املالكي يحذر من حكومة تل أبيب املقبلة... يقودها شخص إرهابي متطرف ويختبئ خلفها نتنياهو
طالب بإسراع «اجلنائية الدولية» بالتحقيق في اجلرائم اإلسرائيلية
طالب وزيــر اخلارجية الفلســطيني الدكتور رياض املالكي، بإســراع حتقيق محكمة اجلنائية الدوليــة فــي «جرائم احلــرب» التــي ترتكبها إسرائيل ضد اجملتمع املدني والشعب الفلسطيني، وحــذر من حتول الصراع مــع االحتالل من «أزمة سياسية» إلى «أزمة ذات طابع ديني»، ال يوجد لها حل على اإلطالق.
وشــدد على ضرورة توفير احلمايــة الدولية للشعب الفلسطيني األعزل الذي قال إنه «يواجه احتالال عنصريا غاشما».
جاء ذلك خــالل إطالعه في مقر ســفارة دولة فلســطني بالعاصمة املصرية القاهرة، 25 ســفيرا من السفراء األجانب املعتمدين لدى دولة فلسطني غير املقيمني، على األوضاع في فلسطني، وتصاعد اعتداءات االحتالل اإلســرائيلي بحق الشــعب الفلســطيني. كما أطلع الســفراء علــى التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في املؤسسات الدولية، ومشــاريع القرارات األخيرة في اللجنتني الثالثة والرابعة في الدورة السابعة والسبعني للجمعية العامة لألمم املتحدة.
وأكــد املالكي علــى أهمية االســتمرار باتخاذ املواقــف املنصفة للعدالــة والشــرعية الدولية ومناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه املشروعة. كمــا أطلع الســفراء علــى األوضاع السياســية احملليــة واإلقليمية والدولية، ومــا أفرزته نتائج االنتخابات اإلســرائيلية بصعود اليمني املتطرف إلــى ســدة احلكــم، وتداعياتــه علــى القضية الفلسطينية واملنطقة برمتها، والتي بدأت تتضح برامجها العدوانية واالســتعمارية ومخططاتها ملسح حدود .1967
وأشار إلى تشــكيل حكومة إسرائيلية جديدة، قال إنها ســتكون مختلفة عن جميــع احلكومات الســابقة «مبعنــى أكثر فاشــية وحقــدا وكرها للفلســطيني إلى أبعد درجة»، الفتا إلى أن من بني وزرائها ايتمار بن غفيــر وهو وريث مائير كاهانا وينتمي إلى «منظمة كاخ» التي أعلن أنها إرهابية في إسرائيل والواليات املتحدة.
وقــال املالكي إن ذلك يعني أننا ســننتقل من «أزمة سياسية إلى أزمة ذات طابع ديني لن جند لها حال على اإلطالق»، وقال للســفراء احلضور «نحن لــن نقبل بذلــك فمعركتنا مع إســرائيل سياسية بامتياز».
وأوضــح أن هذه احلكومة «ســيقودها هذه املرة شــخص متطرف إرهابــي ويختبئ خلفها نتنياهو من أجــل تدمير العــودة للمفاوضات وتدمير حــل الدولتني وتغيير الوضــع القائم باملســجد األقصــى، وإعطاء الضــوء األخضر للجيش واملســتوطنني ملزيد مــن قتل املواطنني الفلســطينيني، وتشــكيل ميليشــيات مــن املستوطنني في نطاق رســمي، واملزيد من إراقة الدماء والقتل والدمار».
وطالب املالكــي اجملتمع الدولــي بأن يكون
لديه موقف مســبق وحتذير إســرائيل من تلك اإلجــراءات، مطالبا الســفراء «بضرورة إبالغ دولكــم لتوجيه حتذير للحكومة اإلســرائيلية القادمة في حال أنها أشركت وزراء مثل بن غفير وسموطريش اإلرهابيني، إلعادة النظر بطبيعة العالقة مع تلك احلكومة أو مع هؤالء الوزراء».
وأشــار إلى أن اجلانب الفلسطيني سيطلب من الدول العربية التوجــه جمللس األمن لطرح هذا املوضوع بشكل رسمي. وأضاف «لن نسمح ولن نقبل بأن يتم تغليف اإلرهاب بطابع رسمي وأن يتم العمل اإلرهابي بشــكل رسمي ومقبول داخل إسرائيل».
وطالــب بضــرورة اعتــراف جميــع الدول بدولة فلســطني، وقــال مخاطبا الســفراء «ال بد مــن تغيير قواعــد اللعبة في هــذه املرحلة احلساســة، وضرورة انتقال دولة فلسطني من دولة غير عضو بصفــة مراقب في األمم املتحدة لتصبــح دولة كاملــة العضوية كباقــي الدول األخرى، وعلى اجملتمع الدولي توفير هذا احلق ومناصرتها في األمم املتحدة».
وأكد على أهمية ترجمة االلتزام بحل الدولتني إلى آليات عمــل، وقال «االلتزام بالصمت يعطي إســرائيل املوافقة للعمل على تغيير الواقع على األرض وفرض حقائق جديدة لتمنع إقامة دولة فلسطينية وجتســيدها مبفهوم حل الدولتني»، مشــددا على ضرورة وقف اإلجــراءات أحادية اجلانب فــورا التي تنتهك بهــا القانون الدولي
ومتنع جتســيد حل الدولتني، عالوة على توفير احلماية الدولية للشعب الفلسطيني حتى إنهاء االحتالل.
وطالب بضــرورة التفكير بفــرض عقوبات على إسرائيل خلرقها القانون الدولي، وضرورة فرض قرار مجلس أمن جديد، كون أن إسرائيل «ليست دولة فوق القانون».
وقال «إســرائيل منذ اليوم األول لنشأتها لم تفرض عليهــا أي عقوبات وفي الوقت نفســه شــاهدنا دوال عديدة فرضت عليها عقوبات من وجهة نظرنا هي تافهة متاما، ونحن نعيش هذه احلالة منذ 70 عاما ولم يتجــرأ اجملتمع الدولي واملنظومة األممية باألمم املتحدة لتفكر في حلظة ما ولو ملرة واحد بفرض العقوبات على إسرائيل النتهاكها القانون الدولي واحتاللها أرض دولة أخرى بالقوة».
وأضــاف منتقدا سياســة اجملتمــع الدولي «الكيل مبكيالني موجود وقائم في األمم املتحدة ويسير بشكل طبيعي ونحن لن نقبل بهذا، ولن نقبل بالتعامل مع القوانني بطريقة مختلفة، وال يجوز التعامل مع إسرائيل كونها فوق القانون».
وأكد أن ما قامت به احلكومات اإلســرائيلية املتعاقبــة على مدار ســنوات ومــا يقومون به من إجراءات على األرض «محاولة لنســف حل الدولتني»، وتؤكــد قناعة تلك احلكومات «بعدم إقامة دولة فلســطينية مســتقلة قابلة للحياة وذات سيادة».
وقــال «لدينــا حتديــات عديــدة كقيــادة فلســطينية أهمهــا انتقال الوضع مــن احتالل قصير إلى احتالل طويل مستدام ومعاجلة هذه احلالة».
وتابــع «التحــدي اآلخر أن لدينــا 740 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات غير قانونية غير شــرعية مقامة على أرض فلسطني بالضفة الغربية، مبا فيها القدس الشــرقية، وهناك أكثر
من 170 مستوطنة غير شرعية فكيف نتعامل مع هذا الواقع؟».
وأشار إلى وجود حتد ثالث وهو عدم وجود شــريك إســرائيلي، وقال «ال يوجد من نتحدث معه من اجلانب اإلسرائيلي، حتى (يائير) البيد الذي أعتقد البعض إنه مختلف، رفض احلديث مــع الرئيس محمــود عباس هاتفيــا، ورفض اجللوس معه أيضا، فهو ضد حل الدولتني».