشطاء يتعرضون للمراقبة والـتـرهـيـب واملـضـايـقـة بشكل يومي، حتى أن املضايقات طالت احلاضرين في قمة املناخ.

وزاد أن «ديكتاتورية السيسي حصلت على تصريح مبواصلة القمع، والعام املاضي منح الرئيس الـفـرنـسـي إمي ـان ـوي ـل مــاكــرون، السيسي، وسـام الصليب األكبر جلوقة الـشـرف، وهــي اجلائزة الــتــي متـنـحـهـا فـرنـسـا جلميع الديكتاتوريني، الذين يختارون فرنسا تاجر السالح األول».

وواصـــــل: «هـــل سـيـكـون من املبالغة أن نتساءل عما إذا كان االحتـــاد األوروبــــي سيطلب من جميع الدول األعضاء التوقف عن تزويد مصر بالسالح إلطالق سراح كافة السجناء السياسيني؟».

شهادات «مخيفة»

وفــي السياق، أكــدت النائبة كلير دالي أن «شهادات النشطاء في مصر مخيفة بالفعل، فقد مت حظر 520 موقعا إلكترونيا، بينها 129 موقعا إخباريا، كما تتعقب احلكومة وتستهدف أولئك الذين ينتقدون سياسات احلكومة على مواقع التواصل االجتماعي، حتى عندما يعاني الناس من ظروف معيشية صعبة».

وتناولت النائبة فـي كلمتها احملاكمات التي تستهدف مقدمات محتوى راقص على تطبيق «التوك توك» بدعوى حماية األخالق.

وطالبت بالعمل من أجل اإلفراج عن الناشط السياسي واملــدون املصري عالء عبد الفتاح، وقالت: «يجب أن ندعو ونضم دعوتنا لدعوة هـذا البرملان بـاإلفـراج عن عالء عبد الفتاح، وإطالق سراحه من اعتقاله غير القانوني».

من جانبه رد املفوض األوروبي على انتقادات النواب، بأن حقوق اإلنسان جزء ال يتجزأ من العالقات بني مصر واالحتاد األوروبي، وأن االحتاد سوف يعزز مشاركته في

هـذا الـصـدد. مضيفا أن االحتـاد األوروبـي يدرك أن استقرار مصر وأمنها على املدى الطويل ال ميكن حتقيقه إال إذا مت تعزيز جميع جـوانـب حقوق اإلنـسـان بشكل كامل، وإنه رغم مزاعم السلطات املصرية تنفيذ إصالحات جوهرية فـي مـجـال حـقـوق اإلنــســان، إال أن الواقع القاسي ال يزال قائما، واحلكومة املصرية تواصل قمع املعارضة السلمية.

19 بندا

وجــاء نص الـقـرار الــذي حمل عنوان «قــرار البرملان األوروبــي بشأن حالة حقوق اإلنسان في مصر» في 19 بندا. ومن املنتظر أن يصوت عليه أعضاء البرملان خالل ساعات.

وأكد أن استضافة مصر ملؤمتر األمم املتحدة للمناخ فـي مدينة شــرم الشيخ ألقى الـضـوء على القمع الداخلي لأصوات السلمية والشرعية للمجتمع املدني.

وجاء في القرار: «بينما أطلقت مصر فـي 2021 استراتيجيتها الوطنية حلقوق اإلنسان وحوارها الوطني، اللذين استهدفا بشكل رسمي حتسني سجلها في مجال حــقــوق اإلنـــســـان، وخــلــق بيئة سياسية أكـثـر قـبـوال للجميع، وتفعيل جلنة العفو الرئاسي في نيسان/ابريل 2022 نرى تغاضيا تاما على االنتهاكات بعد مرور عــام كـامـل على تفعليها، وإلـى اآلن لـم يحدث أي تغيير بشأن االنتهاكات».

ولفت إلـى «عــدم تعديل مصر أي تشريع ذي صلة مبلف حقوق اإلنـسـان، قبل استضافتها قمة املـنـاخ، مبا في ذلـك التشريعات املرتبطة باحلق في التعبير والتجمع السلمي، أو تكوين اجلمعيات وحرية اإلعالم، على الرغم من أن توفير مساحة للمجتمع املدني، هو التزام منصوص عليه في الشراكة بني القاهرة واالحتاد األوروبي». وتناول النص «استمرار احملاكمات اجلــمــاعــيــة وقــــــرارات احلـبـس اجلماعي، مبا في ذلـك الصادرة مـن محاكم الــطــوارئ واحملـاكـم العسكرية ومحاكم أمـن الدولة طوارئ».

عالء عبد الفتاح

قضية عـبـد الـفـتـاح حضرت في نص الـقـرار، الــذي جـاء فيه: «علق عالء عبد الفتاح إضرابه عن الطعام، الـذي بـدأه في نيسان/ ابريل املاضي، بعدما كـان أعلن اإلضراب عن شرب املياه بالتزامن مـع انعقاد مؤمتر املـنـاخ، وبعد إطعامه قسرا وبعدما رأى املوت بعينيه، وهـو ال يـزال ال يستطيع الــتــواصــل مــع املــســؤولــني في السفارة البريطانية».

ولـفـت الـنـص إلــى «استبعاد احلكومة املصرية جماعات حقوق اإلنسان املستقلة من املشاركة في مؤمتر املناخ، من خالل عملية سرية سيطرت عليها احلكومة، إضافة إلى التضييق الـذي فرضته على حرية التجمع السلمي في نطاق املؤمتر، والتأخيرات غير املبررة في توفير التأشيرات للقادمني من اخلارج». وعن أوضاع املرأة، قال: «جند املدافعات عن حقوق املرأة واملدافعني عن حقوق امليم وكذلك املـدافـعـني عــن حـقـوق األقــبــاط، مــا زالــــوا يـتـعـرضـون للترهيب والتضييق واالعتقال».

وضــرب مثاال بحالة الباحث باتريك جورج الذي ما زال ممنوعا من السفر وقضيته لم تغلق بعد

بسبب انتقاده تعامل السلطات مع قضايا املسيحيني.

وأدان الـــنـــص «الـــرقـــابـــة واملـضـايـقـات والـتـرهـيـب التي مارستها السلطات املصرية بحق ممثلي اجملتمع املدني، خالل مؤمتر املناخ، إضافة ملوجة االعتقاالت اجلديدة التي جاءت بالتزامن مع انعقاد املـؤمتـر، ودعــم حتركات احلـكـومـة األملـانـيـة الـتـي قدمت شكوى فـي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر اجلـــاري، بشأن الرقابة املفرطة على املشاركني في اجلناح األملاني في املؤمتر».

وانــتــقــد «تــعــطــيــل تسجيل املنظمات غير احلكومية املستقلة للمشاركة في قمة املناخ، واقتصار احلـضـور على مجموعات قليلة متــكــنــت مـــن احلـــضـــور ب ـش ـأن املنظمات الدولية التي منحتهم الشارة اخلاصة بهم».

واستنكر ما وصفها بـ«عملية التسجيل سـريـة املعايير التي اعتمدتها السلطات املصرية، الستبعاد املنظمات احلقوقية التي تنتقد سياسات احلكومة من املشاركة في املؤمتر».

وأدان «استمرار احتجاز عشرات اآلالف من السجناء السياسيني، وحــث السلطات املـصـريـة على اإلســـراع فـي اإلفـــراج عـن امل ـدون محمد أكسجني والناشط عالء عبد الفتاح، واحملامني محمد الباقر وهدى عبد املنعم وإبراهيم متولي، وعبد املنعم أبو الفتوح والناشط أحمد دومة».

إدانة التعذيب

وتبنى النص «إدانــة للتعذيب الذي تستخدمه األجهزة األمنية» وذكر أن «ثورة 25 يناير 2011 بدأت كاحتجاج ضد إفالت الشرطة من العقاب بعد تعذيب سعيد».

قضية الباحث اإليطالي جوليو ريجيني كانت حاضرة أيضا، حيث حث املقترح السلطات املصرية على التعاون مع السلطات اإليطالية في قضيته، بعد مقتله وتعذيبه على يد مسؤولني أمنيني مصريني عام 2016 وبشكل خاص التعاون بشأن اللواء طارق صابر والعقيد آسر كامل محمد إبراهيم، والنقيب حـسـام حلمي والـــرائـــد مجدي إبراهيم، بخصوص اإلجـــراءات القضائية الـصـادرة ضدهم في إيطاليا.

وطــالــب الـسـلـطـات املصرية بــــاإلفــــراج عـــن ال ـص ـح ـاف ـيـ ني احملتجزين وعددهم 21 صحافيا، حـسـب مــا وثـقـتـه جلـنـة حماية الصحافيني الـدولـيـة ومنظمة مراسلون بال حدود.

ودعا السلطات املصرية لوقف التمييز ضد األقليات، كاألقباط ومعتنقي الديانة البهائية، إلى مراجعة قوانينها اخلاصة بإزدراء األديان لضمان حرية العقيدة.

وطـــالـــب أعـــضـــاء االحتــــاد األوروبـــي بدعم استحداث آلية ملراقبة أوضاع حقوق اإلنسان في مصر، وإدمــاج مخاوف االحتـاد بشأن حقوق اإلنسان في مصر في جميع املراسالت والعالقات رفيعة املستوى مع املسؤولني املصريني. املواطن خالد