حملة إلكترونية واسعة تدعم القضية الفلسطينية... واخلارجية تطالب بـ «صحوة دولية» حملاسبة االحتالل
النشطاء يغّردون على وسوم #تضامن مع فلسطني و #كلنا فلسطني
تاقي احلملة اإللكترونية الداعمة حلقوق الشعب الفلســطيني تفاعــا كبيــرا على مواقــع التواصل االجتماعــي، التي انطلقت مع إحيــاء اليوم العاملي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في وقت نددت فيه وزارة اخلارجية الفلســطينية، بـــ «حرب االحتال املفتوحــة»، وأكدت علــى أهمية وجــود «صحوة دولية» تفضي إلجراءات فاعلة ضد دولة االحتال. حملة إلكترونية وعلى مواقع التواصل االجتماعي شــارك الكثير من الفلسطينيني واملســاندين للقضية الفلسطينية من اخلــارج، في هذه احلملة التــي انطلقت ليل أول من امس الثاثاء، وال تزال مســتمرة، بهدف تعريف العالم بالواقع املرير الذي يعاني منه الفلسطينيون بسبب االحتال اإلســرائيلي اجلاثم على أراضيهم منذ عشرات السنني، والذي زاد من هجماته الدامية مؤخرا.
وحملت جمل املشاركة في هذه احلملة اإللكترونية املســتمرة، عبارات تأييــد للقضية الفلســطينية، وأخرى تشــير إلى جرائم االحتــال ضد املواطنني، وضد األرض والشجر، وأخرى تنادي مبوقف دولي عاجل، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وشارك النشطاء في التغريد على وسوم #تضامن مع فلسطني و #كلنا فلســطني، واشتملت املشاركات على صور تفضح ممارســات االحتــال، ومطالبات بأن تكون للفلسطينيني دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. واســتعان املشــاركون بصور كثيــرة منها واحــدة تظهر رجا كهــا وهو يجلس فوق أرضه التي يوجد عليها جنود جليش االحتال، قدموا لطرده منها لفائدة االســتيطان، وعليها شعار «الشعب الفلسطيني يؤكد متسكه بأرضه التي هجر منهــا». واجلدير بالذكــر أن األمم املتحدة خصصت يوم 29 تشــرين الثاني/نوفمبــر من كل عام ليكون «اليوم العاملي للتضامن مع الشعب الفلسطيني».
وفي سياق املشاركة في هذه احلملة كتب الدكتور أحمد حسني على «فيسبوك» يقول «في اليوم العاملي للتضامــن مع الشــعب الفلســطيني، نحيي كل من رفع األعام الفلســطينية على مدّرجات املاعب في مونديال قطر2202 تضامنا مع وطننا احلبيب».
أما وفاء محمد فكتبــت «نؤكد على ضرورة املزيد مــن التضامن مع فلســطني حتى جتســيد تطلعات شــعبنا وإحقاق حقوقه الوطنية املشــروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية الاجئني». ونشــر محمود الياسني لقطات فيديو من مدرجات التشــجيع في مباراة قطــر وهولندا، التي هتف فيها اجلمهور بشــعار «بالــروح بالدم نفديك يا فلســطني»، أما عبير عيد فكتبت «ســنبقى نطالب بحقنا الشــرعي بتقرير املصير، أسوة ببقية شعوب األرض وإقامة الدولة الفلســطينية املســتقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف».
وعلــى موقــع «تويتر» كتــب محمــد اجلعبري «فلســطني قضية األحــرار»، وكتبت نســرين الفرا «سيبقى شــعبنا محافظا على تراثه ومقدراته أمام كل احملاوالت اإلســرائيلية لسرقة ماضيه وحاضره وحتــى املســتقبل»، ودعت لـ «املزيد مــن التضامن مع فلسطني حتى جتســيد تطلعات شعبنا وإحقاق حقوقــه الوطنية املشــروعة، وفي مقدمتهــا إقامة الدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية الاجئني».
أما حســاب «ميثــاق» فكتب «كيــف تتضامن مع فلسطني»، ووضع ملصقا أسفل التدوينة يظهر ذلك، جاء فيــه «مقاطعة املنتجات اإلســرائيلية، وإظهار عنصريــة االحتال، وإطاع الوفــود األجنبية على
مخاطر االســتيطان، ومقاطعة االحتال سياســيا وعلميا وثقافيا، واستثمار األحداث الرياضية لدعم فلســطني، وتنظيم املشاركة في فعاليات لدعم قضية فلسطني، ونشر انتهاكات االحتال رقميا».
وفي هذا السياق، قال «مركز العودة الفلسطيني»، إن انخــراط قطاعــات مختلفة من حــول العالم في حمات التضامن مع فلسطني عبر التغريدات الرقمية والفعاليــات الرياضيــة واألكادمييــة واجلرأة في حتــدي العقوبات التي قد تطالهــم من جانب بعض احلكومــات والكيانات املؤيــدة إلســرائيل، يأتي «تعزيزا للقناعات التي تترســخ يوما بعد آخر حول مــدى املظلوميــة التاريخية التي حلقت بالشــعب الفلسطيني، وبالتالي ضرورة تصحيح هذا املسار».
محاسبة االحتالل
وقالــت وزارة اخلارجيــة واملغتربني إن تقاعس اجملتمــع الدولــي عــن حتمــل مســؤولياته جتاه اجراءات االحتال أحادية اجلانب وغير القانونية، «بات يشــجعه على االســتمرار بتنفيذ مشــاريعه االستعمارية التوســعية وارتكاب املزيد من اجلرائم بحق الشعب الفلسطيني».
وأشــارت إلى أن صمت اجملتمع الدولي يشــجع أيضــا احلكومــات اإلســرائيلية املتعاقبــة علــى االستمرار في شــن حماتها التضليلية الهادفة الى «تهميش القضية الفلســطينية وإزاحتها عن ســلم االهتمامات الدولية».
ونــددت فــي الوقت ذاتــه بـ «حــرب االحتال املفتوحة» ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة واملشــروعة في وطنه وفي مقدمتها حقه في تقرير املصير وجتسيد دولته على األرض بعاصمتها القدس الشرقية.
وقالــت في بيان لهــا «إن املشــهد الدموي الذي
يســيطر يوميا على حياة املواطنني الفلســطينيني، يفرض عليهم املزيد مــن التقييدات التي حتول دون قدرتهم علــى تطوير أوضاعهــم واقتصادهم ويهدد األمل بحياة آمنة ومســتقرة في وطنهم»، مؤكدة أن هذا املشهد ميثل «سياسة إســرائيلية رسمية تهدف لوأد أية فرصة لتجســيد الدولة الفلســطينية على األرض عبر مواصلة عمليــات الضم للضفة الغربية احملتلــة وتهويدهــا والتعامل معها بقــوة االحتال كامتداد إلسرائيل االستعمارية».
وحملت في الوقت ذاته اجملتمع الدولي املسؤولية عن نتائج صمته على اســتمرار االحتال وجرائمه، وتداعيات ذلك على فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتني وعلى األمن واالســتقرار في ساحة الصراع واملنطقة برمتها، وأكــدت على أهمية وجــود «صحوة دولية سياســية وأخاقية وقانونية» تفضــي إلجراءات دوليــة فاعلــة إلجبار دولــة االحتــال على وقف عدوانها الدموي، وتجبرها علــى االنخراط بعملية سياســية حقيقية تؤدي إلنهاء االحتال الذي طال أمده ألرض دولة فلسطني.
وفي الســياق، أكد مركز االنســان للدميقراطية واحلقوق، على حقوق الفلســطينيني التي يجب أن يتمتعوا بها أسوة بغيرهم من شعوب العالم، مؤكدا أن ممارسات االحتال «حتول دون متكينهم من تلك احلقوق في ظل املمارســات العنصرية من قبل قوات االحتال».
ولفت إلى أن الشــعب الفلسطيني يتعرض للقتل واالعتداء والضــرب واالعتقال واحلرمان من املأوى واملسكن والتهجير، خاصة في ظل استمرار احلصار على قطاع غزة، وعمليات التهويد واالســتيطان في الضفة الغربية والقدس احملتلة.
وقــال إن هذا اليــوم حل في ظل واقع مأســوي يعيشــه الفلســطينيون في األراضي الفلســطينية احملتلة، بســبب ممارســات االحتــال العنصرية
وتصريحاته ضدهم، الفتا إلــى تصريح وزير األمن القادم فــي دولة االحتــال إيتمار بــن غفير، الذي طالب بالعمل على تغيير الوضــع القائم في القدس بشأن صاة املستوطنني في املسجد األقصى، ودعم االستيطان وشــرعنة البؤر االســتيطانية، وتغيير التعليمات املتعلقة بإطاق النار على الفلســطينيني من خال تشجيع عمليات القتل.
وقال املركز احلقوقي إن هذا األمر «يوجب تدخا دوليا عاجا لوضع حد ملمارسات االحتال وتوفير ما يلزم من حماية للفلسطينيني التي كفلها لهم القانون الدولي وميثاق األمم املتحدة».
وأعاد املركز تذكير العالــم بالواقع الصعب الذي يعيشــه الشــعب الفلســطيني جراء االنتهاكات، وطالب السلطة الفلســطينية مبواصلة جهودها في احملافل الدولية حملاســبة االحتال على جرائمه، كما طالب األمم املتحــدة بضمان حقوق الفلســطينيني التي نصت عليها في قراراتها، ومحاســبة االحتال على جرائمــه التي يرتكبها ضد الفلســطينيني على مدار احتاله لفلســطني، وضرورة مضاعفة اجلهود للتضامن مــع القضية الفلســطينية وفضح جرائم االحتال أمام الرأي العام الدولي.
املطالبة بدولة مستقلة
وكان الرئيس محمود عباس قــد أكد في كلمة له بهذه املناســبة في األمم املتحدة، ألقاها بالنيابة عنه السفير الفلسطيني رياض منصور، أنه ال ميكن ترك حل الدولتني رهينة إلرادة احملتل، وشدد على أهمية االعتراف بدولة فلســطني ودعــم عضويتها الكاملة في األمم املتحدة جتســيدا للحق األصيل والطبيعي للشعب الفلسطيني كسائر شعوب األرض.
وجــاءت الكلمة خال اجللســة اخلاصــة التي عقدتها اللجنة املعنية مبمارسة الشعب الفلسطيني حلقوقه غير القابلــة للتصرف لهذه املناســبة، في جنيف، وطالب خالها بعقد مؤمتر دولي حتت رعاية األمم املتحــدة، علــى أن يحتكم للشــرعية الدولية بهدف إنهاء االحتال وحل قضايــا الوضع النهائي كافة، مبا يؤدي إلى نيل الشــعب الفلسطيني حريته واستقاله في دولته.
وشدد على ضرورة اســتنهاض اجملتمع الدولي جلهوده وتكثيف مســاعيه للضغط على إســرائيل إلنهــاء احتالها ووقف جرائمهــا، وفي الوقت ذاته أكد أنه ال ينتظر من االحتال الذي يدعم االستيطان ويحاصر الفلســطينيني ويدمر البيــوت أن «يختار العدل والســام»، لكنه قال إن الشعب الفلسطيني «لن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل كفاحه املشروع ضد االحتال االستعماري ألرضنا وشعبنا».
وجديــر بالذكــر أيضــا أن خالد مشــعل رئيس حركة حماس في اخلارج، شــدد على متسك الشعب الفلسطيني مبقاومة االحتال حتى دحره، مؤكدا أن املقاومة بالضفة «متصاعــدة وعصية على التطويع واالنكســار»، وقال «إن اليوم العاملــي للتضامن مع شــعبنا مناســبة جديدة لتأكيد متســكنا بحقوقنا الوطنيــة والتاريخية، وعلى رأســها حترير القدس واألقصى، وعودة الاجئني، وإطاق ســراح جميع أســرانا األبطال»، الفتا إلى أن الشــعب الفلسطيني ومقاومتــه «يجــددون العهــد على االســتمرار في مشوارهم الكفاحي حتى التحرير والعودة».
وأشــار إلى أن يوم التضامــن العاملي تزامن هذا العام مع جملة من األحــداث والتطورات املتاحقة، أهمها «تصاعد جذوة املقاومــة في الضفة الغربية». وأوضح كذلك أن اليوم العاملي للتضامن مع الشــعب الفلســطيني «يأتي في ظل الهجمة الصهيونية على القــدس واألقصى وتكثيــف اقتحاماتهمــا»، مؤكدا فــي الوقت ذاته فشــل كل محاوالت األســرلة التي تستهدف أهل الداخل احملتل وعزلهم عن قضيتهم.