Al-Quds Al-Arabi

خامنئي يؤكد ضرورة تعزيز بحرية اجليش اإليراني واخلارجية تنفي تورطها بهجوم على ناقلة نفط

-

أكد املتحدث باســم وزارة اخلارجيــة اإليرانية ناصر كنعانــي، أمس االثنني، أنه لن يكــون هناك أي تعاون مع اللجنة السياسية املسماة «جلنة تقصي احلقائق».

وكان مجلس حقوق اإلنســان التابع لألمم املتحدة قد قرر، اخلميس املاضي، إجراء حتقيق مستقل بشأن العنف املستمر ضد املتظاهرين السلميني في إيران احتجاجا على وفاة الفتاة مهسا أميني لدى احتجازها في مركز الشرطة خملالفتها قواعد الزي اإلسالمي.

وقــال كنعاني إن اجلمهورية اإلســالمي­ة أنشــأت في إطار مســؤوليات­ها الوطنية، جلنة وطنية بحضور خبراء ومحامني وممثلني رســميني وغير رسميني، بحسب وكالة أنباء اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية (إرنا).

وأضاف: «لقــد تصرفت احلكومة مبســؤولية في هذا اجملال حتــى اليوم وســتواصل مســؤوليته­ا من خالل تشكيل جلنة وطنية وســتقدم معلومات واضحة». وقال كنعانــي: «لدينا معلومــات محددة تثبــت أن الواليات املتحدة ودوال غربية وبعض حلفــاء أمريكا كان لهم دور في االحتجاجــ­ات». وكانت وكالة أنباء نشــطاء حقوق اإلنســان «هرانا»، التي تتخذ مــن الواليات املتحدة مقرا لها، قد ذكــرت مؤخرًا أن ما ال يقل عن 455 شــخصًا على األقل لقوا حتفهم في ظل موجة االحتجاجات التي جتتاح إيران في الوقــت الراهن. وقدرت الوكالــة عدد األطفال الذيــن قتلوا بـ 36، وأن عدد االعتقاالت بلغ 18 ألفا و071، مع حتديد هوية 3234 من احملتجزين.

إلــى ذلك، قالت وزارة اخلارجيــة اإليرانية، في بيان، إنها اســتدعت الســفير األملاني في طهــران، هانز أودو موتســيل، لالحتجاج على قرار مجلس حقوق اإلنســان الــذي وصفته بأنــه «خطــوة خاطئة تســتند إلى نهج سياسي في موضوع حقوق اإلنسان». وأبلغت اخلارجية اإليرانية الســفير األملاني بأن طهران لــن تتعاون مع أي آلية تستند إلى القرار.

بدورهــا، حثت وزيــرة اخلارجيــة األملانيــ­ة أنالينا بيربوك، الــدول األعضاء في األمم املتحدة على دعم بعثة تقصي احلقائق الدولية «لضمان» محاســبة املســؤولن­ي عن القمع فــي إيران. وحذرت من أنه مــا لم جنمع األدلة اليوم ومــا لم ندعــم هذا القــرار، فلن تتحقــق العدالة للضحايا». من جانبهــا، قالت خديجة كرميي، التي مثلت إيران في اجتماع اجمللــس، إن الواليات املتحدة وأوروبا «يفتقــرون إلــى املصداقيــ­ة األخالقية لتوجيــه الوعظ بشأن حقوق اإلنسان وطلب جلسة خاصة حول إيران».

وقف الترحيل إلى إيران

وفي ســياق متصل، قال رئيس مؤمتر وزراء الداخلية األملان، يواخيم هيرمــان، االثنني، في ميونخ: «نتفق على عدم تنفيذ عمليات ترحيل إلى هناك (إيران) حتى إشعار آخر»، مضيفا أن الترحيل إلى إيران ســيقتصر فقط على اخلطيرين أمنيا واجملرمــن­ي اخلطرين بعد تقييم كل حالة على حدة. عمال من شركة أصفهان للحديد يهتفون في مدينة أصفهان وسط إيران

وطالــب هيرمان احلكومة االحتاديــ­ة األملانية بتزويد الواليــات بتقييم محدث للوضع في إيــران، موضحا أنه ينبغي أن يكــون هذا هو األســاس ملزيد مــن القرارات. ويجتمع وزراء الداخلية األملان على املســتوى االحتادي والواليات في ميونــخ في مؤمترهم اخلريفي من األربعاء حتى اجلمعة املقبلة.

