ليبيا.. لقاء جديد يجمع املشري وعقيلة صالح في القاهرة... ومناقشات حول السلطة التنفيذية واملناصب السيادية
بدأ القضاء التونســي باســتجواب رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، للمرة الثانية فيما يتعلق بقضة «التســفير إلى بؤر التوتر»، وهو ما اعتبرته حركة النهضة محاولة جديدة إللهاء الرأي العام عن قضاياه األساسية.
ووصــل الغنوشــي، صباح االثنــن، إلى القطب القضائي ملكافحة اإلرهاب في العاصمة، حيث مت التحقيــق معه بشــبهة «التورط في شبكات التسفير الى بؤر التوتر».
وهذه املرة الثانية التي يتم فيها االســتماع للغنوشــي في قضيــة «التســفير»، حيث مت االســتماع له في القضية ذاتها في شهر أيلول/ سبتمبر املاضي.
وجتمــع عدد من قيــادات وأنصــار حركة النهضة قرب القطب القضائي ملكافحة اإلرهاب للتعبير عن مساندتهم للغنوشي.
وقال نائب الغنوشي، نور الدين البحري إن مثوله مجددا أمام ُقطــب مكافحة اإلرهاب ُيعد حلقة جديدة من «مسلســل محاوالت التنكيل به والغايات املكشوفة واملفضوحة››.
وأضاف في تصريح إذاعي «الغنوشي ميثل اليوم أمام قطب مكافحــة اإلرهاب في القضية ذاتها املتعلقة مبلف التسفير التي ظل مبقتضاها في شــهر ســبتمبر املاضي مدة 24 ساعة رهن التحقيق لدى فرقــة مكافحة اإلرهاب في ثكنة بوشوشة، ومواصلة التحقيق معه تندرج في إطار إلهاء الرأي العام عن القضايا احلقيقية».
وأشــار البحيري إلى أن «شخصا (لم يحدد هويتــه) مت التحقيق معه في قضية التســفير أشــار خالل األبحــاث إلى إمكانيــة أن يكون للغنوشي عالقة بهذا امللف، فتمت دعوة األخير للتحقيق فــي وقت لم تتم فيــه دعوة أطراف أخرى مت ذكر اسمائها››.
فيما قــال عضو هيئة الدفــاع عن القيادين اليسرين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عبد الناصر العوينــي، إن الهيئة وجدت رابطا بن ملف التسفير وقضية االغتيال.
وأوضح بقوله «وجدنا ارتباطا مباشرا بن ملف التسفير الذي يتم التحقيق مع الغنوشي بشــأنه وملف مصطفى خذر (القيادي السابق في النهضة) وملف االغتيــاالت وملف أنصار الشــريعة. وهنــاك مباشــر بن املســؤولن واملتهمن واملطلوب سماعهم في ملف التسفير وبن ملفات االغتيــال. وأجهزة الدولة املتمثلة
في القضاء واملنظومة األمنية مطالبة بكشــف احلقيقــة». ونفــى العويني محاولــة الهيئة تدويــل قضية اغتيال بلعيــد والبراهمي، بعد عقدهم ندوة صحفية حول القضية في جنيف، موضحا بقوله «نسعى فقط إلبالغ الرأي العام الدولي بخطورة ما كان يحدث في تونس».
وتابع منتقدا حكومة الترويكا «هناك حديث عن أنهم دميقراطيــون وليبراليون ويؤمنون بالتداول على الســلطة، لكنهــم تواطؤوا مع اإلرهاب والتكفير، وكل هذا يجب أن يقال على الصعيد الدولي».
من جانــب آخــر، انتقد كمــال اجلندوبي، الرئيــس الســابق لهيئة االنتخابات املســار االنتخابي احلالي والذي قل إنه «ال يؤســس النتخابات حرة ونزيهة وشــفافة، ويقطع مع املسار الذي مت ارســاؤه منذ 2011 وإلى حدود .»2019 وأضاف «االنتخابات التشريعية املقبلة ال تأتــي في اطــار تدعيــم الدميقراطية، وفق تصريحــه، معلال ذلك بالقطيعــة التي حدثت
رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي
مع املسار الذي بداناه في 2011 رغم صعوباته وهناته واشــكالياته، فإلى حدود 2019 كنا في سياق متعثر ولكن حققنا أشياء ايجابية ولعل أهمها التداول السلمي على السلطة وهي عملية أساسية عشناها طيلة 10 سنوات، ولكن اليوم أصبح األمر مختلفا متاما››.
كما شــكك اجلندوبي في اســتقاللية هيئة االنتخابــات احلاليــة، معتبــرا أن «املســار االنتخابي احلالي هو مسار تهدمي ملا وقع بناؤه بعناء خالل السنوات املاضية».
