في محاكاة لمونديال قطر: أطفال إدلب يؤدون بطولة كأس المخيمات ويرفعون شعار «أنا أدعم قطر»

فـي مـونـديـال مصغر يحاكي في نسخته بطولة كأس العالم، مــونــديــال قـطـر 2022 افتتحت مــخــيــمــات إدلــــــب لــلــنــازحــني السوريني، بطولتها مبواجهة بني منتخبات األطـفـال، حيث قطعت املـبـاراة االفتتاحية بـني منتخب قطر ونظيره اإلكــــوادور شريط افتتاح مونديال اخمليمات الذي يحتضنه ستاد إدلــب الرياضي شمال غربي سوريا. ويشارك في مونديال مخيمات إدلب 32 منتخبا، يرتدون زي املنتخبات املشاركة في مونديال قطر، 25 فريقا منهم من اخمليمات املوزعة على الشريط احلـدودي شمال سوريا، إضافة إلـى مشاركة 7 فـرق أبطالها من األطـفـال العمال، الذين يعيلون أسرهم ويتواجدون في املناطق الصناعية في مدينة إدلب وريفها.

وشهدت مخيمات إدلـب حفال افتتاحيا وصفه أهـالـي املنطقة بـانـه «يليق بـكـأس الـعـالـم» بدأ بقصص سورية عبارة عن لوحات بـانـورامـيـة مبـشـاركـة نحو 300 شخص ما بني طفل وفتى، إضافة إلى كورال األمل، الذي أنشد خالل االفـتـتـاحـيـة، تـالهـا استعراض للمنتخبات املـشـاركـة واملـبـاراة االفتتاحية.

واعتبر الناشط محمد اخلطيب في حديث مع «القدس العربي» أن إدلــب التي تضم أكبر جتمع للنازحني السوريني، والتي تعرف بأنها ضحية احلرب التي يشنها الوجه باعتباره بطاقة هوية ويقول: «وجـوه جنوم الرياضة تتميز باحليوية واجلنون، والبد من التركيز على اإلصرار والقوة واالجتهاد في قسمات وجوههم وإبرازها».

وأكد استمراره برسم جنوم الرياضة مستخدما قلم رصاص وفحم وباستيل: «أنا مستمر في رسمهم ومواكب لألحداث الرياضية، وللمتألقني فيها خاصة كرة القدم التي لها الشعبية األكبر».

عن سر محبته ملارادونا ونوادر عالقته برسمه يقول، «من األشياء الطريفة أن خياطا طلب أن أرسم له مارادونا بحجم كبير فرسمته، وقال إنه سيعلقها في جدار معمله وآخر طلب نفس الطلب. فرغم رحيل مارادونا إال أن شعبيته ما زالت تتعاظم؛ فهو البطل الذي أبهجتنا إجنازاته في مونديال عام 1986 التي كانت بطولته، وكذلك إجنازاته اخلارقة مع نادي نابولي اإليطالي».

واعتبر «كأس العالم مبثابة عيد وموسم ننتظره بفارغ الصبر، وهذه املرة له نكهة خاصة كونه في بلد عربي شقيق، وكذلك ألنها املرة األخيرة التي سيشارك فيها العب كبير هو ميسي الذي يعتبر الـنـظـام الـــســـوري ضــد شعبه، وضـحـيـة الـــنـــزاعـــات املسلحة والـصـراعـات الدولية الطاحنة، الـتـي دفـــع ثمنها األبـــريـــاء من األطفال نزوحا وجلوءا وصراعا مـع احلـيـاة، تستحق بـارقـة أمل وفسحة كهذه تدخل الفرحة إلى قلوب الصغير والكبير.

منسق فريق احلماية في منظمة «بنفسج» إبراهيم سرميني حتدث لـ «القدس العربي» عن الفعاليات التي تنظمها «بنفسج» في محافظة إدلـــب، مشيرا إلـى أن التحضير ملونديال إدلب وتدريب األطفال، انطلق منذ نحو 6 أشهر، شملت 32 مخيما، يرتدي فيها األطفال زي املنتخبات املشاركة في مونديال قـطـر، عــدا منتخب إيـــران الـذي استبدلته املنظمة املشرفة على الفعاليات مبنتخب «سوريا احلرة» كما أطلق القائمون على الفعاليات خالل املونديال، وسم «أنا أدعم قطر».

خصصت املنظمة 10 مدربني لأطفال لتدريبهم على بطولة كـــرة الـــقـــدم، إضـــافـــة إلـــى 15 شخصا كمدربني للفقرات الفنية والرياضية، وقــال سرميني إن خليفة أو امتدادا ملارادونا».

عمل شهاب مخرًجا صحافًيا ورسـام كاريكاتير في عدد من الصحف اليمنية، على هامش جتربته في رسم البورتريهات، صدر «نحو 25 شخصا يقومون على كامل الترتيبات، بينما ضم حفل االفــتــتــاح 720 شـخـصـا بينهم أطفال عملوا جميعا على أرض امللعب وقـدمـوا الفقرات الفنية والرياضية» وذلك لتقدمي نسخة متكاملة عن مونديال كأس العالم في قطر.

وصمم القائمون على البطولة، كأس عالم، بحجم مترين ونصف ليتصدر ملعب إدلب الذي يحتضن مونديال اخمليمات، وقال سرميني: «تتواجد ضمن الفعاليات، فرق متثل كل املنتخبات التي شاركت على مدار السنوات السابقة منذ عام 1966 في بطوالت كأس العالم، بلباسها وشعاراتها، كما أسست املنظمة فريقا خاصا باملونديال حمل اسم حريف شعاره عبارة عن حبة زيتون تلعب الكرة».

وحــول تنظيم املـبـاريـات، قال املتحدث إن «جــدول اجملموعات في بطولة إدلـب هو ذاتـه جدول مونديال قطر الـذي متت القرعة عليه من طرف الفيفا للمنتخبات وتوزعت على هذا األساس» الفتا إلـى أن الشهور املاضية شهدت تدريبات مكثفة من قبل املنظمة، استعدادا للمونديال املنتظر.

وقــــال: «عـمـلـنـا عـلـى تـدريـب األطـــفـــال ع ـل ـى ثـــالث مــراحــل، املرحلة األولى كانت للتمرن على التدريبات التكتيكية مثل التحكم بالكرة والتمريرات والسرعات وغير ذلــك، أمــا املرحلة الثانية تضمنت التدريب النظري وشرح قواعد اللعبة وشرح مهام كل العب والتموضعات على أرضية امللعب، وآلية استخدام اخلطط واخلطة املعاكسة، واألدوار الصحيحة نظرا لكل العب، أما املرحلة الثالثة كانت عبارة عن تدريب األطفال على امللعب املعشب».

وحول اختتام هذه الفعاليات، قال سرميني: «أعدننا جوائز عينية للمنتخبني األول والـثـانـي، كما سيكون حفل االختتام في إحدى اخمليمات، حيث سيتم نقل عشب امللعب إلـى إحـدى هـذه اخمليمات على أن يفرد العشب بني اخليام، حتى تتشكل أرضية امللعب» معتبرا أن هذه اخلطوة هي «رسالة موجهة إلى كل العالم، لتسليط الضوء على أوضـاع اخمليمات ومعاناة هؤالء األطـفـال الـذيـن يعيشون أقسى ظـــروف احلـيـاة وخـصـوصـا مع قدوم فصل الشتاء».

وقـال: «نهتم كبرنامج حماية، بالرياضة، ونولي أهمية بالغة لأنشطة الرياضية ونضعها ضمن جدولة األعمال ألننا نؤمن بأهميتها لأطفال سواء على الناحية العقلية أو النفسية أو اجلسدية».

له كتاب «وجوه رصاصية» الذي ميثل توثيقا لعدد كبير من الوجوه التي رسمها. نظم معرضا يتيما عام 2010 مبؤسسة السعيد للعلوم والثقافة مبدينة تعز/ جنوب غربي اليمن.