Al-Quds Al-Arabi

مسؤولون حكوميون ينتقدون مصر وحصيلة قمة «كوب72» إلهدارهما فرصا لوضع قيود أشد على صناعة الوقود األحفوري

-

■ جنيف - د ب أ: قالت «»منظمة التجارة العاملية أنه من احملتمل تباطؤ وتيرة منو حركة التجارة العاملية حتى العام املقبل في ظل ضعف الصادرات وتراجع ثقة الشــركات مما يؤثر سلبا على حركة التجارة العابرة للحدود. وأعلنت املنظمة أمس اإلثنني تراجع مؤشــرها الدوري للسلع خالل الشهر احلالي إلى 96 نقطة مقابل 100 نقطة خالل آب/أغســطس املاضي. ويشير خط األساس للمؤشر وهو 100 نقطة إلى أن النمو خالل الربع املقبل من العام ســيكون في حدود االجتاهات متوســطة املدى. يشــار إلى أن املرة األخيرة التي تراجع فيها املؤشر إلى أقل من مستوى 100 نقطة قبل جائحة فيروس كورونا املستجد كانت في آب/أغسطس 2015 خالل ما عرف باسم تباطؤ األسواق الصاعدة.

■ القاهرة - رويترز: قال مسؤولون حكوميون أن الــدول املنتجة للوقــود األحفوري اســتفادت من املعاملــة الودية في مصر خــالل محادثات قمة املناخ «كوب72» لتحقيق مــا كانوا يصبون إليه في املفاوضات النهائية التي جرت على عجل، وإحباط من كانوا يأملون في نتيجة أكثر طموحا.

وقال مســؤولون أن مصر، وهــي دولة مصِّدرة للغاز وتتلقى بشــكل متكرر أمواال من دول خليجية منتجــة للنفط، مســؤولة عن جزء مــن األمر لكن احلرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة األوروبية املترتبة عليها كان لها تأثير أيضا.

ويقول مسؤولون مصريون أن األولوية بالنسبة لهــم كانــت توفير األجــواء املالئمــة للمفاوضات والعمل كوســيط محايد. ونفت الرئاســة املصرية للقمة أن تكــون الدول املنتجة للوقــود األحفوري تلقت معاملة من منطلق التعاطف.

وقالت في بيان أن القــرار النهائي في «كوب72» شــمل املدخالت التي مت التوصل إليها بتوافق آراء جميع أطراف اتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشــأن تغيــر املناخ الذين مت التشــاور معهــم جميعا، في إشارة إلى ما يقرب من 200 دولة شاركت في القمة.

وقل هــذا العام تأثير مطالــب اجلماعات املعنية بحمايــة البيئــة والعلماء بأن تتخلــى احلكومات والشــركات عن اســتخراج النفط والغــاز، نظرا لتســارع الــدول األوروبيــ­ة إليجاد بديــل للغاز الروسي.

وأســفرت قمة «كــوب72» عن نتائــج متباينة حيــث رحبت الــدول األكثر تعرضــا لتبعات تغير املناخ باتفاق كان بعيد املنال على إنشــاء صندوق

يخصــص لتمويلها، لكــن النص األساســي الذي ُيلِّخص النتائج الرئيســية عن القمة قال عنه بعض املســؤولن­ي إنه يفتقر للطموح بســبب تأثير الدول املنتجة للوقود األحفوري.

وقال إســن بارث إيده الوزير النرويجي للمناخ والبيئة «القرارات األساســية مــن القمة وبرنامج العمل على تخفيف التأثيــرا­ت ال يعبر بالكامل عن الطبيعــة امللحة ألزمة املناخ وذعــن أكثر من الالزم بالفعل للقــوى املعتمدة أكثر على الوقود األحفوري وذات النظرة الرجعية».

وأضــاف أن بعــض الــدول التي كانــت تدفع بكل قوتها لتأســيس الصندوق اجلديد للخســائر واألضرار حاولت بالتزامن مع ذلك إضعاف صياغة األجزاء املتعلقة بالتخلي عن الوقود األحفوري.

جاءت اتفاقات «كوب72» متســقة مع ما أسفرت عنه قمة غالســكو العام املاضي وهو تسريع وتيرة «اجلهود نحو تقليل االعتمــاد على الفحم في توليد الطاقــة والتخلــص التدريجــي من دعــم الوقود األحفوري» بدال من تعزيز مساعي التخلي التام عن الوقود األحفوري كما كانت تطالب بعض الدول .

