إيران: القضاء يثبت عقوبة اإلعدام بحق أربعة مدانني بالتعاون مع إسرائيل
قد يحكم على 15 متهما بقتل أحد عناصر الباسيج
ثبت القضاء اإليرانــي، أمس األربعاء، حكم اإلعدام بحق أربعــة رجال أدينوا بالتعاون مع إســرائيل، على ما أعلن موقع «ميزان أونالين» التابع للسلطات القضائية، أمس األربعاء.
وأوضح املوقع: «وفقا للقــرار النهائي الذي أصدرتــه احملكمة العليــا، حكم علــى املتهمني حســني أردوخان زاده وشاهني إمياني محمود آباد وميالد أشرفي آتباتان ومنوشهر شهبندي بجندي، باإلعــدام لتعاونهــم )...( مع النظام الصهيوني (إسرائيل) وبتهمة االختطاف».
وفــي 22 أيار/مايو، أعلن احلــرس الثوري اإليراني فــي بيان، أنه أوقف أعضاء «شــبكة تعمل حتت إدارة االستخبارات اإلسرائيلية»، مــن دون حتديد مــكان عملهم أو املــكان الذي أوقفــوا فيه. وجــاء فــي النــص أن «هؤالء األشــخاص ارتكبــوا أعمــال ســرقة وتدمير ملمتلكات شخصية وعامة وخطف واإلجبار على اعترافات كاذبة». وأضــاف «ميزان أونالين»، أمس، أن «ثالثــة متهمني آخريــن حكم عليهم بالســجن من خمس إلى عشر ســنوات بتهمة ارتكاب جرائــم ضد أمن البــالد والتواطؤ في عمليات خطف وحيازة أسلحة».
كما ذكر القضاء أنه قد يصدر أحكاما باإلعدام على 15 شــخصا بينهم امرأة وثالثة قاصرين، متهمــني جميعــا بقتل أحــد أفراد مــن قوات الباسيج في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر خالل مراسم نظمها املتظاهرون مبناسبة مرور أربعني يوما على وفاة أحدهم.
وتشهد إيران تظاهرات منذ موت مهسا أميني الكرديــة اإليرانية البالغة من العمر 22 عاما في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثالثة أيام على اعتقالها في طهران من قبل شرطة األخالق بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة للجمهورية اإلسالمية.
وقالت السلطة القضائية على موقعها «ميزان أونالين» إن «اجللسة األولى ملهاجمي روح الله عجميان عقــدت صباح اليــوم (األربعاء) في محافظة البــرز» بالقرب من طهــران. وأضاف املصدر نفســه أن 15« متهما متهمون باإلفساد في األرض» وهي جرمية يعاقب عليها باإلعدام.
وقتــل روح اللــه عجميــان، أحــد أفــراد الباســيج- القوة شــبه العســكرية املرتبطة باحلــرس الثــوري، فــي الثالث من تشــرين الثاني/نوفمبــر في كرج مبحافظــة البرز على بعد 30 كلم غرب طهران أثناء مســيرة بالقرب من مقبرة في ذكرى مرور أربعني يوما على موت متظاهرة، حسب وسائل إعالم محلية.
وقال حســني فاضلــي هاريكنــدي رئيس القضاء فــي محافظــة البرز، في 12 تشــرين الثاني/نوفمبر، إن «املشاغبني هاجموا حارس األمــن هذا الذي كان أعزل وجــردوه من ثيابه وطعنوه وضربوه مبقابض نحاسية وحجارة وركلــوه ثم جــروا جثته عاريــا ونصف ميت إلى أســفلت الشارع وبني الســيارات بطريقة مروعة».
وأعلنت وكالة ميزان في اليوم نفسه توجيه اتهامات إلى 11 شــخصا بينهم امرأة لالشتباه بقتلهم عجميان.
وقال املوقع نفســه األربعــاء، إن «ثالثة من
متظاهرون يتجمعون أمام مجلس العموم البريطاني في لندن تضامنا مع احملتجني في ايران
املتهمني يبلغون من العمر 17 عامًا»، موضحًا أن «قضاياهم ستنظر فيها محكمة خاصة مختصة بجرائم األحداث».
ومنذ منتصف أيلول/ســبتمبر، اعتقل آالف اإليرانيني ونحــو أربعني أجنبي ًا وا ُتهم أكثر من ألفي شــخص على صلة بـ «أعمال الشــغب»، حسب السلطات القضائية.
وحكم على ســتة متهمني على األقل باإلعدام فــي الدرجة األولــى، ومصيرهــم يعتمد اآلن على احملكمة العليا التي ســتبت فــي طلباتهم لالستئناف.
كمــا مت توقيــف املنتجــة واملمثلة ســهيال كلســتاني، واخملرج حميد بورآذري، لوقوفهما وراء نشــر مقطع فيديــو مت تداوله على نطاق واســع على اإلنترنت، يظهــر ممثلني إيرانيني بينهــم ممثالت بــدون حجاب، يعبــرون عن دعمهم للتظاهرات في البالد، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء نشــطاء حقوق اإلنســان «هرانا» التي تتخذ من الواليات املتحدة مقّرًا لها.
ولم تتمكــن اجملموعة من حتديد املكان الذي احتجزا فيه، في حني أفادت معلومات أخرى أن املمثلة واخملــرج اعتقال في وقت متأخر الثالثاء في وقــت كان املنتخــب اإليراني لكــرة القدم يتواجه مع املنتخب األمريكي في مونديال قطر.
وفي الفيديو الذي نشــر، تظهر كلســتاني وهي ترتدي األسود ومتشــي باجتاه الكاميرا ثم تســتدير لتكشــف أنها ال ترتدي احلجاب.
وحتّدق في الكاميرا. ثّم تنضم إليها تسع نساء للقيام باحلركة ذاتها، كما يفعل خمســة رجال األمر نفســه. وأشــار موقع «إيران واير» إلى أّن كّل الذين ظهــروا في الفيديــو هم ممّثلون إيرانيــون. وأكدت الكاتبة نغمة ســميني على حســابها على موقع انســتغرام، خبر توقيف كلســتاني وبــورآذري، في خطــوة رأت أنها «رد فعل جــزء من الرأي العــام» على «األداء» الذي ظهر فــي الفيديــو. وقامــت العديد من املمثالت اإليرانيات خالل احلركة االحتجاجية بتحركات لكســر احملرمات عبر خلع احلجاب، الذي يعد إلزاميا للنساء في األماكن العامة.
وفي وقت ســابق من هذا الشــهر، نشــرت ترانه علي دوســتي، وهي إحدى أشهر املمثلني اإليرانيــني الباقني في البالد، صــورة لها على وسائل التواصل االجتماعي من دون احلجاب، متعّهدة البقــاء في بلدها «مهمــا كّلف الثمن». وأوقفت السلطات اإليرانية ممثلتني معروفتني هما هنكامــه قاضياني وكتايــون رياحي، قبل أن تعــود وتفرج عنهما بكفالــة، وفق ما أفادت معلومــات صحافية، ألنهمــا عبرتا عن دعمهما للحركة االحتجاجية وخلعتا حجابهما علنا في حت ٍّد واضح.
وفي االثناء، رحبت احلكومة النمســاوية، أمس، باإلفراج ألسباب طبية عن أحد مواطنيها من أصل إيرانــي قائلة إنهــا تواصل جهودها إليجاد «حل إنساني».
وأفرج عن مسعود مصاحب 76( عاما) الذي يقبع منذ أربع ســنوات في سجن إيفني الواقع في مرتفعات العاصمة طهران، في 23 تشــرين الثاني/نوفمبر.
وقالت ابنته التي طلبت عدم كشــف اسمها: «شخصت إصابته بسرطان البروستات وأفرج عنه طــوال فتــرة عالجه». وأوضحــت أنه ال يستطيع مغادرة إيران وســيتعني عليه تقدمي تقرير إلى الســلطات مرتني شــهريا، شــاكرة السلطات النمساوية.
وقالــت ناطقــة باســم وزيــر اخلارجيــة النمســاوي في مقابلــة: «نرحــب بحقيقة أن اجلهود الدبلوماسية أسفرت عن نتائج أولية». وأضافت: «ســنواصل بذل كل ما في وســعنا إليجاد حل إنساني لكل احلاالت».
وحتتجز إيران منســاويني آخرين، أحدهما ألقــي القبض عليــه أخيرا لســبب غير محدد واآلخر، رجــل األعمال اإليراني-النمســاوي كامران غديري، أوقف في كانون الثاني/يناير 2016 لتعاونه مع دول معادية لطهران.
كما أوقف األمني العام للجمعية النمساويةاإليرانيــة، وهــي منظمــة تعمل علــى تعزيز التبادالت بــني البلدين، مصاحــب في طهران في كانون الثاني/ينايــر 2019 فيما كان يرافق علماء منسويني.
وحكم عليه بالســجن ملدة 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأملانيا.