تقرير حقوقي يرصد144 اعتداء لقوات البحرية اإلسرائيلية ضد صيادي غزة

مطالبات بتدخل دولي واتخاذ خطوات فعالة إلنهاء حصار غزة

رصد تقرير حقوقــي جديد عــدد االعتداءات التي شــنتها البحرية اإلسرائيلية على الصيادين الفلســطينيني أمام ســواحل قطاع غزة. وذكر أن عددها ارتفع بشكل كبير منذ بداية العام اجلاري، وهو مــا أكدته نقابــة عمال غزة حــني ذكرت أن عشــرات الصيادين تعرضوا لالعتقال على أيدي تلك القوات منذ بداية العام.

وذكر مركز امليزان حلقوق اإلنســان في تقرير جديد أصدره، أنه وفقا لعمليات الرصد والتوثيق التي يواصل املركز عملها، تبني أن قوات االحتالل ارتكبــت منذ بدايــة العام احلالــي ،2022 وحتى اليوم 441 انتهاكا بحق الصيادين الفلســطينيني في عرض البحر.

وأشار إلى انه جرى خاللها اعتقال 64 صيادا، مــن بينهم 8 أطفال، فيما أصابــت قوات االحتالل خالل الهجمات12 صيادا، من بينهم 3 أطفال.

وعــالوة على ذلك تخللــت الهجمات مصادرة قوات االحتالل 23 قــارب صيد، في ظل مواصلتها حظر دخــول معــدات ضرورية الســتمرار مهنة الصيد البحري في قطاع غــزة في إطار حصارها املشدد املفروض على القطاع.

وكان آخر الهجمــات الذي جنم عنه اعتقاالت،

ذلك الهجوم الــذي نفذته البحرية اإلســرائيلية فجر اإلثنني، املاضي على مراكب صيد خالل عملها قبالة ســواحل مدينة رفح جنــوب القطاع، الذي أسفر عن اعتقال ستة صيادين، ومصادرة مركبي صيد.

وذكر املركز احلقوقي أن قوات االحتالل تستمر في التصعيد في ســياق انتهاكاتهــا املنظمة بحق الصيادين الفلســطينيني، الفتا إلــى أنها تتعمد إيقاع األذى فــي صفوف الصيادين وحرمانهم من العمل.

وأوضح أن قوات البحرية اإلســرائيلية تقوم مبالحقتهــم في عــرض البحــر، وتفتــح نيران أسلحتها الرشاشــة جتاههم وتعتقلهم، وتخرب معداتهم وتستولي على قواربهم.

وجــدد املركز اســتنكاره الشــديد النتهاكات قوات االحتالل املتواصلة لقواعد القانون الدولي اإلنســاني ومبــادئ القانــون الدولــي حلقوق اإلنســان في تعاملها مع املدنيني الفلسطينيني ال سيما الصيادين.

وأعــاد التأكيــد على أن مــا تقوم بــه قوات االحتالل مــن انتهاكات في عرض البحر بشــكل منظم، واحلصار الذي تفرضــه على قطاع غزة ال ســيما حصارها البحري، يشكل عقوبات جماعية ترقى ملستوى جرائم احلرب.

واستنكر املركز تصاعد االنتهاكات اإلسرائيلية، وطالب اجملتمع الدولي بالتدخل واتخاذ خطوات فعالة إلنهاء حصار قطاع غزة.

يشــار إلى أن ســلطات االحتــالل ومبوجب احلصار املفروض على قطاع غزة، حتدد مساحات صيد ضيقة للصيادين، تضيق في منطقة شــمال القطــاع، وتصــل إلى ســتة أميال بحريــة فقط، وتتســع من منطقة مدينة غزة حتــى مدينة رفح، لتصل تدريجيــا إلى 15 ميال بحريــا، ورغم عمل الصياديــن في هــذه البقعــة الضيقــة، إال أنهم يتعرضون لهجمات شبه يومية.

واســتنكرت نقابة عمال غــزة عمليات اعتقال االحتالل للصياديــن ومصــادرة مراكبهم، وأكد رئيس النقابة ســامي العمصــي أن ما يحدث يعد «بلطجة وعربدة» متارســهما قوات االحتالل في عرض البحــر، بهدف دفع الصياديــن لترك مهنة الصيد.

وطالب مؤسسات حقوق اإلنسان بالدفاع عن الصياديــن وفضح انتهاكات االحتالل املســتمرة بحقهم في احملافل العربية والدولية، الفتا إلى ان قوات االحتالل اعتقلت منذ بداية العام عشــرات الصيادين، فيما ال يزال عدد منهم رهن االعتقال.

وفي جانب آخــر، ندد العمصــي بقيام قوات االحتالل بإطــالق قنابل الغاز صــوب املزارعني

شــرقي خان يونس جنوب قطاع غزة ما أجبرهم على ترك حقولهم.

يشــار إلى ان املؤمتر الذي عقد فــي غزة قبل يومني بعنوان « 16 عامــا من احلصار، التداعيات واآلفــاق»، الذي شــارك فيــه نشــطاء ونخب دولية وعربية ســاهمت في محاولة رفع احلصار عــن القطاع، وشــخصيات حكومية وسياســية فلســطينية، طالب بتفعيل كل اآلليات واألدوات الكفيلــة برفع احلصــار عن قطاع غزة، وبشــكل فوري، بســبب األوضاع الســيئة التي يعيشــها السكان وأدت إلى ارتفاع معدالت الفقر والبطالة.

وأكــد أن سياســة احلصــار تعــد «أداة سياســية»، وأنها متثل «إعالن حرب على الشعب الفلســطيني»، باعتبار احلصــار «جرمية حرب وعقابا جماعيا» ألكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

وطالب بإدراج جرمية حصــار قطاع غزة أمام احملاكم الدولية من أجل محاســبة قادة االحتالل علــى كافة اجلرائم بحق الشــعب الفلســطيني. وأكد كذلك على ضرورة إعــادة تفعيل الفعاليات الداخليــة واخلارجية الهادفة لفــك احلصار عن القطاع. وطالب بضــرورة العمل على توفير منفذ بحري لســكان قطاع غزة، يحقق غايــات إنهاء احلصار، ومبا يكفل لهم حرية التنقل.