إسرائيل تزيد آالم عائلة الشهيدين الشقيقني الرمياوي وتالحق عمهما داخل األسر وتنقله للعزل االنفرادي
حتذيرات من تداعيات خطيرة لتولي بن غفير مسؤولية إدارة السجون
لم تكتف قوات االحتال بإعدامها الشقيقني جواد وظافــر الرمياوي، فــي حادثة هزت كل املناطق الفلســطينية، وتركت حزنا شديدا في قلوب والديهما، فاحقــت عمهما الذي يقبع في أحد سجونها، ونقلته إلى زنازين العزل.
وفــي الوقت الذي تعيش فيــه عائلة هذين الشــابني الشــقيقني ألم الفراق واحلسرة على فقدان جنليها في وقــت واحد، برصاص جنود االحتال، الذين قتلوهما أول من أمس الثاثاء وثاثة شــبان آخرين فــي الضفــة الغربية، وفــي الوقت الذي تتواصل فيــه أجواء احلزن واإلضــراب حدادا علــى أرواحهــم، اقتحمت قوات خاصــة تابعة إلدارة ســجون االحتال اإلسرائيلي، األربعاء، الغرفة التي يتوجد فيها األســير ظافر الرمياوي، في «ســجن النقب»، وهو عم الشهيدين جواد وظافر، وقامت بنقله ورفاقه القابعني معه إلى الزنازين.
وعم الشــهيدين الرمياوي معتقــل منذ02 عاما، ويقضي فتــرة حكمه الذي قضته محكمة إسرائيلية وهو «املؤبد».
وكان جنا شــقيقه جواد 22( عاما) وظافر 12عامــا)، قــد استشــهدا، بعد إطــاق قوات االحتال النار عليهما في كفر عني شــمال غرب رام الله.
وأكد مكتب إعام األسرى أن حالة من التوتر الشديد تسود «ســجن النقب» على إثر اقتحام الوحدات اخلاصة غرفة األسير ظافر الرمياوي.
وكانت قــوات االحتال قد اقتحمت قســم املعتقلني في ســجن «هدارمي»، ونفذت عمليات تفتيش واســعة استمرت لســاعات، وأحدثت خرابا مبقتنيات األسرى.
وفي هذه األوقات يعيش األسرى حالة ترقب
ملا ســتؤول إليه أوضاعهم في الفتــرة املقبلة، التي ســيتولى فيها عضو «الكنيست» املتطرف ايتمار بــن غفير مهمة وزير االمن القومي، وهي الــوزارة التي تشــرف على إدارة الســجون، خاصــة وأنه توعد بتشــديد اإلجــراءات ضد األسرى، وحرمانهم من الكثير من احلقوق.
ودفع ذلك قيادة األســرى إلــى التحذير من خطورة هذه النوايا، ومن استعدادها خلوض معركة مفتوحة، للحفاظ على منجزاتها والدفاع عن األسرى.
وأكدت جلنــة الطــوارئ الوطنيــة العليا للحركة األسيرة في سجون االحتال أن احلركة األســيرة داخل الســجون تتابــع تصريحات املتطرف بن غفير واملتزامنة مع تشكيل حكومة ميينية، وهددت بأن تكون «املواجهة مفتوحة» فــي حال مت االعتــداء على منجــزات وحقوق األسرى.
وفي هذ السياق، أشــار مدير مركز األسرى للدراســات الدكتــور رأفــت حمدونــة، إلى التداعيــات اخلطيــرة لتولي بــن غفير الذي يتزعم حزب «القــوة اليهودية» منصب وزارة األمن.
وأشــار إلى مواقــف اليمينــي املتطرف بن غفير بحق األســرى، الذي تقدم ســابقا بطلب ملفوض إدارة ســجون االحتال ملقابلة أسرى فلســطينيني مــن أجــل مهاجمتهــم، والتأكد من الظروف املشــددة التي يعيشــون بها في الســجون، الفتا إلى أن بن غفيــر حرض على األســرى بالقــول إن «العالم يســخر منا، لقد حولنا ســجوننا إلــى فنادق شــاملة تقدم كل اخلدمات، والقتلة الذين كان ينبغي أن يجلسوا على الكرســي الكهربائي يعيشون في ظروف رائعة».
وأوضح حمدونة أن بــن غفير كان قد توعد
مرارا بتمرير قانون إعدام األســرى، الفتا إلى أنه قال «سنســعى ألن تتم زيارة األســرى في القبور بدال من زيارتهم في السجون».
وأكــد حمدونة أن احلكومات اإلســرائيلية املتعاقبــة طرحت مؤخرا عبر «الكنيســت» من خال شخصيات متطرفة أمثال بن غفير، عددا من القوانني التي متس األســرى الفلسطينيني في فترة قياســية ومحدودة، كالتصويت على مقترح «قانــون تنفيــذ عقوبة اإلعــدام على األســرى»، ومناقشــة الكنيســت اإلسرائيلي القتراح قانــون يقضي بحظر اإلفــراج عنهم، مقابل جثث اجلنود اإلســرائيليني احملتجزين في غزة، وقانون «التغذية القسرية»، ومقترح اقتطاع أموال األســرى من عائــدات الضرائب سابقا وغيرها بكثير.
وأشــار إلى أن ســلطات االحتــال حتاول مصادرة املكانة القانونية لألســرى واملعتقلني الفلسطينيني من خال جتاوز قرارات اجلمعية العامة لألمم املتحدة، ونزع حقوقهم األساسية واإلنســانية التــي أكــدت عليهــا االتفاقيات واملواثيق الدولية، وخاصــة اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعــة، والتعامل معهم كســجناء يرتكبــون مخالفــات قانونية بهدف تشــويه نضاالتهم.
وشــدد حمدونة على أهمية تدخــل العالم لحمايــة األســرى الفلســطينيني والعرب في الســجون اإلســرائيلية، وأكــد علــى املكانة القانونيــة لهــم كـ «طــاب حرية رغــم أنف املتطرفني، اســتنادا لتوصيــة اجلمعية العامة لألمم املتحــدة، التي تقضــي بوجوب تضمني جميع املواثيق الدولية املتعلقة بحقوق اإلنسان املعدة من قبــل املنظمة، مادة تنــص على حق الشــعوب في تقرير مصيرهــا وأن تعمل الدول على احترام وتأمني ممارسة هذا احلق».