Al-Quds Al-Arabi

اكتشاف فيروس جديد قاتل للبشر في الخفافيش

-

اكتشف العلماء فيروسًا جديدًا كامنًا في اخلفافيش، وتبني لهم أنه من املمكن أن يتسبب بأمراض قد تكون قاتلة للبشر، لكنهم لم يتأكدوا من ذلك حتى اآلن بالدليل القاطع، كما وجـدوا أن مسببات األمـراض املماثلة تقتل واحـدًا من كل ثالثة أشخاص ُيصابون بها.

ومت الـعـثـور عـلـى الـفـيـروس الـــذي أطـلـق عليه العلماء اسم »Kiwira« في اخلفافيش حرة الــذيــل فــي تنزانيا وجمهورية الكونغو الدميقراطي­ة، حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي».

وقال العلماء إنه «ال يوجد حاليًا أي دليل يثبت أن فيروس كيويرا ميكن أن يشكل تهديدًا للبشر، لكن الباحثني يجرون دراســات متابعة».

وقــال تقرير «دايـلـي ميل» إن هـذا الفيروس اجلديد املكتشف ينتمي إلـــى عـائـلـة فـيـروسـات «هانتا» التي عـادة ما توجد في القوارض وتنتشر إلى البشر من خالل مالمسة احليوانات املصابة، وهو مرض ميكن أن يتسبب فيه الفيروس في قتل ما يصل إلى ثلث املصابني به.

وميــكــن أن تــــؤدي مجموعة الفيروسات إلـى ظهور أعـراض خفيفة تشبه أعـراض األنفلونزا، ولكنها تـؤدي أيضا إلـى حدوث نزيف مفرط وفشل كلوي.

وأشــــار الــبــاحـ­ـثــون، بقيادة الدكتورة سابرينا فايس، رئيسة الصحة العامة في مركز احلماية الصحية الدولية في برلني، إلى تفصيل الـفـيـروس اجلــديــد في مجلة الفيروسات، وأشــاروا إلى أن اخلفافيش حـرة الذيل تغطي «مناطق كبيرة» من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وحـــــذرو­ا مــن أن هـــذا الـنـوع معروف بأنه يجثم «داخل املساكن البشرية وحولها» لذا يجب مراعاة «االنتشار احملتمل لفيروس كيويرا على البشر».

ويــجــب إجـــــراء الــبــحــ­ث بني اخلـفـافـي­ـش فــي املـنـطـقـ­ة لفهم تركيبتها بشكل أفضل وما إذا كان من املمكن أن ينتشر الفيروس إلى البشر، حسب ما يقول العلماء.

وفـــي حــني لــم يـتـم رصـــد أي حاالت إصابة بالناس حتى اآلن، قال الباحثون إن فيروس «هانتا» غالبا ما يتسبب في ظهور أعراض عامة تشبه احلمى، لذا قد يكون من الصعب اكتشافها.

وتعتمد كيفية تأثير املرض على البشر على نوع فيروس هانتا.

وميكن أن يتسبب فيروس Sin« »Nombre وهو أحد فيروسات «هانتا» وينتشر عن طريق فئران الغزالن في الواليات املتحدة، يمكن أن يتسبب فـي حــدوث متالزمة تقتل ما يصل إلـى واحـد من كل ثالثة أشخاص، في حني أن معدل وفـيـات فـيـروس بـومـاال يقل عن واحد من كل .200

وال يوجد حاليا الكثير من األدلة التي تشير إلى أن فيروس «كيويرا» ميثل مشكلة كبيرة للخفافيش أيـضـا، حيث تبني أن ستة فقط من أصل 334 خفاشا من تنزانيا وواحــد من أصـل 49 خفاشا من جمهورية الكونغو الدميقراطي­ة يحمل املرض.

ومـــع ذلـــك، قـــال الـبـاحـثـ­ون: «غالبا مـا يظهر مــرض فيروس هانتا كمرض حموي مع أعراض غير محددة، وميكن التغلب عليه بسهولة».

وتنتشر الفيروسات في املقام األول إلى البشر من خالل مالمسة بول احليوانات املصابة وبرازها ولعابها، ومـع ذلــك، فـي حـاالت نادرة، ميكن لهذه الفيروسات أن تنتشر بني البشر.

وقـالـت تشيلسي وود، وهي أسـتـاذة مساعدة فـي علم بيئة الطفيليات في جامعة واشنطن: «الـــشـــي­ء اخملــيــف بــشــأن ه ـذه الفيروسات احليوانية املنشأ هو أن عملية االنتشار حتـدث طوال الوقت. كورونا مثال رائع» حسب ما نقلت «دايلي ميل».

وكان نواب بريطانيون حذروا األسبوع املاضي من أن أكبر منشأة بريطانية لـأمـراض احليوانية، مسؤولة عن مراقبة العدوى التي تنقلها احليوانات، قد تركت تواجه االنهيار.

وكشف الـنـواب فـي لندن عن أن املقر الرئيسي لوكالة الصحة احليوانية والنباتية »APHA« املكلف بإيقاف العدوى التي تنقلها احليوانات قد «ترك ليتدهور إلى حد ينذر باخلطر».

وحذرت جلنة احلسابات العامة بالبرملان من أن موقع »APHA« بالقرب من «ويبريدج» سيكلف مـا يصل إلــى 3 مـلـيـارات جنيه إسترليني إلصـالحـه على مدى السنوات الـ51 املقبلة. وهذا على الـرغـم مـن جائحة «كـوفـيـد91» التي أظهرت مدى سهولة انتقال فيروس من مصادر حيوانية مبا يمكن أن يغرق العالم في الفوضى.

وموقع »Weybridge« التابع »APHA«ـل هو املرفق العلمي األســاســ­ي فـي بريطانيا إلدارة التهديدات من أمراض احليوان.

وقالت عضوة البرملان ميغ هيلير وهــي رئيسة جلنة احلسابات الـعـامـة: «هــذه األمـــراض مدمرة ألنـظـمـة إنــتــاج الـــغـــذ­اء لـديـنـا، واالقتصاد، وعندما تقفز حاجز األنــــوا­ع أمـــام الـبـشـر كـمـا فعل «كوفيد91» على مجتمعنا بأسره».

وفـي حزيران/يونيو املاضي أصــدرت منظمة الصحة العاملية تقريرا عن فيروس كورونا، قائلة إن اخلفافيش على األرجـح نقلت الفيروس إلى البشر.

وقال التقرير اجلديد إن األصل احلـيـوانـ­ي هــو التفسير األكثر ترجيحا لظهور فيروس كورونا اجلديد. ومت اإلبالغ عن أول حاالت إصابة بشرية في كانون الثاني/ ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بوسط الصني.

ومع ذلك، قال التقرير إنه لم يتم حتديد املصدر احليواني األصلي، أو املضيف الوسيط، وال حلظة انتقال الفيروس إلى البشر.

وقـــال التقرير إن هــذا يرجع بشكل رئيسي إلى فقدان الكثير من البيانات خاصة من الصني.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom