Al-Quds Al-Arabi

محافظ «املركزي» الليبي «املعترف به دوليًا» يطالب بزيادة إنتاج النفط إلعادة بناء االقتصاد

-

■ طرابلس - دب أ:قال الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيــا املركزي املعترف بــه دوليا، أن بــالده عضو منظمة البلدان املصدرة للنفط «أوبــك» حتتاج إلى زيادة إنتاجها النفطي لتفعيل اخلطط التنموية الشــاملة وتنويع مصادر االقتصاد املعتمد بشدة على صادرات الطاقة.

وأضاف، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ لألنباء االقتصادية جرت في العاصمة طرابلس، أن ليبيا حتتاج زيادة إنتاجها النفطي إلــى 1.4 مليون برميل يوميا علــى األقل إذا أرادت حتقيق نقلة في االقتصاد.

وتنتج ليبيا في أحسن الظروف حوالي 1.2 مليون برميل يوميــا من النفط، وهو ما اعتبره الكبيــر غير كاف لتغطية الزيادة في اإلنفــاق احلكومي إذا تراجعت أســعار النفط العاملية ألقل من 70 دوالرا للبرميل.

وقال الكبيــر أن البنك يدعــم جهود احلكومــة لزيادة اإلنتــاج «بالتضامن مع اجملتمع الدولي ولســد النقص في إمــدادات الطاقة العامليــة الناجمة عن احلرب الروســية األوكرانية». وقالت بلومبرغ أن زيادة إنتاج النفط ليســت

سهلة بالنسبة لليبيا التي متتلك أكبر احتياطيات من اخلام في أفريقيا، لكنها تعاني من حالة شــلل سياســي بســبب الصراع بني احلكومة املوجود مقرها في العاصمة طرابلس برئاســة رئيس الــوزراء عبــد احلميد ديبيــة واحلكومة املوازية برئاســة فتحي باشــآغا، املكلف مــن البرملان في شرق البالد. في الوقت نفســه فإن حقول النفط وخطوط أنابيــب نقله في قلب احلرب األهليــة الدائرة في ليبيا منذ اإلطاحة بنظام حكم العقيد معمر القذافي في ،2011 وغالبا ما تقوم اجلماعات املسلحة بإغالق حقول النفط أو خطوط األنابيب للضغط على السياسيني أو للحصول على مطالب اقتصادية.

وقال الكبير أن «مؤسسة النفط الوطنية الليبية» حصلت على حوالي 1.7 مليار دوالر لتمويل مشــروعات تنمية غير محددة خالل العام احلالي. وستســمح زيادة الدخل لليبيا بالتوسع في مشــروعات التنمية والبنية التحتية وحتفيز القطاع اخلــاص وتنويع مصادر الدخــل واالقتصاد. يأتي ذلك في حني أدت احلرب األهلية والصراعات املســلحة في

لبييا على مدى أكثر من 10 ســنوات إلى زيادة حاجة البالد الستثمارات كبيرة في مجاالت اإلســكان والبنية التحتية وشبكة الكهرباء وغير ذلك من القطاعات.

كما يسعى املستثمرون األجانب لالستفادة من إمكانيات ليبيا في مجال الطاقة الشمسية.

على صعيد آخر قال الكبير أن جهود إعادة توحيد البنك املركــزي الليبي التــي تعثرت خالل العام احلالي بســبب الصراع بني حكومتي البالد ميكن اســتئنافه­ا مبجرد عودة االستقرار السياسي، حتى إذا كان استقرارا نسبيا.

وأشار إلى أن الَدين احمللي لليبيا حاليا يبلغ حوالي 155 مليار دينار ليبي 31.7( مليار دوالر).

وقــال محافظ البنك املركزي أنه فــي حني يطالب بعض الليبيني بضرورة زيادة قيمة الدينــار أمام الدوالر لتقليل أســعار واردات البالد، فإن البنك املركزي ال يستطيع تغيير أســعار الصرف في ظل الظروف االقتصادية والسياســي­ة احلالية، خاصــة التهديدات املســتمرة بإغالق املنشــآت النفطية ووقف تصدير اخلام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom