Al-Quds Al-Arabi

نشر باتريوت في أوكرانيا قد يجعلها ضمنيًا عضوًا في الناتو ويدفع بروسيا إلى رد قاس

-

■ اوتاوا- أ ف ب: حتقق الشرطة الكندية في شبهة تدخــل صيني للتأثيــر على «املســار الدميقراطي» في البلد، وفق ما كشفت رســالة لرئيسة الشرطة حصلت عليها وكالة فرانس برس، من دون أن تتضمن تفاصيل حول هذه االدعاءات.

ويتعلق األمر برســالة وجهتها رئيســة الشــرطة الفدرالية برنــدا لوكي إلى جلنة برملانيــة تنكب حاليا على دراســة احتمال حصول تدخالت أجنبية من بينها تدخل الصن في االنتخابات الفدرالية الكندية في 2019 التي أوصلت جاسنت ترودو إلى منصب رئيس الوزراء. وأوضحت لوكي أنه بالنسبة لالنتخابات التي أوصلت رودو إلى احلكم «لم تظهر في تلك الفترة أي أدلة» حول تدخل محتمل.

لكن جاء في رســالة لوكي أن «الدرك امللكي الكندي (الشــرطة الفدرالية) يؤكد أنه يجري حاليا حتقيقات حول تدخالت قام بها أطراف أجانب».

وكانت محطــة التلفزيون احملليــة «غلوبال نيوز» أوردت هذا الشــهر معلومات عن «شــبكة ســرية» من مرشــحن لتلك االنتخابات وعمالء صينين ســاهموا في حمالتهم، تلقــت متويال من الصن. وفي تعليق على هذه الوثيقة، قال رئيس الوزراء الكندي جاسنت ترودو إن «أجهزة االســتخبا­رات في كندا سبق لها أن شددت في مناســبات عدة على أن تدخالت قــوى أجنبية في الشؤون الكندية أمر متواصل». وقال وزير األمن العام الكندي ماركو مينديســين­و، لصحافيــن إن االدعاءات حــول التدخالت األجنبيــة «تؤخذ بــكل جدية». لكن رئيسة الشــرطة أشــارت إلى أنه «بإمكان الكندين أن يطمئنوا إلى أن نزاهة االنتخابات لم متس».

لندن- «القدس العربي من حسن مجدوبي:

أعلــن احللف األطلســي احتمال إرســال منظومة الدفاع اجلوي الشــهيرة باتريوت ملســاعدة كييف في مواجهة الهجمات الروســية. ويبقــى التصريح مجرد إعالن نوايا ال يتجاوز الفرضية ألن نشر هذه املنظومة في األراضــي األوكرانية يعني أن أوكرانيا ســتصبح بشكل غير مباشــر عضوا في هذه املنظومة العسكرية، األمر الذي قد ترتب عنه رد فعل قوي من طرف موسكو.

واحتضنــت العاصمــة بوخاريســت الثالثاء من األســبوع اجلاري اجتماعا لــوزراء خارجية أعضاء احللف األطلســي، واتخذ مجموعة من القرارات التي تبقــى معلقة طاملا لم تدرســها األركان العســكرية في الدول األعضاء وخاصــة الواليات املتحدة وترى مدى تطبيقها. وعادة ما يكون هنــاك فرق بن التصريحات والنوايا السياســية الجتماعات املســؤولن املدنين في احللــف األطلســي مقارنة مع قرارات املســؤولن العسكرين.

ومن ضمن التصريحات الالفتــة تلك التي صدرت عن األمن العام للحلف األطلســي ينس ستولتنسبرغ الذي كشــف عن بحث احللف األطلســي إرسال نظام باتريوت إلى أوكرانيا، رغم أنــه أملح إلى صعوبة هذا القرار معلًال أنــه يتطلب تدريبًا خاصــًا وتوفير قطع الغيار. لم يتأخر الرد كثيرا، حيث جاء من نائب رئيس مجلس األمن القومي ســيرغي مدفيديــف الذي حذر من خطورة هذا القــرار. كما جاء الرد العســكري من البنتاغون نفســه، حيث قال الناطق باسم البنتاغون

باتريــك رايدر، في إفادة صحافيــة يومية، إن «الدفاع اجلــوي ال يزال ميثل أولوية قصوى بالنســبة لوزارة الدفاع واجملتمع الدولي فيما يتعلق بدعم أوكرانيا، لكن في الوقت احلالي ليســت لدينا خطط لتزويد أوكرانيا ببطاريات باتريوت، وإن كنا سنواصل املناقشات حول هذه املسألة».