كما تضمــن اتفاق العام احلالي إشــارة جديدة إلى «الطاقة قليلة االنبعاثــ­ات واملتجددة». وقالت الرئاســة املصرية للقمة إن الصياغة تعكس جزئيا مفهــوم التحول العــادل الذي تبنتــه كل األطراف والــذي يشــمل اســتخدام الهيدروجــ­ني والطاقة النووية لتقليل االنبعاثات الضارة.

واعترف سامح شكري، وزير اخلارجية املصري الذي ترأس قمة كــوب72، بوجود أوجه محبطة في بعض اجملاالت لكنــه قال للصحفيني بعد االتفاق إن طرفا واحدا ال ميكنه حتقيق كل الطموحات وإن ذلك ال يقلل من قيمة ما مت التوصل له.

وبالنسبة للبعض، قدمت الرئاسة املصرية للقمة اتفاق ًا ُمرضي ًا من خالل إبرام اتفاق تأسيس صندوق اخلسائر واألضرار. وقاومت الدول األكثر مسؤولية عن االنبعاثات الضارة مثل الواليات املتحدة ودول أوروبية الفكرة لسنوات إذ تخشى من اتساع نطاق املسؤوليات.

وقالت سالماويت وبيت، مستشارة مجموعة من الدول األكثر عرضة خملاطر تغير املناخ، أن صندوق اخلسائر واألضرار كان «األمر الوحيد الذي أردناه بشــدة لفترة طويلة من الزمن والتوصل حلل لذلك في كوب التي اســتضافته­ا دولة نامية إجناز عظيم في حد ذاته ويظهر قوتهم الدبلوماسي­ة».

لكن نشطاء املناخ وبعض الوفود قالت أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في أغلب باقي القضايا وأكدوا على أن الصياغة حددتها دول منتجة للوقود األحفوري لعبت دورا علنيا وبارزا أكثر في شــرم الشــيخ عن القمم املناخية السابقة.

وقال منير أكرم سفير باكستان لدى األمم املتحدة عن تأثير حرب أوكرانيا «أصبــح اآلن من الواضح للغايــة أن التحول عن الوقود األحفوري ســيكون صعبا».

قال مسؤولون أن في الساعات األربع والعشرين األخيرة من القمة، عقدت رئاســة كوب72 اجتماعا تضمن دعوات من مفاوضني مــن دول ومجموعات منها سويسرا والواليات املتحدة وأمريكا الالتينية ودول جزيرية صغيــرة ملصر بــإدراج صياغة في االتفاق كانت الهند قد اقترحتها في البداية للتخلي تدريجيا عــن كل الوقــود األحفوري لكــن لم يتم االلتفــات إليهــا. وأضافوا أن 80 دولــة على األقل دعمت مثل تلك الصياغة.

وعبر بعــض املفاوضني عن قلقهــم من أن مصر دفعت مقترحها دون تشــاور شامل مع اتخاذ الدول األكثر إنتاجــ ًا لالنبعاثات الضارة موقف ًا ضد وجود أهــداف أكثر طموحــا للحد من اســتخدام الوقود األحفوري.

وقالــت الرئاســة املصريــة للقمــة لرويترز أن العملية حظيت بإشادة من كل األطراف بأنها مركزة ومحكمة وأن مسألة التخلي التدريجي عن كل أنواع الوقود األحفوري لم توافق عليها الكثير من الدول.

يذكر أنــه قبل اجللســة العامــة اخلتامية التي شــهدتً التوصل لالتفاق بعد اخلامســة ًوالنصف صباحــا بالتوقيــت احمللي، شــاهد صحافيون من رويترز بعض الوفود وهي متفاجئة بإعالن الرئاسة املصرية للقمة في اللحظة األخيرة عن عقد اجللسة. واضطر بعض احلراس إليقــاظ بعض الوفود التي نام أفرادها على أرائك وكراس خارج قاعة اجللســة بعد الثالثة صباحا وأن يبلغوهم بالدخول.

وقالــت أميناث شــاونا، وزيرة املنــاخ في جزر املالديف «األمر كان مستعجال للغاية قرب النهاية... اإلجراء االعتيادي هو املزيد من املشــاورا­ت وحوار مفتوح بشأن تلك األمور».

ووافق االحتاد األوروبي، الذي هدد باالنسحاب، على مضض إلنقاذ اتفاق اخلسائر واألضرار.

وستســتمر مصر في تولي رئاسة «كوب» حلني تسليمها لإلمارات، حليفتها والدولة املنتجة الكبرى للهيدروكرب­ونات، بعد ما يقل عن عام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom