Al-Quds Al-Arabi

اجليش اإلسرائيلي بقيادة بن غفير: نحن على درب املستوطنني... «أصحاب البيت»

ضرب يساريًا متضامنًا مع أهل مدينة اخلليل فُحكم عليه بـ 10 أيام «فقط»

-

شــباب «جفعاتي» أو شــباب «نيتسح يهودا»، في أعمــار 18 – 02، هم «شــبيبة التالل» للجيش اإلســرائي­لي اآلن، «أعشــاب ضــارة»، حــاالت اســتثنائي­ة، يجب التخلص منهــم ومن محيطهم. ســنكتب لهم رســائل حتذيرية ونعظهم مبواعظ عــن قيم اجليش اإلســرائي­لي في عــدة إحاطات، وســيعود اجليش نقيا. هكذا تعاملــوا في البداية مع «شبيبة التالل»، ومع املشاغبني من مستوطنتي «يتسهار» و»تفوح»، مع الذي ألقى قنبلة على بيت في اخلليل، ومع الذين تبولوا في البيوت السكنية للمسجونني في شارع الشهداء باخلليل.

«التعميــم محظور»، أمــروا اجلمهــور. ولكن سكان هذه املناطق القفراء كانت لهم عقيدة مرتبة وحلم تعهدوا بــه وطبقوه منذ اللحظة التي ولدوا فيها داخل حظائر املســتوطن­ات، واستوعبوا قيم املدارس الدينيــة التابعة للحاخامات العنصريني، املتطرفني القوميني، الذين أرســلوهم إلى الطريق الظالمية مزودين بأحكام شــرعية مناسبة. هكذا انتشــرت «الظاهرة الغريبة» إلــى أن حتولت إلى تيار رئيسي جرف خلفه معتمري القبعات الكبيرة املطرزة، بــل ومعتمري القبعات املنســوجة ومن يشجعونهم الذين ال يرتدون القبعات.

مثل شــباب «جفعاتي» هؤالء، الذين نبتوا في دفيئة داعمة ومشــجعة، هكذا أيضا جنود اجليش الذين مر كثير منهم بتعميد النيران األول والوحيد لهم فــي ســاحة املعركة فــي «املناطــق» [الضفة الغربيــة]، ومنــوا وكبــروا في أحضــان الثورة الوطنية املتطرفة – العنصرية، التي شــق طريقها املســتوطن­ون. في الســبعيني­ات، في العقد األول «لالحتالل املتنور»، دخل اجليش اإلســرائي­لي في رحلة إلى شــرك االحتالل بدون إعــداد أو معرفة أو جتربــة. فقد جاء هــذا اجليش إلدارة ســكان فلســطينين­ي واقعني حتت االحتالل. وحتى إنه لم يشــك بأنه مت إخفاء العبوات الناســفة اجلانبية األولى منذ اللحظة األولى في .1968

عندمــا تقرر نقــل حفنة املســتوطن­ني التابعني ملوشــيه لفنغر من فندق بارك إلى مباني احلكومة، قيل إن األمر يتعلق مبوضوع مؤقت. ما زال اجليش يعيش في وهم بأن كل شــيء علــى ما يرام، حتى عندما نزلت خاليا املستوطنني كل صباح إلى مبنى هداسا، وشلوا حركة السير في الشارع الرئيسي، وقاموا بصــالة ظاهرية. بعد ذلك، ســيطروا على الكنيس القدمي باســم أبينا إبراهيم، الذي يقع في تل الرميدة وعلى بيوت في وسط املدينة. بعد ذلك، أقاموا التنظيم السري اليهودي.

اجلنــدي الذي ضرب «الناشــط اليســاري»، وصديقه الذي قال بأنــه أصبح ميثل القانون هنا، وهو الذي يقرر أين يســمح الذهاب وأين مينع، مت اقتباســهم­ا بدون معرفة األمور التي قالها زعران «الكرياه» قبل 55 ســنة. في حينه، لم تكن الفجوة معروفة بني جنــود الوحدة ،8200 واليســاري­ني،

وسكان املدينة األشكناز، وبني جنود الضواحي.

عندمــا أدرك اجلنود في اخلليــل، من اجليش النظامي ومن االحتياط، في املدينة وفي الضواحي، بأن األوامر التي يتلقونهــا تتم تغطيتها في حلظة بتعليمات يتلقاها القادة من املســتوى السياسي الذي يتلقــى األوامر من احلاخامات، أيقنوا من هو صاحب البيت هنا. وإذا منعوا في البداية من قضاء ليالي السبت في بيوت املستوطنني، وأمروا برفض إرســاليات الكعك بصــورة مهذبة، التي ترســلها النســاء في املســتوطن­ات، والذين أطلقوا عليهم قبل يوم «نازيني» و»مصدر الدنس» وشــجعوهم على رفــض األوامــر، فقد وجــدوا احلضن خالل بضع سنوات. أصبح املستوطنون واجليش جسما واحدا، وأصبح اجلنود الذين ال يوافقون على نهج املستوطنني أعشابا ضارة. واستكملت الثورة.

محظور التعميــم، لكنه حدث. اجلندي ال ميكنه التفريق بني اليساريني «اجليدين» واخلونة»، بني العــرب اجليدين واخملربني، هــو بحاجة إلى عدو واحد، واضح ومحدد. وعندما يكون معظم اجليش وجنود الوحــدة 8200 وخريجــي دورة طيران، الذين يتم تعميدهم في مزبلــة األمن اجلاري التي ليست ســوى عمل شــرطي عنيف، فإن احلذر من التعميم لم يعــد ذا صلة، بل إنــه خطير؛ ألن ثمة وهما ينشــأ بأن األمر الذي يتعلق بآفة استثنائية ميكن عالجها عن طريق االعتقال لعشرة أيام.

هآرتس 2022/11/30

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom