Al-Quds Al-Arabi

أملانيا: عام أول صعب على املستشار األملاني اجلديد واستطالع يكشف عدم رضاء 46٪ من األملان عن احلكومة

-

واجه أوالف شــولتس خــالل عامه األول في املستشــار­ية في أملانيا صدمــة احلرب في أوكرانيا التي هــزت أول اقتصاد أوروبي، لكن شــعبيته في تراجع، ويجد صعوبة في فرض نفسه على الساحة الدولية.

وانتخب النواب األملان املستشار االجتماعي الدميوقراط­ــي فــي الثامن من كانــون األول/ ديســمبر 2021 خلفا ألنغيال ميركل التي استمر عهدها 16 عاما.

وبعد حوالي عام، يبدو التأييد له في الرأي العام الوطنــي مبثابة عقوبــة، إذ إن %64 من األملان غير راضني عن احلكومة االئتالفية التي يقودها مع البيئيني والليبرالي­ني (مقابل %36 قبل عام)، %58و منهم مستاؤون من شولتس (مقابل %22 قبل عام)، وفق اســتطالع للرأي أجراه معهد إنسا ونشرت نتائجه، أمس األحد، في صحيفة بيلد. وإذا جــرت انتخابات اآلن، فلن يحصل االئتــالف احلكومــي إطالقا على الغالبية.

لكن نيلــس ديدريش، األســتاذ في جامعة برلني احلــرة، رأى أنــه «نظرا إلــى األحداث املأساوية التي جرت هذه السنة، فهو في وضع جيد جدا».

وما إن وصل شــولتس إلى الســلطة واعدا بسياسة مالية صارمة وسياسة بيئية طموحة، حتى بلبلــت األحداث برنامجــه احلكومي مع احلرب الروســية على أوكرانيا وما تأتى عنها من توافد الجئني وأزمة طاقة وتضخم.

ومــع خطابه فــي مجلس النــواب األملاني (بوندستاغ) في 27 شــباط/فبراير بعد ثالثة أيام على بدء الغزو الروســي ألوكرانيا والذي أعلن فيه زيادة كبيرة في اإلنفاق العســكري، دخلت أملانيا حقبة جديدة.

وعلى صعيــد آخر، لفتت أورســوال مونش مديرة أكادميية التربية السياسية في توتزينغ إلى أن «حكومة شولتس مؤلفة من ثالثة أحزاب ذات أهداف مختلفة جدا، وهذا ال يســهل عليه املهمة». وأوضحت أن «ممارسة احلكم ازدادت صعوبة، إذ بات النظام السياسي مشرذما أكثر منه في عهــد املســيحية الدميوقراط­ية أنغيال ميركل».

ورغــم ذلك، جنحــت حكومة شــولتس في تنفيذ بعض نقاط برنامجهــا، مثل زيادة احلد األدنــى لألجور للســاعة إلى 12 يــورو مقابل 9.6 يــورو من قبل، وإصــالح نظام تعويضات البطالــة، وهمــا موضوعــان يتمســك بهما االشــتراك­يون الدميوقراط­يون. ويجري العمل حاليا على ملفني آخرين هما تشريع احلشيشة وحتديث قانون التجنيس.

وفي املقابل، يبقى ملف السياســة املناخية، امللف األساســي علــى جدول أعمــال اخلضر، مجمدا في الوقت احلاضر. ففي ظل أزمة الطاقة على خلفيــة اختبــار القوة مع روســيا حول أوكرانيا، اصطدم شولتس بالبيئيني اخملالفني بشــدة للطاقة الذرية، إذ مــدد عمل آخر ثالث محطات نووية أملانية.

وعلى الســاحة الدولية، ال يزال وزير املالية الســابق في حكومة ميركل يبحــث عن موقع

له. وقالت راشــيل ريــزو اخلبيرة فــي الفرع األوروبي ملعهد «اجمللس األطلســي» األمريكي: «مــن الصعب خالفة زعيمة بقيت في الســلطة على مدى 16 عاما».

ولفتت ريزو إلى أن شــولتس خاض حملة االنتخابــ­ات التشــريعي­ة محــددا موقعه في خط املستشــار­ة، وقالت: «لم يشأ تقدمي نفسه كمرشح التحول، لم يكن أوباما أملانيا».

وعلى الصعيد األوروبي، رأى إريك موريس من مكتب معهد روبرت شــومان في بروكسل، أنه «من الصعب معرفة موقعه سياسيا».

ودعا شــولتس في نهاية آب/أغسطس إلى توســيع االحتــاد األوروبي ووضــع حد حلق الفيتو الذي يتسبب بشل املؤسسات، في كلمة ألقاها في براغ ردا على كلمة للرئيس الفرنسي إميانويل ماكــرون قبل ذلك بخمســة أيام في الســوربون. لكن موريس أضاف: «ال نرى فيها رؤية شاملة ملستقبل أوروبا».

كما أن خطة املســاعدا­ت الوطنيــة البالغة قيمتها 200 مليار يورو ملواجهة ارتفاع أســعار الطاقة التي عرضها شــولتس في نهاية أيلول/ ســبتمبر، لم تلق استحســان العديد من دول االحتاد التــي ال متلك موارد مبســتوى موارد أملانيــا، وتخشــى أن ينعكس ذلك ســلبا على القــدرة التنافســي­ة. وخرجــت اخلالفات في وجهــات النظر بني باريس وبرلــني إلى العلن مؤخرا مع توجيه الرئيس الفرنســي إميانويل ماكرون انتقــادًا مبطنًا إلى املستشــار بقوله: «ليس من اجلد ال بالنســبة ألملانيا وال بالنسبة ألوروبا، أن تعزل نفسها».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom