Al-Quds Al-Arabi

التصعيد العسكري على جبهة غزة يعيد خلط احلسابات... وترقب لأليام املقبلة بعد صواريخ املقاومة «أرض ـ جو»

-

غزة ـ «القدس العربي» ـ من أشرف الهور:

يترقب اجلميع ما ســتؤول إليــه حالة التوتر امليدانــي التي عادت ألجــواء قطاع غزة، خــالل األيام املقبلــة، بعد قيام جيــش االحتالل اإلسرائيلي بشن غارات جوية على عدة أهداف للمقاومة الفلسطينية، رغم اجلهود التي بذلت خالل األيام املاضية لضمان عدم التصعيد.

وعقب إنذارات إسرائيلية ساخنة، وتدخل وسطاء التهدئة منذ نهاية األســبوع املاضي، لضمان عدم التصعيد على جبهة غزة، وما رافقها من رفع جيش االحتالل حالة التأهب، شن جيش االحتالل فجر أمس األحد سلسلة غارات جوية على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية، بعد إعالنه عن إطالق صاروخ من القطاع على إحدى املناطق احلدودية.

وقد ردت املقاومة املســلحة في غزة على الغارات بشــكل فوري، من خالل التصدي للطائرات املغيرة باملضادات األرضية، في رســالة إنذار جديدة لقوات االحتالل تنذرها من التمادي في الغارات.

وفجر أمس األحد، بددت أصوات الصواريخ واالنفجارا­ت الضخمة، التــي أحدثتهــا الغــارات الناجمة عن اســتهداف الطيــران احلربي اإلســرائي­لي ملواقع عدة للمقاومة الفلســطين­ية، ليل غــزة، وأحدثت حالة مــن الهلع في صفوف املواطنني القاطنني علــى مقربة من األماكن املستهدفة، ال سيما األطفال منهم.

غارة على أرض زراعية

وذكرت مصادر محلية أن الطائرات اإلســرائي­لية شــنت غارة بعدة صواريخ على موقع للمقاومة الفلسطينية، يقع غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع.

كما شنت الطائرات اإلسرائيلي­ة غارة جوية على أرض زراعية، تقع إلى الشرق من معبر رفح جنوب قطاع غزة.

وعادت تلك الطائرات وشنت غارة بعدة صواريخ على أرض تقع في بلدة الفخاري، شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.

وقال املتحدث باســم جيش االحتالل إن الغارات جاءت بعد إطالق صاروخ من غزة، وأشــار إلى أن القصف اجلوي استهدف حسب زعمه ورشة تابعة حلركة حماس إلنتاج الصواريخ.

وجاءت الغارات بعد أن زعم جيش االحتالل، في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس السبت، قيام املقاومة الفلسطينية بإطالق صاروخ من القطاع على إحدى املناطق احلدودية.

وقال جيش االحتــالل إنه مت رصد إطالق صــاروخ واحد من قطاع غزة، الفتا إلى أنه سقط في منطقة مفتوحة، وأنه جرى تفعيل صفارات اإلنذار، دون تدخل منظومة «القبة احلديدية».

لكن جيش االحتالل قال إنه بعد إطالق الصاروخ من قطاع غزة، فإن الوضع في اجلبهة الداخلية مبناطق غالف غزة ســيبقى على طبيعته دون تغيير.

ولــم يعلــن أي تنظيم عســكري في غزة مســؤوليته عــن إطالق الصاروخ.

وفي الوقت الــذي كان فيه الطيران احلربي اإلســرائي­لي يحلق في األجواء لتنفيذ الغارات، اســتهدف اجلناح العسكري حلركة حماس، كتائب القسام، الطائرات املغيرة باملضادات األرضية.

وأعلنت كتائب القســام في تصريح مقتضب تلقت «القدس العربي» نســخة منه، أن دفاعاتها اجلوية تصدت للطيران احلربي اإلسرائيلي املعادي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض ـ جو وباملضادات األرضية.

وتعطي عملية اســتهداف الطيران بصواريخ أرض ـ جو، إشــارات من املقاومة بنيتها الرد بشــكل أوسع على أي هجوم، كما تهدد الطيران احلربي اإلسرائيلي الذي يغير على قطاع غزة.

وقال املتحدث باســم حركة حماس حازم قاسم، إن تصدي املقاومة الفلسطينية للعدوان اإلســرائي­لي على قطاع غزة والرد بشكل مباشر على القصــف اإلســرائي­لي»يؤكد أنها لن تســمح لالحتــالل بتغيير

املعادالت وستواصل الدفاع عن شعبها في كل أماكن وجوده».

وأشــار إلى أن االحتالل يوسع من عدوانه على الشعب الفلسطيني، بقصفه الغاشم على قطاع غزة، بعد جرميته بإعدام الشهيد عمار مفلح في حوارة. وقال «هذا االرهاب اإلسرائيلي والسلوك النازي، لن يوقف ثورة شــعبنا املتوقدة، وسنظل نساند انتفاضة شــعبنا في كل أماكن وجوده».

وكانت املرة األخيرة التي جرى فيها تصعيد عســكري من هذا النوع في أوائل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني املاضي.

وال يعرف إن كان قرار إطالق الصاروخ من غزة، الذي بدا أنه مرتبط بأحداث الضفة الغربية الساخنة، سيقتصر على عمل واحد فقط، أم أنه سيتواصل في قادم األيام، في إطار تثبيت معادلة املقاومة الفلسطينية، التي توعدت بالتدخل وعدم ترك االحتالل يســتفرد في الضفة الغربية والقدس.

ومن شأن عودة عملية إطالق الصواريخ والقصف اإلسرائيلي على قطاع غزة، أن يوتر األجواء امليدانية بشكل كبير، ويفتح باب التوقعات حول املرحلة املقبلة على مصرعيه.

وفي هذا السياق نقلت تقارير عبرية عن مسؤول مصري مشارك في جهود الوساطة قوله «إن إطالق الصاروخ مت في وقت حساس».

ووفق التقديرات األمنية في إســرائيل، فإن عملية إطالق الصاروخ من غزة، جاء انتقاما على اغتيال ناشطني من اجلناح العسكري حلركة اجلهاد اإلسالمي األسبوع املاضي في مخيم جنني.

وعيد املقاومة

وجاء التوتــر وإعالن االحتالل إطالق القذيفــة، بعد تهديدات عدة أطلقتها املقاومة الفلسطينية، بعدم السكوت على الهجمات اإلسرائيلي­ة الدامية التي تستهدف الضفة الغربية.

وقــد أكدت حركة حماس أنها لن تســمح لالحتالل باالســتفر­اد في الضفــة والقدس، فيما شــددت حركــة اجلهاد اإلســالمي عقب تكرار عمليات القتل اليومية في الضفة، واســتهداف اثنــني من قادة «كتيبة جنني» بأن األمر لن مير مرور الكرام.

وكانــت املقاومة الفلســطين­ية قد أوصلت رســائل إنذار مباشــرة لالحتالل، متثلت بإجراء مناورة بإطالق عدة صواريخ جتريبية جتاه البحر، حيث اعتادت سابقا على أن تكون هذه الصواريخ رسائل حتذر من قرب رد املقاومة املسلحة في غزة على الهجمات اإلسرائيلي­ة.

وكان جيش االحتالل اإلســرائي­لي قد أعلن اعتقال مواطن من قطاع غزة، بزعم محاولته اجتياز السياج األمني، من إحدى املناطق الواقعة شــمال القطاع. وذكر املتحدث باسم اجليش اإلسرائيلي أنه مت اعتقال فلســطيني حاول عبور منطقة الســياج الفاصل، الفتــا إلى أنه لم يتم ضبط أي سالح بحوزته، وأنه جرى حتويله للتحقيق.

إلى ذلك أعلن املتحدث باســم جيش االحتالل اإلســرائي­لي عن بدء عملية إلزالة معبر املنطــار «كارني» في منطقة الســياج احلدودي مع قطاع غزة.

وقال املتحدث إن عملية إزالة املعبر في منطقة الســياج، بدأت أمس األحد، الفتا إلى أن الهدف منها هو الشروع ببناء عائق بري بدال منه.

وأشــار إلى أن إزالة املعبر «تهدف لتعزيز خط الدفاع في تلك املنطقة التي تأتي في إطار حتسني خط الدفاع على طول احلدود مع قطاع غزة».

وكان هذا املعبر التجاري مخصص في وقت سابق لدخول البضائع إلى غزة، وقد أوقفت إســرائيل العمل به في عام ،2011 وقامت بإغالقه بالكامل، بعد أن قامت بفتح معبر كرم أبو ســالم جنوب القطاع، ليكون بديال عن جميع املعابر التجارية، فيما ال يزال معبر بيت حانون «إيرز» مخصصا لعبور األفراد.

واجلدير بالذكر أن قوات االحتالل أقامت «جدارا إسمنتيا» ميتد إلى باطن األرض، على طول الشــريط احلدودي الشرقي والشمالي لقطاع غزة.

 ?? ?? الضربات اجلوية اإلسرائيلي­ة على غزة
الضربات اجلوية اإلسرائيلي­ة على غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom