Al-Quds Al-Arabi

ليبيا: صالح يؤكد عزمه لقاء املشري وتسريبات حول مقترح بتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة

- –

كشــفت وســائل إعالم محلية عــن «بطاقة جلــب» دولية قالت إن الســلطات التونســية أصدرتهــا ضد معــاذ الغنوشــي، جنل رئيس حركة النهضة، فيمــا أكدت احلركة أن املوضوع «قدمي»، مؤكدة أن الشــرطة اجلنائية الدولية (اإلنتربول) لم تستجب للطلب الذي تلقاه من تونس، على اعتبار أنه ذو طابع سياسي وليس جنائيا.

ونقلت إذاعــة «موزاييك إف إم» عن الناطق باســم احملكمة االبتدائية في القصرين (غرب) صالح الدين الراشــدي، تأكيده «صدور بطاقة جلــب في حــق شــخصني موجوديــن خارج التراب التونســي، في قضية «تكوين وفاق من أجل تغيير هيئة الدولــة واالعتداء على األمن الداخلي وحمل الســكان على مهاجمة بعضهم بعضا، في انتظار ورود االستدعاء من الباحث املناب مبوجب اإلنابــة العدلية التي توجه بها قاضي التحقيق املتعهد بالقضية».

وأشــارت إلى أن من بني املشــولني ببطاقة اجللب، معاذ الغنوشــي جنل رئيــس البرملان السابق راشد الغنوشي.

فيمــا أصــدر مســاعد الغنوشــي، ماهر املذيــوب، توضيحــا نشــره علــى موقــع فيســبوك، أكد فيــه أن «طلــب اجللب الذي قدمته الســلطات التونســية فــي حق معاذ الغنوشــي يعود ألســابيع عدة»، مستغربا إثارته مجددا كنوع مــن «اإلثارة اإلعالمية» تزامنا مع الكشف عن الشبكة التابعة لفرنسا والتي تضم 25 شخصية سياسية وإعالمية، تتهمها السلطات بتهديد استقرار البالد.

وأكد املذيوب أن «ســلطات إنقاذ القانون الدولي (اإلنتربول) اعتبرت هذا الطلب غير ذي صلة، مبا أن هذه السلطات ال تنظر اال في الطلبات ذات الطابع اجلنائي، ال السياسي».

وتعود القضية إلى تشرين األول/ أكتوبر املاضــي، حيــث كشــفت وزارة الداخليــة التونسية عن إيقاف أربعة أشخاص من بينهم شــقيق مترشح سابق لرئاســة اجلمهورية، فضال عن إدراج جنل رئيس حزب سياســي بالتفتيــش، بتهمــة «تكويــن وفــاق قصد االعتداء على أمن الدولة الداخلي»، ويتعلق األمر بقيام املتهمني بتوزيــع أموال على عدد من األشــخاص بهدف «القيام بأعمال شغب وإثارة الفوضى في البالد».

وقال رياض جراد، احمللل السياسي املقرب مــن الرئيس قيس ســعيد، إن الشــخصني املذكورين فــي بيــان الداخلية همــا هيكل

رئيسة احلكومة التونسية جنالء بودن، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد احلميد الدبيبة في تونس أمس

الشــنوفي شــقيق رجل األعمال واملرشــح الســابق لالنتخابــ­ات الرئاســية ياســني الشــنوفي، ومعاذ الغنوشــي جنــل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

إال أن معاذ الغنوشي نفى، في بيان نشرته حركــة النهضة، حينهــا، أي عالقة له بهيكل الشــنوفي، مؤكدا أنه لم يلتق الشنوفي ولم يحدث أي تواصل بينهما.

كمــا أدانت احلركة «مســاعي التشــويه والتضليل املتكــررة، التي تســتهدف النيل من حركة النهضة ورئيســها وعائلته، والتي تهدف كذلك إلى صرف األنظار عن سياســة الهــروب مــن مواجهــة املشــاكل احلقيقية للمواطنني وفشل املقاربة األمنية في التعاطي مع االحتقان االجتماعي املتصاعد في عدد من األحياء واجلهات».

من جانب آخر، تعهد الرئيس قيس سعيد بعدم التفريط مبؤسســات القطــاع العام، وعدم رفع الدعم عن املواد األساسية.

وخالل استقباله، مساء اخلميس، لرئيسة احلكومة جنالء بودن رمضان، جدد ســعيد «مت ّســكه بالدور االجتماعــ­ي للدولة، مؤكد ًا

أنه ال مجال للتفريط في املؤسسات واملنشآت العمومية بل يجب تطهيرهــا والقضاء على األسباب التي أدت إلى الوضع الذي آلت إليه معظمها. كما أكد أن الدولة، في إطار ممارسة دورها فــي حتقيق العدالــة االجتماعية، لن تتخلى عن دعم املواد األساســية كما يشــاع ذلك بني احلني واآلخر»، وفق بيان الرئاســة التونسية.

كما أشار إلى «ضرورة التعويل على الذات وعلى إمكاناتنا الوطنيــة، وذكر بأن العدالة االجتماعيـ­ـة هي أســاس االســتقرا­ر الذي ينشــده اجلميع والذي ال ميكن أن يتحقق إال في ظل توزيع عادل للثــروات والقضاء على الفساد املستشري في عدة مؤسسات».

ودعــا إلى «العمل املســتمر للتخفيض في األسعار ألن من يســعى إلى الترفيع فيها أو إلــى تغييب بعض املواد له مــآرب تتعارض مع املطالب املشروعة للشــعب التونسي في الشغل واحلرية والكرامة الوطنية».

وعلق عصام الشــابي األمني العام للحزب اجلمهوري علــى البيان الرئاســي، بقوله: «بعد ســاعات قليلة من إعــالن وزارة النقل

الترفيــع في تعريفــات النقل بــكل أصنافه، تنشر رئاسة اجلمهورية بيانا يقول إن السيد قيس ســعيد دعا رئيسة حكومته للعمل على التخفيــض املســتمر في األســعار (وأكد أن الدولــة ال ميكــن أن تتخلى عن دعــم املواد األساسية، وشدد على ضرورة التعويل على إمكاناتنا الوطنية)».

وأضاف: «نلغي دســتور البــالد ونفكك مؤسســاتها وندعي التمســك بالدميقراط­ية احلقيقيــة. ونعــدل القانــون االنتخابــ­ي وننصــب هيئــة مواليــة لإلشــراف علــى العملية االنتخابية ونعلن متســكنا بشفافية ونزاهة االنتخابــ­ات. ونعلن عن زيادات في األســعار، ونؤكد حرصنا علــى التخفيض فيها باستمرار. ثم نتوجه إلى صندوق النقد الدولــي ملزيــد االقتراض، ونؤكــد ضرورة التعويل علــى إمكاناتنا الوطنيــة. ال جدال أن ســاعة احلقيقة قد دقت بالنسبة ملنظومة االنقــالب، وأن األوضــاع لــم تعــد حتتمل ازدواجيــة اخلطاب وال احللــول الترقيعية. ويبدو أن االنهيار ســيكون أســرع مما كان متوقعا».

طرابلس «القدسالعرب­ي» من نسرين سليمان:

تساؤالت عديدة تدور في الشارع الليبي حول مخططات رئيس اجمللــس األعلى للدولة ورئيس مجلس النــواب، اللذيــن لم يعلنا حتــى الوقت احلاضــر عن خطــوات مبادرتهمــ­ا تفصيليا بعد وعود بإنهاء املشاكل التي متر بها ليبيا قبل نهاية العام الذي سينتهي في غضون أيام.

ومــع تداول أخبار عن لقاء جديد بني رئيســي اجمللســني، طرحت هذه التساؤالت بشدة وبقوة، خاصة بعــد تأكيد رئيس مجلــس النواب صحة عزمه لقاء املشري.

وأعلن رئيس مجلس النواب املستشــار عقيلة صالــح، اخلميس، عــن لقاء مرتقــب يجمعه مع رئيس اجمللــس األعلــى للدولة خالد املشــري، ومبعوث األمم املتحدة عبد الله باتيلي، مشيرا إلى أن ثمة توافقا بني اجمللســني بخصوص املناصب السيادية وتكوين سلطة واحدة في ليبيا.

وأوضــح صالح فــي تصريحــات تلفزيونية، نشــرتها صفحة اجمللس على فيسبوك اخلميس: «سنلتقي املشــري بحضور مبعوث األمم املتحدة عبد اللــه باثيلي، ونحن فــي طريقنا حلل األزمة الليبية».

وقد جــاءت تصريحــات عقيلــة صالح عقب لقاءات أجراها في مصر مع رئيس اجمللس األعلى للدولة، أعقبها اجتمــاع مع رئيس مجلس النواب املصري الدكتور حنفي اجلبالي.

وأوضح صالح أن مجلــس النواب يريد الدعم ليكــون االتفاق ليبيــًا- ليبيًا حلل كل املشــاكل، وهذا ما تقوم بــه مصر، وهو أن تترك أمر الليبيني لليبيــني أنفســهم لكي يختــاروا مــن يحكمهم، موضحا أن مصر تقف مع الشعب الليبي بكل قوة، متابعا أن مجلس النواب املصري يقف مع السلطة التشريعية الليبية إليجاد حل في ليبيا.

وقال إن هناك اتفاقًا كبيرًا بني رئاســة مجلس النواب ورئاسة مجلس الدولة على إعادة تكوين املؤسسات السيادية، وسيتم الفصل في هذا األمر خالل األيام املقبلة، باإلضافة إلى تكوين ســلطة واحدة في ليبيا.

وأكد أنه قال لرئيس مجلس النواب املصري إن ليبيا لديها إعالن دستوري وأيضا اتفاق سياسي، متابعــا أن اجلبالي أوضح أن ســيادة ليبيا ملك لليبيني، هم من يقررون أي شيء في ليبيا.

وأردف عقيلــة صالــح: «قام مجلــس النواب بتعديل اإلعالن الدســتوري التعديل الدستوري رقم 12 بتكليف جلنة من 24 عضوا، 12 من مجلس الدولــة و21 من مجلــس النــواب، اجتمعوا في القاهرة حتت إشراف بعثة األمم املتحدة، وقضوا شــوط ًا مهم ًا في الوصول إلى التوافق في القاعدة الدســتوري­ة وتأخر عمــل اللجنة بســبب تأخر تكليف مبعــوث جديد لألمم املتحــدة، ونحن في األيام القادمة ســندعو هذه اللجان لالستمرار في عملها في القاهرة إلجناز القاعدة الدستورية، وما

يتم االتفاق عليه بني الطرفني، ســيتم إجنازه وما يختلف عليه ويترك للشعب لالستفتاء عليه».

واختتم رئيس مجلس النواب بقوله: «التدخل الدولي ال يزال قائما، ولكن بإرادة الليبيني ودعم الدول الصديقة، ســنتغلب على هذا األمر، متابعا يجب أن تكون العالقة مع الشــعب الليبي ودون األشخاص، واحلكومة املصرية واضحة وصريحة وشــجاعة.. وهذا ليس غريبا علــى مصر، حيث كانت دائمًا عونًا لليبيني في كل املراحل».

وتتداول تســريبات حــول مقترح يناقشــه اجمللســان يقضي بتشــكيل جهاز تنفيذي جديد تنتهــي مهمته بإجــراء انتخابات، مع تأســيس جلنة حوار وطني جديدة شــبيهة مبلتقى احلوار السياسي في تكوينها، مع تشكيل مجلس رئاسي جديد. وقبل يومني قال عضو مجلس النواب عبد املنعم العرفي، في تصريحــات صحافية: «أعتقد أن هناك مخططا لتشــكيل حكومــة ثالثة مصغرة بســلطة تنفيذية واحدة مبجلس رئاســي جديد، تســير بالبالد إلى االنتخابات، وذلك حلل جميع اخلالفات السياسية».

وأبــدى معارضتــه لقرار مجلــس الدولة منع مزدوجي اجلنســية والعســكري­ني من الترشــح لالنتخابات.

وقال العرفــي في تصريحــات صحافية: «من املفتــرض أن متنح لهم الفرصة للترشــح أيضا»، مشــيرا إلى أن االتفاق بني رئيس مجلس النواب املستشــار عقيلة صالح ورئيــس مجلس الدولة االستشاري خالد املشري على أن يؤجل القرار في هذا األمر جمللس النواب املقبل.

واإلثنــني، نقلت مصــادر إعالميــة أن رئيس مجلس النــواب عقيلة صالــح، ورئيس اجمللس األعلــى للدولــة خالد املشــري، ســيلتقيان في العاصمة املصريــة القاهرة، لبحث عــدة ملفات منها السلطة التنفيذية. وكشــفت املصادر ذاتها، أن عقيلة واملشري سيناقشان القاعدة الدستورية أيضا، واألســماء املرشــحة من اجمللســني لشغل بعض املناصب السيادية.

كما قالت املصادر ذاتها، أن املشــري سيعرض ما انتهــى إليه مجلــس الدولة بخصــوص فرز ملفات املرشحني للمناصب السيادية، كما سيطرح عقيلــة رؤية مجلس النواب بخصوص األســماء التي ستدير الســلطة التنفيذية، والتي سيحيلها إلى مجلــس الدولة. وفي تشــرين األول/ أكتوبر املاضي، كشف رئيس احلكومة املكلفة من البرملان فتحي باشاغا، عن اتفاق بشــأن حكومة موحدة في بالده خالل مشــاورات مع مســؤولني غربيني واملبعوث األممي لليبيا في تونس.

وقال باشــاغا في حوار مع تلفزيون «الوسط» احمللي، نشرت منه مقتطفات مبوقع بوابة الوسط، إن «الزيــارة التــي أجريهــا حاليا إلــى تونس، تناولت عــدة لقاءات مع كل مــن املبعوث األملاني والسفير األملاني والســفير البريطاني لدى ليبيا تناولت الوضع السياســي، وكيفيــة املضي قدما باجتاه إقرار القاعدة الدســتوري­ة التي تقام بناء عليها االنتخابات».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom