Al-Quds Al-Arabi

ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ »ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺷﺒﺎح«: ﺟﺜﺚ وﺧﺮاب ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺒﺮ وﲢّﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎزل اﳌﺪﻣﺮة

ﺷﻬﺎدات ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻣﻦ ﻧﺎزﺣﲔ ﻋﺎدوا إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻨﻬﺎ

- ﻏﺰة - »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻣﻦ ﺑﻬﺎء ﻃﺒﺎﺳﻲ:

»ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺷﺒﺎح«، ﻫﻜﺬا ﺑﺪت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴﺎن اﳊﺎﻟﻲ. دﻣﺎر واﺳﻊ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻘﺼﻒ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء واﺳــﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻮاﻗﻌــﺔ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة. وﻗﺪ ﺗﻜﺸــﻒ ﺣﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﺪﻣﺎر ﻣﻊ ﻋــﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ إﻟﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻔﺖ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ.

ﺷﻬﻮد ﻋﻴﺎن أﻓﺎدوا ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﺧﻼل أﺣﺎدﻳــﺚ ﻣﻨﻔﺼﻠــﺔ أن اﻟﺪﻣﺎر واﳋــﺮاب ﳝﻜﻦ رؤﻳﺘﻬﻤــﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷــﺒﺮ ﻣﻦ ﺷــﻮارع ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ.

وأﺷﺎروا إﻟﻰ ﺧﺮوج اﳌﺴﺘﺸــﻔﻴﺎ­ت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﳋﺪﻣﺔ، ووﺟﻮد ﺟﺜﺚ ﻟﻠﺸﻬﺪاء ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻟﻄﺮﻗﺎت وﲢﺖ أﻧﻘﺎض اﳌﻨﺎزل. وذﻟﻚ، وﺳــﻂ ﺟﻬﻮد اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ اﳊﻄﺎم ﻣﻦ اﻟﺸــﻮارع ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳉﺮاﻓﺎت.

دﻣﺮوا ﺣﺘﻰ أدوات اﳌﻄﺒﺦ

ﻋﻼء أﺑﻮ ﺑﻜﺮ، 38 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋﺎد إﻟﻰ ﺷﻘﺘﻪ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷــﺎرع اﻟﻌﻘﺎد، ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ وﻗــﺪ دﻣﺮت ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺣﺘﻰ اﻷﺛﺎث أﺻﺒﺢ ﻫﺸﻴﻤﺎ ﺗﺬروه اﻟﺮﻳﺎح.

ﻳﻘﻮل ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »اﺷــﺘﺮﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﺸــﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳــﺐ ﺑﻌﺪ 18 ﻋﺎﻣــﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻮاﺻــﻞ وادﺧــﺎر ﺛﻤﻨﻬــﺎ، ﻟﻴﺄﺗــﻲ اﻻﺣﺘﻼل وﻳﺴﻮﻳﻬﺎ ﺑﺎﻷرض. ﺣﺴﺒﻲ اﻟﻠﻪ وﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ«.

وﻳﻀﻴﻒ ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺰوح ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﺮ اﻟﺒﻠﺢ: »دﻣﺮوا ﺣﺘــﻰ أدوات اﳌﻄﺒﺦ واﻟﺼﺎﻟﻮن، ﺿﻴﻌﻮا ﺷﻘﺎء ﻋﻤﺮي«.

وﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﺸــﺎب اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ اﳌﻮت ﻋﻠﻰ أن ﻳﺮى ﺷــﻘﺔ أﺣﻼﻣﻪ ﻣﻨﻬﺎرة: »أﻧﺎ ﻟﺴــﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ. ﻳﺎ روح ﻣﺎ ﺑﻌﺪك روح! أذﻫﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﻬﻴﺪا أرﺣﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض اﳌﻌﺬﺑﺔ«.

ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣــﻦ أﻫﺎﻟﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ وﲢﺪﻳﺪا ﻓﻲ ﺷــﺎرع اﻟﻌﻘــﺎد واﻟﻴﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟــﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﺘﻌــﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺑﻌــﺪ أن أﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ واﻟﺮﻣﺎل ﺳــﻮاء، ﻓﻲ ﻣﺸــﻬﺪ وﺻﻔﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻪ »ﺗﺴــﻮﻧﺎﻣﻲ«، إذ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ رؤوف اﻟﺸــﺎﻋﺮ، 41 ﻋﺎﻣﺎ، أﻧﻪ ﺳﻴﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ داره، واﻟﺸﺎرع اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻦ ﻓﻴﻪ، إﺛﺮ اﺧﺘﻔﺎﺋﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد.

ﻛﻮﻣﺔ رﻛﺎم

»ﺧــﺎن ﻳﻮﻧــﺲ ﺑﺎﺗﺖ ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﺎم، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻸﺷــﺒﺎح، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﻤﺖ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺪوﻟﻲ«، ﻳﺆﻛﺪ ﺑﻼل ﺻﻴﺎم، 37 ﻋﺎﻣﺎ، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن »آﻟﺔ اﻟﺒﻄﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ أﺣﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة آﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ«.

وﻳﻀﻴﻒ ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ«: »ﺗﺨﻴﻞ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻻ ﲡﺪ ﻟﻪ ﺣﺪودا«.

ﺑﻼل اﻟﺬي ﻓﺸﻞ ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﺣﺪود ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠــﻰ ﻣﺘــﺮ وﻛﻞ ﺣﺠﺮ ﺑﻨــﺎه أﻫﻞ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧﺲ واﺳﺘﻐﺮق ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻨﻮات ﻃﻮاﻻ ﺛﻢ ﻫﺪﻣﻪ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﳊﻈﺔ: »ﺻﺒﺮﻧﺎ ﺳــﻨﻮات ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ 50 ﻋﺎﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ أﺗﺖ آﻟﺔ اﻟﺒﻄﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ودﻣﺮت ﻛﻞ ﺷﻲء«.

وﺗﺮى آﻣﻨﺔ ﻧﺼﻴﺮ، 61 ﻋﺎﻣــﺎ، أن ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎر ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ أﺻﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗــﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪن ﻗﻄﺎع ﻏــﺰة ﲟﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ﺑﻠﺪﺗﺎ ﺑﻴﺖ ﺣﺎﻧــﻮن وﺑﻴﺖ ﻻﻫﻴﺎ، ﺷﻤﺎﻟﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﶈﺎﺻﺮ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗــﻪ ﺗﺆﻛﺪ ﺻﻤﻮد اﻟﻐﺰﻳﲔ ﻓــﻲ وﺟﻪ آﻟﺔ اﳊﺮب اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.

وﺗﺸﺪد ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »ﺳﻨﺒﻨﻲ ﺧﻴﺎﻣﻨﺎ ﻓﻮق اﻟــﺪور اﳌﻬﺪوﻣﺔ رﻏﻢ أﻧــﻒ اﻻﺣﺘﻼل. ﻏﺰة أرض اﻟﻌﺰة، وأﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ رﺑﺎط إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«.

وﻳﻌﺠﺰ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﻓــﺎرس، 45 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋﻦ وﺻﻒ ﻣﺎ ﳊﻖ ﻣﻦ دﻣﺎر ﲟﻨﺎزل اﻟﻐﺰﻳﲔ ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، واﻷدﻫﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ رؤﻳﺘﻪ ﳉﺜﺚ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ اﳌﺘﺤﻠﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸــﻮارع »ﺗﻨﻬﺸﻬﺎ اﻟﻜﻼب«، ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه.

ﻳﻘﻮل ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »اﻟﺪﻣــﺎر ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺑﻴﺖ ﺳﻠﻴﻢ. اﺣﺘﻼل ﻣﺠﺮم ﻗﺎﺗﻞ، ﻗﺘﻞ اﻟﺸﺠﺮ واﳊﺠﺮ واﻹﻧﺴﺎن«.

وﻳﺆﻛــﺪ أن »ﻏﺎﻟﺒﻴــﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﺸــﻬﺪوا ﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﳌﺪﻧﻴﲔ وﻟﻴﺴــﻮا ﻣﻘﺎوﻣــﲔ. ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﻃﻼل ﻟﻠﺒﻜﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ«.

وﻳﺘﺴــﺎءل ﻣﻌﺘﺼﻢ ﻋﻦ ذﻧﺐ اﳌﺪﻧﻴﲔ اﻟﻐﺰﻳﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﳊــﻖ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣــﻮت ودﻣــﺎر، وﻳﺘﺬﻛﺮ أﻳﺎم اﳊــﺮب اﻷوﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﻗــﻮات اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ وأﺟﺒﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠــﻰ اﳌﺒﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﺸــﻮارع: »ﻛﺎن اﻟﻘﺼﻒ ﻳﺸﺘﺪ ﻟﻴﻼ، وﻛﻨﺎ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻃﻠﻮع اﻟﻨﻬﺎر ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﳋﻮف واﻟﺮﻋﺐ«.

ﺻﺒﺤﻲ اﻷﻏــﺎ، 51 ﻋﺎﻣﺎ، أﺧﺬ ﻳﺘﺠﻮل وﺳــﻂ اﻟﺪﻣﺎر ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻠﻮك اﻟﻴــﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ اُﳌﺪّﻣﺮ.

وﻳﺆﻛﺪ ﻟـــ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ« أن »اﻟﺒﻴﻮت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷــﺎرع اﻟﻌﻘﺎد واﻟﺒﻠــﻮك ج واﻟﻴﻢ ﻗﺪ ُﻣﺴﺤﺖ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻋﻦ ﺑﻜﺮة أﺑﻴﻬﺎ«.

أﻣﺎ ﺑﻬﺎء أﺻﻠﻴﺢ، 39 ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﻘﺪ ﻃﻔﻖ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ دار ﺟﺪﺗﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎﺷــﺮة ﺻﺒﺎﺣﺎ وﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻈﻬﻴﺮة، ﺣﺘﻰ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﳑﺴﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺎﻟﻢ.

ﻳﻘﻮل ﺧــﻼل ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟـــ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«، »ﺟﺌﺖ أﻃﻤﺌــﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰل ﺟﺪﺗــﻲ وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ أﺛﺮًا ﻟﻪ، أﺻﺒﺢ رﻣﺎًﻻ ورﻛﺎﻣًﺎ. ﻣﺸﻬﺪ ﻓﻈﻴﻊ، اﺧﺘﻔﺖ اﳊﻴﺎة ﻣﻦ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ«.

وﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻴﺄس ﺧﻼل رﺣﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ داره وﺳﻂ اﻟﺸﻮارع اﻟﺘﻲ ﺗﺪاﺧﻠﺖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺪﻣﺎر، ﻳﻘﻮل ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻨﺎ، 42 ﻋﺎﻣﺎ : »ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻨﺎ ﺧﻼص«.

وﻳﺆﻛﺪ ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ«: »اﺧﺘﻔﺎء ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻘــﺎد ﻣــﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄــﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧﺲ أﺻﺒﺤﺖ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل«.

ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴــﺎﳌﻲ، ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻠﻮك

ج ﻓﻲ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﲤﻠﻚ ﻋﻤﺎرة ﻣﻦ 8 ﻃﻮاﺑﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﻮﻳﻬﺎ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺎﻷرض.

ﻳﻘﻮل: »اﻻﺣﺘــﻼل أﺟﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺰوح إﻟﻰ اﻟﻴﻤﺎت ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﻓﺘﺮﻛﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻏﺮاﺿﻨــﺎ وﺷــﺮدﻧﺎ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ ﻟــﻢ ﳒﺪ أﺛﺮا ﻟﻠﻌﻤﺎرة«.

ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ وإﺧﻮﺗﻪ وأﺑﻨﺎؤﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺄﻣﻠﻮن أن ﻳﺠﺪوا ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺴــﻜﻨﻴﺔ ﺳــﻠﻴﻤًﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻬــﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ُﺻﺪﻣــﻮا ﻣﻦ ﻫﻮل اﳌﻨﻈﺮ.

ﻳﻀﻴﻒ اﻟﻨﺎزح اﻷرﺑﻌﻴﻨﻲ ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »ﺗﻌﺐ ﺳــﻨﲔ أﺻﺒﺢ ﺣﻄﺎﻣًﺎ ورﻛﺎﻣــًﺎ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ، وﻻ ﺣﺘﻰ ﻗﻤﻴﺺ أو ﻓﺴﺘﺎن«. ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ ودﻣﺮ ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﺟﻤﻌﻴــﺔ اﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ داﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻷﻣﻞ ﺑﺸــﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، إذ ﻟﻢ ُﻳﺒﻖ ﺣﺠﺮًا ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ أو ﻳﺘﺮك ﺟﻬﺎزًا ﻃﺒﻴًﺎ ﺳــﻠﻴﻤًﺎ، وﻫﻲ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻹﻏﺎﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﺨﺪم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 30 أﻟﻒ ﻧﺎزح ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة.

وﻋــﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎر ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴــﺔ اﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ وﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻷﻣﻞ، ﻳﻘــﻮل ﺣﻴﺪر اﻟﻘــﺪرة، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻷﻣــﻞ ﻓﻲ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧــﺲ، إن ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻗﺘﺤﻢ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻣﺮﺗــﲔ، اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳــﻊ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ/ ﺷــﺒﺎط اﳌﺎﺿــﻲ، وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘــﺮة دﻣﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺠﻬﻴﺰات، وﻟﻜــﻦ اﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﺳــﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻌﻮدة واﺳــﺘﺌﻨﺎف اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ.

وﻳﻀﻴﻒ ﺧــﻼل ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« أن اﻻﻗﺘﺤــﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻷﻣــﻞ وﻗﻊ ﻓﻲ 29 ﻣــﺎرس/ آذار اﳌﺎﺿــﻲ، وﻓﻲ ﻫــﺬه اﳌﺮة ﻛﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎر أﻛﺒﺮ وأﻋﻤﻖ، وﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻪ ﺷــﻞ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، ﻟﻴﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ.

وﻳﺆﻛــﺪ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻷﻣﻞ ﻓــﻲ ﻏﺰة أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻠﻌﻮدة، ﻷن »اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻄﺒﻴــﺔ ﺗﻀــﺮرت ﺑﺸــﻜﻞ ﻛﺒﻴــﺮ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻨﺎء«.

وﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻷﻣﻞ اﺳﺘﻘﺒﻞ آﻻف اﳉﺮﺣﻰ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟﻔﺘﺮة اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻓﻀﻠﺎ ﻋﻦ 30 أﻟﻒ ﻧﺎزح ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻠﻘﻮن ﺧﺪﻣﺎت إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وإﻏﺎﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ.

وﻳﻠﻔﺖ إﻟــﻰ أن اﻻﻋﺘﺪاءات اﳌﺘﻜﺮرة ﻟﻼﺣﺘﻼل ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺧﻠﻔﺖ 7 ﺷــﻬﺪاء ﺿﻤﻦ اﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ.

ﻣﻬﺎ ﻋﻄﻮان، ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﺒﺎت اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺎت ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ ﻓــﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﺗﺆﻛﺪ أن ﻗﻨﺎﺻﺔ ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮن اﳌﺮﺿﻰ واﳌﺼﺎﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮاﺋﺮﻫﻢ.

وﺗﺸﻴﺮ ﺧﻼل ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« إﻟﻰ أﻧﻬــﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻹﻃــﻼق اﻟﺮﺻﺎص اﳊﻲ أﺛﻨﺎء ﺳــﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﳑﺮات ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻞ وداﺧﻞ اﻟﻌﻴﺎدات وﻏﺮف اﳊﺠﺰ اﻟﻄﺒﻲ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﳌﺮﻛﺰة.

ﺗﻀﻴﻒ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﲤﺴﻜﺖ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻬــﻼل اﻷﺣﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴــﺮه ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ: »ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺿﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﺴﺘﺎﺋﺮ أو اﻟﻮﻗﻮف ﻗﺮب اﻟﻨﻮاﻓﺬ«. ودﻟﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ إﺣﺪى اﻟﻐﺮف اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ »اﺛﻨﺎن ﻣــﻦ اﳌﺮﺿﻰ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﻨﺺ اﳌﺒﺎﺷــﺮ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻌﻤﺎرات اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻞ«.

وﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ آﺛﺎر رﺻﺎص اﻟﻘﻨﺎص اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠــﻰ ﺣﻮاﺋﻂ ﻏــﺮف اﻟﻬــﻼل اﻷﺣﻤــﺮ، وﺗﻘﻮل: »ﻛﻨــﺎ ﻧﺘﻌﺮض ﻟﻠﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤــﺪ. ﻛﺎن اﳉﻤﻴﻊ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺮﺻﺎص اﻟﻘﻨﺎﺻﺔ ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﳌﺮﺿﻰ واﻟﻨﺎزﺣﻮن واﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﻄﺒﻴــﺔ واﳌﻤﺮﺿﻮن، وآﺛﺎر اﻟﺮﺻﺎص ﺗﺘﻀﺢ ﺟﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﳊﺎﺋﻂ«.

وﻓﻲ اﻟﺴــﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺸــﻬﺮ اﳊﺎﻟﻲ أﻋﻠﻦ ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻧﺴــﺤﺎب ﻗﻮاﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﺑﻌﺪ 4 أﺷــﻬﺮ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻀﻲ 6 أﺷــﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺪء اﳊﺮب اﻷﻃﻮل ﻣﺪة ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة.

وذﻛــﺮ ﻣﺼــﺪر ﻓــﻲ ﺟﻴــﺶ اﻻﺣﺘــﻼل، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، أن اﻟﻔﺮﻗﺔ 98 ﻏﺎدرت ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻟﻐﺮض اﻻﻧﺘﻌﺎش واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻬﺎم اﳌﺴــﺘﻘﺒﻠﻴ­ﺔ، ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ.

واﺳــﺘﺪرك أﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻳﺴــﺘﻤﺮ ﻧﺸﺎط ﻗﻮة ﻛﺒﻴــﺮة ﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻔﺮﻗﺔ 162 وﻟــﻮاء ﻧﺎﺣﺎل، اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺼﺮف ﻗﻮات اﳉﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع، ﻟﺸــﻦ ﻋﻤﻠﻴــﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﺗﺴــﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗ­ﻴﺔ.

وﻧﻈﻢ ﺟﻴــﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﺟﺘﻴﺎﺣــًﺎ ﺑﺮﻳًﺎ ﳋﺎن ﻳﻮﻧﺲ ﻓﻲ 3 دﻳﺴﻤﺒﺮ/ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول .2023

 ?? ?? ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻨﺎزل ﻣﺪﻣﺮة
ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻨﺎزل ﻣﺪﻣﺮة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom