Al-Quds Al-Arabi

«اليونيسف»: نحو نصف سكان العراق بال مياه صاحلة للشرب

-

كشــفت منظمة «اليونيســف» األممية عــن نحو نصف سكان العراق يفتقرون إلى املياه الصاحلة للشرب، في وقٍت حتدثت فيه عن متويل أملاني لتأمني حصول 250 ألف نســمة على مياه الشرب «املأمونة» في محافظة النجف.

وسلمت منظمة «اليونيسف» والسفارة األملانية مشروع املاء، الذي نِفذ بتمويل من احلكومــة األملانية، إلى محافظة النجف، مشــيرة إلى أن املشــروع ســيؤمن مياه الشــرب الصاحلة ألكثر من 250 ألف نســمة من الســكان في الكوفة وجنوب النجف.

وحســب بيان للمنظمة األممية فإنه «مت إطاق املشروع، الذي قــام بنك التنميــة األملاني بتمويلــه، لضمان وصول اجملتمعــا­ت التي تعاني مــن املياه امللوثة بشــدة إلى املياه الصاحلة للشــرب. وقد ُنّفذ املشــروع على مرحلتني، حيث مت تركيب ركائــز داخل حوض نهر الفــرات مما أتاح زيادة تدفقات مداخل املياه مبقدار 15 متــرا، ثم مت إمداد األنابيب ونصب املضخات الغاطســة والتثبيتات الكهربائية، حتى اكتمل املشــروع بنهاية متوز/ يوليو من هذا العام. وسيقوم املشــروع بضخ 6000 متر مكعب من املاء في الساعة لتأمني مياه الشرب املأمونة والنظيفة لهذه اجملتمعات».

ويعد احلصول على املياه الصاحلة للشرب «أمر أساسي فــي مواجهة تغيرات املناخ»، حســب البيــان األممي الذي أشــار إلى إنه «مع ارتفاع درجات احلرارة، يصبح األطفال والشــباب أكثر عرضة من أي وقت مضــى خملاطر التغيرات املناخية القاســية. وهم الفئات األكثر ضعفًا بدنيًا ونفسيًا، مما يعرضهم خملاطر متزايدة لإلصابة باألمراض والوفيات. وبالفعــل أصبح كل طفل تقريبا يعانــي من ندرة املياه ومن موجات احلرارة العالية ومعرضا خلطر اإلصابة باألمراض املنقولة».

وبقــول فيليب هولزافيــل، القائم باألعمــال األملاني في العراق، إنه «ســيكون دعم قطاع املياه فــي جميع جوانبه،

مبا فــي ذلك احلصول على مياه شــرب نظيفة وآمنة، عاما أساســيًا في التخفيف من آثــار تغير املنــاخ»، منوهًا بأنه «لهذا السبب تدعم أملانيا جهود احلكومة العراقية ومحافظة النجف لتوفير خدمات املياه األساســية للســكان احملليني. على وجه اخلصوص، يســعدني أن هذا املشــروع سيضع أولوية قصــوى للحصول علــى خدمات امليــاه والصرف الصحي والنظافة الصحية لألطفال والشباب. إن مستقبلهم مرهون بذلك».

وفي العراق، ال يحصل سوى 59,7 ٪من إجمالي السكان على مياه الشرب املأمونة، وتنخفض هذه النسبة إلى 47,6 ٪ فــي املناطق الريفية، على حد البيــان الذي أكد بالقول: «تؤدي الظروف املناخية القاســية واجلفاف والتغيرات في أمنــاط تدفقات املياه إلى زيادة صعوبــة الوصول إلى مياه الشرب املأمونة، خاصة لألطفال األكثر هشاشة».

وقالت شيما سان غوبتا، ممثلة «اليونيسف» في العراق، إن «أزمــة املناخ هي أزمة حقوق الطفــل»، مضيفة: «يتحمل األطفــال العبء األكبــر لتأثيرات التغيــرات املناخية على الرغم من أنهم أقل األشخاص مسؤولية عنه».

ورأت إنه «بفضل الدعم الســخي مــن أملانيا، ميكننا من خال هذا املشروع جني الفوائد الفورية وطويلة األمد ملياه الشرب اآلمنة، التي تشمل حماية أطفال النجف من األمراض املنقولــة عبر املياه، وتعزيــز االلتحاق باملــدارس وزيادة إنتاجية الشباب في العمل».

ولفت البيــان إلى أن «العائــات الضعيفة هــي األكثر عرضة للتحديــات املتعلقة باملناخ. فإن لم يتم اتخاذ تدابير اآلن، فســيتفاقم التباين وأوجه عدم املساواة بني األطفال والشباب بسبب تغير املناخ».

وتعهــدت «اليونيســف» بـ«مواصلة العمــل على دعم حكومــة العــراق، بالتنســيق مــع وكاالت األمم املتحدة والشــركاء اآلخرين، للتصدي بشــكل جماعــي لتحديات االســتدام­ة البيئية، والعمل مع األطفال والشــباب كعوامل للتغيير، حول تعزيز املياه وترشيد استهاكه».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom