الكشف عن حاالت إهمال طبي جديدة يعيشها األسرى ... ومطالبات بتدخل أوروبي إلنهاء عزل األسير مناصرة

األسير أبو حميد أجنز «اللقاء األخير» مع رفاقه

كشفت هيئة شؤون األسرى واحملررين في تقرير جديد لهــا، عن حالتني مرضيتني ألسيرين يقبعان في معتقل النقب، يعانيان من «اإلهمال الطبي»، في وقت تشــهد فيه احلالة الصحية لألسير املريض بالسرطان ناصــر أبو حميــد تراجعا كبيــرا، ما دفع بســلطات السجون للســماح له بـ«اللقاء األخير» مع رفاقه بالسجن.

وذكرت الهيئة أن األســير راجي زهران 44( عاما)، يعاني مــن التهابات باللثة منذ خمس ســنوات أدت الى تسوس األسنان وتساقطها، وتلف أغلبها نتيجة لاللتهابات التي يعاني منها حيث راجع العيادة مرات عديــدة، إال ان إدارة املعتقل ترفض تقدمي العالج الالزم له.

وقالــت إن األســير اياد ســمحان 47( عامًا) واحملكوم بالســجن ملدة 30( عامًا)، يشــتكي من أوجاع في اجلانب األمين من البطن ومبنطقة مجرى البول واخلصيتني وآالم فــي الصدر وقد خضــع لفحوصات طبية وصور أشعة وتخطيط للقلب، وتبني أنــه يعاني من الكوليســترول وضغط في القلب، إال ان عيادة السجن تكتفي بإعطائه املسكنات فقط، حيث يتحسن فترة وجيزة ويعود الى األوجاع واآلالم نفسها.

وحملــت الهيئــة إدارة الســجون اإلسرائيلية املسؤولية الكاملة عن استمرار مسلســل اإلهمــال الطبي بحــق املعتقلني الفلسطينيني، وطالبت املؤسسات الدولية ومؤسســات حقوق اإلنســان والصليب األحمر بالقيــام بدورها الالزم جتاه قضية املعتقلني على أكمل وجه.

يشــار إلى أن حالــة األســير املريض بالســرطان ناصــر أبــو حميــد تشــهد تراجعا خطيــرا، في ظل معايشــته حالة «االحتضار».

وبســبب ســوء وضعه الصحي، وبعد ضغط كبير مارســته قيادة األســرى على إدارة ســجون االحتالل، زار األســير أبو حميد زمالءه ورفاقه في «سجن عسقالن»، الذي كان موجودا فيه قبل نقله إلى «عيادة ســجن الرملة»، ملباشــرة حالته الصحية املتردية.

وكان اللقاء الذي مت أول من أمس األحد، مبثابة «لقاء الــوداع»، خاصة وأن احلالة الصحية لهذا األسير في تراجع كبير، وبات

يواجه خطــر املوت في أي حلظــة، بعدما توقف جســده عــن االســتجابة لألدوية وجلسات العالج.

وعنــد وصوله الــى ســاحة وزنازين سجن «عســقالن» صدح األسرى بالنشيد الوطنــ ّي، وهتفــوا للح ّريــة في مراســم استقبال هذا األسير املصاب بالسرطان.

وذكرت قيادة األسرى في رسالة مسربة من الســجن، أن الزيارة متت أول من أمس األحد، الفتــني إلى أن رفاق أبو حميد الذي يقيــم في «عيادة ســجن الرملة» بســبب مرضه، لم يتمكنوا من التعرف عليه بدقة.

وجاء في الرســالة بعد الوداع األخير «فكل ما رأيناه أمامنا كان جسد ًا هزي ًال يكاد ال يقوى على احلركة وبطال شــامخ ًا ثابت ًا، لم ينحن من املرض، ولم تهزه رياح احملتل، ويكسره قيد احلقد، شاحذا لهمم الرجال، ورافعــا ملعنوياتهــم التي قــد تأثرت عند البعض من هول املشــهد أمامهم، فالصورة في األذهان ليست كما شوهدت».

وقد أوصى ناصر الذي وصل الســجن على كرســي متحرك، رفاقه بـــ «الوحدة واملضي قدما علــى درب التحرير»، ورفع يديــه ملوحا بإشــارة النصــر، حني قدم السجانون إلبعاده من املكان.

وفي سياق احلديث عن معاناة األسرى، طالبــت جمعية واعد لألســرى، بضرورة ترجمة دعوة االحتــاد األوروبي لإلفراج الفوري عن األسير أحمد مناصرة، واعتبار العزل االنفــرادي الذي يتعــرض له منذ قرابة العام عملية تعذيب نفســي، وقالت اجلمعية إن هذه الدعوة غير كافية في ظل ما ميارس بحقه وتدهور حالته النفســية عن سبق إصرار وتعمد.

ودعــت اجلمعيــة التي تهتــم أوضاع األســرى في بيــان لهــا، لترجمــة هذه الدعوات واملطالبــات خلطوات عملية يتم من خاللها وقف اجلرميــة احلاصلة بحق مناصرة وكافة األســرى واألســيرات في سجون االحتالل.

وأكــدت أن الوقائع املروعــة التي مير بها الفتــى مناصــرة في عزله وحبســه االنفرادي «تســتدعي موقفا عاجال وقويا من قبل املؤسسات الدولية، ال سيما في ظل إصرار االحتالل على مسابقة الزمن للنيل من مناصرة الذي أحــرج منظومة القضاء اإلسرائيلية وكشف سوءتها أمام العالم».

وقالت اجلمعية إن متديد عزل األســير الفتــى أحمد مناصرة ملدة 4 شــهور أخرى يعتبر «إرهاب دولــة وإجراء عنصريا من محكمة فاشية فقدت كل معايير اإلنسانية والعدالة واملصداقية، وبــات معلوما أنها ذراع خبيثة بيد أجهزة األمن الصهيونية».

ودعت كذلك املؤسســات املعنية ملتابعة حقيقيــة لقضية األســير أحمــد مناصرة الذي اعتقل طفال في سن الثالثة عشرة من عمره، وتعرض لتعذيب جســدي ونفسي وتفاقمــت حالته املعنوية والنفســية في العــام األخير في ظل إهمــال طبي ممنهج تعرض له هذا األسير.

وكان االحتاد األوروبي قد دعا سلطات االحتالل إلى اإلفراج الفوري عن األســير املقدسي أحمد مناصرة 20( عاما)، وإنهاء حبســه االنفــرادي فــورا، والتأكــد من حصوله على املســاعدة والدعم النفسيني الالزمني.

وترفــض ســلطات االحتــالل طلبات إطالق ســراحه، رغم معاناته من أوضاع نفسيه ســيئة، بســبب اعتقاله، وبسبب التحقيق القاســي الذي تعرض له، خاصة بعد رؤيته ابن عمه وصديقه يعدم بنيران جنود االحتالل أمامه.