إسرائيل تهاجم قطر وحتتج لـ«الفيفا» بعد فشل التطبيع في املونديال... و«األمن القومي» يناقش حتذيرات السفر
بزعم تعرض املشجعني اإلسرائيليني واملراسلني إلى مواقف غير لطيفة
بعــد فشــل كل محــاوالت دولــة االحتالل اإلسرائيلي بتسجيل أي هدف في مونديال قطر ،2022 من خالل اختراقات على صعيد التطبيع، وتسجيل فلسطني حضورا الفتا هناك، سواء في مدرجات التشــجيع، أو في شوارع قطر، وتعمد املشــجعني العرب الهتاف لفلســطني والتنديد باالحتالل أمام كاميــرات القنوات العبرية التي ذهبت هناك للتغطية، قدمت إسرائيل احتجاجا لسلطات الدوحة، واالحتاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وبدت رغم ســير األمور هناك بشــكل ســلس، من الناحية األمنية والتنظيمية، تلمح إلى إمكانية وقوع هجمات ضد مشجعيها.
وكشــفت تقاريــر إســرائيلية أن الطاقــم الديبلوماســي اإلســرائيلي التابــع لــوزارة اخلارجيــة، والذي ميكث حاليا بشــكل مؤقت في قطر، ملتابعة املشــجعني اإلسرائيليني الذين يتوافــدون هناك، حلضــور املباريــات كباقي سكان العالم، قدم للســلطات القطرية، وأيضا لـ «الفيفا» احتجاجا علــى تعامل القطريني مع الطواقم اإلسرائيلية.
جــاء ذلــك بعدما حتــدث مراســلو قنوات تلفزيونية إسرائيلية، ومشجعون إسرائيليون ذهبوا إلى هنــاك، عن جتربتهم مــع املواطنني القطريــني، الذيــن رفضوا التعامــل معهم بعد معرفة جنسياتهم، ومن ضمنهم من أشار إلى أنه جرى االمتناع عن تقدمي الطعام لهم في املطاعم، وآخرون طردوا من سيارات األجرة.
وذكرت قنــاة « »i24news اإلســرائيلية، أن الرســالة التي وصلت الــى القطريني هي أن مســؤولية ما حدث وما ســيحدث فــي الدولة اخلليجية هي عليهم، وأن اإلســرائيليني كانوا يتوقعــون أن يتم الســماح للطواقم اإلعالمية بالعمل بحريــة صحافية كاملة، وللمشــجعني الذيــن وصلــوا ملشــاهدة املباريــات التجول بصورة آمنة.
وأضافــت «بعد الصــور ومقاطــع الفيديو التي جــاءت من قطر فــي األيــام األخيرة، مت عقد مناقشــات جارفة في مجلس األمن القومي حول مســألة ما إذا كان من الضروري تشــديد التعليمات لإلســرائيليني في قطر، أو أن هناك حالة لتغيير حتذير السفر».
وبدا أن رســالة االحتجاج هدفها التشويش فقــط علــى التنظيم القــوي لدولة قطــر لهذا احلدث العاملــي، الذي تتم إدارتــه بكل مهنية، خاصة وأن لقطات ســابقة بثت على وســائل إعــالم إســرائيلية، أظهرت اقحام املراســلني اإلسرائيليني أنفسهم وسط اجلماهير العربية، من خالل محاولــة العمل علــى مقابالت معهم بطريقة غير مهنية.
وقــد ظهر أحد املراســلني وهــو يتحدث مع مشجعني عرب، ويبلغهم بأنه إسرائيلي، وحني نفروا من املكان، بدا يصيح في املكان «إسرائيل أمر واقع»، وهو ما دفع بأحد املشجعني إلى الرد عليه «ما في إسرائيل هناك فلسطني».
كما قام مشــجعون بالهتاف لفلسطني خالل تصوير قنــوات إســرائيلية املشــجعني قرب مالعب كرة القدم، لكن لم يظهر أي احتكاك بتلك الطواقم، كما تدعي إسرائيل.
وأظهــرت اللقطــات التــي بثهــا اإلعــالم اإلســرائيلي محاولــة املراســلني تســجيل اختراقات في مجال التطبيع، من خالل احلديث مع املشــجعني العرب، غير أن هــذه احملاوالت فشــلت في تســجيل أي مــن أهدافهــا خالل املونديال.
في املقابل ظهرت أعالم فلســطني في غالبية املباريات التــي أقيمت حتــى اللحظة في دولة قطر، كمــا لوحــظ الكثير من املشــجعني وهم يتوشحون بالكوفية الفلسطينية.
يأتــي هــذا علــى خلفيــة تســجيل عــدد من احلــوادث غيــر اللطيفــة مع املشــجعني اإلســرائيليني، وأيضــا تعــرض الصحافيني اإلســرائيليني الذي جاءوا لتغطيــة املباريات الى عدد مــن املواقف، متــت مهاجمتهم خاللها لفظيا والى تعامل عدواني وهجومي من جانب مشجعني ومواطنني وسكان قطريني، وعمال في املالعب وغيرهم..
وفي هذا الســياق نقلت «القناة »13 العبرية عن مصدر سياســي قوله إنه فــي حال التوجه اإلســرائيلي للقطريني لم يســاعد ولم يحسن العالقة جتــاه اإلســرائيليني الذيــن ميكثون هناك، فإنه يتوجب على إســرائيل أن تبلغ قطر وتوضح لها مسؤوليتها عن األمر.
جــاء ذلــك في وقــت كشــف فيــه التقرير اإلســرائيلي أن مجلــس األمــن القومي في تل أبيب، أجرى نقاشــات متواصلــة خالل األيام األخيرة بعد مشــاهد الفيديــو التي وصلت من قطر حــول التعامل مــع اإلســرائيليني، حيث تناولت النقاشــات إمكانية حتديــد التعليمات
لإلسرائيليني املوجودين هناك، وكذلك مناقشة إن كانــت هناك حاجــة لتشــديد التحذير من الســفر، حيث أقر في النهاية عدم تغيير درجة التحذير.
وذكرت «القناة »13 أن مستوى التحذير اآلن 3 من إجمالي 4 مســتويات، مضيفة «ســتجرى املناقشات حول هذه القضية باستمرار وبشكل مستمر طوال أيام كأس العالم».
وزعمت القناة أنه خالل األســبوع األول من مباريــات كأس العالــم لكرة القــدم التي تقام في قطــر «كانت هناك عدة حوادث غير ســارة للجماهير اإلسرائيلية».
وتابعت: «حتى الصحافيون اإلســرائيليون الذيــن مت إيفادهم من قبل اجلهــات اإلعالمية اخملتلفــة لتغطية مباريــات املونديال، تورطوا فــي الكثير مــن احلــوادث التــي هوجموا في بعضها لفظيــا، وفي بعضها اآلخــر مت التعامل معهم بشــكل معاد وعدواني مــن قبل جماهير ومواطنني وســكان قطريني، وعاملني في مجمع املالعب وغيرهم».
لكــن القنــاة العبريــة تغافلت عــن أفعال الصحافيــني اإلســرائيليني، الذيــن تعمــدوا احلديــث مــع املشــجعني العرب، رغــم رفض املشجعني احلديث معهم.
يشار إلى أن نقابة الصحافيني الفلسطينيني عبرت عن تقديرها وتثمينها للموقف الشــعبي العربي «الذي عزل ونبذ إعالم االحتالل املتسلل إلى مونديال قطر ،»2022 الذي قالت إنه «أكد أن فلسطني هي قضية العرب جميعا».
كما ثمنت رفــض جميع العــرب التعامل مع إعالم االحتالل الذي قالت إنه «حاول أن يسيس املونديال ويستغله لصالح مترير التطبيع».
وكان الناطــق باســم حركــة حمــاس عبد اللطيــف القانوع قد أشــاد بحالــة «التضامن الواســعة مع قضيتنا الفلسطينية في مونديال قطــر »،2022 وقــال في تصريــح صحافي «إن تربع فلسطني في قلب مونديال قطر 2022 يؤكد أنها القضية املركزية لألمة، وحاضرة في قلوب املاليني من أبناء أمتنا وأحرار العالم»، مشــيرا إلــى أنها «دليل علــى عزلة هــذا الكيان احملتل ألرضنا ومقدساتنا لدى شعوب األمة واملنطقة».
وأثنــى على اجلماهير العربية واإلســالمية وكل أحرار العالــم الذين يعبرون عن تضامنهم مع القضية الفلســطينية العادلــة، ويرفضون االحتالل والقبول به في املنطقة.