وقــال إن «إجــراء انتخابــات برملانية في الســياق احلالي فيــه ضربة كبيرة للمســار الدميقراطــي وضــرب للمؤسســات املنتخبة حتت عنــوان: احلالة االســتثنائية واالنفراد الكامــل واملطلق بكل شــيء من قبــل رئيس اجلمهوريــة. وهــذه العوامــل مجتمعة تضر باحمليط االنتخابي الذي يتميز بانعدام الثقة».
وتســاءل بقوله «كيــف ميكن ان نقــول انها انتخابات دميقراطية وشــفافة ونزيهــة؟ كما أن املقارنة باحملطات االنتخابية السابقة ال جتوز، وما قام به الرئيس قيس ســعّيد هّو نوع من اخلداع، وخاصة أنه لم يلتزم بالنص املكتوب الذي أقســم على احترامه (في إشارة لدستور .»)2014
كمــا اعتبــر اجلندوبــي أن العمليــة االنتخابيــة «أصبحت مشــوهة منذ احلملة االنتخابية ضمن الــدور الثاني لالنتخابات الرئاســية في 2019 حن كان ســعيد يقوم بحملته االنتخابية بينما كان منافسه (نبيل القروي) في الســجن. وهناك شيء مخفي (لم يذكره) لم يقل للتونســين زمن العملية االنتخابية».
وأضــاف «ســعيد لــم يعــد رئيســا لكل التونســين بل جلزء منهم ضد جزء آخر، كما أنه لم يعد يجســد فكرة الوحدة والوطن، بل إنــه الرئيس في حملة انتخابيــة دائمة، وهو املعني باالنتخابات رئيس اجلمهورية وأن هذا االستحقاق ال يعني املواطنن وال األحزاب وال غيرهم».
طرابلس «القدسالعربي» من نسرين سليمان:
من جديد، تعود االتفاقيات بن مجلســي النواب والدولة على رأس قائمة األحــداث الهامة واملثيرة للتســاؤالت واجلدل واملتابعة، حيث يجتمع مجددا رئيس مجلــس النواب واألعلى للدولة في العاصمة املصريــة القاهرة لإلعــالن عن سلســلة توافقات جديدة بعد أن وعدوا بحل أزمة االنقسام قبل نهاية عام 2022 .
ونقلت مصادر إعالميــة صباح اإلثنن أن رئيس مجلــس النواب، عقيلــة صالــح، ورئيس اجمللس األعلى للدولة، خالد املشري، سيلتقيان في العاصمة املصريــة القاهرة، اإلثنن، لبحث عــدة ملفات منها السلطة التنفيذية. وكشفت ذات املصادر، أن عقيلة واملشري سيناقشــان القاعدة الدســتورية أيضا، واألســماء املرشــحة من اجمللســن لشــغل بعض املناصب السيادية.
وأضافت إن املشــري ســيعرض ما انتهى إليه مجلس الدولــة بخصوص فرز ملفات املرشــحن للمناصب الســيادية كما ســيطرح عقيلــة رؤية مجلس النواب بخصوص األســماء التي ســتدير الســلطة التنفيذية، والتي ســيحيلها إلى مجلس الدولة.
وفور وصول رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى القاهرة، قال في كلمة له إن الســلطة التنفيذية املتمثلــة في حكومة الوحــدة الوطنية كانت لديها مهام معينة في مدة معينة وفشــلت فيها، موضحا أنه في األيام القليلة املقبلة ســتتوافق مع اجمللس األعلى للدولة بشأن ملف املناصب السيادية.
وأضاف عقيلة صالــح أن مجلس النواب أجرى تعديًال دستوريًا أعطى فيه صالحية إنشاء القاعدة الدســتورية من قبل جلنة مشــتركة بــن البرملان ومجلــس الدولة. وتابع عقيلة صالح أن عدم وجود مبعوث أممــي خالل الفتــرة املاضيــة عطل إجناز القاعدة الدســتورية، ألن اجتمــاع اللجنة يجب أن يكون برعاية أممية.
ودعا عقيلــة صالــح املبعوث األممــي عبدالله باتيلي إلى دعوة جلنة القاعدة الدستورية املشكلة من مجلسي النواب والدولة لالجتماع، وأنه سيكون هناك اتفاق بن مجلسي النواب والدولة على اختيار سلطة تنفيذية موحدة.
كما دعــا رئيس مجلــس النــواب عقيلة صالح اللجنة املكلفة بإجناز القاعدة الدستورية، بإرسال مخرجاتها إلى املفوضية الوطنية العليا لالنتخابات إلجراء االستحقاق االنتخابي.
