Al-Quds Al-Arabi

مصدر تركي لـ«القدس العربي»: احلزب احلاكم يستعد الحتمال تقدمي موعد االنتخابات البرملانية والرئاسية

حتالف املعارضة لم يتوافق بعد على استراتيجية االنتخابات أو مرشح الرئاسة

- –

كشــف مصدر تركي لـ«القدس العربي» عن أن حزب العدالة والتنمية احلاكم بالتنسيق مع حليفه حزب احلركة القومية يخططان لتقدمي موعد االنتخابات البرملانية والرئاسية املقبلة واملقررة في يونيو/ حزيران املقبل، حيث تدور تكهنات واســعة حول إمكانية إجرائها بشكل مبكر.

وأوضح املصــدر املقرب من حــزب العدالة والتنميــة والذي رفض الكشــف عن اســمه لـ»القــدس العربــي» أن احلزب يقــوم بكافة االستعدادا­ت واخلطط الالزمة من أجل إجراء احتمال إجراء االنتخابات البرملانية والرئاسية بشكل مبكر، الفتا إلى أن االستعدادا­ت ال تتعلق بتاريخ محدد وإمنا باحتمال قوي حول إمكانية إجرائها بشكل مبكر.

وعلــى الرغم من اقتــراب موعــد التاريخ الفعلي لالنتخابات املقررة في منتصف يونيو/ حزيران املقبل، إال أن احتمــال تقدميها ما زال قائما بقــوة في ظــل التجاذبات السياســية احلــادة التــي تشــهدها البــالد والتطورات السياســية واالقتصادي­ــة التي تلعــب دورا حاسما في االنتخابات التي باتت توصف بأنها أهم وأصعــب انتخابات تشــهدها البالد منذ عقود.

يقول املصدر إن التاريخ األرجح الذي يجري تداوله في األوساط الداخلية للعدالة والتنمية هو شهر أبريل/ نيســان املقبل، لكنه استدرك بالقول إن حلول شــهر رمضان في تلك الفترة «اخليارات» الفتا إلى أنه يجري تداول إمكانية إجراء االنتخابات قبيل شهر رمضان أي بداية شــهر آذار/ مارس وهو احتمــال ضعيف، أو إجرائها عقب انتهاء شــهر رمضــان في نهاية شــهر أبريل/ نيســان أو حتى في بداية شهر مايــو/ أيار وهــو اخليار األرجــح حتى اآلن، بحسب املصدر.

وميكن حلــزب العدالة والتنميــة أن يطلب تقدمي موعد االنتخابات البرملانية والرئاســي­ة املقبلة من خالله بشــكل مباشــر أو من خالل حليفه حزب احلركة القوميــة، وهو ما يجري

في إطار قانوني من خالل البرملان الذي يطلب التصويت على املقتــرح بأغلبية كافية ميتلكها أحزاب «حتالف اجلمهور» الذي يضم بشــكل أساســي العدالة والتنمية واحلركة القومية، وهو ما يجعل حتديد تاريخ االنتخابات متاحا بيد احلزب.

وعلــى الرغم من أن الرئيــس التركي رجب طيب اردوغــان وحليفه زعيــم حزب احلركة القوميــة دولت بهتشــيلي وكبار املســؤولن­ي باحلكومــة واحلــزب احلاكم يؤكــدون مرارا وبشــكل قطعي أن االنتخابات ســتجري في موعدهــا املقرر، إال أن مراقبــني يجمعون على أن ذلــك جزء طبيعــي من اللعبة السياســية بشــكل عام واحلياة السياسية التركية بشكل خــاص، وأن ذلك ال مينع علــى اإلطالق تقدمي مبررات لتقدمي موعد االنتخابات كما جرى في االنتخابات السابقة.

وتشــير التطورات إلى أن العدالة والتنمية يضع في حســاباته إمكانية إجراء االنتخابات بشكل مبكر ويقوم بكافة االستعدادا­ت الالزمة لذلــك، إال أن التقديــر النهائي ســيكون بناء على قياس ارتــدادات التطورات السياســية واالقتصادي­ــة واألمنيــة التي متر بهــا البالد ونتائج استطالعات الرأي التي جتريها مراكز متخصصــة تابعة للحزب على نطاق واســع، وبناء علــى تقدير كافــة املعطيات الســابقة ســيحدد احلزب التاريخ الذي يرى أنه أنسب إلجراء االنتخابات.

وتدخل فــي هــذه احلســابات الكثير من املعطيات املتعلقة بدرجة أساســية بانعكاس اإلجراءات االقتصادية التــي تنوي احلكومة اتخاذهــا بداية العــام املقبل مــن قبيل زيادة احلد األدنى لألجور ورواتــب موظفي الدولة وتســهيالت القروض والســكن لألشــخاص والشركات وغيرها من اإلجراءات االقتصادية وقياس مدى أثرها فــي تعزيز رضى الناخبني عن السياسيات واألوضاع االقتصادية بشكل عام، وهو عامل حاســم في حتديــد توجهات الناخبــني وبالتالي حتديد «املوعد األنســب» إلجراء االنتخابات.

كما تتداخل التطورات األمنية والعســكري­ة داخل وخــارج احلدود، حيث تشــير تكهنات إلى أن تفجير إسطنبول األخير أدى إلى تراجع نســب تأييد احلزب احلاكم بواقع 3 نقاط، كما أن عملية عســكرية برية متوقعة في شــمالي سوريا ميكن أن تنعكس ســلبًا أو إيجابًا على نســب تأييد سياســات احلكومة، وهو عامل آخر ســيكون حاســما في ترجيح تقدمي موعد االنتخابات أو إبقائها في موعدها املقرر سابقا.

كما أن أوســاطا في داخل احلــزب احلاكم ترى في تقــدمي موعد االنتخابات ولو لشــهر واحــد ســيكون ضروريــا مــن أجــل جتنب انعكاســات ســلبية لتنقــالت الناخبني بني دوائرهــم االنتخابية ســواء بــني محافظات داخل البالد أو بــني داخل وخارج البالد وذلك لتصادف موعــد االنتخابات املقــرر حاليا مع قرب اإلجازة الصيفيــة وتنقالت املواطنني من املــدن الكبرى إلى مدنهــم األصلية ومن داخل تركيا وخارجها والعكس، حيث يعيش ماليني األتراك فــي أوروبا وتلعب أصواتهم دور ًا مهم ًا في االنتخابات املقبلــة التي يقول مراقبون إن «كل صوت فيها سيكون مهم ًا وفارق ًا أيض ًا».

ويضــاف إلــى ذلــك، فــإن تقــدمي موعد االنتخابات ميكن أن يربك حســابات املعارضة التركيــة التي لم تعلــن بعد اســتراتيج­يتها خلوض االنتخابات املقبلة ولم حتدد مرشحها لالنتخابات الرئاسية، وال يعرف حتى اآلن ما إن كانت ســتخوض االنتخابات مبرشح واحد توافقي لالنتخابات الرئاســية أم إنها ستفشل في ذلك وستتجه خلوض االنتخابات الرئاسية بأكثر من مرشــح والتوحد خلف املرشح الذي سيحصل على أعلى نسبة من األصوات.

في املقابــل، فإن «حتالف اجلمهــور» الذي يضم بشكل أساسي العدالة والتنمية واحلركة القومية أعلنت مبكرا عــن توافقه على خوض اردوغان االنتخابــ­ات الرئاســية املقبلة إلى جانب التوافق حول آليــة خوض االنتخابات البرملانيـ­ـة، وهــو مــا يجعل أي تقــدمي ملوعد االنتخابات يصب في مصلحة حتالف اجلمهور املستعد لالنتخابات على عكس «حتالف األمة» املعارض الذي لــم يتوافق بعد على املرشــح الرئاسي باحلد األدنى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom