Al-Quds Al-Arabi

ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ »اﻟﻜﻮﻳﺰ« ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻠﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺆاﻣﺮة ﺧﺮاب اﻟﻘﻄﻦ اﳌﺼﺮي

إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺣﺶ ﻣﺪﻟﻞ ﻣﻦ اﳉﻤﻴﻊ... وإﻳﺮان ﻟﻦ ﲡﺪ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﻜﺒﺎر

- اﻟﻘﺎﻫﺮة ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«- ﻣﻦ ﺣﺴﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺼﻴﺮ:

ﲟﻔﺮدﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﻜﻮﻛﺐ ﳒﺤﻮا ﻓﻲ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺬي ﻳﺪﻳﺮ ﺷــﺆون اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ.. ﻋﻄﻞ اﻟﻐﺰﻳﻮن ﻏﺮﻳﺰة اﳉﻮع ﻓﻲ داﺧﻠﻬﻢ ﻓﺒﺎﺗﻮا ﻏﻴﺮ ﺻﺎﳊﲔ ﻟﻼﻧﺼﻴﺎع أو اﻻﻧﻜﺴﺎر وﻗﺒﻮل اﻟﻬﻮان، اﻟــﺬي ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻣﻄﻴــﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ودوﻟﺔ اﻟﻜﻴــﺎن اﻟﻐﺎﺻــﺐ، اﻟﺘﻲ زرﻋﺖ ﺑــﲔ ﻇﻬﺮاﻧﻴﻬﻢ ﻇﻠﻤــﺎ وزورا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ، ﺑﻬــﺪف اﻟﺴــﻄﻮ ﻋﻠﻰ أﻏﻠــﻰ ﻣﺎ ﲤﺘﻠﻚ اﻟﺸــﻌﻮب، ﻏﻴــﺮ أﻧﻬﻢ ﻣــﺎ زاﻟﻮا ﻳﻘﺎوﻣﻮن وﻳﺜﻴﺮون دﻫﺸــﺔ اﳉﻤﻴﻊ ﻟﻔﺮط ﺑﺄﺳــﻬﻢ وﺟﻠﺪﻫﻢ. ﻳﻀﺮب ﻛﺒــﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺧﺪﻣﻬﻢ أﺧﻤﺎﺳــﺎ ﻓﻲ أﺳــﺪاس.. ﻛﻴﻒ ﻟﻠﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ أن ﻳﻮاﺻﻠﻮا ﻟﻠﺸــﻬﺮ اﻟﺴــﺎﺑﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ﻓــﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، دون ﻛﺴــﺮة ﺧﺒﺰ وﻻ ﺷﺮﺑﺔ ﻣﺎء.. وﻳﺘﺴــﺎءل ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺷﻄﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﻔﻜﺮﻳــﻪ ﻛﻴﻒ ﳌﻠﻴﻮﻧــﻲ ﻏﺰاوي ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻷﺳــﻄﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﺎت واﳌﻘﺎوﻣــﺔ ﻓﻲ وﺟــﻪ اﳌــﺎرد اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻟﻴﻤﺜﻠــﻮا اﻷﻣﺔ اﻟﻮﺣﻴــﺪة اﻟﺘﻲ رﻓﻀﺖ اﻟﺮﻛﻮع ﻟﻮاﺷــﻨﻄﻦ واﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل، رﻏﻢ ﺧﺬﻻن اﻷﺷــﻘﺎء وﻓﺸﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳــﺮه ﻓﻲ أن ﳝﺪ ﻟﻬﻢ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﺑﺄي ﺷﻜﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﻹرﺳﺎل اﻟﻄﻌﺎم ﻟﺸﻤﺎل ﻏﺰة ﺑـ"اﻟﻘﻄﺎرة" ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﺳﺘﻐﻔﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﲡﻤﻴﻞ وﺟﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻲ وﺑﻼده اﻟﺘﻲ ﻓﻀﺤﻬﺎ ﺻﻤﻮد ﻏﺰة.

وﻣــﻦ ﻣﻌﺎرك اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺴــﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎل رﺋﻴﺲ ﺣﺰب اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺑﻀــﺮورة ﻋــﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺰراﻋــﺔ اﻟﻘﻄﻦ، ﻗﺎﺋﻼ إن »ﻣﺴــﺎﺣﺔ اﻟﻘﻄــﻦ اﻟﻴــﻮم 255 أﻟﻒ ﻓــﺪان، وﻓــﻲ 2004 ﻛﺎﻧــﺖ 755 أﻟــﻒ ﻓﺪان، واﻟﺴــﺒﺐ ﻫﻨﺎ دﺧــﻮل اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "اﻟﻜﻮﻳــﺰ" ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﻓﺘﺢ اﻟﺴــﻮق اﳌﺼــﺮي أﺑﻮاﺑﻪ أﻣﺎم ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻨﺴــﻮﺟﺎت«، داﻋﻴﺎ إﻟــﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓــﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "اﻟﻜﻮﻳﺰ"، ﻗﺎﺋﻼ: »ﻫﺬه اﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ دﻣﺮت ﻣﺤﺼﻮل اﻟﻘﻄﻦ اﳌﺼﺮي، وﺗﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﺘﺠﺎر ﻳﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﻪ«. وﺗﻘﺪم اﻟﻨﺎﺋﺐ ﺳﻴﺪ ﺣﻨﻔﻲ ﺑﺴــﺆال ﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﺳــﺘﻤﺮار ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﳋﺒﺰ اﻟﺴــﻴﺎﺣﻲ، ﻣﺆﻛﺪا أن اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﺷــﻬﺪت اﻧﺨﻔﺎﺿﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺳــﻌﺮ ﻃﻦ دﻗﻴﻖ اﳋﺒــﺰ ﻣﻦ 26 أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ إﻟﻰ ﻧﺤــﻮ 16 أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳــﻂ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﳒﺤﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﺳــﺘﻘﺮار ﺳــﻌﺮ ﺻﺮف اﻟﺪوﻻر، ﻣﺸــﻴﺮا إﻟــﻰ أﻧــﻪ رﻏــﻢ اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﻜﺒﻴــﺮ ﻓﻲ ﺳــﻌﺮ اﻟﺪﻗﻴــﻖ، إﻻ أن أﺻﺤﺎب اﻟﺎﺑﺰ ﻳﺮﻓﻀﻮن ﺗﺨﻔﻴﺾ أﺳــﻌﺎر اﳋﺒﺰ اﻟﺴــﻴﺎﺣﻲ، اﻟﺬي ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺳــﻌﺮه ﻓــﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﻇﻞ اﺿﻄﺮاب ﺳــﻌﺮ ﺻﺮف اﻟﺪوﻻر.

وﻣــﻦ اﻟﻔﺘﺎوى اﳌﺜﻴﺮة ﻟﻠﺠﺪل: ذﻛــﺮت دار اﻹﻓﺘﺎء اﳌﺼﺮﻳﺔ، ﺣﻜﻢ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻟﺘﺠﻤﻴﻞ اﻷﻧﻒ، ﻣﺆّﻛﺪة أّﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﺷــﺮﻋﺎ ﻣﻦ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺼﻐﻴﺮ اﻷﻧــﻒ؛ إذا ﻛﺎن ﺣﺠﻢ اﻷﻧﻒ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ وﻳﺘﺄذى اﻟﺸــﺨﺺ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴــﻴﺎ؛ ﻷن ذﻟﻚ ﻣــﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻌﻼج وﻟﻴــﺲ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﺠﻤﻴــﻞ. وﻟﻔﺘﺖ دار اﻹﻓﺘﺎء إﻟﻰ أّﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻘﺮر ﺷــﺮﻋﺎ أﱠﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻺﻧﺴــﺎن ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷــﻲء ﻣﻦ ﺧﻠﻘﺘﻪ اﻟﺘــﻲ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻤﺎﺳــﺎ ﻟﻠﺤﺴــﻦ، وﻟﻜﻦ ﻳﺠﻮز ﺷــﺮﻋﺎ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﳊﺎﻻت اﻟﺘــﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧــﻒ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴــﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺼﺪ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﻷﻧﻒ إﻟﻰ اﳊﺠــﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس.

ﻛﺴﻔﺘﻮﻧﺎ

اﻋﺘﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ وﺻﺒﺎﻧﺎ، ﻓﻲ ﺳــﻴﺎق اﳌﺰاح ﺑﲔ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀــﺎ، وﻓﻖ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧــﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺳــﺎﻣﺔ اﻟﻐﺰاﻟــﻲ ﺣﺮب ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام"، أن ﻳﺨﺘﺒﺊ أﺣﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻣــﻜﺎن ﻣﺘﺮﺑﺼﺎ ﺑﺄﺣﺪ رﻓﺎﻗﻪ... ﻟﻴﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﻓﺠﺄة، وﻳﺼﻴﺢ ﻓــﻲ وﺟﻬﻪ »ﺑﺦ« ﻟﻴﺼﺎب ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﳋﻮف واﻟﻬﻠﻊ، ﻗﺒــﻞ أن ﻳﺘﺒﲔ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﺰﺣــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﺎ. ﻏﻴﺮ أﻧﻨﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ـ ﻟﻸﺳــﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ، وأﻗﻮﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أي ﺳــﺨﺮﻳﺔ أو اﺳــﺘﺨﻔﺎف... وإﳕﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺿﻴﻖ وﻣﺮارة ﺑﺎﻟﻐﲔ- ﺣﺎﻟﺔ »ﺑﺦ« ﻛﺒﻴﺮة، ﺳــﻤﺘﻬﺎ إﻳــﺮان "اﻟﻮﻋﺪ اﻟﺼﺎدق" )وﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺴــﻤﻴﺔ أﺳﻲء إﻟﻴﻬﺎ( إزاء إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﺒــﺎح اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ .(4/14) وﻣﺎ زاد اﻟﻄﲔ ﺑﻠﺔ أن »ﺑﺦ« اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻠــﻚ.. ﺑﺪت ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟــﻰ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠــﺮد ﲤﺜﻴﻠﻴﺔ؟ ﳌﺎذا، ﻷﻧﻬﺎ ﻫﺪدت ﺑﻬﺎ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺴــﺒﻘﺎ، ﺑﻞ ﺣﺬرت اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻰ ﻻ ﻳﺄﺧﺬوﻫﺎ ﻣﺄﺧﺬ اﳉﺪ، وراﺣﺖ ﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﺎ اﳌﺴــﻴﺮة ﺗﺘﻬﺎدى ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻷﻫﺪاﻓﻬﺎ )وﻟﻴﺲ أﺑﺪا ﺗﺮﺳــﺎﻧﺔ ﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴــﺮة، ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺴــﺮﻋﺔ، واﳌﺘﻄﻮرة ﻟﻠﻐﺎﻳــﺔ، اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻄﺎراﺗﻬﺎ( وﺳــﺒﻘﺖ اﻟﺼــﻮر وﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮارﻳﺦ واﳌﺴــﻴﺮات، ﺑﺤﻴﺚ ﲤﺖ ﻣﺸــﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺳــﻤﺎء اﻟﻌﺮاق واﻷردن... وأﺳــﻘﻂ Ò99 ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ ﻟﻸﺟﻮاء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم اﻹﻳﺮاﻧﻲ؟ اﺻﻴﺒﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﺑﺪوﻳﺔ ﺑﺸﻈﺎﻳﺎ، وﻋﻮﻟﺞ 31 آﺧﺮون ﻣﻦ إﺻﺎﺑﺎت ﻃﻔﻴﻔﺔ، أو ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻊ وﺻﺎﺣﺒﺖ ﻫﺬا ﻛﻠــﻪ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان، أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻬﺰﻟﻴــﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ أوﻻ ﺻﺮف أﻧﻈــﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻣﺤﻨﺔ ﻏﺰة، اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﻂ إﻟﻰ درك اﻹﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻤﺪة واﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺷــﺒﻪ اﻟﺸــﺎﻣﻞ ﻟﻬﺎ، وﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﻧﻴﺎ- وﻳﺎ ﻟﻸﺳﻒ- إﻋﺎدة ﺣﺸﺪ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺪوﻟﻲ ﻹﺳــﺮاﺋﻴﻞ، وﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﲟﻈﻬﺮ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻟﻠﻮﺣﺶ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﻘﺎﺳــﻲ، وﺛﺎﻟﺜﺎ، إﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ذﻫﺒﻴﺔ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﻲ ﺗﻨﺘﻬﺰ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻﻧﺘﻘﺎم إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ وﻟﻴﺲ ﻫﺰﻟﻴﺎ - ﻣﻦ إﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﺿﺒﻄﺖ ﻣﺘﻠﺒﺴــﺔ ﲟﺤﺎوﻟﺔ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﻳﺎ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﻓﻲ إﻳﺮان... ﻛﺴﻔﺘﻮﻧﺎ، اﻟﻠﻪ ﻳﻜﺴﻔﻜﻢ.

ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ

اﻟﻄﺮف اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﳊﺮب ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻫﻮ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ.. أو ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ. اﻟﻄــﺮف اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟــﻼل ﻋﺎرف ﻓﻲ "اﻷﺧﺒﺎر"، ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻬﺪر ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﻮذ إﻗﻠﻴﻤﻲ، وﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﺳــﺘﻜﻤﺎل ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﻟﻨﻮوي.. واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻔﻬﻢ ذﻟﻚ ﺟﻴﺪا، ورﻏﻢ ﻣﺸــﺎرﻛﺘﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ واﳊﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺻﻮارﻳﺦ وﻣﺴــﻴﺮات إﻳﺮان وﺗﻘﻠﻴﻞ آﺛــﺎر اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻷﻗﺼــﻰ ﺣﺪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ، وأن اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﲡﺎه إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻫــﻮ اﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ وﻟﻴــﺲ ﺑﺪﻋﻢ أي »ﻫﺠﻮم« ﺗﺸــﻨﻪ أو اﳌﺸــﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻪ. واﻟﺴــﺆال اﳋﻄﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ إدارة ﺑﺎﻳﺪن - إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﳌﺘﺒﺎدل ﺑﲔ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وإﻳﺮان ﻫﻮ، ﻛﻴﻒ ﻳﺴــﺘﻤﺮ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺪﻓﺎع واﻟﻬﺠﻮم؟ ﺛــﻢ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻦ ﲡﻨﺐ اﻟﺘﻮرط ﻓﻲ ﺣﺮب ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺿﺪ إﻳﺮان؟ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻢ، وﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ؟ وﲡﺮﺑﺔ ﺑﺎﻳﺪن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺎل ﻣﻊ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫــﻮ ﻻ ﺗﻄﻤﺌﻦ، وﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻌﺪ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول اﳌﺎﺿﻲ واﻟﺪﻋــﻢ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺎﻳﺪن ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ، ﻛﺎن أﻳﻀﺎ ﲢﺖ ﻋﻨــﻮان »اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ«، ﻟﻜﻨﻪ اﻧﺘﻬــﻰ ﺑﺤﺮب إﺑﺎدة ﺗﻮرﻃﺖ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺮﻳﻜﺎ، وﺑﺨﺪاع ﻣﺴــﺘﻤﺮ ﻣــﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻹﻃﺎﻟﺔ اﳊﺮب واﺳــﺘﻤﺮار اﳌﺬﺑﺤــﺔ ورﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﺤــﺎوﻻت إﻳﻘﺎف إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﺣﺘﻰ اﻵن. اﳋﻄﺮ اﻵن أﻛﺒﺮ.. واﳊﺮب اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﺎﻳﺪن ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺤﺎول ﲡﻨﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻳﺰداد ﺧﻄﺮ اﻧﺪﻻﻋﻬﺎ ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ وﺗﻮرط أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ ﺣﺮب ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻋﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻫﻮ اﻟﺮوﺷﺘﺔ اﳌﻀﻤﻮﻧﺔ ﻟﺴﻘﻮط ﺑﺎﻳﺪن.. ﻟﻜﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻛﺎﻟﻌــﺎدة ﻳﺮﻓﺾ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺑﺎﻳﺪن وﻛﻞ زﻋﻤــﺎء اﻟﻐﺮب ﺑﻌــﺪم اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ. ﻳﺮﻳﺪ وﻣﻌــﻪ ﺗﻴﺎر ﻗﻮى ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، أن ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ »ﻗﻮة اﻟﺮدع« اﻟﺘﻲ اﻫﺘﺰت، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺮف أن اﳌﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘــﻢ إﻻ ﲟﻮاﻓﻘﺔ أﻣﺮﻳﻜﺎ.. ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑـ»اﻟﺪﻓﺎع« ﺿــﺪ اﻟﺮد اﻟﺬي ﻗﺎﻟﺖ إﻳﺮان إﻧﻪ ﺳــﻴﻜﻮن أﺷــﺪ وأﻗﻮى. ﻫﻞ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ اﳋﻄــﺮة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘــﺔ أو اﻟﻌﺎﻟﻢ؟ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻃﻠﺒﺖ إﻃﻼﻋﻬﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ أي ﲢﺮك إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻧﺤﻮ إﻳﺮان. ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﲡﻨﺐ اﻷﺳﻮأ، ﻟﻜﻨﻪ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺘﻬ­ﺎ ﻋــﻦ أي ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻣﻘﺒــﻞ ﻧﺤﻮ ﺣﺮب ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ، ﻟﻜﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات.

اﻟﺴﻮدان أﻳﻀﺎ

اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﳝﻮت ﺟﻮﻋﺎ، ﻣﻦ ﻳﺼﺪق أن اﻟﺴﻮدان رﲟﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺪوﻟــﺔ اﻷﻏﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻵن ﻣﻦ اﻟﺎﻋﺔ.. أﺳــﻮأ اﻷﺷــﻴﺎء ﻛﻤﺎ ﻳﺮاﻫﺎ ﻓــﺎروق ﺟﻮﻳﺪة ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام"، أن اﻟﺴــﻮدان ﻻ ﻳﻮاﺟﻪ اﺣﺘﻼﻻ وﻻ ﻳﺤﺎرب ﺟﻴﺸﺎ أﺟﻨﺒﻴﺎ، وﻟﻜﻦ ﻟﻌﻨﺔ اﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﺷﺮدت اﳌﻼﻳﲔ وﻋﺮﺿﺖ ﺷــﻌﺒﻪ ﻟﻠﻤﺠﺎﻋﺎت، واﳌﺄﺳﺎة أن اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺪﻣﺮ ﻧﻔﺴــﻪ، ﺑﻌﺪ ﲤﺮد اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ، وأن اﻟﻘﺘﺎل ﻳﺪور ﺑﲔ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ، وﻟﻸﺳــﻒ ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﳊﺮوب ﻻ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب، إﻧﻬﺎ اﻧﺘﺤﺎر ﻻ ﻳﺘﺮك ﺑﺸــﺮا وﻻ أرﺿﺎ، وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﺮف أن ﻳﺤﺴﻤﻬﺎ.. اﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﻟﺴﻮدان ﻳﺸﻬﺪ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻣﺬاﺑﺢ ﺑﺸــﺮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻋﻴــﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺸــﻐﻮل ﻓﻲ ﻣﺬاﺑﺢ أﺧﺮى.. أﻣﺎم ﺿﺮاوة اﳌﻮاﺟﻬﺔ واﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﲔ رﻓﺎق اﻟﺴﻼح وأﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﺸــﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺼﻠــﺢ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬــﺎ دول ﻋﺮﺑﻴﺔ وأﺟﻨﺒﻴﺔ وﻗﺮر اﳉﻤﻴﻊ اﳋﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻨﻘﻊ.. اﻟﺴﻮدان اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺠﺪ اﻟﻄﻌــﺎم اﻵن ﻣﻦ أﻏﻨﻰ اﻟــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﳋﺼﺒﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻲ ﻹﻃﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻠﻪ، وﻓﻲ اﻟﺴﻮدان آﻻف اﳌﻨﺎﺟﻢ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ ﻣﻨﻪ واﺣﺪا ﻣﻦ أﻛﺜــﺮ اﻟﺪول ﺛﺮاء، وﻟﻜﻦ ﻟﻌﺒﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ وﺻﺮاﻋﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ أﺿﺎﻋﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ، ﻓﺮص اﻟﺮﺧﺎء واﳊﻴﺎة اﻟﻜﺮﳝﺔ.. وﺗﺸــﺮد اﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ ﻓﻲ دول اﳉﻮار وﻣﻦ ﺑﻘﻲ اﻵن ﺗﻬــﺪده اﻟﺎﻋﺔ.. ﻟﻘﺪ أﻃﻠﻘﺖ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻧــﺪاءات ﻛﺜﻴﺮة ﻟــﺪول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻹﻧﻘــﺎذ أﻃﻔﺎل اﻟﺴــﻮدان ﻣﻦ اﻟﺎﻋﺔ، وﻟﻜــﻦ اﳉﻤﻴﻊ ﻣﺸــﻐﻮل ﻓﻲ إﻃﻌﺎم ﻧﻔﺴــﻪ.. أﻳﻦ ﻋﻘﻼء اﻟﺴﻮدان.. ﻟﻘﺪ ﻓﺸــﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ إﺳﻜﺎت اﳌﻌﺎرك اﻟﺪاﻣﻴﺔ ﺑﲔ اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ واﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟﺘﻲ دﻣﺮت اﻟﻮﻃﻦ، واﻧﺴــﺤﺐ اﳉﻤﻴﻊ وﺗﺮﻛﻮا اﻟﺴــﻮدان ﻟﻠﻘﺘﻞ واﳌﻮت واﻟﺪﻣﺎر.. اﳉﻴﻮش ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻜﻲ ﲢﻤﻲ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ.

ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ؟

ﻣﺎ زاﻟــﺖ اﻟﻀﺮﺑــﺔ اﳉﻮﻳﺔ اﻟﺘــﻲ وﺟﻬﺘﻬﺎ إﻳــﺮان ﻧﺤﻮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺜﻴﺮ ﺗﺴــﺎؤﻻت ﻛﺜﻴﺮة وﺗﻜﻬﻨﺎت أﻛﺜﺮ ﺣﻮل ﻣﺂﻻت اﻟﺼﺮاع اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻋﺘﺪاءاﺗﻬـ­ـﺎ ﻋﻠﻰ دول اﳉﻮار، وإﻳــﺮان اﻟﻄﺎﻣﺤﺔ ﻟﻠﻌﺐ دور إﻗﻠﻴﻤــﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ اﻟﻀﻌﻴــﻒ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺮف اﳉﻤﻴﻊ وﻓﻘﺎ ﻷﺳــﺎﻣﺔ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ "اﳌﺼﺮي اﻟﻴﻮم"، أن إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺮد ﻋﻠــﻰ أي ﻫﺠﻮم ﻣﻬﻤــﺎ ﺑﻠﻎ ﺿﻌﻔــﻪ وﺗﻬﺎﻓﺘﻪ ﻓــﻮر وﻗﻮﻋﻪ، وذﻟﻚ ﺑﻐﺮض ﲢﻘﻴﻖ اﻟــﺮدع وﺑﺚ اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻷﻋﺪاء، ﻓﺈن إﻳﺮان ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﲟﺎ ﻳﺴــﻤﻴﻪ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﺼﺒﺮ اﻻﺳــﺘﺮاﺗﻴ­ﺠﻲ، وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎه اﳊﻘﻴﻘــﻲ ﳝﺜﻞ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘــﻲ اﻟﺼﻔﻌﺔ ﺗﻠﻮ اﻟﺼﻔﻌﺔ دون أن ﲢﺮك ﺳــﺎﻛﻨﺎ، ﺑﺄﻣﻞ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮم ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻪ أن ﺗﻘﻄﻊ اﻟﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮﺑﻬﺎ. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺮد ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺤﺴــﻮب ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺑﻮاﺑﺎت ﺟﻬﻨﻢ ﺗﻨﻔﺘــﺢ ﻓﻲ وﺟﻬﻬﺎ. ﺣﺪث ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ اﻧﺘﻈﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸــﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺼﻔﻮا ﻗﺎﻋﺪة ﻋﲔ اﻷﺳﺪ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق.. وﻳﻘﺎل إﻧﻬﻢ أﺧﻄﺮوا ﻋﺪوﻫﻢ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﲟﻮﻋﺪ اﻟﻀﺮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺴــﻔﺮ ﻋﻦ وﻗــﻮع ﺿﺤﺎﻳﺎ.. وﻗﺪ ﺗﻜــﺮر اﳌﻮﻗﻒ ﻫﺬه اﳌﺮة أﻳﻀــﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ردت إﻳﺮان ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺴﺘﺸــﺎرﻳﻬ­ﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ﺟﺮﳝﺔ ﻗﺼﻒ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ، وﻛﺎن اﻟﺮد دون اﳌﺘﻮﻗﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﻃﺎل اﺷﺘﻴﺎﻗﻬﺎ ﻟﺮؤﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻊ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺸــﺮﻳﺮ ﺑﻘﻮة، دون أن ﻳﺨﺸﻰ اﻟﻌﻮاﻗﺐ. وﻻ أدري ﻫﻞ ﻧﻘﻮل ﻟﻸﺳــﻒ، أم ﻧﻘﻮل ﳊﺴﻦ اﳊﻆ أن إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺸﻮن اﻟﻌﻮاﻗﺐ وﻳﺘﺤﺴﺒﻮن ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺪا.

ﺻﺎﺑﺮون ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ

ﻳﻘﺎل داﺋﻤﺎ ﺣﺴــﺒﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ أﺳــﺎﻣﺔ ﻏﺮﻳــﺐ، أن اﻟﺼﺒﺮ اﻹﻳﺮاﻧــﻲ ﻣﻮﺟﻮد ﻓــﻲ اﳉﻴﻨﺎت، وﻳﻀﺮﺑــﻮن ﻣﺜﺎﻻ ﺑﺼﺎﻧﻊ اﻟﺴــﺠﺎد اﻟــﺬي ﻳﻘﻀﻲ ﺷــﻬﻮرا ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻏــﺰل اﳋﻴﻮط ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳــﺠﺎدة ﻓﺎﺧﺮة، ﻟﻜــﻦ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدي أن اﳌﻮﺿــﻮع ﻳﺘﺠــﺎوز ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴــﻴﺮ اﳋﻔﻴــﻒ، واﻷﻣﺮ أن إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻬﺎﺟﻢ وﺗﻌﺘﺪي ﻃــﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟــﺪول اﻟﻜﺒﺮى واﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ أﻳﻀﺎ، أﻣﺎ إﻳﺮان ﻓﻈﺮوﻓﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.. اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻟﻴﺴــﻮا ﺟﺒﻨﺎء وﻻ ﺧﻮارﻳﻦ، ﻓﺎﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺟﺰء أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن أﻧﻬﻢ إذا ﻣــﺎ ﺗﻮرﻃﻮا ﻓﻲ اﳊﺮب ﻓﻠﻦ ﻳﻮاﺟﻬﻮا إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وﺣﺪﻫﺎ، ﻟﻜﻦ ﺳﻮف ﻳﻮاﺟﻬﻮن أﻗﻮى اﻟﺪول ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ، وﻟﻦ ﲡﺪ إﻳﺮان ﺑﲔ أﻋﻀﺎء اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة دوﻟﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﺎﻧﺪﻫﺎ، ﻓﺤﺘﻰ روﺳــﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﳉﺄت ﻟﻠﻌﻮن اﻟﻌﺴــﻜﺮي اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻓﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺳــﺘﻜﻮن أﻗﺮب ﻹﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻹﻳﺮان، واﻷﻣﺮ ﳑﺎﺛﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺼﲔ. ﻟﻘﺪ ﳒﺤﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن وﺣــﺶ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﺪﻟﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﺴــﺎﺑﻖ اﳉﻤﻴﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴــﺎﻋﺪﺗﻪ، وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ وأوروﺑﺎ، ﻓﺈن اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴــﻮن ﺣﻮل ﻣﻦ ﻳﺨﺪم إﺳﺮاﺋﻴﻞ أﻛﺜﺮ. إﻳﺮان ﺗﻌﺮف أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳــﺘﻜﻮن ﺿﺪﻫﺎ ﻓﻲ أي ﺣﺮب ﻣﻊ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ.. وﻫﺬه ﺣﺎﻟــﺔ دوﻟﻴﺔ ﺷــﺪﻳﺪة اﻟﻐﺮاﺑﺔ، وﻣﻦ ﲡﻠﻴﺎﺗﻬﺎ أن إﻳﺮان ﻻ ﲤﻠﻚ دوﻻ ﺣﻠﻴﻔﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق واﻟﻴﻤﻦ، وﺣﺘﻰ اﻟــﺪول اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻊ اﳌﻮﻗﻒ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻻ ﲡﺴــﺮ ﻋﻠﻰ إﻋﻼن اﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺳﻄﻮة أﻋﺪاء إﻳﺮان. ﻟﻜﻞ ﻫﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﺖ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎن ﲤﺜﻞ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟﺘﻬﻮر اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻴﺰان اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ.

ﺧﻮﻓﻬﻢ داﺋﻢ

اﻟّﺸــﻌﻮر ﺑﺎﳋﻮف ﻟﻦ ﻳﺘﺒّﺪد ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻊ اﺳــﺘﻤﺮار ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳــﺘﻴﻄﺎن، ووﺿــﻊ اﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ أﻣﺎم اﻟﻮﺻــﻮل إﻟﻰ اﳊﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋــﻲ ﻟﻠﺼﺮاع اﳊﺎﻟﻲ ﺑﻌــﻮدة اﳊﻖ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ. ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻓﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ« اﻟﺬي اﻋﺘﻨــﻰ ﺑﻪ ﻋﻤﺎد ﻓﺆاد ﻓﻲ "اﻟﻮﻃﻦ" وﺿﻊ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻨﻤﺴﺎوى أﻟﻔﺮد إدﻟﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ »ﻋﻘﺪة اﻟﺘﻔﻮق«، اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺸــﺨﺺ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﻋﻠــﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻏﺎﻟﺒﺎ ﳝــﺎرس ﻗﺪرا ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺧﺮ واﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﶈﻴﻄﲔ ﺑــﻪ. وﻳﻮﺿﺢ إدﻟﺮ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬــﺎ ُﺗﻌﺪ آﻟﻴﺔ دﻓﺎع ﺿﺪ اﻟﺸــﻌﻮر ﺑﺎﻟّﻨﻘﺺ وﺗﺪﻧﻲ اﻟﺬات. ﻓﺮﺿﻴﺔ إدﻟﺮ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺑﺸــﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، ﻓُﻌﻘﺪة اﻟﺘﻔﻮق ﻟﺪى اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﺗﻜّﻮﻧﺖ ﲢﺖ ﺷــﻌﺎرات وﻣﻔﺮدات ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ، ﻣﺜﻞ »ﺷــﻌﺐ اﻟﻠــﻪ اﻟﺘﺎر«، و»أرض اﳌﻴﻌــﺎد«، وﺗ ّﺘﺴــﻖ ﻣﻊ اﻻدﻋــﺎءات ﺑﺎﻟﺘﻘ ّﺪم ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺎﻻت ﻋﻠﻰ دول اﳉﻮار، وﺗﻘﺪﱘ »اﻟﻜﻴﺎن اﻻﺳــﺘﻴﻄﺎﻧ­ﻲ«، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره واﺣﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ. وﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻳﻘﺒﻊ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛــﺮة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﺿﻄﻬﺎد، وﻛﺜﺮة اﻟﺮواﻳﺎت ﻋﻦ »اﻟﺸﺘﺎت«، وﻫﻲ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻤﺪ اﻵﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﺑﺎﺳــﺘﻤﺮار ﻻﻛﺘﺴــﺎب ﺗﻌﺎﻃﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺿﻤﺎن ﺗﺪﻓﻖ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ، وﻫﺬا أﻳﻀﺎ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻔﺎﻗﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﳋﻮف اﻟﺪاﺋﻢ

وﻋﺪم اﻹﺣﺴــﺎس ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻷﻣﺎن. ﻋﻘــﺪة اﳋﻮف أﺣﻜﻤﺖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬــﺎ ﻋﻠﻰ أﻓــﻜﺎر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ، ﳑﻦ ﻳﺮون ﺿﺮورة أن ﺗﻨﻔﺾ دوﻟﺘﻬﻢ ﻳﺪﻫﺎ ﲤﺎﻣــﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﺮاﻧﻬﺎ اﻟﻌﺮب، ووﺿﻊ اﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠ­ﻴﺔ ﻷن ﺗﺼﺒﺢ اﻣﺘﺪادا ﻟﻠﻘﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ، ﻋﺒﺮ ﺗﻮﺛﻴــﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ دوﻟﻬﺎ ﻵﻓﺎق أوﺳــﻊ ﳑﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن، ﻓﺄوروﺑﺎ ﻫﻲ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ. ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﻧﻌﺰاﻟﻲ ُﻳﻌّﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻊ أﻓﻜﺎر اﻟﻘﺎدة اﻷواﺋــﻞ، وﻣﺎ أﻋﻠﻨﻮه ﻓﻲ 14 ﻣﺎﻳﻮ/أﻳــﺎر 1948 ﻋﻨــﺪ إﻋﻼن دوﻟﺘﻬﻢ ﻋــﻦ اﳊﺮص ﻋﻠﻰ ﻣﺪ أﻳﺪﻳﻬﻢ إﻟﻰ ﻛﻞ اﳉﻴﺮان )اﻟﻌــﺮب( ﻟﻀﻤﺎن ﲢﻘﻴﻖ »اﳌﺼﺎﻟﺢ اﳌﺸــﺘﺮﻛﺔ«، وﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻘﺮن، وﺟﺪ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﻮن أن اﳌﻼذ اﻵﻣﻦ )اﶈﺘﻤﻞ(، ﻫــﻮ اﻻرﲤﺎء ﻓﻲ أﺣﻀﺎن أوروﺑﺎ، وﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ أﻳﻀﺎ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎن، ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺎﻋﺪ أﺻﻮات اﻟﺸــﻌﻮب اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﻠﻌــﺪوان اﻟﻬﻤﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﻏــﺰة، واﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﻋﻠــﻰ اﳊﻜﻮﻣﺎت ﻟﺮﻓﺾ ﺳﻴﺎﺳــﺔ اﻻﺳــﺘﻴﻄﺎن، واﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﻨﺼﺮي ﻓﻲ اﻷراﺿﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﶈﺘﻠــﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺴــﺒﺒﻬﺎ ﻳﻈﻞ ﻋﺪم اﻻﺳــﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ ﻫﻮ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام. ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﻂ اﶈﻴﻂ ﺑﺈﺳــﺮاﺋﻴﻞ، ﻣﺼﺪرﻫﺎ اﻷﺳﺎﺳﺐ ﻫﻮ اﳋﻮف واﻟﻴﺄس ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮاﻓﺮ اﻷﻣﻦ. ﻛﻞ اﳊﻜﻮﻣﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﺠﺰت ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻷﻣﺎن ﻟﺸﻌﺒﻬﺎ.

ﺑﻴﺪ ﺳﻮﻧﺎك

اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺗﺮﺟﺢ أن ﻳﺸﻜﻞ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﳊﻜﻮﻣــﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻟﻠﻤــﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳــﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻫﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗــﺪ ﲡﺮي ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ/ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﻘﺒﻞ، أو ﲡﺮي ﻓــﻲ ﻣﺎﻳﻮ/أﻳﺎر، وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺮى اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻨﺎر اﻟﺸــﻮرﺑﺠﻲ ﻓﻲ "اﳌﺼﺮي اﻟﻴﻮم" إذا ﻣﺎ دﻋﺎ رﻳﺸﻲ ﺳﻮﻧﺎك ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺒﻜــﺮة. ﻓﺘﻮﻧﻰ ﺑﻠﻴــﺮ ﻛﺎن آﺧﺮ رﺋﻴــﺲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺣــﺰب اﻟﻌﻤﺎل. وﺑﻠﻴﺮ وﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻛﺎﻧــﺎ وراء ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق واﺣﺘﻼﻟــﻪ 2003 ﻓﻲ اﻧﺘﻬــﺎك واﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎﻧــﻮن اﻟﺪوﻟﻲ. وﺑﻠﻴﺮ ﻛﺎن أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺛﺒﺖ، ﻣﻊ ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻴﻨﺘــﻮن، دﻋﺎﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﺒﺮا­ﻟﻲ اﻟﺬي ﻓﺼﻠﻪ روﻧﺎﻟﺪ رﻳﻐﺎن ﻣﻊ ﻣﺎرﻏﺮﻳﺖ ﺛﺎﺗﺸــﺮ. وﻫﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌﺴــﺆول ﻋﻦ ﻛﻮارث ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ، ﺑﺪءا ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺐ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻔﺠﻮة ﺑﲔ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣﺮورا ﺑﺎﻟﻜــﻮارث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﻣﺮﻳــﻜﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ووﺻﻮﻻ ﻟﻜﺎرﺛﺔ اﳌﻨﺎخ. ﻓﻜﻠﻴﻨﺘﻮن وﺑﻠﻴــﺮ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﻋﻦ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﳊﺰﺑﻴﻬﻤﺎ، أﻣﻼ ﻓﻲ ﺳــﺤﺐ اﻟﺒﺴــﺎط ﻣﻦ ﲢﺖ أﻗﺪام اﶈﺎﻓﻈﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﳋﺎرﺟﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد. وﻛﻴﺮ ﺳــﺘﺎرﻣﺮ رﺋﻴﺲ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل ﺣﺎﻟﻴﺎ، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﻲ ﺑﻠﻴﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺒﻨﻰ، ﻫــﻮ اﻵﺧﺮ، ﻣﻮاﻗﻒ أﻗﺮب ﳊﺰب اﶈﺎﻓﻈﲔ ﻣﻨﻬﺎ ﳉﻤﻬﻮر ﺣﺰﺑﻪ، ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻠﻴــﺮ. وﻳﺼﺪق ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﻏﺰة ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺼﺪق ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﻓﻤﻈﺎﻫﺮة ﻟﻨﺪن ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول اﳌﺎﺿﻲ، اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﳌﺸﺎرﻛﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺘﻈﺎﻫــﺮ، وﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻮﻗﻒ ﻓﻮري ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻏﺰة ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، اﻟﺬي رﻓﺾ ﻓﻴﻪ ﺳﺘﺎرﻣﺮ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﺼﺎﻟﺢ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر. وﻟﻴﺲ ﺳــﺮا أن اﻟﻘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻴ­ﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ﳊﺰب اﻟﻌﻤﺎل، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺖ اﳌﻈﺎﻫﺮة. وﺳﺘﺎرﻣﺮ رﻓﺾ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ذاﺗﻪ اﻟﺬي أﻇﻬﺮت ﻓﻴﻪ اﺳــﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي أن Ò89 ﻣﻦ ﻧﺎﺧﺒﻲ ﺣﺰﺑﻪ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻮﻗﻒ اﻟﻔﻮري ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر. أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، أﺛﺎر ﻣﻮﻗﻒ ﺳــﺘﺎرﻣﺮ ﻫﺬا رﻓﻀﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﺑﲔ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻗﻴﺎدات اﳊﺰب ورﻣﻮزه، ﻓﺎﺳﺘﻘﺎل ﻋﺪد ﻣﻦ وزراء ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻈﻞ.

ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻐﺰة

ﺳــﺘﺎرﻣﺮ ﻳﻌﻴــﺪ ﻟﻸذﻫــﺎن وﻓﻘﺎ ﻟــﺮأي اﻟﺪﻛﺘــﻮرة ﻣﻨﺎر اﻟﺸــﻮرﺑﺠﻲ، ﺳــﺠﻞ ﺗﻮﻧــﻲ ﺑﻠﻴﺮ اﻟــﺬي ﻛﺎن ﻗــﺪ ﺗﻌﺮض ﻻﻧﺘﻘــﺎدات ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﺣﺰﺑﻪ، ﺣــﲔ رﻓﺾ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﳊﺮب اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎن ﻋــﺎم ،2006 ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ اﻟﺮﻓﺾ، ﻣﻊ ﻗﺮار ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق ﻃﺒﻌﺎ، أﺣﺪ أﺳــﺒﺎب ﺗﺪﻧﻲ ﺷــﻌﺒﻴﺘﻪ، ﻣﺎ اﺿﻄﺮه ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻋﺎم .2007 واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﺳﺘﺎرﻣﺮ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﻏﺰة ﺗﺒﻨﻰ ﺣﺮﻓﻴﺎ اﳌﺬﻛﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻮزﻋﻬﺎ اﻟﺴــﻔﺎرات اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻋﺎدة ﻓــﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﻮال وﺗﺘﻀﻤﻦ اﳌﻮاﻗﻒ »اﳌﻄﻠﻮب« ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﻋﺸﻴﺔ اﻟﻌﺪوان أﺻﺪر ﻣﺎ ﻳﺸــﺒﻪ اﻟﺒﻴﺎن ﺣﺬر ﻓﻴــﻪ أﻋﻀﺎء اﳊﺰب ﻣﻦ اﻹدﻻء ﺑﺄي ﺗﺼﺮﻳﺤــﺎت ﺑﺨﺼﻮص ﻏﺰة ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺼﺮح ﺑﻪ ﻫﻮ ﺷــﺨﺼﻴﺎ، وﻇﻞ ﺟﻤﻬﻮر اﳊﺰب ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑــﲔ ﻣﻮﻗﻔﻲ ﺳــﺘﺎرﻣﺮ ورﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣــﺔ اﶈﺎﻓﻈﲔ رﻳﺸــﻲ ﺳــﻮﻧﺎك، ﻓﺎزدادت اﻟﻀﻐﻮط ﺣﺘﻰ اﺿﻄﺮ ﺳﺘﺎرﻣﺮ اﺿﻄﺮارا ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ/ﺷﺒﺎط اﳌﺎﺿﻲ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ »ﺑﻮﻗﻒ إﻃﻼق ﻧﺎر إﻧﺴﺎﻧﻲ«، أي ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ ﺷــﻬﻮر ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﺪء اﻟﻌﺪوان اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ. وﻓﻲ اﺳــﺘﻄﻼع ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺮأي أﺟــﺮي ﻓﻲ أول ﻣﺎرس/آذار، ﺗﺒــﲔ أن 66٪ ﻣﻦ ﻋﻤﻮم اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻳﺮﻳﺪون وﻗﻔﺎ ﻓﻮرﻳــﺎ ﻹﻃﻼق اﻟﻨــﺎر، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳــﺮى Ò14 ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ أن ﺳــﺘﺎرﻣﺮ أدار ﻣﻮاﻗــﻒ اﳊﺰب ﻣﻦ ﻏﺰة »ﺑﺸــﻜﻞ ﺟﻴﺪ«. ﻏﻴﺮ أن اﻻﺳــﺘﻄﻼع ذاﺗﻪ أﻇﻬﺮ أﻳﻀﺎ أن ﻣﻮﻗﻒ ﺳــﺘﺎرﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﺰة ﻟــﻢ ﻳﺆﺛﺮ - ﺣﺘﻰ اﻵن- ﻋﻠﻰ ﻓﺮص اﳊــﺰب ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺒﻠــﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺰب اﶈﺎﻓﻈﲔ، اﳌﻨﻬﺎرة ﺷــﻌﺒﻴﺘﻪ أﺻﻼ. ﻓﻼ ﻓــﺎرق ﻛﺒﻴﺮ ﺑﲔ اﳊﺰﺑﲔ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﺛﺮ اﻟﻘﻀﻴﺔ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸــﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻰ أن وﺻﻮل ﺳــﺘﺎرﻣﺮ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺳﻴﻜﻮن دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺰﳝﺔ اﶈﺎﻓﻈﲔ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻮز ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل.

ﺧﻄﺎب ﻣﻘﻴﺖ

ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﻌﺪوان اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺰة، ﻻﺣﻆ ﻣﺤﻤﻮد زاﻫﺮ ﻓﻲ "اﻟﻮﻓــﺪ" أن اﳋﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﺼــﻮرا ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﺻﻬﻴﻮﻧﻴــﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ، وإﳕﺎ أﺻﺒﺢ ﺧﻄــﺎب ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﳊﻜﻢ اﻟﺴــﺎﺋﺪة واﳌﻬﻴﻤﻨﺔ، ﺑﻜﻞ

ُﻧَﺨِﺒﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ واﻟﻌﺴــﻜﺮﻳ­ﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴــﺔ، وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪو اﻟﺘﺴــﺎؤل ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ، ﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ أﺷــﻬﺮ، ﻣﻦ اﻹﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻘﺘــﻞ واﻟﺘﺮوﻳﻊ واﻟﺘﺠﻮﻳــﻊ ﺑﺤﻖ اﻷﺑﺮﻳﺎء اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ: ﻣــﺎذا ﺳــﻴﻔﻌﻞ »اﳌﻌﺘﺪﻟﻮن« اﳌﺴــﻠﻤﻮن واﻟﻌﺮب واﻟﻔﻠﺴــﻄﻴ­ﻨﻴﻮن، ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎت ﻣﺤﺘﻠﺔ، ﺳــﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺳــﱠﺪة اﳊﻜــﻢ أو اﻟﱡﻨﺨﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ واﻟﻌﺴــﻜﺮﻳ­ﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴــﺔ، اﻟﺘــﻲ ﺗﺴــﻴﻄﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ؟ ﻳﻘﻴﻨﺎ، ﻻ ﻳﺘﺴﻊ اﻟﺎل ﻟﺴﺮد اﻷﻗﻮال اﳌﺄﺛﻮرة ﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻐﺎﺻﺐ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن »اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ« ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﻞ اﳌﻤﻨﻬﺞ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، وﳑﺎرﺳﺔ اﻻﻏﺘﺼﺎب واﻹﺑﺎدة واﻟﺘﺠﻮﻳﻊ واﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﻓﻲ ﻣﺸــﺎﻫﺪ ﻳﻨﺪى ﻟﻬﺎ ﺟﺒﲔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻟﻸﺳﻒ، »ﻧﺼﻮص وﻣﻔــﺮدات دﻳﻨﻴﺔ ﲢــﺖ اﻟﻄﻠــﺐ«، ُﺗﺤــّﺮض ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ وﺗﺪﻣﻴﺮ وإﺑﺎدة »اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ«، وﻟﻮ ﺑـ»إﺳﻘﺎط ﻗﻨﺒﻠــﺔ ﻧﻮوﻳﺔ«، ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳــﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة: »دﻣﺮ أﻣﺎﻛﻨﻬﻢ اﳌﻘﺪﺳــﺔ، واﻗﺘﻞ رﺟﺎﻟﻬﻢ وﻧﺴــﺎءﻫﻢ وأﻃﻔﺎﻟﻬﻢ وﻣﻮاﺷــﻴﻬﻢ«ﻣﺎ ﻳﺤــﺪث ﻓﻲ ﻏﺰة ا ُﳌ ْﺴــ َﺘ َﺒﺎﺣﺔ، ﻳﻜﺸــﻒ ﺑﻮﺿﻮح َزْﻳﻒ ادﻋﺎءات »اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﻓﺊ«، ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﺪم ﺟﺪوى »اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ اﻟﺎﻧﻲ«، اﻟــﺬي ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻠﺨﺮاب واﻟﺪﻣﺎر واﻹﺑﺎدة واﳊﺼــﺎر واﻟﺘﺠﻮﻳﻊ، ودﻣﺎء ﻋﺸﺮات آﻻف اﻷﺑﺮﻳﺎء، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل. إن آﺛﺎر اﻟﻌﺪوان اﻟﻬﻤﺠﻲ اﳌﺴــﺘﻤﺮة، ﺗﻌﺰز اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪاﻣﻐﺔ ﺑﺄن ﻗﺎدة »إﺳــﺮاﺋﻴﻞ« ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ وﻋﺴﻜﺮﻳﲔ، وﻗﺒﻠﻬﻢ »رﺟــﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﳊﺎﺧﺎﻣﺎت«، ﻳﺪرﻛــﻮن ﺟﻴﺪا أﻧﻬﻢ ﻓﻮق اﶈﺎﺳــﺒﺔ وﻓﻮق اﻟﻘﺎﻧــﻮن، وأن اﻟﻌﻨﺼﺮﻳــﺔ واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﺪﻋﻮة ﻟﻺﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧــﺬت »ﺻﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎض«، ﻣــﻦ »اﻟﻌﺎﻟــﻢ اﳌﺘﺤﻀﺮ«، وﻛﺬﻟــﻚ ﻣﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ أﺧﻴﺮا.. ﻓــﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﳉﺮﳝﺔ اﳌﻘﺪﺳــﺔ«، ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺼﺎم ﺳﺨﻨﻴﻨﻲ: »إن ﺧﻄﺎب اﻹﺑﺎدة اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺘﻮراة وأﺳﻔﺎرﻫﺎ ﻟﺸﺮﻋﻨﺔ ﺟﺮاﺋﻤﻪ وﳑﺎرﺳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﻠﺴــﻄﲔ، رﻏﻢ اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﺼﺎرخ ﺑــﲔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، واﻟﺘﻮراة ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﺼﺎ دﻳﻨﻴﺎ«.

ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﺘﺎﻋﺐ

ﺳــﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻧﺼﺎت ﲤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺣﺎل اﻟﺴــﻮاد اﻷﻋﻈﻢ ﳑﻦ اﻧﺘﺴــﺒﻮا ﳌﻬﻨﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﳉﻼﻟﺔ، أﻃﻠﻘﻬﺎ ﺻﺒﺮي اﳌﻮﺟﻲ ﻓﻲ "اﳌﺸــﻬﺪ": ﻛﻔﺮت ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳــﺘﻬﺎ ﻋﻘﺐ اﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺒﻼط ﺻﺎﺣﺒــﺔ اﳉﻼﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 20 ﺳــﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤٍﻊ ﻻ ُﻳﻌﻴُﺮﻫﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ، وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻨــﺪه أي ﺻــﺪى. وردة ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻤﻊ ﻣــﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸــﺔ، أو ﻟﻠﺤﺴــﺮة، ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺒﻌُﺾ أو اﻟﻜﺜﻴُﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳــﺪا، ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﻐﺸــﺎوة ﻓﻬــﻢ ﻻ ﻳﺒﺼﺮون، رﻏﻢ أﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﺼــﺪر ﻋﻨﻲ - ﻛﻐﻴﺮي ﻣــﻦ اﻟﻜﺘــﺎب - إﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺪح زﻧﺎد ﻓﻜﺮي ﻷﺳــﻮق ﻟﻘﺎرﺋﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻓﻜﺮ، وﻋﺼﺎرة ﲡﺮﺑﺔ، ورأﻳﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﳊﺠﺔ واﻟﺪﻟﻴﻞ، وﻳﻐﻠﺐ اﳌﻨﻄﻖ. وﻟﻜﻨﻲ - وﺑﻜﻞ أﺳــﻒ - أؤﻛﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ، أﺿﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﻤﺎء ﻳﻨﺰل ﻋﻠﻰ أرٍض ﻗﻴﻌﺎن ﺗﺒﺘﻠﻌﻪ دون أن ُﺗﺨﺮج ﺛﻤﺮا وﻻ زرﻋﺎ. ﻓﻜﺘﺒــﺖ وﻛﺘﺐ ﻏﻴﺮي اﻟﻜﺜﻴــﺮ، وﻟﻜﻦ ﺑﻼ أﺛﺮ أﺷــﻴﻊ أن اﻟﻌﺮب ﻗﻮم ﻻ ﻳﻘﺮأون، وإذا ﻗﺮأوا ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن، وإذا ﻓﻬﻤﻮا ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮن، وإذا ﻋﻤﻠﻮا ﻻ ُﻳﺘﻘﻨﻮن، وﻫﺬا ﺳـُـﺮ ﺗﺨﻠﻔﻬﻢ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮب، اﻟﺬي ﺷــﻴﺪ إﻳﻮان اﻟﻌﻠــﻢ، واﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــ­ﺎ أﻫﻢ ﻟﺒﻨﺎت ﺻــﺮ ِح اﻟﻌﻠﻢ اﳌﻨﻴــﻒ، وﺣﺮ َص ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻀﺒﺎط، وأﺗﻘﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ورﻓﺾ اﻟﻮاﺳــﻄﺔ واﶈﺴــﻮﺑﻴﺔ، اﻟﻠﺘﲔ ﻏﺮﻗﺖ ﻓﻲ ﻣﺴــﺘﻨﻘﻌﺎﺗ­ﻬﻤﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻓﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ إﻛﺒﺎُر أﻗﺰام، وﺗﺴــﻮﻳُﺪ أﻧــﺎس ﻓﺎﻗﺪي اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﺮد أﻧﻬﻢ أﻫﻞ وﻻء وﺣﺴﺐ. وﻟﻸﺳﻒ ﻟﻮﺣﻆ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻴﺌﺎت واﳌﺼﺎﻟــﺢ، اﻟﺘﻲ اﺳــﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﻬﺆﻻء اﻷﻗﺰام، ﻧﺨﺮ ﺳــﻮس

ﻓﺼﺎرتَ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴــﺎد، وأﻛﻠ ْﺖ داﺑ ُﺔ اﻷرض ِﻣﻨﺴــﺄﺗﻬﺎ، اﻟﺪوﻟﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺗﺴــﻊ ﺧﺮق ﻓﺴﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﻗﻊ.. ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪت اﻟﻜﻠﻤﺔ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻮرﻗﻴــﺔ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺛﻮرة اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻮﺳــﺎﺋﻠﻪ اﳌﺘﻌﺪدة، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﺣﻴﻞ أﺳــﺎﻃﲔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، ورﻣﻮزﻫﺎ اﻟﻜﺒــﺎر، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي وﺳــﻴﻠﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ اﻷﺟﺪى واﻷﻗﻮى ﺗﺄﺛﻴﺮا، إذا ﺗﻮاﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻛّﺘﺎٌب أﻣﺜﺎل اﻟﺮاﺣﻠﲔ اﻟﻜﺒﺎر؛ ﻷن ﻣﻌﻠﻮﻣَﺔ اﳌﻴﺪﻳﺎ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻫﻲ وﻣﻀﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻔﺊ، أﻣﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﺷﻤﺲ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﺗﺸــﻊ ﻓﻜــﺮا وﻣﻌﺮﻓﺔ، ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﻘــﻞ ﻳﻐﻮص ﻓﻲ ﺑﺤﺎر ﻣﻘﺎﺻﺪﻫــﺎ وﻣﺮاﻣﻴﻬﺎ، وﻣﺎ دام اﳊــﺎل ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎل اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎدي ﻟﻬﺎ وﲤﻜــﲔ اﻟﻜﻔﺎءات ﻣﻦ إدارﺗﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﶈﺴﻮﺑﻴﺔ اﳌﻘﻴﺘﺔ، واﺳــﺘﻜﺘﺎب أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻜﺮ اﳋﻠﺎق، ﻛﻲ ﺗﻌﻮد اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺠﺪﻫﺎ.

راﺋﺤﺔ اﻟﻜﺘﺐ

اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ ﻳﺸــﺒﻪ اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻷﻋﻀﺎء.. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻛﻞ ﺷــﻲء راح ﳊﺎﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﺳﻮف ﺗﺸــﻌﺮ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻚ، ﺣﺴﺒﻤﺎ أوﺿﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﻣﲔ ﻓﻲ "اﳌﺼﺮي اﻟﻴﻮم" اﻟﺬي ﻋﺎد ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة ﻟﻠﻮراء: ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻗﻨﻊ ﻧﻔﺴــﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﺪﻗﺔ ﻣــﻊ أن ورﻗﺔ ﲟﺌﺔ ﺟﻨﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﻞ اﳌﺸــﻜﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ، وﻟﻜــﻦ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ، ﻛﺎن ﻳﺄﺧــﺬ اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﻣــﻦ اﻷوراق واﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺒﻴﻌﻬﺎ وﻳﻘﺘــﺎت ﻣﻦ ﺛﻤﻨﻬﺎ، ﻓﻮﺟﺪت أﻧﻨﻲ إزاء ﺷــﻌﻮره ﺑﺎﳊﺎﺟﺔ وﺗﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺸــﺪﻳﺪ ﻣﻌﻪ ﺗﺒﺮﻋــﺖ ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ ﻛﻠﻬﺎ، وﻗﺪ ﺳــﺒﻖ أن ﺗﺒﺮﻋﺖ ﲟﻜﺘﺒﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘــﻲ. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﺒﺘﻰ اﻷوﻟﻰ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ وﻛﺘﺐ اﻷﺣﺎدﻳﺚ واﻟﺘﻔﺎﺳــﻴ­ﺮ، وذات ﻳﻮم وأﻧﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﻻﺣﻈﺖ أن اﻟﻨــﺎس ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻋﻘــﺐ اﻟﺼﻼة ﻟﺘﻘــﺮأ اﻟﻘﺮآن وﻗﺼﺺ اﻷﻧﺒﻴﺎء، أو ﲢﺐ ﺳــﻤﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻓﻘﻤﺖ إﻟــﻰ اﻟﺒﻴﺖ وﺣﻤﻠــﺖ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗــﺎء، وأودﻋﺖ اﻟﻜﺘــﺐ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳌﺴــﺠﺪ، وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺎ أن أﺗﺒــﺮع أﻳﻀﺎ ﻫﺬه اﳌــﺮة ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ، ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘــﻲ ﻻ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻐﺬاء ﻟﻠﻔﻘﺮاء ﺗﺒﻘﻰ ﺛﻘﺎﻓــﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ، ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬــﺎ، وﻳﺼﺒﺢ ﻣﺂﻟﻬﺎ إﻟــﻰ اﻟﺒﻮاب أو ﺑﺎﺋــﻊ اﻟﺮوﺑﺎﺑﻴﻜﻴ­ﺎ أو اﻟﺮﺻﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺳــﻮر اﻷزﺑﻜﻴﺔ واﳌﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ، أو ﺳــﻮر اﳉﺎﻣﻌــﺔ، وأﻧﺎ وأﻧــﺖ ﳕﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘــﺐ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻻ ﻧﺴــﺄل أﻧﻔﺴــﻨﺎ ﻛﻴﻒ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﻢ. ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻲ ﻧﺘﺎج ﳌﻜﺘﺒﺎت ﺑﻌﺾ اﻷﺳــﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ أﻋﻄﻮﻫﺎ ﻟﻠﺒﺎﻋﺔ اﳌﻬﺘﻤــﲔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻛﻲ ﻳﻌﻴﺸــﻮا، دون أن ﻳﺄﺧــﺬوا ﺛﻤﻨﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ وﻻ ﳝﻜﻦ ﻷﺣﺪ اﻷﺳﺎﺗﺬة أن ﻳﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺴــﻌﺮ ﻣﻊ ﺑﺴﻄﺎء اﻟﻨﺎس، ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ذﻣﺘﻪ ﻓﻠﺘﺨﺮج ﻛﻠﻬﺎ. ﻫﻨﺎك ﻣــﻦ ﻳﺘﺒﺮع ﲟﻜﺘﺒﺘﻪ ﻟﺪار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻮﺛﺎﺋــﻖ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، وﻫﻨــﺎك ﻣﻦ ﻳﺘﺒﺮع ﺑﻬﺎ ﻟــﺪار اﻟﻜﺘﺐ اﳌﺼﺮﻳﺔ، وﻫﻨﺎك ﻣــﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻘﻴﺮا وﻳﻜــﻮن أﺣﻮج إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻮاب وﺑﺎﺋﻊ اﻟﺮوﺑﺎﺑﻴﻜﻴ­ــﺎ، واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﻟﻠﻪ. واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻠﺠﺄ ﻟــﺪار اﻟﻜﺘﺐ ﻷﻧﻬــﺎ ذاﻛﺮة اﻷﻣــﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ، ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن، وﻫﻲ اﳉﻬﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﳌﻨﻮط ﺑﻬﺎ إﻳﺪاع ﻧﺴــﺨﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﺘــﺎب.. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﳉﻬﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺘﺒﺎت اﳌﻬﺪاة، أﻋــﺮف أن أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﺣﺰﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻲ ﻫﻮ اﻟﺰﻣﻴﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻣﺎﻫﺮ ﺣﺴــﻦ، اﳊﺎرس ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وراﻋﻰ اﳌﺜﻘﻔﲔ ﻓــﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺷــﻬﺮﻳﻦ ﻹﺑﻼﻏﻪ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘﺒﺮع ﲟﻜﺘﺒﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻓﺎﺧﺮة ﲤﻠﻜﻬﺎ، وأرادت أن ﺗﻬﺪﻳﻬﺎ ﻟﻲ، ﻹﻳﺪاﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴــﺔ »اﳌﺼﺮى اﻟﻴﻮم« واﻟﺴﺆال: ﳌﺎذا ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ﻣﺜﻠﻬﺎ؟ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر، ﻛﺎﻧﺖ ﳊﻈﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺮﺣﻤﺔ

اﻟﺸــﻌﺐ اﳌﺼﺮي ﻣﺎ زال ﻗﺎدرا رﻏــﻢ اﻟﻈﺮوف اﳌﺆﳌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻀﺤﻜﺔ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ.. واﻷﻫﻢ ﺣﺴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻋﺠﺎج ﻓﻲ "اﳌﺸﻬﺪ"، أن اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﳝﺴــﻜﻮن ﺑﺰﻣﺎم ﺧﻔﺔ اﻟﺪم واﻟﺘﻨﻜﻴﺖ.. وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت واﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎ­ت اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻻﺧﻴﺮة ﳌﻄﺮب وﳑﺜﻞ ﻫﻨــﺪي أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻘﺐ )أﺑﻮ ﻋﻼء( ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﻟﻘﺪر اﻟﺸــﺒﻪ اﻟﺬي رأﺗﻪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك، رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ. ﺧﻔﺔ اﻟﺪم اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻤﺖ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﺟﻬﺎ وﺑﻘﺪر ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺴــﺨﺮﻳﺔ، وﺑﻘﺪر ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳــﺮ ﻟﺬﻛﺮى اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺮ ﻧﺤﻮ 30 ﻋﺎﻣﺎ وﻟﻪ ﻣﺰاﻳﺎه وﻟﻪ ﻋﻴﻮﺑﻪ وﻟــﻪ إﳒﺎزاﺗﻪ وﻟﻪ إﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻪ.. وﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺄن ﻣﺒﺎرك رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن أﺣــﺪ ﻗﺎدة وأﺑﻄﺎل ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ/ ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول، أﻋﻈﻢ اﳊﺮوب اﳌﺼﺮﻳﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳊﺪﻳﺚ. وﺑﺬﻛﺎء ﻣﻠﺤﻮظ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﺧﻔﺔ اﻟﺪم اﳌﺼﺮﻳﺔ واﺣﺪا ﻣﻦ أﺷــﻬﺮ اﻻوﺑﺮﻳﺘﺎت اﻟﺘﻲ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺮاﺣﻞ ﻋﻤﺎر اﻟﺸــﺮﻳﻌﻲ أﺷــﻬﺮ ﻏﻮاص ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻨﻐﻢ واﺷــﺘﺮك ﻓﻲ ﻏﻨﺎﺋﻬﺎ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أروع اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺰﺑﻲ.. وأﻋﻨﻰ ﺑﻪ أوﺑﺮﻳﺖ )اﺧﺘﺮﻧــﺎه( اﻟــﺬي ﻛﺎن ﲟﺜﺎﺑﺔ ﲢﻴﺔ ﳊﺴــﻨﻲ ﻣﺒﺎرك، رﻏﻢ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳــﻤﻪ ﻓﻲ اﻷوﺑﺮﻳﺖ. أﺑﻮ ﻋﻼء اﻟﻬﻨﺪي اﻧﺪﻣﺞ وﻫﻮ ﻳﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺎت "اﺧﺘﺮﻧﺎه"... وﻟﻠﺤﻖ ﻓﻀﺤﻜﺘﻪ وﻧﻈﺮاﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ ﻧﻈﺮات وﺿﺤﻜﺔ أﺑﻮ ﻋــﻼء اﳌﺼﺮي رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ.. اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ اﺻﻄﻴــﺎد ﳋﺎﻃﺮة أو ﻓﻜﺮة ﺻﻨﻌﺖ اﻟﺘﺮﻧﺪ وﺻﻨﻌــﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺸــﺔ واﻟﺒﻬﺠﺔ. ﻓﺮﺣــﺖ ﺟﺪا ﻷﻧﻨﻲ ﺗﺄﻛﺪت أن ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺳﻴﻈﻞ ﲟﺸﻴﺌﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ أﺧﻒ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ دﻣﺎ.. ﻏﻴﺮ أن ﻣﺎ أﺳﻌﺪﻧﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﻇﻬﺮﺗﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎت وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻘــﺎت ﺗﻘﺪﻳﺮ واﺣﺘﺮام ﻟﺬﻛــﺮى رﺟﻞ دوﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷــﻴﻄﺎﻧﺎ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻼﻛﺎ، رﺟــﻞ ﺣﺎرب ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﺮ ووﺿﻊ ﻓﻘﺮاءﻫﺎ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴــﻪ، وآﺛﺮ اﳌﻮت ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ وﲤﺴﻚ ﺑﻜﻞ ذرة رﻣﻞ ﺑﻬﺎ.. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ أﺑﺎ ﻋﻼء اﳌﺼﺮي وﻫﻨﻴﺌﺎ ﻷﺑﻲ ﻋــﻼء اﻟﻬﻨﺪي اﻟﺬي أﺻﺒﺢ أﺷــﻬﺮ ﻣﻦ راﺟﻨﺪر ﻛﻮﻣﺎر ﺑﻄﻞ ﻓﻴﻠﻢ )ﺳﺎﻧﻐﺎم( اﻟﺬي ﺣﻄﻢ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ دور اﻟﻌﺮض.

ﻗﻮة ﻓﺘﺎﻛﺔ

ﺟــﺎءت "ﻫﻮﺟﺔ إﻳــﺮان" ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠــﻮ ﻟﺮﻓﻌﺖ رﺷــﺎد ﻓﻲ "اﻟﻮﻃﻦ"، أن ﻳﻨﻌﺘﻬﺎ، ﻣﻨﺬ ﻫﺠﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻ ﺗﻌﻮض ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺠﻠﺪ اﻟﺴــﺨﺮﻳﺔ اﳌﺼﺮي وإﻃﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﳊﻈﺎت ﻣﻮﺟﺎت ﺳــﺎﺧﺮة ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺗﻔﺼﻴﻼ. اﻣﺘﻸت ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﲟﺎ ﺟﺎدت ﺑﻪ اﻟﻘﺮاﺋﺢ اﳌﺼﺮﻳﺔ وﺻﺮﻧﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻜﺎت وﻋﺒﺎرات ﺳــﺎﺧﺮة ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮر أو ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ أﻓﻼم أو ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻛﻤﺎ اﻟﺪوﺑﻼج. إذا ﻛﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ ﳝﻜﻦ أن ﻧﺮى أو ﻧﻘﺮأ رﺳﻤﺎ ﻛﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮﻳ­ﺎ أو ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﺳﺎﺧﺮا ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة، أو ﻣﺠﻠﺔ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة، اﻵن اﻟﻮﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﳝﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﳊﻈﺎت ﻋﺸﺮات أو ﻣﺌﺎت اﻟﺼﻮر واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أدﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻗﻔﺸﺎت ﺳــﺎﺧﺮة ﻟﻠﺘﺬﻛﺮة ﺑﻪ ﻓــﻲ ﻳﻮم ﻣﺎ، ﺑﻞ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﺨﻀﻊ ﻫﺬا ﻟﺪراﺳﺎت ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ وأﻛﺎدﳝﻴﺔ ﻋﻦ ﻇﺮوف اﳊﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻊ اﳌﺼﺮي ﻓــﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ، وﻫــﻮ أﻣﺮ ﻗﺪ ﲢﺒﻪ أﺟﻴــﺎل ﻗﺎدﻣﺔ. ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻌﺮف إن ﻛﺎن اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﺷــﻌﺒﺎ ﺳﺎﺧﺮا أو ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ، وﻟﻢ ﻧﻌﺮف إن ﻛﺎن اﳌﺼﺮﻳﻮن أﻳــﺎم اﻟﺒﻄﺎﳌﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﺿﺤﻮﻛﲔ أم ﻋﺒﻮﺳــﲔ، وﻟﻢ ﺗﺘﻢ دراﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ أراه وأﻋﺎﻳﺸــﻪ اﻵن ﻳﺴــﺘﺤﻖ أن ﻳﺪون وأن ﻳﺪرس وﻳﺤﻠﻞ. ﻻ ﻳﺘــﺮك اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻓﺮﺻﺔ إﻻ وأﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ واﺑﻼ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﳌﺜﻴﺮة ﻟﻠﻀﺤﻚ، ﺣﺘﻰ ذرف اﻟﺪﻣﻮع. ﻫﺬه اﻟﻘــﻮة اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﳝﻠﻜﻬﺎ اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮﻇﻒ ﻛﻘﻮة ﻧﺎﻋﻤﺔ ﻟﺪى أﺷــﻘﺎﺋﻨﺎ اﻟﻔﺎﻫﻤــﲔ ﻟﻐﺘﻨﺎ وﻟﻬﺠﺘﻨﺎ واﳌﺴﺘﻤﺘﻌﲔ ﺑﺴﺨﺮﻳﺘﻨﺎ وﺿﺤﻜﺎﺗﻨﺎ وﻫﻢ ﻳﺤﺒﻮن ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮا. ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺬا اﳌﻘﺎل ﻓﻲ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﲔ إﻳﺮان وإﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺆﺧﺮا ﻓﺬاك اﻷﻣﺮ ﻣﻮﺿﻮع ﺳﻴﺎﺳــﻲ، أﻣﺎ ﻣﺎ أﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻮ رﺻﺪ ﳌﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺔ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺔ ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺎﻣﻬﺎ وﻻ ﳝﻜﻦ أن ﳝﻨﻊ ﻧﻔﺴــﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻚ، إن ﻟﺴﺨﺮﻳﺘﻨﺎ ﻗﻮة ﻛﺒﻴﺮة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ ـ ﻟﻴﺲ اﻟﺸﻔﺎه ﻓﺤﺴﺐ ـ وإﳕﺎ اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻌﻘﻮل أﻳﻀﺎ.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom