برلني تتوقع موجات جديدة من الالجئني األوكرانيني بينما تبقى 500 بلدة دون كهرباء
االستخبارات األمريكية تتوقع استمرار تباطؤ املعارك لعدة أشهر
أعلن الســفير األملاني في لنــدن أن حكومة بالده تتوقع أن تشهد األســابيع املقبلة قدوم عدد كبير من الالجئني من أوكرانيا.
وفي تصريحات حملطة «سكاي نيوز» البريطانية، قال الســفير ميغويل برغــر إن الرئيس الروســي فالدميير بوتني يواصل ترويع الســكان املدنيني في الدولة اجملاورة لبالده.
ويذكر أن روسيا تخوض حربا على أوكرانيا منذ أواخر شــباط/ فبراير املاضي وقــد كثفت هجماتها في الفترة األخيــرة على محطات الكهرباء ومحطات الطاقة احلرارية في أوكرانيا.
وأضاف الدبلوماسي األملاني: «نحن قلقون للغاية حيال هذا األمر ألن هذه الهجمات على البنية التحتية للطاقة تعني أن الكثير من املواطنني قد يضطرون إلى مغادرة أوكرانيا بســبب درجات احلرارة شــديدة االنخفاض». وتابع برغر: «نتوقــع زخما جديدا في عدد الالجئني في األسابيع املقبلة».
وأعرب برغر عن اعتقاده بأنه ال يوجد في الوقت الراهن مدعاة للتفاؤل بإمكانيــة إنهاء هذه احلرب بالوسائل الدبلوماسية.
وقالت وزارة الداخلية األملانيــة، أمس، ردا على ســؤال، إن عدد األشــخاص الذين مت تسجيلهم في الســجل املركزي لألجانب والذين دخلوا البالد في ســياق احلرب في أوكرانيا منذ 24 شــباط/ فبراير املاضي وصل إلى مليون 33،931 شــخصا حتى يوم الثالثني من تشرين الثاني/ نوفمبر املاضي.
وأفــادت بيانــات املكتــب االحتــادي للهجــرة والالجئني بأن عدد طلبات اللجوء وصل في الشهور العشــرة األولى من العام احلالي إلى قرابة 181 ألفا 600و طلب.
كما قــال وزير داخليــة والية سكســونيا ارمني شوســتر لصحيفــة «فيلــت آم زونتــاغ» األملانية الصادرة أمــس: «نقترب من 200 ألــف طالب جلوء فــي هذا العــام، وهــذا العــدد بالضبط هــو ما مت حتديــده كحد أقصى (لطلبات اللجــوء) في الدورة التشريعية السابقة». وأشــار السياسي املنتمي إلى احلزب املسيحي الدميقراطي إلى أنه في حال إضافة األشــخاص القادمني من أوكرانيا فمن من املؤكد أنه سيكون من الســهل إدراك «أننا وصلنا في الواليات والبلديات إلى احلد األقصى».
وال زالت أكثر من 500 بلدة أوكرانية بدون كهرباء بعد الضربات الروســية التي أحلقت في األســابيع األخيرة أضــرارا كبيرة بشــبكة الكهرباء الوطنية، كما ذكر مســؤول فــي وزارة الداخليــة األوكرانية. وقال يفغيني ينــني، النائــب األول لوزير الداخلية للتلفزيــون األوكراني، إن «العــدو يواصل مهاجمة
البنيــة التحتية احليوية للبــالد». وأضاف: «حاليا هناك 507 بلدات في ثماني مناطق من بالدنا محرومة من التيــار الكهربائي». وأوضح أن «منطقة خاركيف هي األكثر تضــررا 112و من قراها معزولة، بينما في منطقتي دونيتسك وخيرسون هناك أكثر من تسعني (قريــة) ومنطقة ميكواليــف 82 ومنطقة زابوريجيا 76 ولوغانســك .»43 ودعت الســلطات األوكرانية املدنيني، الســبت، مجددا إلى الصمــود على الرغم من تدهور الظروف املعيشــية. وقــال حاكم منطقة ميكواليــف (جنــوب) فيتاليتش كيم على شاشــة التلفزيون «يجــب أن نصمد» بينما يــؤدي انقطاع التيار الكهربائي مــرات عدة في اليــوم إلى إغراق ماليني األوكرانيني في الظــالم، والبرد مع انخفاض درجات احلرارة إلى دون الصفر لعدة أيام.
ويثير احتمــال توجيه ضربات روســية جديدة لشــبكة الطاقة األوكرانية مخاوف من شــتاء معقد خصوصا للســكان املدنيني، ومن موجة جديدة من
الالجئني خارج البالد.
وقــال نائب رئيس مكتــب الرئاســة األوكرانية كيريلــو تيموشــينكو علــى موقــع «تلغــرام» إنه وفقا للمعلومــات الواردة من اإلدارات العســكرية اإلقليمية، فقد لقي، الســبت، شخص حتفه وأصيب خمســة أشــخاص في منطقة دونيتســك، كما لقي شخص واحد حتفه وأصيب اثنان آخران في منطقة خيرسون»، حسبما ذكرت «يوكرينفورم».
ورغم اخملاوف من حملة ضربات روســية جديدة تســتهدف البنــى التحتية األوكرانيــة، إال أنه على مســتوى املعارك، فقالت مديــرة اخملابرات الوطنية األمريكية أفريل هينز مســاء الســبت، إن اخملابرات تتوقع اســتمرار تباطؤ وتيرة القتال فــي أوكرانيا في األشــهر القليلة املقبلة. وأضافت هينز في منتدى ريجان الســنوي للدفــاع الوطني فــي كاليفورنيا: «نشهد نوعا من الوتيرة املنخفضة للصراع بالفعل.. ونتوقــع أن يكون هذا على األرجح ما سنشــهده في
األشهر املقبلة». وقالت إن كال من اجليشني األوكراني والروســي يتطلعان حملاولة إعادة التجهيز وإعادة اإلمدادات لالســتعداد لهجمات مضادة بعد الشتاء. وتابعت: «لدينا في الواقع قدر ال بأس به من الشكوك حول ما إذا كان الروس سيكونون مستعدين للقيام بذلك أم ال. أعتقــد أن األوكرانيني أكثر تفاؤال في ذلك اإلطار الزمني». ولدى ســؤالها عــن تأثير الهجمات الروســية على شــبكة الكهرباء األوكرانية والبنية التحتية املدنية األخرى، قالت هينز إن موسكو تهدف في جزء من ذلك إلى تقويــض إرادة األوكرانيني في املقاومة. وأضافت: «أعتقــد أننا ال نرى أي دليل على تقويض (تلك اإلرادة) في الوقت الراهن».
وأشارت مديرة اخملابرات األمريكية إلى أن إيران زودت روســيا بطائــرات بدون طيار وأن موســكو تبحث عــن أنواع أخرى مــن الذخائــر الدقيقة من طهران وهــو أمر ســيكون «مقلقا للغايــة من حيث قدراتها».