جزر القمر: حكم بسجن الرئيس السابق مدى احلياة بتهمة «اخليانة العظمى»

■ مورونــي- أ ف ب: حكــم على رئيس جــزر القمر السابق، أحمد عبد الله ســامبي، أمس اإلثنني، بالسجن مدى احلياة، بعــد محاكمة بتهمة اخليانــة العظمى أمام محكمة أمن الدولة، على ما أعلن رئيس احملكمة.

وقرارات هذه احملكمة اخلاصة غير قابلة للطعن. وظهر ســامبي البالغ 64 عامًا لفترة وجيزة في اليوم األول من محاكمته األســبوع املاضي للتنديد بإجــراء يعتبره غير عادل، ثم تغيب عن باقي اجللســات. وقال رئيس احملكمة عمر بن علــي خالل تالوة احلكم: «حكم عليه (ســامبي) بالســجن مدى احلياة وبتجريده من حقوقه السياسية واملدنيــة»، أي حقه في التصويت وتقلــد مناصب عامة، مضيفًا: «تأمر احملكمة مبصادرة ممتلكاته وأصوله لصالح اخلزينة العامة».

وظهر ســامبي لفتــرة وجيزة فــي اليــوم األول من محاكمته األسبوع املاضي للتنديد باإلجراء. وص ّرح وقتها «تشكيل احملكمة غير قانوني، وال أريد أن أحاكم أمام هذه احملكمة». وقال املدعــي العام علي محمد جنيد، اخلميس: «لقد خان املهمة التي كلفه بها مواطنو جزر القمر» مطالبًا بعقوبة السجن مدى احلياة للرئيس السابق.

وســامبي، املعارض األبــرز للرئيس احلالــي غزالي عثماني، متهــم بالتورط في فضيحــة برنامج «املواطنة االقتصاديــة». وكان الرئيــس الســابق )2011-2006( أصدر قانونا فــي العام 2008 يتيح بيع جوازات الســفر بسعر مرتفع ملن يسعون للحصول على اجلنسية.

ومت استخدام البرنامج الذي يستقبل مبوجبه عشرات اآلالف مــن «البدون» مــن دول اخلليج الذيــن يعتبرون مواطنني مــن الدرجة الثانية في وطنهــم ومحرومني من وثائق الهوية، كوسيلة مللء خزينة الدولة.

وقالت تيسالم سامبي، ابنة الرئيس السابق، إن «هذه العقوبة تتماشــى متاما مع ما رأيناه حتى اآلن، مسرحية قانونية قادها أعضاء في احلكومة انتهت بالســجن مدى احلياة ألكبر معارض سياسي للنظام احلالي».

وأكد محاميه محمود أحمده الذي حتدث للصحافة من مكتبه أنه توقع أن تتبع احملكمة توصيات (النيابة العامة) بالســجن مدى احلياة. وأضاف: «لكن ما أســتغربه هو

جتريد السيد سامبي من حقوقه املدنية وهو أمر لم تطلبه النيابــة». واتهم ســامبي باختالس ثروة فــي إطار هذا البرنامج. وبلغت اخلســائر التي حلقت باحلكومة جراء ذلــك أكثر من 1,8 مليــار يورو، وفقًا للمدعــي العام، أي أكثر من الناجت احمللي اإلجمالي لألرخبيل الصغير الفقير الواقع في احمليط الهندي.

وقال أحد محامي الطرف املدني إريك إميانويل سوسا: «لقد منحوا فاســقني احلق في بيع جنسية جزر القمر كما نبيع الفــول الســوداني». لكن من جانبه، قــال محامي الدفاع الفرنسي، جان-جيل حليمي: «لم يعثر على أي أثر لهذه األموال ولم يكتشف أي حساب».

وكان ســامبي يحاكم في األصل بتهمة الفســاد. وفي أيلول/ســبتمبر، أعيد تصنيف الوقائع علــى أنها خيانة عظمى، وهي جرميــة، وفق حليمي، «غيــر موجودة في قانون جزر القمر». وأضاف: «سيتعني على احملكمة حتديد مفهوم قانوني» لهذه التهمة. وقال املســؤول في احلكومة دانيال علي بندر إنه «راض» ألن احملاكمة مضت «بسالم». لكنه ينتظر «املتابعة في احملكمة املدنية ألنه باإلضافة إلى احلكم بالسجن، يريد أبناء جزر القمر معرفة مصير ماليني اليورو التي مت اختالسها».

ومن بــني املتهمني اآلخريــن في هــذه القضية، رجل األعمال الفرنســي- السوري، بشــار كيوان، الذي حكم عليه بالسجن عشــر ســنوات. وأصدر القضاء في جزر القمر مذكرة توقيف دولية بحقه.

كذلــك، حكم على نائــب الرئيس الســابق محمد علي صويلحي بالسجن 20 عامًا. وبفضل تغّيبه عن احملاكمة، حصل على تصريح بالسفر في تشرين األول/ أكتوبر.

ودرس سامبي، وهو إســالمي شهير يرتدي في معظم األحيــان لباســ ًا تقليدي ًا شــبيه ًا مبالبس رجــال الدين اإليرانيــني ما أكســبه لقب «آيــة الله»، في الســعودية والسودان ثم في مدرسة دينية في إيران.

وجزر القمر التي كانت أرخبي ًال فرنسي ًا يضم ثالث جزر في شمال غرب موزمبيق، عانت سنوات من االضطرابات السياسية. ومنذ استقاللها في العام ،1975 شهدت البالد أكثر من 20 محاولة انقالب، جنحت أربع منها.