Al-Quds Al-Arabi

آالف الغاضبني يشّيعون شهيدين أحدهما قائد «كتيبة جنني»

محكمة إسرائيلية ترفض حضور القنصل الفرنسي جلسة استماع للمعتقل احلموري

-

«القدس العربي» ـ من سعيد أبو معال:

شــيعت جماهير حاشــدة وغاضبة في مدينة جنني ومخيمها مقاومني فلسطينيني، أحدهما قائد ميداني في كتيبة جنــني، بعد عملية اقتحام ليلية نفذتها قوات معززة بالقناصة واآلليات العسكرية بادعــاء محاولــة اعتقــال مطلــوب كان يخطط لتفجير سيارة.

وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا، حمل املشــاركو­ن فيها جثماني الشهيدين، وجابوا شــوارع مدينة جنــني ومخيمها، ورددوا الهتافــات املنــددة بجرائم االحتــالل، وطالبوا بتوفير احلماية الدولية لشعبنا، مؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.

واقتحمــت قوات االحتالل احلي الشــرقي من مدينة جنني ومناطق من اخمليم ومنطقة «الهدف»، ونشرت قناصة على سطح البنايات واملنازل حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مقاومني.

اشتباك مسلح

وحسب صحيفة «يديعوت» اإلسرائيلي­ة فإنه خالل اشــتباك مســلح وقع فجــر اخلميس بني مسلحني فلســطينين­ي وجيش االحتالل، اعتقلت قوات اجليش شــابا فلســطينيا بزعم تخطيطه لتفجير سيارة مفخخة.

وإلى جانب الشــهيدين أصيب شخص ثالث، فيما اعتقلت القوات أربعة آخرين.

وحسب مصادر طبية فلسطينية في مستشفى ابن ســينا، فإن الشهيدين الشــابني هما: نعيم جمال الزبيدي 27( عاما)، ومحمد أمين السعدي 26( عاما) وهما مقاومان في «كتيبة جنني».

وقالــت مصادر محليــة إن قــوات االحتالل اعتقلت الشابني وسام فايد، وعمر ناصر طالب، بعد ان حاصرت منزليهما فــي منطقة الهدف من جنني.

وأضافت املصادر ذاتها، ان وحدة إســرائيلي­ة خاصة تسللت إلى مخيم جنني واعتقلت الشابني خالــد عرعــراوي، وأحمــد الصــوص، بعد ان طاردتهمــا وصدمت الدراجة الناريــة التي كانا يستقالنها.

ونعت «كتيبة جنني» التابعة لســرايا القدس، الشــهيدين الســعدي، وزبيدي، وقالــت إنهما ارتقيا في عملية اغتيــال نفذتها قوات االحتالل في اخمليم.

ووصفت كتيبة جنني في بيــان على تليغرام محمد الســعدي 26( عاما) بأنه قائــد الكتيبة، ونعيم زبيدي 27( عاما) بأنه «رجل الظل والسند احلامــي للمقاومة»، وقالــت إنهما قــادا العمل املقاوم طوال ســنوات دون كلــل أو ملل، وكانت لهما بصمة مشرفة.

وأكدت كتيبة جنني املضي في تدفيع االحتالل ثمن جرائمه، وأشادت ببســالة مقاتلي مختلف الفصائل الذين تصدوا القتحام امس.

وأشــارت إلــى أن مقاتليهــا أمطــروا قوات االحتالل بصليات كثيفــة ومتتالية من الرصاص والعبــوات املتفجرة، وخاضوا اشــتباكات على أكثر من محور «الوكالــة ـ املقبرة ـ بوابة اخمليم ـ منطقة الهدف»، وفجــروا عددا من العبوات في جتمــع آليات على بوابة اخمليــم محققني إصابات مباشرة.

وأعلنــت حركــة «فتــح» والقــوى الوطنية

واالســالم­ية في جنني، أمس اخلميس، اإلضراب الشــامل حدادا على روحي الشــهيدين، وتنديدا بجرائــم االحتــالل املتواصلــ­ة بحق الشــعب الفلســطين­ي، ودعــت التجار وأصحــاب احملال التجارية واملؤسسات الى االلتزام باإلضراب.

وبارتقاء الشهيدين الزبيدي والسعدي، ترتفع حصيلة الشهداء منذ مطلع العام احلالي 2022 إلى 210 شهداء، بينهم851 شهيدا في الضفة الغربية، و25 شهيدا في قطاع غزة.

ومع سقوط الشهيدين تكون قوات االحتالل قد قتلت خالل 72 ساعة 9 شهداء وتسببت بأكثر من 100 إصابة برصاصها.

وفي ســياق متصل، حذر رئيس الوزراء محمد

اشــتية، من «التبعــات اخلطيــرة للجرائم التي يواصل االحتالل اإلسرائيلي ارتكابها بحق أبناء شــعبنا»، وطالب دول العالــم بالتدخل العاجل لوقفها.

وقال: «إن رصاص جنود االحتالل يســتمر في قتل أبنائنا، بشهوة القتل، ملضاعفة آالمنا، ونزف جراحنا، ووجع معاناتنا، في تصعيد يعكس وعيد اجلناة مــن أحفاد العصابــات الصهيونية الذين يحاولون إعــادة إنتاج جرائمهم البشــعة بحق أهلنا عام .»1948

وأكد اشــتيه أن االحتــالل يســتفيد من ياب املســاءلة، والعقاب، في ظل سياسة دولية قائمة على املعايير املزدوجة.

وحسب احمللل السياســي واخلبير في الشأن اإلســرائي­لي عصمــت منصــور فإن ما تشــهده األراضــي الفلســطين­ية هو أمر يعكس سياســة اليد اخلفيفة علــى الزناد. وأضاف: أن التعليمات منــذ البدايــة كانت مشــددة، وتســتخف بالدم الفلســطين­ي، حيث يضغط اإلصبــع على الزناد ألبسط األسباب.

وشــدد منصــور علــى أن الواليــات املتحدة األمريكيــ­ة بعــد استشــهاد شــيرين طلبت من االحتالل تعديل أوامر إطالق النار، ولكن إسرائيل رفضت ذلك، وها هو يائير لبيد الذي رفض سابقا تعديــل أوامر القتل يقــول صباح أمــس: «هكذا يحارب اإلرهاب»، متباهيا مبا يفعله اجلنود.

وأكد منصور أن ما يجري هو استمرار للسياسة ذاتهــا بوضوح كامل، وهناك نفس مســموم يبثه نتنياهو وقد وصل إلى اجلنود في امليدان.

وتابع: «هذا نفس مســموم وعنصري ودموي، وبدأنا نسمع نغمة االستجابة للتطرف االحتاللي مــا قبل دخــول احلكومة، حيث أعلنــت مصلحة الســجون أنها ســتتكيف مع الوزير اجلديد، أما ممارســات اجلنود في امليــدان فهــي تؤكد أنهم سينفذون السياسة التي يؤمن بها ويضعها القادة السياسيون».

ويرى منصــور أن «املؤسســة اإلســرائي­لية ســلمت بالواقع اجلديد الذي يعكس روحا فاشية وخفة فــي التعامل مــع قتلنا، وهو أمــر مرتبط بطريقــة تفكير القادة الذيــن يقومون على النهج الفاشــي اجلديد، وهم قادة يحتلون مفاصل مهمة فــي احلكومة املقبلــة حيث أصروا علــى منحهم الصالحيات وأدوات حتقيقها».

وشــدد على أن ما يشجع على جرائم االحتالل هو غياب الثمن. فال توجد جهات دولية تعاقب أو حتى تعترض.

منع القنصل الفرنسي

الــى ذلك منعــت محكمة االحتالل في ســجن الرملــة دخول القنصل الفرنســي العــام «ماثيو كلوفل» إلى قاعة محكمة األسير صالح احلموري، حيث كانت تعقد له جلسة استماع، وذلك بعد يوم من إصدار قرار يقضي بســحب هويته املقدســية وتهجيره إلى فرنسا يوم األحد املقبل.

وكانت ســلطات االحتــالل قد أبلغــت إدارة مصلحة ســجون االحتــالل في ســجن هدارمي، واألسير املقدسي صالح احلموري، بسحب هويته املقدسية.

كما أبلغت مصلحة ســجون االحتالل، األسير احلموري، حســب ما نقلت مؤسســات األسرى، بقرار إبعاده إلى فرنسا.

يذكر أن االحتــالل أصدر قرارا بحق األســير احلموري باالعتقال اإلداري دون توجيه أي تهمة له، ملدة ثالثة أشهر ثم متديدها مجددا في يونيو/ حزيران ومرة ثالثة في سبتمبر/ أيلول.

واحلموري محا ٍم وباحث ميداني في مؤ ّسســة الضميــر، أمضى في األســر أكثر من 8 ســنوات، واعتقلــه االحتالل عدة مــرات، األولى عام 2001 ملدة 5 أشــهر، وفي عــام 2004 حولت ســلطات االحتالل لالعتقال اإلداري ملدة 4 أشهر، ثم اعتقل ملدة 7 ســنوات عام ،2005 وفي عام ،2017 أعادت سلطات االحتالل اعتقاله إداريا ملدة 13 شهرا، كما منعته من دخول الضفة احملتلة ملدة عامني.

وأبعد االحتالل قبل عدة سنوات زوجته وهي حامل في الشهر السابع إلى فرنسا، بعد احتجازها 3 أيام في املطار، خالل عودتها إلى مدينة القدس.

 ?? ?? جانب من تشييع الشهيدين في جنني
جانب من تشييع الشهيدين في جنني

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom