... و«الغارديان»: بايدن يشجع احتجاجات اإليرانيني... واألمريكيون يتجاهلونها

تســاءلت أســتاذة األدب األمريكية فرانسني بروز عــن جتاهــل األمريكيني انتفاضــة إيران، وقالت في مقال نشــرته صحيفــة "الغارديان" إن أكثر من شــهرين مــرا منذ أن ماتت مهســا أميني البالغة مــن العمــر 22 عاما، والتــي اعتقلت من قبل ما يســمى بدورية شــرطة األخالق اإليرانية الرتدائهــا احلجاب بشــكل غير صحيــح. وألقى التقرير الرســمي اللوم في وفاتها على قصور في القلب، لكن شــهود العيــان وعائلتها أصروا على أنها تعرضــت للضرب املبرح لدرجة أنها عانت من إصابــة دماغية قاتلة. ومنذ ذلــك احلني، اندلعت االحتجاجات في جميع أنحاء إيران على الرغم من وحشية رد فعل احلكومة.

وأضافت أن أكثر من 400 شخص قتلوا وسجن أو اختفــى عــدد غير معــروف مــن الصحافيني واملتظاهرين. وقالت إن احلــرس الثوري بدأ في استهداف األطفال، حيث قتل ما ال يقل عن 58 شابا

إيرانيا، خمسة منهم خالل أسبوع واحد فقط.

ومع ذلك، قد يكون الكثير من هذا مبثابة مفاجأة للمواطن األمريكي العادي الذي ليس لديه اهتمام أو فضول خاص بإيران.

وأوضح مقال نشــر فــي صحيفــة نيويورك تاميز فــي 24 تشــرين الثاني/ نوفمبــر بعنوان "الواليات املتحدة تدخل حقبة جديدة من املواجهة املباشــرة مع إيران" أن هذه املواجهات ســتكون لها عالقــة بالبرنامج النووي اإليرانــي أكثر من حركة االحتجاج احلالية. ونظم فنانون ونشطاء إيرانيون في املنفى مظاهرات التعاطف هنا، بينما التزم السياســيون األمريكيــون الصمت إلى حد كبير. وفي خطابه الذي ألقاه في 21 أيلول/ سبتمبر أمام اجلمعيــة العامة لألمم املتحــدة، أعرب جو بايدن عن تضامن الواليات املتحدة مع "املواطنني والنساء الشــجعان الذين يتظاهرون اآلن لتأمني حقوقهم األساســية" فــي اقتبــاس مقتضب جدا خلطاب طويل جدا حول أوكرانيا، بوتني واجلوع في العالم و"أجندتنا اجلريئة للمناخ". في الواقع،

مت تخصيــص قدر كبيــر من اخلطــاب ألوكرانيا لدرجة أنه جعل املرء يتكهــن حول مدى اختالف األمــور إذا قمنــا بتحويل جزء صغيــر من الدعم االقتصادي والعســكري والسياسي الذي نرسله إلى أوكرانيا ملســاعدة أولئك الذيــن يقاتلون من أجل "حقوقهم األساسية" في إيران.

وتعلــق الكاتبــة بأنــه مــن غيــر املرجح أن يحدث هــذا "فالســردية اإليرانية أبســط بكثير مــن تلك املتعلقــة بأوكرانيا: داود ضــد جالوت، دولة صغيرة شــجاعة تصد العــدوان األجنبي. إننا نتــردد فــي التدخــل العلني في الشــؤون الداخليــة لألمة، وإيــران ال تتعــرض للغزو من قبل قوة أجنبية، رغم أن هجومها العســكري على احملافظــات الكردية هو توغل معــاٍد. قد يبدو من الغريــب أن نبتعد عن جهود اإلطاحــة بنظام كنا نقوم بتشــويه صورته منذ عقود، لكن رمبا تكون الواليــات املتحدة غير متأكدة ممــا قد تبدو عليه إيران اجلديدة وهي تلعب دورها بحذر، متمسكة بـ "العدو الذي نعرفه". وتستدرك قائلة: "قد يكون

جانبا آخر من إحجامنــا وصمتنا هو أملنا املتردد في التفاوض على اتفاق نووي مع إيران. ثم هناك تاريخنا املؤسف".

وتقــول: "في الغالب ال يســعني إال الظن وهو أن ردنــا الفاتر على نضــال اإليرانيني ضد احلكم الديني القمعي يرجــع جزئيا إلى أن االضطرابات احلالية تقودها النساء.

وهناك العديد مبا في ذلك، على ما يبدو، العديد من قضــاة احملكمــة العليا في الواليــات املتحدة الذين يعتقدون ســرا أو علنا أن حقوق املرأة هي مجموعة فرعية ال تذكر من حقوق اإلنسان.

فحتى اللغة التي نســتخدمها لوصف الصراع اإليرانــي معبرة. لو لم تكن تقودها النســاء، فقد نكون أقل ميال إلى تسمية الوضع احلالي انتفاضة أو احتجاجــًا جماهيرًيا، بل ثــورة. وفي النهاية "يعــرف اإليرانيــون ما ميكــن فعله للمســاعدة بشكل أفضل مما نفعل، لكن أقل ما ميكننا فعله هو البقاء على دراية مبا يحدث وملاذا املقاومة حتتاج وتستحق اهتمامنا". الرئيس األمريكي جو بايدن