Al-Quds Al-Arabi

مدير الشبكة السورية حلقوق اإلنسان لـ«القدس العربي»: ندعم تشكيل هيئة أممية لتتبع مصير 100 ألف مفقود سوري

-

أنطاكيا - «القدس العربي» من وائل عصام:

أكــد رئيــس "الشــبكة الســورية حلقوق اإلنســان" فضــل عبــد الغنــي، أن الشــبكة تدعــم مقترح إنشــاء هيئــة دولية مســتقلة لتتبــع وحتديد هويــة املفقوديــ­ن واخملفيني قســرا في ســوريا، لكنه دعا في الوقت ذاته خالل حديثــه لـ"القــدس العربــي" إلى عدم رفع ســقف التوقعات من الهيئة في حال مت التوافق على تشكيلها من قبل األمم املتحدة.

حديــث عبــد الغنــي يأتــي بعيــد مطالبة منظمتــي "هيومن رايتس ووتــش" و"منظمة العفــو الدولية" األربعاء، الدول األعضاء في األمم املتحدة بإنشــاء الهيئة التي ســتتولى البحــث فــي مصيــر املفقوديــ­ن منــذ اندالع األزمة السورية في .2011

وقال نائب مديرة قســم الشرق األوسط وشــمال أفريقيــا في "رايتــس ووتش"، آدم كوغل، فــي بيان صادر عــن املنظمتني: " لقد خلفــت ممارســة إخفــاء الناس في ســوريا إرثــًا مدمــرًا طاول حيــاة مئــات اآلالف من األشــخاص وأحبائهم، ومن شــأن إنشــاء هيئة دوليــة جديدة ملعاجلة آثــار هذا اإلرث املدمر والــذي ال ميكن التغاضــي عنه مطلقا مــن فصــول الصــراع الســوري أن يوفــر بصيص أمل للعائالت".

أما نائبــة مديرة املكتب اإلقليمي للشــرق األوســط وشــمال إفريقيا في منظمة العفو الدوليــة، ديانا ســمعان، فقالت إنــه بعد 11 عاما من النزاع، تواصل احلكومة الســورية وجماعــات املعارضــة املســلحة إخفــاء أو اختطــاف أي شــخص يعارضهــا، بينمــا ال يفعل حليفاها، روســيا وتركيا، شيئا لوقف هذه االنتهاكات.

واعتبــرت أنــه فــي حــني يقبع عشــرات اآلالف فــي مرافــق االحتجاز أو فــي أماكن أخرى، ال توجد طرق موثوقة متكن العائالت مــن معرفــة مصيــر أحبائهــم وأمكنتهــم، وتابعــت أن االفتقار إلى اإلرادة السياســية ملعاجلــة هــذه القضيــة لم يــؤد ســوى إلى إطالة معاناة هذه األســر، مؤكدة أن "اقتراح األمــني العــام لــأمم املتحــدة هــو وســيلة لتفعيل حــق العائالت في معرفــة احلقيقة، ويجب على الدول األعضاء أن تلتف حوله". وحث البيان روســيا وإيــران، للضغط على النظام لنشــر أســماء املتوفني في املعتقالت فــورا، وإبــالغ أســرهم، وإعــادة اجلثامني إلى أقربائهــم، وتقدمي معلومــات عن مكان ومصيــر جميــع اخملفيــني قســرا، ووضــع حد ملمارســة االختفاء القســري، والسماح للهيئات اإلنســاني­ة املســتقلة بالوصول إلى مراكز االحتجاز.

كذلك، أوصــى البيان داعمــي اجلماعات املســلحة (املعارضــة) مبــا فــي ذلــك تركيا والســعودي­ة والواليــا­ت املتحــدة، بإجبــار تلــك اجلماعــات علــى الكشــف عمــا حدث للمعتقلــن­ي احملتجزيــ­ن لديهــا، والســماح للهيئــات اإلنســاني­ة بالوصول إلــى مرافق االحتجــاز التابعــة لهــا. وحــول حظــوظ تشــكيل الهيئة الدولية، يقول مدير "الشبكة السورية حلقوق اإلنسان" فضل عبد الغني، إن املطالبــا­ت هذه ليســت جديدة، وليســت وليدة هــذا العام، بل بدأ احلديــث عنها منذ العــام ،2011 وذلــك مع أول تقريــر أصدرته جلنة التحقيق الدولية. وأضاف أن الشــبكة اجتمعــت باللجنــة الدوليــة ووضعتهــم باألعــداد الهائلــة للمختفــني قســرا الذيــن أخفاهــم النظام الســوري في ســوريا، ولم تتخــذ أي خطوات وقتهــا، وفي 2016 طالب عدد مــن أهالي عائــالت الضحايا بكشــف

مصير ذويهــم، ويعود لهم الفضل في إعادة إحياء املطالبات وتفعيلها مرة أخرى.

وتابع عبد الغني، أن إنشاء الهيئة بحاجة لقرار من اجلمعية العامة لأمم املتحدة، علما أن األخيرة دعم تشــكيلها قبــل أيام، أي في منتصف تشــرين الثاني/نوفمبــر املاضي، متحدثــا عــن إيجابيــات فــي حــال مت ذلك، منها مناصــرة قضية املعتقلــن­ي، والتواصل مع العائــالت، وإخطار العائالت باملعلومات التــي جمعتهــا، والعائــال­ت أيضــا ميكن أن تعطيهــا بيانــات. لكنــه نبــه إلــى أن "هــذه اآلليــة لن تتمكن من إطالق ســراح املعتقلني، وال إيقــاف التعذيــب، لهــا بعــض اجلوانب اإليجابية، لكن لن يكون هناك كشف مصير، ألن النظــام لن يتعاون معهــا". وتقول أرقام حقوقية، أن حوالي 111 ألف سوري ما زالوا فــي عداد املفقوديــ­ن، غالبيتهم في ســجون النظام السوري ومعتقالته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom