انتهاكات في قمة املناخ في مصر: تلصص على الهواتف ومراقبة وتفتيش
التلصــص علــى املشــاركني والهواتــف ومراقبــة التظاهرات التــي نظمتها جمعيات ومؤسســات مختلفة، مثلت أبرز االنتهاكات األمنية التي وقعــت خالل فعاليات قمة املناخ كوب 72، التي عقدت في مدينة شــرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني املاضي، حسب ورقة نشــرتها أمس األربعاء حملة «مناخ» فــي املفوضية املصرية للحقوق واحلريات.
الورقــة، التــي اعتمدت فــي رصدها على روايات للمشــاركني في املؤمتر من جنسيات مختلفة، أكــدت أن اجلهــات األمنية املصرية وأفــرادا تابعني ملؤسســات حكومية مختلفة ارتكبوا انتهــاكات باجلملة خــالل فعاليات املؤمتر.
واالنتهاكات تعــددت وتنوعت بني «خرق حلصانة املنطقة التــي تديرها األمم املتحدة، وانتهــاكات حلرمة احليــاة اخلاصة، لبعض املشــاركني في املؤمتــر، ومحاولــة املراقبة التي تســببت رعونــة أحد أعضــاء مجلس النــواب املصري في افتضاحها، بعدما نشــر محادثات خاصــة بني نشــطاء ومجموعات حقوقية وبيئيــة مت التلصص عليها دون علم أصحابها».
ووفق الورقة جرى «االعتداء على احلرية الشــخصية، من خــالل إيقاف عضــوة في البرملان البلجيكي، وتفتيشــها من قبل األمن املصري، ولم يقف األمر عند هذا احلد، بل امتد للحق في التجمع، من خالل مطالبة املشاركني في املنطقة اخملصصة للتظاهر باستيفاء شرط اإلخطار باخملالفة للقانون».
وروت عضــوة البرملــان البلجيكي حلملة «املناخ»، واقعــة تعرضها للتفتيش بســبب ارتدائها شــارة تطالب باإلفراج عن سجناء الــرأي في مصر، إذ قالــت : « كنت في طريقي لدخــول منطقة املؤمتــر، مت توقيفي، من قبل األمــن املصــري بســبب ارتدائي لعــدد من الشارات وحملي الفتات حتمل صور معتقلني مصريني هم عالء عبد الفتــاح ومحمد الباقر وهــدى عبد املنعــم ومحمد القصــاص، ومت تفتيشــي وتصوير جــواز ســفري، واألمن اخلاص باألمم املتحدة، أخذ احلقيبة اخلاصة بــي التي حتتــوي على الفتــات حتمل صور املعتقلني، كنــت أنوي توزيعها فــي املؤمتر، وبعد نصف ســاعة، أعــاد األمــن احلقيبة، وطلب مني عدم توزيع الالفتات بسبب األمن املصري».
وعن التضييق الذي مارسته أجهزة األمن على التظاهــر، ذكرت الورقة أن الســلطات طلبت من املشــاركني الذين يخططون لتنظيم احتجــاج أو مظاهــرة مناخية فــي املنطقة اخملصصة ملظاهرات املناخ، اإلخطار املســبق على إمييــل مخصص لهــذا األمــر، بنوعية املظاهــرة والغرض منهــا وموعدها واجلهة املنظمــة مع نســخة مــن شــارة املؤمتر قبل انطالقها بـ 36 ساعة.
ونقلــت عــن أحد املشــاركني فــي املؤمتر قوله: «لم تشــهد املنطقة اخملصصة للتظاهر أي فعاليــات، كل املظاهرات نظمت في املنطقة الزرقــاء التابعة لألمم املتحدة، أنا شــاركت في مظاهرة يوم 12 نوفمبر/ تشــرين الثاني اجلــاري، وعناصر من األمــن التقطت صورا لنــا». ووفــق، املفوضية املصريــة للحقوق واحلريات «رغم محاوالت السلطات استغالل مؤمتر املناخ لتحســني صورتها أمام اجملتمع الدولي، فيما يتعلق بســجل حقوق اإلنسان، إال أن االنتهــاكات التي ارتكبتها، وما شــهده العالم من إجراءات وتدابير في حق املشاركني في املؤمتر، ما هي إال صورة مبســطة للوضع احلقوقي في مصر».
وأضافــت: «منذ عام ،2014 شــهدت مصر تضييقا شــديدا على حرية الــرأي والتعبير، وحرية التجمــع وتكوين اجلمعيات من خالل من خالل احلواجز القانونية وســن ترسانة تشــريعات قمعية من شــأنها االنتقاص من احلقوق واحلريــات، وعرقلة املشــاركة في احليــاة املدنيــة، بزعــم مكافحــة اإلرهاب واحلفاظ على األمن القومي للبالد».
وزادت: «اســتهدفت الســلطات املدافعني عن حقوق اإلنســان ومعارضــي الرأي، عن طريــق اســتدعائهم بطريقة غيــر قانونية واســتجوابهم باإلكراه وإخضاعهم لتدابير املراقبة خارج نطاق القضاء وتعرض البعض اآلخر للتهديــد املادي واملعنــوي أو املنع من الســفر وإلقاء القبض على آخرين، وتوجيه تهــم لهــم ذات الصلة باملمارســة الســلمية للحقوق اإلنســانية، وإدراجهــم على قوائم اإلرهــاب وإخضاعهم حملاكمــات غير عادلة، وصدور أحكام في حق البعض منهم. وطالبت املفوضية النائــب العام املصري بفتح حتقيق في التلصص على هواتف عدد من املشــاركني في املؤمتر».
كما طالبت اجمللس القومي حلقوق اإلنسان بتقدمي بالغ للنائب العام، لفتح حتقيق في تلك الوقائع، طبقا ملا نص عليه الدستور املصري.
وأوصــت بضــرورة مطالبــة الســلطات مبشــاركة اجملتمع املدنــي بصــورة فعالة، واإلطالق الفوري وغير املشــروط لســراح ســجناء الــرأي، والعفــو عــن احلقوقيني والنشــطاء الصادرة ضدهم أحــكام نهائية، واتخاذ خطوات ملموسة نحو حتسني وضع حقوق اإلنسان في مصر.