إطالق سراح مئات السجناء

في املقابل، أطلق ســراح أكثر من 700 شخص في إيران بعد فوز منتخبها على ويلز فــي مباريات كأس العالم في قطر، حســبما أعلنت وكالــة «ميزان أوناليــن» التابعة للسلطة القضائية، أمس اإلثنني. وبعد خسارتها 2-6 أمام إنكلترا، فــازت إيران اجلمعة على منتخــب ويلز بهدفني مقابل صفر، بينما ستواجه الواليات املتحدة الثالثاء.

وقالــت الوكالة: «بنــاء على قرار خــاص من رئيس الســلطة القضائية بعــد فوز املنتخب الوطنــي... مقابل منتخــب ويلز، أطلق ســراح 709 ســجناء مــن مختلف الســجون في البالد». وأضافت أن من بني هؤالء «بعض األشخاص الذي أوقفوا خالل األحداث األخيرة»، من دون ذكر مزيد مــن التفاصيل. كما أفرجت الســلطات بكفالة، األحد، عن املمثلة اإليرانية الشــهيرة هنغامه قاضياني، علــى ما ذكــرت وكالتا أنبــاء بعد أكثر من أســبوع على

توقيفها بعدما دعمت حركة االحتجاج في البالد. وذكرت وكالة إرنا الرســمية لألنباء أن اإلفراج عن قاضياني أتى األحد «بأمر من الســلطة القضائيــة». وأوضحت وكالة تسنيم أنه مت اإلفراج عن املمثلة بكفالة.

وأوقفت قاضياني في 20 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما حضت على «أعمال شغب» ودعمتها وتواصلت مع وسائل إعالم تابعة للمعارضة، على ما ذكرت «إرنا».

كما أعلنت وكالــة «إرنا»، اإلثنني، اإلفــراج عن «مقدم البرامــج الســابق فــي التلفزيــو­ن احلكومــي محمود شهرياري بعد شــهرين من االعتقال». وأوقف شهرياري البالغ 63 عاما في نهاية أيلول/ســبتمبر بتهمة «التشجيع على أعمال الشغب والتضامن مع العدو».

واســتدعى القضاء، مــن جانبه، األســتاذ في جامعة طهران صــادق زيباكالم، اإلثنني، بتهمة «اإلشــارة دون دليل»، األحد، في تغريدة إلى مقتل «أكثر من 400 إيراني» في التظاهرات، بحسب إرنا. وكتب زيباكالم على تلغرام بعد استدعائه اإلثنني: «استند هذا الرقم إلى تقرير منظمة حقوق اإلنســان اإليرانية، ومقرها النرويــج، وبيانات وســائل اإلعالم الناطقــة باللغة الفارســية في اخلارج، وليس لدي معلومات موثوقة عن عدد القتلى».

كما اعتقل احلرس الثوري املســؤول الرئيســي بقناة «إيران إنترناشونا­ل» في مدينة خوي مبحافظة أذربيجان الغربية. وذكــرت وكالة «مهر» اإليرانيــ­ة لألنباء، أمس

االثنني، أن استخبارات احلرس الثوري حددت واعتقلت املســؤول في القناة «اإلرهابية». وقالت العالقات العامة ملقر حمزة ســيد الشــهداء للحرس الثوري في محافظة أذربيجان الغربية، في بيان، إن املســؤول الرئيسي لهذه القناة يقــوم «بتحريــض اآلخرين على أعمال الشــغب واإلخالل باألمن عبر نشر العديد من الدعوات في الفضاء االفتراضي». وأضاف البيان أن هذا الشــخص كان ينوي «ارتكاب أعمال تخريب وتقويض األمن العام في املدينة»، فتم اعتقاله في عملية استخباراتي­ة معقدة. وقناة «إيران إنترناشيون­ال» هي قناة فضائية ناطقة باللغة الفارسية، ويقع مقرها الرئيســي في لندن، ولهــا مكاتب في أوروبا والواليات املتحدة، وبدأت البث في أيار/مايو .2017

أمــا في أصفهــان، فقتــل عنصر في احلــرس الثوري اإليراني بالرصاص، االثنني، وفق وكالة «إرنا» الرســمية لألنباء.

ونقلت «إرنا» عن نائب احلاكم احمللي محمد رضا جان نثاري، قولــه إن العنصر قتل في هجوم مســلح في هذه املدينة في وسط البالد. وأضاف أن التحقيق جار لتحديد «منفذي» الهجوم، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي منتصف تشــرين الثاني/نوفمبر، أطلق مهاجمان علــى دراجة نارية النار من أســلحة آلية على عناصر من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة اثنني آخرين بجروح.

أكد املرشــد األعلى اإليراني، علي خامنئي، ضرورة تعزيــز القــوة القتاليــة واملعــدات الدفاعيــة لبحريــة اجليش، بحســب ما أوردتــه وكالة أنبــاء اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية (إرنا)، أمس االثنني.

وأكــد خامنئي خــالل لقائه عــددا من قادة ســالح البحرية، ضــرورة مواصلة اإلبحار فــي أعالي البحار، واســتثمار الفــرص والطاقــات الهائلة للبحــر وجعله ثقافــة عامة في البالد، قائــال إن «تعزيز عالقة القوات املسلحة باحلكومة والقوى األخرى سيساعد على فهم األمور والتعاون فيما بينها وإحراز التقدم في البالد».

وأشــار إلــى تاريــخ املالحــة البحريــة لإليرانيــ­ني في املاضــي، التي انتقلــت عبرها الثقافــة واحلضارة اإلســالمي­ة واإليرانية إلــى العالم، مضيفــا: «رغم هذا السجل وطول السواحل البحرية في الشمال وخاصة في جنوب إيران، مت إهمال ثقافة استثمار فرص البحر في البالد، ويجب أن تصبح ثقافة عامة للشعب».

ورأى أنــه «من الضروري خلق ثقافة في هذا اجملال وخلق فهم عام للبحر كبنية حتتية أساسية»، ووصف اإلنتــاج الفنــي، مبا في ذلك الرســوم املتحركــة، بأنها فاعلة في التعريف بالفرص املتنوعة للبحر، وقال: «من خالل اســتخدام اإلنتاج الفني والتعريــف بإمكانيات التنميــة البحريــة للبــالد، فــي القطاعــني العســكري واملدنــي، سيتشــجع املواطنــو­ن أكثر الســتخدام هذه الفرص».

وفي األثنــاء، قال املتحدث باســم وزارة اخلارجية اإليرانيــ­ة، ناصــر كنعانــي، إن إيران «ترفــض متاما» اتهام الواليات املتحــدة لها بالتورط في هجوم بطائرة مســيرة علــى ناقلة نفــط قبالــة الســواحل العمانية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية.

وأفادت وكالة «بلومبرغ» لألنباء أمس االثنني، بأن الواليات املتحدة كانت حملت إيران مسؤولية الهجوم الــذي وقع في وقت ســابق من الشــهر اجلــاري، على ناقلة النفــط التي تعود إلى رجل االعمال اإلســرائي­لي الثري، عيدان عوفر.

وقــال جيــك ســوليفان مستشــار األمــن القومــي األمريكي، في بيان له بعــد وقوع الهجوم: «ليس هناك تبرير لهــذا الهجوم، وهو األحــدث ضمن منط من هذه العمليــات واألنشــطة املزعزعــة الســتقرار احلدود»، مضيفا أن إيران يتزايد اســتخدامه­ا للطائرات املسيرة «بصــورة مباشــرة وعــن طريــق وكالئهــا فــي أرجاء الشرق األوسط وإرســال املزيد من هذه الطائرات إلى روسيا الستخدامها في أوكرانيا».

فيما قالت شــركة «إيسترن باســيفيك شيبينغ» إن ســفينتها «إم في باســيفيك زيركون» تعرضت لضربة مبقذوف على مســافة نحو 241 كيلومترا من الســاحل العماني .

وردت مصــادر إيرانيــة علــى االتهامــا­ت قائلــة إنهــا مســرحية إســرائيلي­ة نفذت بالتعــاون مع بعض حكومــات املنطقــة بهــدف اتهــام إيــران والتأثير على مجريات التحضير أللعاب كأس العالم في قطر.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom