األردن: احتفال بإدراج مدرسة في الكرك على قائمة التراث العاملي

■ الوكرة – رويترز: يقيم عشــرات اآلالف من مشجعي كأس العالــم فــي قطر فــي مجمع ســكني على مشــارف الصحراء، بجوار مسلخ ومجموعة من األسالك الكهربائية العالية اجلهد.

ويبعد مشــروع بروة البراحة ساعتني باملترو واحلافلة عن أبعد املالعب، وتبلغ كلفة اإلقامة ليلة فيه 84 دوالرا، مما يجعله األرخص لإلقامة في قطر.

ويتألف املشروع اجلديد من 1404 مبان كل منها من ثالثة طوابق تربطها شــوارع ضيقة. وصمم ليتســع إلقامة نحو 67 ألفا من العمــال من ذوي الدخل املنخفض الذين ميثلون األغلبية من بني ســكان قطــر البالغ عددهــم ثالثة ماليني نســمة، والذين من املتوقع أن يغــادروا إن عاجال أو آجال بعد انتهاء البطولة. يقول األرجنتيني إميليانو كاراســكال

وهو جالس على رصيف ويستعد لتناول طبق من البرياني «حتصل على ما تدفع مقابله، ونحن ندفع قليال للغاية».

وآثر كاراســكال ورفاقه البقاء في املــكان النائي حتى يتمكنوا من احلضور وتشجيع فرقهم في ظل االرتفاع الكبير لألسعار في قطر.

وتبلغ كلفــة احلجرات الســابقة التجهيــز األقرب إلى الدوحة 200 دوالر فــي الليلة للواحدة، فيما تتكلف اإلقامة في غرفة بشــقة مشــتركة من التي تعرضها إير بي.إن.بي لتأجير املساكن 500 دوالر، وتصل كلفة بعض كبائن السفن السياحية آالف الدوالرات.

وجهــزت الغرف في بروة البراحة باألساســيات، وهي أســرة من احلديد وخزائن معدنية ومصابيح فلورســنت وأرضيات من البالط. وتزين بعض اجلدران لوحات حتمل طابع كرة القدم، وتوجد قطعة من العشب الصناعي بجوار متجر مؤقت حيث يتجمع الســكان ملشاهدة املباريات على شاشة كبيرة.

يقول الهندي سانديبان بوميك الذي يحضر كأس العالم للمــرة األولى «قدمت الكثير مــن التضحيات حتى آتي إلى هنا. أدخر املال منذ عامني تقريبا».

ويوضح بوميك الذي يتقاسم التكلفة مع زميل في السكن من بريطانيا إنه يستطيع حتمل تكلفة اإلقامة ملدة 18 ليلة. ويتشاركان مطبخا صغيرا مع مشجعني من إسبانيا.

ويقول املشــجعون إن األجواء ودية حتى بني مشجعي الدول املتنافســة، إال أن األجواء تظــل صامتة بالنظر ألن أقرب موقــع يقدم املشــروبات الكحولية يبعــد 40 دقيقة باحلافلة.

■ الكــرك - األناضــول: ُأقيمت في محافظة الكــرك األردنية جنوب البالد، الثالثاء، احتفالية رســمية مبناسبة إدراج «املدرسة الرشدية» على قائمة التراث العاملي اإلسالمي.

وجــرى االحتفال في الســاحة الرئيسية للمدرســة بحضور وزير التربيــة والتعليــم األردني عزمي محافظة، وعدد من املسؤولني.

وفــي أكتوبــر/ تشــرين أول املاضــي، وافقــت منظمــة العالــم اإلسالمي للتربية والثقافة والعلوم (أيسيســكو) على إدراج املدرســة ضمن القائمة الرئيسية ملواقع تراث العالم اإلسالمي.

وقــال محافظة في كلمــة إن «املدرســة تعتبــر إلى جانب أنها صرح تعليمي شــهد تقــدم العملية التعليميــة في األردن وازدهارها، فهي أيضا معلم سياحي وتاريخي مهم ضمن املواقع األثرية التي تربط املاضي باحلاضر، واحلاضر باملستقبل».

وأضاف أن مدرســة الكــرك الثانوية «بنيت عــام 1899 في عهد رشــيد باشا والي الكرك زمن السلطان عبد احلميد الثاني، وكانت تسمى باملدرسة الرشــيدية نسبة للدور الذي بنيت من أجله، وهو إرشاد الطلبة إلى العلم والنور والطريق السليم».

وأردف محافظــة: «تعد مدرســة الكرك الثانويــة مث ًال مهم ًا وفريدا على فن العمارة اإلسالمية العثمانية، وال يوجد ما يشبه تصميمها في الدولة العثمانية إال املكتب احلربي في إسطنبول، أي أنه ال يوجد أي مدرسة عثمانية بتصميم مدرسة الكرك».

وتابع: «ترتبط مدرسة الكرك، وهي أقدم مدرسة في األردن، مبرحلة مهمة من تاريخ البشرية بشكل عام والتاريخ اإلسالمي بشكل خاص وهي احلضارة العثمانية مما يجعلها شاهد ًا فريدًا واستثنائيا يدل على العمارة العثمانية في بالد الشام».

ولفــت الوزير إلى أنه «قــد أعيد تأهليها أكثــر من مرة كان آخرها عام 2005 في عهد امللك عبدالله الثاني بن احلسني؛ نظرا ألهميتها، حيث تعتبر هذه املدرسة أم املدارس األردنية».

وتتربع املدرســة «الرشــدية» على تلة وســط مدينة الكرك جنوبي األردن، شــامخة ببنائها الذي مضى عليــه 123 عاما، لتحكي بتصميمها الفريد تاريخ ًا عميق ًا.

وبدأ إنشاء املدرســة عام ،1893 وانتهى في 1899 كما تشير اللوحة الرخامية التي تعلو مدخلها، وما زال التعليم مســتمرا فيها حتى الوقت احلاضر إلى مسمى «مدرسة الكرك الثانوية».

وتنسب املدارس الرشــدية إلى الطالب الرشيد وتشير إلى املرحلة التعليمية املتوســطة، وبنيت جميعها في عهد السلطان عبــد اجمليد بعد عام ،1850 لكنها انتشــرت في أماكن واســعة بالشرق األوسط بعهد السلطان عبد احلميد الثاني.

وتوجد بــاألردن 15 مدرســة تعد األقدم تاريخيــا بالبالد، وتتوزع علــى مختلــف محافظــات اململكة ويتــراوح تاريخ إنشــائهما بني 1899 ،1923و إال أن املدرستني الرشدية في إربد والكرك هما األقدم، إضافة إلى مدرســة وادي السير بالعاصمة عمــان. وكان األردن تابعا للدولــة العثمانية من عام 1516 إلى ،1918 وتكون من مقاطعات تتبع حينها لوالية دمشق.