أربيل تعول على جدية بغداد لتسوية اخلالفات وتطالب بـ71٪ من امليزانية
تشكيل جلان فنية مشتركة للنظر في مجمل القضايا
كشفت حكومة كردســتان العراق، عن تفاصيل مباحثات الوفد الكردي الذي زار العاصمة بغداد، ملدة أربعة أيام، للتفاوض بشأن ج ّملة ملفات عالقة على رأسها ح ّصة اإلقليم من املوازنة املاليــة، حيث طالبت أربيل، بنسبة .٪17
وقال جوتيار عادل، املتحدث باســمها، وعضو وفدها لبغداد: «ســاد جو إيجابي في اللقاءات مــع وفد احلكومة االحتادية، وملســنا أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق، وفي النهايــة يجب أن نتوصــل إلى حل متوســط، ووفد حكومة إقليم كردســتان سيذهب إلى بغداد كلما دعت احلاجة».
وزاد: «ناقشــنا عــدة قضايــا فــي اجتماعاتنــا، مــن بينهــا ،امليزانيــة وتفاصيلهــا، حيث شــارك فريقــان من وزارتــي املالية والثــروات الطبيعية في حكومة إقليم كردســتان في إعداد األرقام واملالحظــات التــي لــدى وزارة املالية، وشرح النقاط غير الواضحة التي حتتاج إلى توضيح أو إعادة تنظيم، وهذه األمور مت إجنازهــا وحتضيرهــا فــي يومني أو ثالثة أيام. كمــا مت تقدمي قوائم التعيينات واملــالكات وقوائم نفقــات حكومة إقليم كردســتان إلى وزارة املالية في احلكومة االحتادية».
الدستور واملنهاج الوزاري
وتابع: «في بدايــة زيارتنا إلى بغداد، ناقشنا أسس التوصل إلى اتفاق، بالطبع أساسه الدستور وورقة املنهاج الوزارية، التي أصبحت أساســا للحديث عن قضايا مثل املوازنــة والنفط واملعابــر والرقابة املاليــة. كان اجتماع (األربعــاء املاضي) اجتماعا مهما مع وفد رفيع املســتوى من احلكومــة العراقيــة. بحثنا عــدة ملفات واإلجــراءات الالزمة ملعرفة مســؤولية حكومــة إقليــم كردســتان ومســؤولية احلكومة العراقية».
وبــني أن «االجتماعــات مســتمرة وستســتمر. وفد حكومة إقليم كردستان على اســتعداد لزيارة بغــداد كلما دعت الضرورة، وقــد يزور بغــداد مرة أخرى قريبــا، لنتمكــن مــن مناقشــة موضوع املوازنــة مرة أخــرى، ونتوقــع أن تكون جاهزة في غضون شــهر أو أقل، ونأمل أن تكون هذه املناقشــات والزيارات مثمرة، وأخيرا احلصة احلقيقية إلقليم كردستان، ستثبت وفق االســتحقاقات الدستورية التــي يجــب االلتــزام بهــا أو معاجلتها وغيرها من امللفات».
في الســياق ذاته، قالت، رئيسة كتلة احلــزب «الدميقراطي الكردســتاني» في البرملان العراقي، فيــان صبري، إن «وفد إقليم كردســتان عقد اجتماعات مهمة في بغداد»، مشــيرة إلى «وجود نية حقيقية لــدى بغــداد في حــل املشــاكل العالقة، واملطالبــة بتخصيص ميزانيــة لتفعيل املادة 140 من الدستور».
وقالت إن «الوفد تشكل وأجرى زيارته
إلــى بغــداد بتكليف من رئيــس حكومة إقليم كردســتان، وعقــد اجتماعات مهمة مــع وزارء التخطيــط، املاليــة، النفط، والكهرباء، البنك املركزي وديوان الرقابة. وظهر من مخرجات االجتماع وجود رغبة حقيقية لدى بغداد في حل املشــاكل»، بني الطرفني.
وأشــارت إلى ملفات عدة، معتبرة أنها «مهمة بالنسبة إلقليم كردستان مثل ملف املوازنة، النفط، الرقابــة املالية، واملنافذ احلدودية»، ومت تشكيل أربع جلان خاصة بها حسب تعبيرها.
تعليق قرار احملكمة االحتادية
فيمــا يتعلق بقرار احملكمــة االحتادية حــول قانــون النفــط والغاز فــي إقليم كردســتان، نوهــت إلــى أن «االتفاق مت على هذه املسألة أيضا، بحيث يكون قرار احملكمــة االحتادية حول قانون نفط وغاز إقليم كردستان ضمن إطار االتفاقات، وأن يتم تعليقــه، ونحن نرغب بحل املســألة مبوجب الدســتور والدســتور واضح»، مؤكــدة أن «كل قرار يصدر حــول قانون النفط والغاز في إقليم كردستان ينبغي أن يكون باتفاق مشترك».
ولفتت إلى «تطرق حتالف إدارة الدولة إلــى املادة 140 مــن الدســتور، وحتديد ميزانية ماليــة لتفعيــل اللجنة اخملتصة بالقضية، فال ميكن حــل القضية بالكالم فقط ويجب حتديد ميزانية للتعويضات».
وبخصــوص موازنة العــراق العامة لعام 2023 ذكرت صبــري: «نحن طالبنا بنســبة 71٪، وجــرى النقــاش حول
إرســال املبلغ الذي يتم حتديده بالكامل إلقليم كردستان، وذلك لعدم وصول املبلغ كامال إلقليم كردســتان في بعض األحيان سابقا».
وأكــدت: «نرى وجود نيــة جدية لدى بغداد في حل املشــاكل التي يعود بعضها لعــام ،2005 من احملتمــل أن تكون بعض مشــاكل العراق ناجمة عن عدم حل هذه امللفات، ومــن املتوقــع أن يــؤدي حلها لالســتقرار في العراق وإقليم كردستان، لذا يجب حلها».
واحتضنت العاصمة بغداد، األربعاء، اجتماع اللجنــة العليــا حلكومتي املركز واإلقليم ملناقشــة عدة ملفــات بهدف حل املشاكل العالقة بني اجلانبني.
وحســب بيــان لدائــرة اإلعــالم واملعلومات في حكومة كردستان، «جرى خــالل االجتمــاع التباحث حــول ملف النفط واملوازنة والرقابــة املالية واملنافذ احلدودية».
و»أكد اجلانبان على أهمية هذه املرحلة للتوصــل إلى اتفاق مشــترك فــي إطار الدستور واملنهاج الوزاري املتفق عليه من قبل اجلهات السياســية ا ّمل ّش ِكلة للحكومة العراقيــة اجلديدة»، وفــق البيان، الذي لفت إلــى أن «االجتماعــات بني اجلانبني ستســتمر حلني التوصل إلــى حل نهائي للمشاكل وامللفات العالقة».
كذلك، ذكــر املكتب اإلعالمــي لوزارة التخطيــط في بيــان، بأن اللجنــة التي يترأســها نائب رئيس مجلــس الوزراء، وزيــر التخطيــط، محمد متيــم، عقدت اجتماعهــا األول فــي بغــداد، بحضــور وفد من إقليم كردســتان يترأســه وزير
التخطيط في اإلقليم دارا رشيد محمود.
وجــرى خالل اللقــاء «الذي ســادته األجواء االيجابية، طرح القضايا العالقة بــني اجلانبــني والســيما قانــون النفط والغــاز، واملوازنة االحتاديــة، وقضايا أخرى».
واتفق اجلانبان على «معاجلة القضايا العالقــة، وفقا ملا نــص عليه الدســتور العراقي، واملنهاج الوزاري حلكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شــياع السوداني، الذي صوت عليه مجلس النواب».
ومتخض االجتماع عن «تشــكيل جلان فنية مشــتركة للنظر في مجمــل القضايا التي ستناقشــها اللجنة على أن تتواصل االجتماعــات واللقاءات املشــتركة خالل األيــام املقبلــة، للوصول الــى معاجلات جذرية جلميع هذه القضايا».
وتضم اللجنة املشــكلة برئاسة نائب رئيس مجلس الــوزراء/ وزير التخطيط، فــي عضويتها وزيــري النفــط واملالية، ورئيســي ديوان الرقابة املاليــة وهيئة املنافذ احلدودية واملستشــار االقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس الدائرة القانونيــة فــي األمانــة العامــة جمللس الــوزراء، باإلضافــة الــى مدير شــركة «سومو».
التعاون والتنسيق
وفــي 28 تشــرين الثانــي/ نوفمبــر املاضــي، أعلــن مكتــب رئيــس إقليــم كردســتان العراق، نيجيرفان بارزاني، عن بحث األخيــر خالل زيارة أجراها إلى بغداد، مع السوداني واألطراف السياسية األخــرى آخر تطورات األوضــاع األمنية والسياســية للبلد، وأكدوا على التعاون والتنســيق بــني األطــراف كافــة لدعم احلكومــة االحتادية اجلديــدة والتنفيذ الناجــح ملنهاجها الــوزاري، والعمل معا حللحلة املشاكل العالقة بني أربيل وبغداد بدءا باملادة )140( الدســتورية واملوازنة واملســتحقات املالية ووصوال إلى تطبيع الوضع في سنجار ومشاكل البلد بصورة عامــة، من خــالل احلوار وعلى أســاس الدستور وحفظ استقرار وسيادة البلد.
وشــدد بارزاني والســوداني، طبقا للبيان، على «عدم السماح بأي تهديدات أو عمليــات عســكرية تســتهدف الدول اجملــاورة عبــر حــدود العــراق وإقليم كردســتان مع ضمــان توفيــر املعونات واملســاعدات اإلنســانية لالجئني وعدم السماح بوجود فصائل مسلحة في إقليم كردستان. لذا ســتتعاون أربيل وبغداد وتنســقان متامــا حلماية أمــن احلدود، وســتتعاونان وتنســقان مــع الــدول اجملاورة وســتتخذان اإلجراءات الالزمة بهذا الشأن».
وكــرر بارزاني أن «نهج قيــادة إقليم كردســتان سيظل كما في الســابق عامل أمان واســتقرار للعــراق ودول املنطقة ويتطلع الــى تقوية عالقاتــه معها وفق مبدأ االحتــرام املتبادل وحســن اجلوار واملصالــح املشــتركة. وحلــل املشــاكل الداخلية واخلارجية في املنطقة، نرى من الضروري اللجوء إلــى احلوار والتفاهم واعتماد احللول الســلمية، وقيادة إقليم كردستان مســتعدة ملمارسة دور إيجابي وبناء في هذا السياق».