في مونديال فلسطني... هل من يتعظ؟
ومضات
مونديال فلسطني املنعقد في الدوحة اليوم لم يكن إال كمــا توقعه اجلميع.. اســتفتاًء صريحًا وواضحًا علــى قناعــات النــاس بفلســطني.. إذ لم متــر مباراة واحدة، إال ورأينا علم فلســطني خفاقــًا عاليًا ورأينا الكوفية الفلسطينية تزين األكتاف والرؤوس، بينما اتشــحت أذرع الكثيريــن بهــا لتكــون عربــون محبة والتزاما نحو فلســطني وعدالــة قضيتها. فلمن وجه احلاضرون رسائلهم يا ترى؟
أولى الرســائل كانت لدولة االحتالل اإلسرائيلي التــي بلغــت نشــوتها بالتطبيــع حــدود الســماء، فأوفدت من جيشــها اإلعالمي ما تيسر، بينما يقول البعض إنها أوفدت من جيشــها العسكري الكثيرين أيضا ومن كل صنوف تشكيالته، حتت راية االدعاء بأنهم مشجعون أبرياء بغرض تأمني أمن اإلعالميني ومتابعة املشــجعني من الدول األخــرى، إضافة إلى أهــداف أخرى ال يعلــم بها إال الله ومن أرســلهم. أيا كان صفات احلاضرين اإلســرائيليني، فإن الرسالة التي قدمها املشــجعون فــي غالبيتهــم كانت واحدة ووحيــدة: ال لالحتــالل، بل رفــض الكثيــرون منهم احلديــث إلــى وســائل اإلعــالم الصهيونيــة، بينما ذهــب آخرون إلى القول: بأن ال وجود لدولة اســمها إســرائيل كما كان واضحا من اللقــاءات التي جرى تداولهــا عبــر منصــات اإلعــالم االجتماعــي. أمــا أولئــك الذين وافقــوا على احلديث، فقــد اختاروا أن يوظفوا مقابالتهــم للتذكير بحق فلســطني باحلرية وإنهــاء االحتالل. ضيــق املراســلني الصهاينــة بلغ أوجه بعد أيــام من انطالق مونديال فلســطني حتى عنونت صحيفــة «يديعوت أحرونــوت» الصهيونية صــدر نســختها يوم األحــد املوافــق 22/11/27 مبا يلي: «مونديال الكراهية، شــوارع الدوحة بالنســبة لنا كإســرائيليني خطيــرة، اإلســرائيليون محاطون بالعداء، ومهددون في كل زاوية».
الرســالة الثانيــة التــي أطلقها املشــجعون ضمنا وجهــت لقــادة الــدول التــي طبعــت مــع االحتالل، خاصــة العربيــة منهــا، لتؤكد وباســتفتاء شــعبي واضــح ال لبس فيــه بأنهم يدينــون االحتالل وظلمه وبطشــه، ويرفضــون التطبيــع وينــادون بحريــة فلســطني وخالصها. إن هذه الرســالة الشعبية إمنا تشكل الفرصة الذهبية للمطبعني الستشعار مواقف شــعوبهم وشــعوب األرض، بأن تطبيعهــم ما هو إال إدانة لهــم وأن قلــوب النــاس ومشــاعرها ودعمها وجوارحها إمنا هي مع فلسطني.
مونديــال فلســطني يعتبــر فرصــة لقــراءة مزاج شــعوب األرض، كما أنــه منصة ألصحــاب العقول الراجحة بأن يتعظوا فيقيسوا أمورهم مبيزان العقل، فإما أن يكونوا مع فلسطني أو مع فلسطني.