Al-Quds Al-Arabi

أﻫﺎﻟﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ ﻳﻌﺎﻳﻨﻮن »ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺷﺒﺎح«... وﻳﺘﺤﺴﺮون ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ اﳌﺪّﻣﺮة

ﻋﺸﺮات اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻲ ﻗﺼﻒ اﺳﺘﻬﺪف ﻋﺪة ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﻏﺰة

- ﻏﺰة - »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« - ﻣﻦ ﺑﻬﺎء ﻃﺒﺎﺳﻲ:

»ﻣﺪﻳﻨــﺔ أﺷــﺒﺎح«، ﻫﻜﺬا ﺑــﺪت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﺑﻌﺪ اﻧﺴــﺤﺎب ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴﺎن اﳊﺎﻟﻲ. دﻣﺎر واﺳــﻊ ﺧﻠﻔــﻪ اﻟﻘﺼﻒ واﻟﻌﻤﻠﻴــﺎ­ت اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء واﺳــﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻗﻄــﺎع ﻏﺰة. وﻗﺪ ﺗﻜﺸﻒ ﺣﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﺪﻣﺎر ﻣﻊ ﻋﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ إﻟﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻔﺖ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ.

ﺷــﻬﻮد ﻋﻴﺎن أﻓﺎدوا ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ« ﺧﻼل أﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻨﻔﺼﻠــﺔ، أن اﻟﺪﻣﺎر واﳋﺮاب ﳝﻜﻦ رؤﻳﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷــﺒﺮ ﻣﻦ ﺷﻮارع ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ.

وأﺷﺎروا إﻟﻰ ﺧﺮوج اﳌﺴﺘﺸــﻔﻴﺎ­ت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﳋﺪﻣﺔ، ووﺟﻮد ﺟﺜﺚ ﻟﻠﺸﻬﺪاء ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻟﻄﺮﻗﺎت وﲢﺖ أﻧﻘﺎض اﳌﻨﺎزل. ﻋﻼء أﺑﻮ ﺑﻜﺮ، 38 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋﺎد إﻟﻰ ﺷــﻘﺘﻪ اﻟﺴــﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺎرع اﻟﻌﻘﺎد، ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ وﻗﺪ دﻣﺮت ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺣﺘﻰ اﻷﺛﺎث أﺻﺒﺢ ﻫﺸــﻴﻤﺎ ﺗﺬروه اﻟﺮﻳﺎح. ﻳﻘﻮل ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »اﺷﺘﺮﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﺸــﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﻌﺪ 18 ﻋﺎﻣــﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻮاﺻﻞ وادﺧﺎر ﺛﻤﻨﻬﺎ، ﻟﻴﺄﺗﻲ اﻻﺣﺘﻼل وﻳﺴﻮﻳﻬﺎ ﺑﺎﻷرض. ﺣﺴﺒﻲ اﻟﻠﻪ وﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ«. وﻳﻀﻴﻒ ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺰوح ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﺮ اﻟﺒﻠﺢ: »دﻣﺮوا ﺣﺘﻰ أدوات اﳌﻄﺒﺦ واﻟﺼﺎﻟﻮن، ﺿﻴﻌﻮا ﺷــﻘﺎء ﻋﻤﺮي«. ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ وﲢﺪﻳﺪًا ﻓﻲ ﺷــﺎرع اﻟﻌﻘﺎد واﻟﻴﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣــﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ واﻟﺮﻣﺎل ﺳﻮاء، ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ وﺻﻔﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻪ »ﺗﺴــﻮﻧﺎﻣﻲ«، إذ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ رؤوف اﻟﺸﺎﻋﺮ، 41 ﻋﺎﻣﺎ، أﻧﻪ ﺳﻴﻔﺸــﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ داره، واﻟﺸﺎرع اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻦ ﻓﻴﻪ، إﺛﺮ اﺧﺘﻔﺎﺋﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮد.

ﺑﻼل ﺻﻴﺎم، 37 ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﺸﻞ ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﺣﺪود ﻣﻨﺰﻟﻪ، وﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺮ وﻛﻞ ﺣﺠــﺮ ﺑﻨﺎه أﻫﻞ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ واﺳــﺘﻐﺮق ﻣﻨﻬﻢ ﺳــﻨﻮات ﻃﻮاﻻ ﺛﻢ ﻫﺪﻣﻪ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﳊﻈﺔ: »ﺻﺒﺮﻧﺎ ﺳﻨﻮات ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ 50 ﻋﺎﻣ ًﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒًﻼ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ أﺗﺖ آﻟﺔ اﻟﺒﻄﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ودﻣﺮت ﻛﻞ ﺷﻲء«.

وﻳﻌﺠــﺰ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﻓﺎرس، 45 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋــﻦ وﺻﻒ ﻣﺎ ﳊﻖ ﻣﻦ دﻣﺎر ﲟﻨــﺎزل اﻟﻐﺰﻳﲔ ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ، واﻷدﻫﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ رؤﻳﺘﻪ ﳉﺜﺚ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ اﳌﺘﺤﻠﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸــﻮارع »ﺗﻨﻬﺸﻬﺎ اﻟﻜﻼب«، ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه.

ﻳﻘــﻮل ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ«: »اﻟﺪﻣﺎر ﻓــﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺑﻴﺖ ﺳــﻠﻴﻢ. اﺣﺘﻼل ﻣﺠﺮم ﻗﺎﺗﻞ، ﻗﺘﻞ اﻟﺸــﺠﺮ واﳊﺠﺮ واﻹﻧﺴﺎن«. ﺻﺒﺤﻲ اﻷﻏﺎ، 51 ﻋﺎﻣﺎ، أﺧﺬ ﻳﺘﺠﻮل وﺳﻂ اﻟﺪﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻠﻮك اﻟﻴﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﺳــﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ا ُﳌﺪ ّﻣﺮ.

وﻳﺆﻛﺪ ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« أن »اﻟﺒﻴﻮت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷــﺎرع اﻟﻌﻘﺎد واﻟﺒﻠﻮك ج واﻟﻴﻢ ﻗﺪ ُﻣﺴﺤﺖ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻋﻦ ﺑﻜﺮة أﺑﻴﻬﺎ«.

ووﺳــﻂ ﻫﺬه اﳌﺄﺳــﺎة ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ، واﺻﻞ اﻻﺣﺘﻼل

ﻏﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﻄﺎع، ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻋﺸﺮات اﻟﺸﻬﺪاء.

ووﻓﻖ ﺷﻬﻮد ﻋﻴﺎن، ﻓﺈن 13 ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎ اﺳﺘﺸﻬﺪوا وأﺻﻴﺐ ﻋﺪد آﺧﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﻒ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ اﺳــﺘﻬﺪف ﲡﻤﻌﺎ ﻗﺮب ﺟﺴﺮ اﻟﺸــﻴﺦ رﺿﻮان ﻓﻲ اﻟﺸــﺎرع اﻷول، ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺸﻴﺦ رﺿﻮان ﺷــﻤﺎل ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏــﺰة. ﻛﺬﻟﻚ اﻧﺘﺸــﻠﺖ ﻃﻮاﻗﻢ اﻟﺪﻓــﺎع اﳌﺪﻧﻲ ﺷــﻬﻴﺪﻳﻦ وﻋﺪدا ﻣﻦ اﳉﺮﺣﻰ، وﻣﺎ زال ﻫﻨﺎك 9 ﻣﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﺑﻌﻴﺪ ﻗﺼﻒ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻨﺰﻻ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أﺑﻮ ﺳﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻌﻒ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﻴﺔ ﺷﺮق ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة.

وﺟﻨﻮب ﻏﺰة، اﻧﺘﺸﻠﺖ ﺟﺜﺎﻣﲔ 7 ﺷﻬﺪاء ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ 4 أﻃﻔﺎل، ﻋﻘﺐ اﺳﺘﻬﺪاف ﺻﺎروﺧﻲ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﻨﺰﻻ ﻳﻌﻮد ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أﺑﻮ اﻟﻬﻨﻮد ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﻳﺒﻨﺎ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻓﺢ.

ﻓﻲ اﳌــﻮازاة، أﻓــﺎدت ﻣﺼــﺎدر ﻃﺒﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺸــﻬﺎد 4 ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻔﻼن، وإﺻﺎﺑﺔ ﻋﺪد آﺧﺮ ﺑﺠﺮوح ﻓﻲ اﺳﺘﻬﺪاف إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﳌﺪرﺳﺔ ﺷﺤﻴﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﺸﺎﻃﺊ. وﻗﺎﻟﺖ وﻛﺎﻟﺔ ﻏﻮث وﺗﺸــﻐﻴﻞ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ )اﻷوﻧــﺮوا( اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤــﺪة، إن ﺑﻌﺾ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ وﻏﻴﺮﻫــﻢ ﻣﻦ اﻷﺷــﺨﺎص اﻟﺬﻳــﻦ ﲢﺘﺠﺰﻫــﻢ اﻟﻘﻮات اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﺴــﻮء اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﻀﺮب اﳌﺒﺮح واﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮي.

وﺑﻴﻨﺖ، ﻓــﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻧﺸــﺮت ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻨــﻪ »روﻳﺘﺮز« أن اﳌﻮﻇﻔﲔ أﻓﺎدوا ﺑﺘﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻠﻀﺮب واﳌﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻹﻳﻬﺎم ﺑﺎﻟﻐﺮق واﻟﺘﻬﺪﻳــﺪ ﺑﺎﻻﻏﺘﺼﺎب واﻟﺼﻌﻖ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء، وأﺟﺒﺮوا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮي، ﻣﻦ ﺑﲔ أﺷﻜﺎل أﺧﺮى ﻣﻦ ﺳﻮء اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ.

إﻟﻰ ذﻟﻚ، أﻗــﺮت وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 7 آﻻف 200و ﺟﻨﺪي، ﻣﻨﺬ ﺑــﺪء اﳊﺮب ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻓﻲ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ/ ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول .2023

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom