رحيل أمني إسكندر أحد أهم رموز مقاومة التطبيع في مصر
اجلبهة الشعبية لتحرير فلسطني وصفته بـ «املناضل الذي لم يهادن»
شيعت، أمس الثالثاء في مصر، جنازة املفكر القومي أمني إســكندر، الذي وافته املنية عن عمر يناهز الـ 70 عاما.
ويعد إســكندر، الذي لعب دورا في تشــكيل وعي أجيال من احلركــة الناصرية منذ ســبعينيات القرن املاضي من خالل كتاباته وتوليه مســؤولية التثقيف في عدد من األحــزاب الناصرية، أحد أهم رموز مقاومة التطبيع في مصر، والدفاع عن القضية الفلسطينية.
عالمة مضيئة
حزب الكرامة اعتبــر أن الراحل «يعد عالمة مضيئة في مســيرة حزب الكرامة والتيار القومي والناصري، إذ تولى موقع وكيل مؤسسي حزب الكرامة، وكان أبرز كوادر احلزب واحلركة املدنية املصرية».
وســاهم إســكندر بعد ثورة 25 يناير، في تأسيس التيار الشعبي املصري «استكماال ملسيرة نضال حزبي طويلة بدأت في الســبعينيات منذ مشاركته في املنبر االشــتراكي وتأســيس احلزب العربــي الدميقراطي الناصري، وحركة كفاية واجلمعية الوطنية للتغيير»، حســب احلزب، الذي وصف الراحل بـ«أبرز املفكرين القوميــني املدافعني عــن القضية الفلســطينية وحق الشعب الفلســطيني في املقاومة من أجل حترير كامل أرضه وإقامة دولته املستقلة بعيدا عن حلول التسوية االنهزامية».
وأكــد أنــه «قاد مــن أجــل القضية الفلســطينية داخل مصــر وخارجها عشــرات األعمــال اجلبهوية والسياســية، أبرزها عمله كمنســق حلملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق للحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونيــة، وحمالت مقاطعــة البضائع األمريكية والصهيونية، واملشــاركة في مظاهــرات عديدة لدعم االنتفاضــة الفلســطينية والتنديــد بالعــدوان على الشعب الفلسطيني».
كذلك اعتبرت «اجلبهة الشــعبية لتحرير فلسطني» أنه برحيل إســكندر «تخسر فلســطني أحد املنافحني الكبــار عنها وعــن حريتها وحرية شــعبها وحقوقه، وتخســر مصر العروبة أحد مناضليها الكبار في سبيل تأكيد عروبتها ودورها القومي، وتخسر أمتنا العربية أحد أبــرز املدافعني عــن حريتها وحقوقهــا وثرواتها ووحدتها، في وجه األنظمة التابعة واخلائنة حلساب املشروع األمريكي - الصهيوني اإلمبريالي».
وأضافــت أن «االنخــراط املبكر ألمني إســكندر في النضال الوطني والقومي بالتزامن مع نكسة حزيران، كان مبثابة التعبير احلقيقي عــن وعيه املتقد بقضايا
شعبه وأمته، الذي جتسد باألدوار النضالية املشهودة له، منذ تأسيسه ملنتديات الفكر الناصري، ومشاركته في وثيقــة الزقازيق ومظاهــرات ،1977 ثم عضويته املشــهودة في مجلس الشعب، وكمنســق للدفاع عن البطل سليمان خاطر، ودوره في تأسيس حركة كفاية في مواجهــة نظام التوريث الذي حاول النظام فرضه، ومشــاركته الحقا في تأســيس احلــزب الناصري ثم حزب الكرامة». وزادت: «في جميع مراحل نضاله كان منوذجا للمناضل القومي العروبي الذي لم يهادن ولم يساوم في قضيته الوطنية املصرية والقومية العربية، وفي املركــز منها قضية فلســطني التي بقــي وفيا لها ومدافعًا عنها ومناضًلا فــي احملافل الوطنية والقومّية واألممية كافة، حتى الرمق األخير من أجلها».
واختتمــت: «كانــت للراحل الكبيــر عالقة مميزة على مر السنني مع اجلبهة الشــعبية لتحرير فلسطني وقياداتهــا، وخصو ًصا القائد املؤ ّســس جورج حبش واألمني العام الشهيد أبو علي مصطفى».
وتعرض إســكندر لالعتقال مرات عدة خالل فترات حكم الرئيسني املصريني أنور السادات وحسني مبارك، وكان آخرها أثناء ثورة يناير/ كانون الثاني1102.
دعوة إلطالق املعتقلني
ومتسك إســكندر بالدفاع عن حرية الشعب املصري حتى حلظاتــه األخيرة، وظــل يطالــب باإلفراج عن سجناء الرأي. وقال في آخر منشــور كتبه على صفحته الرسمية
على «فيســبوك»: «ملاذا املعاندة؟ ما الضرر من اإلفراج عن كل ســجناء الــرأي مــن الدكتور عبــد املنعم أبو الفتوح إلى أحمد دومة وهالة فهمي وعالء عبد الفتاح وكل ســجناء الرأي مهمــا كان عددهــم، وعندها نبدأ مرحلة جديــدة، والتهديد احلقيقي على مصر ناجت من االستبداد والسلفية والكاب والعمة».
وكان قد كشــف قبل وفاته عن منع نشــر كتاب له بعنــوان «صفر الرئيــس في مصر»، وهــو عبارة عن مقاالت عن السيســي وسياســاته وحصاده السلبي، حســب ما ذكر إسكندر. تولى إســكندر مسؤولية عدة مواقع وأعمال جبهوية، من بينها منســق حملة الدفاع عن ســليمان خاطر، ومنســق احلملة الشــعبية ضد التطبيع والصهيونية، كما يعد واحدا من أبرز القيادات املؤسسة حلركة «كفاية».
وســاهم في كافة مشــروعات وجتارب تأســيس أحزاب ناصرية، بدءا من املنبر االشــتراكي، ثم احلزب االشتراكي، واحلزب الناصري، وحزب الكرامة، والذي شغل فيه موقع وكيل املؤسسني.
كما انتخب عضوا في األمانة العامة للمؤمتر القومي العربي فــي دورته احلالية وعضو مجلس أمناء التيار الشــعبي املصري، وهو من أبرز قيادات احلركة املدنية الدميقراطية.
وللراحل العديد من املؤلفــات، منها «ذاكرة ورؤيا» و«في نقد حتالف كوبنهاغــن»، وكذلك عدد من الكتب املشــتركة مثل «عبــور الهزمية واحلركــة القومية في مائة عام»، و«عصــر القهر والفوضى»، و«نقد التجربة الناصرية ـ رؤى من الداخل».