وقال صالح في مؤمتر صحافي من القاهرة على هامش اللقاء املقرر عقــده مع رئيس مجلس الدولة خالد املشري: «اجلميع يدعو إلى االنتخابات ولكن هي بحاجة إلى بيئة مناســبة وجتهيز، وأشــار إلى أن ليبيا بها إعالن دســتوري وِضع بعد جناح ثورة 17 شــباط / فبرايــر وبناء عليه جــرت انتخابات املؤمتر الوطنــي العام، ومجلس النواب ثم انتخبت جلنة صياغة مشــروع الدستور.. فإذن هناك قاعدة دستورية قائمة، وهناك مشروع جديد لدستور دائم نتمنى أن يجري التوافق عليه».
وفــي تشــرين األول/ أكتوبــر املاضــي، أعلن املشري اتفاقا مع عقيلة صالح، على توحيد السلطة التنفيذية واملناصب الســيادية في فترة ال تتجاوز حلول العام املقبل .2023 وقال املشري، خالل مؤمتر صحافي مع عقيلة صالح في مقــر وزارة اخلارجية املغربية، لــن يحل بداية العام 2023 إال وقد توحدت السلطة التنفيذية واملناصب السيادية.
وبشــأن تفاصيل املباحثات مــع رئيس مجلس النواب، قال املشــري التقيت مع املستشــار عقيلة صالح فــي لقاءين متتالين درســنا فيهما بعمق ما يعانيــه وطننا من مشــاكل وآالم، وتوصلنا إلى أن انقســام املؤسسات أدى إلى سوء أحوال املواطنن، وإلى تعميق األزمة.
وتعليقا على اتفاق املشري وعقيلة، اعتبر رئيس حكومة الوحــدة الوطنية عبداحلميــد الدبيبة، أن احلديث عن مســارات موازية مثل تقاسم املناصب السيادية لم يعد مقبوال، وقال إن الليبين يطالبون اجلميــع باإليفــاء بالتزاماتهم جتــاه االنتخابات حسب تغريدة على حسابه مبوقع تويتر .
وقبــل يومــن، نشــر املعهــد امللكي للشــؤون الدولية في بريطانيا، تشــاتام هاوس، تقريرا حول املفاوضات التي جتري بن رئيســي مجلس النواب عقيلة صالــح واألعلى للدولة خالد املشــري، قائال إن االتفاق بن شــخصن لن يكون كافيا حلل األزمة الليبية.
وأوصي املعهد في دراســة بحثية املمثل اخلاص لألمن العــام رئيس بعثة األمم املتحــدة للدعم في ليبيــا عبدالله باتيلي بأن يحذر مــن فخ الترتيبات املوقتة. قائال إن كل خطة لالنتقال الليبي منذ العام 2011 تفضي إلى إنشــاء إدارة موقتة، وكل واحدة جتاوزت تفويضها، وأضاف احلقيقة البســيطة هي أنه مبجرد ظهور نقــاش حول إدارة موقتة، يتوقف احلديــث عن أي خطة انتقالية، حيــث يعمل القادة بجد جلعل وضعهم املوقت دائما .
وحمل التقرير عنــوان «األمم املتحدة تعمل على مدار الســاعة في ليبيا» ونقل فيه الكاتب ما ســماه أربعة دروس أساسية للتعلم السريع، تقول ال ميكن حلكومة موقتة بقيادة صالح واملشــري أن تســتمر في تقدمي تقدم ســطحي بشــأن تطويــر القوانن االنتخابية واألساس الدستوري لالنتخابات - كما فعلوا طــوال املفاوضات املمتدة هــذا العام - دون إحراز تقدم فعلي.
وأشــار تشــاتام هاوس بأن صالحيات مجلس النــواب واجمللس األعلــى للدولة انتهــت، كما أن حكومة الوحــدة الوطنيــة لم تلتــزم بالتفويض املمنوح لها ولم حتتــرم تعهداتهــا، داعيا املبعوث األممــي إلى االعتراف بــأن اجملموعــة احلالية من القــادة املؤسســن قد فقــدت شــرعيتها وال ميكن االعتماد عليها إليجاد حل مستدام .
وفي األول من تشــرين الثاني/ نوفمبر طالب 50 عضوا باجمللس األعلى للدولة، مكتب رئاسة اجمللس بأن تكــون األولوية للتفاوض مــع مجلس النواب للقاعدة الدســتورية والقوانن االنتخابية وموعد إجراء االنتخابات، مشــددين على ضرورة اعتماد هذه التراتبية في اجللسة املقبلة للمجلس.
جاء ذلك في رســالة وجهها األعضــاء الـ05 إلى مكتب رئاســة اجمللس األعلى للدولــة، رتبوا فيها أولويــات التفاوض مــع مجلس النــواب في إطار العملية السياسية.