ورغم أن تصريح تزويــد أوكرانيا بنظام باتريوت صادر عن األمــن العــام للحلف األطلســي، غير أنه ال يجــب االعتقــاد في تطبيقــه ألنه يوجــد فرق بن تصريحات العسكرين واملدنين. في هذا الصدد، عندما كان الطرف املدني في احللف األطلســي يروج لفرضية اســتعمال روســيا الســالح النووي، كان البنتاغون وعدد من قــادة األركان العســكرية فــي دول غربية يؤكدون أن جميع األســلحة النووية الروسية مازالت في أماكنها، ويستبعدون نهائيا هذه الفرضية. وغابت رواية الســالح النووي نهائيا من اخلطاب العسكري للمدنين في الوقت الراهن بعدما شــغلت الرأي العام العاملي ألســابيع. ويتكرر األمر نفســه مــع باتريوت، فدعم أوكرانيا بهذا الســالح صدر عن املدنين وليس العسكرين. وتوجد أســباب منطقة متنع بشكل نهائي إرسال احللف األطلسي وخاصة البنتاغون للباتريوت إلى أوكرانيا وهي:

في املقام األول، عدد قليل من الــدول الغربية التي تتوفر على بطاريات محدودة من الباتريوت، وبالتالي لن تغامر بإرسال هذه املنظومة وهي في أمس احلاجة لديها. إذ يزود الغرب أوكرانيا بسالح هجومي متطور، ولكنه ال يزودها بسالح دفاعي متقدم. وكانت الواليات املتحدة قد ســحبت عددا من البطاريات التي كانت في دول مثل العربية الســعودية لنقلها إلى جنوب شــرق آسيا بسبب عدم توفرها على العدد الكافي.

في املقــام الثاني، نظام الباتريــو­ت غير قادر على اعتراض فعلي للصواريخ الروســية املتطورة ســواء اجملنحــة مثــل كلبير وإكســندر وتبقى عاجــزة أمام الصواريخ فرط صوتية مثل تشيركون وكيندال. وكان الباتريــو­ت قد عجز عن اعتراض عــدد من الصواريخ الباليســت­ية غير املتطورة التي أطلقها احلوثيون ضد السعودية. وكانت صحيفة «نيويورك تاميز» قد كتبت وقتها أن «فشل باتريوت مسألة أمن قومي أمريكي ألنها تبرز ضعــف منظومة الدفاع اجلوي األمريكي». وحول احلــرب احلالية، تعلــن أوكرانيا بن احلــن واآلخر اعتراض عشــرات الصواريخ اجملنحة الروسية، وهي تصريحات من املرجح أن ال تكون صحيحة عســكريا، نظر ًا حلجــم الدمار الذي تتعرض لــه أوكرانيا ونظر ًا الفتقارهــ­ا منظومــات جوية متقدمة للدفــاع. ومتتلك الواليات املتحــدة أنظمة دفاع جــوي متقدمة مثل ثاذ وأيجيس خاصة باعتراض الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية وليس اجملنحة أو فرط صوتية مثلما يحدث في احلرب األوكرانية.

فــي املقــام الثالث، نشــر بطاريــات باتريوت في األراضــي األوكرانية، يعني االنضمــام العملي، بدون إعالن سياسي، ألوكرانيا إلى احللف األطلسي، وقتها ســيكون رد روســيا قاســيا للغاية بالرفع من القوة النارية التي تستهدف بها أهدافا في أوكرانيا. وقد تلجأ روسيا إلى اســتعمال مكثف للصواريخ فرط صوتية، وهذا يعني دخول احلرب مســتوى آخر. واســتعلمت روســيا ثالث مرات ثالثة صواريخ فــرط صوتية منذ بداية احلــر لضرب أهداف دقيقــة للغاية كان معظمها مخازن أسلحة غربية ومصنعا للسالح األوكراني.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom