بارزاني والسوداني يتفقان على منع وجود فصائل مسلحة في كردستان

اتفق رئيــس إقليم كردســتان، نيجيرفــان بارزاني ورئيــس احلكومة العراقية، محمد شياع الســوداني، أمس اإلثنني، على «عدم السماح بوجود فصائل مسلحة في إقليم كردستان».

وحسب بيان لرئاســة إقليم كردستان، فإن بارزاني، بحث خال زيارتيه األخيرتــني إلى بغــداد مع الســوداني واألطراف السياســية األخرى «آخر تطورات األوضاع األمنية والسياسية للبلد».

وأكــد اجلانبان، أهميــة «التعاون والتنســيق بني األطــراف كافة لدعم احلكومة االحتادية اجلديــدة والتنفيذ الناجح ملنهاجها الــوزاري، والعمل معًا حللحلة املشاكل العالقة بني أربيل وبغداد بدءًا باملادة )140( الدستورية واملوازنة واملستحقات املالية ووصوال إلى تطبيع الوضع في سنجار ومشاكل البلد بصورة عامة»، وذلك من خال احلوار على «أســاس الدســتور وحفظ استقرار وسيادة البلد».

وشددا، حسبما جاء في البيان، «على عدم السماح ألي تهديدات أو عمليات عسكرية تســتهدف الدول اجملاورة عبر حدود العراق وإقليم كوردستان مع ضمان توفير املعونات واملساعدات اإلنسانية لاجئني وعدم السماح بوجود فصائل مسلحة في إقليم كردستان».

ووفق البيان، أربيل وبغداد «ســتتعاونان وتنســقان متاما حلماية أمن احلدود، وستتعاونان وتنســقان مع الدول اجملاورة وستتخذان اإلجراءات الازمة بهذا الشأن».

اللجوء إلى احلوار

ولفت بارزاني حســب البيان إلى أن «نهج قيادة إقليم كردســتان سيظل كما في الســابق عامل أمان واســتقرار للعراق ودول املنطقــة ويتطلع إلى تقوية عاقاتــه معها وفق مبدأ االحترام املتبادل وحســن اجلوار واملصالح املشتركة».

وأشار إلى أنه «حلل املشاكل الداخلية واخلارجية في املنطقة، نرى أنه من الضروري اللجوء إلى احلوار والتفاهم واعتماد احللول السلمية»، مؤكدا أن «قيادة إقليم كردستان مستعدة ملمارسة دور إيجابي وبناء في هذا السياق».

وتوصل الوفد احلكومي الكردي الذي يــزور العاصمة االحتادية بغداد، حاليًا، إلى اتفاٍق يقضي بتشكيل جلنة لدراسة حّصة كردستان، من املوازنة االحتادية، معّبرًا في الوقت عّينه عن اســتعداد اإلقليم حّل جميع املشكات العالقة بني بغداد وأربيل، استنادا إلى الدستور.

ووفــق املتحدث باســم حكومة كردســتان، جوتيار عــادل، «الوفد عقد اجتماعا مع وفد احلكومة االحتادية بشــأن االســتعدادات لصياغة مسودة قانون املوازنة العامة لسنة 2023 وأجرى حوارات مكثفة بشأن حصة إقليم كردستان منها واآلراء اخملتلفة بشأنها».

وأضاف أن «اجلانبني اتفقا على تشكيل جلنة بني اجلانبني وتبدأ بأعمالها بهذا اخلصوص».

وأشــار إلى أن «وفد حكومة اقليم كردســتان أبدى استعداده حلل جميع املشكات العالقة بني أربيل وبغداد عن طريق احلوار والتفاوض على أساس الدستور، ومن بينها مشكلة حصة اقليم كردستان من املوازنة».

واســتقبل رئيس اجلمهورية، عبد اللطيف رشيد، وفد حكومة كردستان الذي ضــم كا من وزيــر التخطيط دارا رشــيد محمود، ووزيــر الثروات الطبيعيــة وكالة كمال محمد صالح، ورئيس ديــوان مجلس الوزراء أوميد صباح، وســكرتير مجلس الوزراء آماجن رحيم وعددا آخر من املســؤولني احلكوميني. السوداني مستقبال بارزاني

و»مت خال اللقاء، تناول العاقة بــني احلكومة االحتادية وحكومة إقليم كردســتان، حيث أكد رئيــس اجلمهورية ضرورة تعزيز احلــوار والتاقي بينهما لبحث املسائل العالقة ووضع جدول زمني إلقرار القوانني في مجلس النواب وصوًال إلى حلول ُمرضية تســتند إلى الدســتور والقانون وتضمن حقوق املواطنني».

وثمن أعضاء وفد اإلقليم «توجيهات رئيــس اجلمهورية، مؤكدين أهمية تقريب وجهــات النظر بني احلكومــة االحتادية وحكومة إقليم كردســتان وتذليل املصاعب واإلســراع بإقرار قانون املوازنة واملضي قدما نحو حتقيق تطلعات أبناء الشعب»، وفق بيان لرئاسة العراق.

في املوازاة، دعا رئيس تيار «احلكمة» الوطني، عمار احلكيم، إلى اعتماد الدستور واحلوار حلل االشكاالت العالقة بني بغداد وأربيل من ومن منطلق احلقوق والواجبات. جاء ذلك خال استقباله بارزاني، والوفد املرافق له. بيان ملكتــب احلكيم ذكر بأنه تبــادل مع بارزاني «وجهــات النظر حول تطورات املشــهد السياســي في العراق واملنطقة، حيث وقــف عند التاريخ الذي جمعه مع احلزب الدميقراطي الكردســتاني وقيادات الشعب الكردي والعائلــة البارزانية الكرمية في مواجهــة الدكتاتوريــة واإلرهاب و بناء

التجربة الدميقراطية اجلديدة، مجددا التعازي للشعب الكردي في حوادث انفجارات منظومات الغاز في اآلونة األخيرة».

ودعا احلكيم إلى «اعتماد الدســتور في حل اإلشكاالت العالقة بني بغداد وأربيل»، مبينا أن «التنازل لصالح العراق واملصلحة الوطنية يحقق مصالح اجلميع السيما مع وجود فرصة لتجاوز اخلافات إذا ما متتع اجلميع بإرادة احلل واعتماد مبدأ احلقوق والواجبات في رسم أي عاقة».

وشــدد أيضا على «ضــرورة حفظ ســيادة العراق واإللتــزام مبا جاء بالدســتور بأن ال يكون العراق منطلقا أو ممرا لتهديد دول اجلوار»، مجددا دعوته لـ«دعــم احلكومة احلالية فــي توجهاتها اجلــادة لتوفير اخلدمات وفرص العمل ومعاجلة محرومية بعض املدن واحملافظات».

أمنيا بــني أن «اإلرهاب مازال ميثــل تهديدا أمنيا على الرغــم من انتهاء التهديد العسكري، مما يتطلب إدامة التنسيق األمني وتبادل املعلومات».

وباإلضافــة إلى لقاء احلكيــم، التقى بارزاني، رئيس الــوزراء العراقي األسبق عادل عبداملهدي.

وتبادل اجلانبان، حســب بيان ملكتب بارزانــي، «اآلراء ووجهات النظر حول التطــورات وأوضاع البلد بصــورة عامة، وتطرقا إلــى ضرورة دعم احلكومة العراقية وإجناح منهاجها الوزاري مبا يحقق حقوق جميع مكونات البلد، ويستجيب ملطالب وطموحات املواطنني».

وأكد اجلانبــان، أهميــة «التكاتف والتعاون املشــترك بــني كل القوى واألطراف العراقية من أجل حل مشــاكل البلد وحماية اســتقرار وســيادة العراق».

لقاءات طالباني

وفي مقابل ذلك، يخوض رئيس حزب االحتاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، سلسلة لقاءات مّكوكية أيضًا، مع شخصيات سياسية عراقية، لكن مبعزل عن غرميه بارزاني.

وتعمق اخلاف الكردي ـ الكردي، علــى خلفية مطالبة «االحتاد» بحقيبة وزاريــة ثانية في حكومة الســوداني، فيما يصر «الدميقراطي» على شــغل وزارة «ثالثة» في الكابينة اجلديدة.

والتقى، طالباني برشيد، حيث أكد على «ضرورة اإلسراع بحسم املسائل العالقة بني بغداد وأربيل».

وقالــت رئاســة اجلمهورية في بيان، بــأن «رئيس اجلمهورية اســتقبل طالباني، ومتت مناقشــة اخلطوات احلكومية اإليجابية وضرورة دعمها في تطبيق برنامجها اخلدمي، ومبا يحقق طموح جميع العراقيني».

كما تضمن اللقاء «بحث زيارات الوفود التي قدمت من كردستان إلى بغداد ملناقشة املسائل العالقة بني احلكومة االحتادية وإقليم كردستان».

وأشــار البيان إلى أنه «جرى التأكيد على ضرورة اإلســراع بحسم هذه املســائل عبر احلوار البناء والتوصل إلى حلول وفق الدســتور والقانون، والعمل على ضمان حقوق جميع املواطنني وحتقيق تطلعاتهم في حياة كرمية آمنة ومستقرة عبر حتسني األوضاع املعيشية واخلدمية».

كذلك، عقد طالبانــي، اجتماعا سياســيًا «رباعيًا» لبحث ملف املشــاكل العالقــة بني أربيــل وبغداد. وذكر مكتبــه في بيــان، أن «األخير اجتمع مع قيس اخلزعلــي، األمني العام حلركة عصائب أهل احلق، ومثنى الســامرائي رئيس حتالف (عزم)، وريان الكلداني األمني العام حلركة بابليون، في منزل الرئيس (الراحل جال طالباني) بالعاصمة بغداد».

وأضاف البيــان، أن «االجتماع بحث آخر مســتجدات األحداث في البلد، ومســؤولية األطراف السياســية إلجنــاح وتنفيذ برنامج عمــل احلكومة اجلديدة، حيث مت التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون املستمر بني القوى الوطنية إلجناز املهام الدستورية والوطنية وحماية حقوق املكونات العراقية كافة».

حل جذري

ودعا االجتماع، حســب البيــان، أن «تكون املصلحــة الوطنية، التعاون املشترك، والشــراكة احلقيقية، أساسا للعمل وترســيخ دعائم احلكم»، كما اعتبر «دعم جميع األطراف إلجنــاح برنامج عمل احلكومة وعملية اإلصاح، عامــا مهما لتحقيق االســتقرار في البلــد»، داعيا إلى «إيجــاد حل جذري للمشاكل بني إقليم كردســتان واحلكومة االحتادية، واالحتكام إلى الدستور في حل املشاكل، والتوافق على النقاط التي هناك خاف حولها».

وأكد طالباني خال االجتماع، «رغبة اإلقليم وجماهير شــعب كردستان، في التوصل إلى اتفاق وحل املشاكل»، قائا: «هدفنا هو احلفاظ على التوازن وضمان حقوق شعب كردســتان في إطار العراق االحتادي، ونريد أن جنعل من الوئام والتعايش املشــترك أساســا للعمل والســعي الســتتباب األمن واالســتقرار وضمان الرفاهية ملواطنينا، ونحن على يقــني أننا وبالتعاون مع إخوتنا وأصدقائنا، قادرون على التقدم بالبلد نحو الســام واالستقرار واملساواة، وأن نكون في مستوى هذه املسؤولية التاريخية».