اﺣﺘﺪام اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﲔ
ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺴــﻜﺮي واﺿﺢ إزاء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﺷﺘﻰ.
أوﻟﻬــﺎ: أن إﻳــﺮان ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟــﺮد ﻋﻠﻰ ﻋﺪوان اﺳــﺘﻬﺪف ﻗﻨﺼﻠﻴﺘﻬــﺎ وأدى إﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺳــﺒﻌﺔ ﳑﻦ ﻛﺎن ﻓﻴــﻪ أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ. ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن إﻳﺮان ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺒﺎدﺋﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪوان.
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: أن ﺣﺠﻢ اﻟﺮد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﺎﺟــﺄ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ واﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ دول اﶈﻴﻂ، وﻛﺎن ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ وﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ واﻧﺴــﺠﺎﻣﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻸﻃــﺮاف اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻌﺪوان ﺧﺎرﺟﻲ.
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺴــﻜﺮي اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺣﺪث اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎت أوﺳــﻊ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻣﻮﺟــﻮدا ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ. ﻫﺬه اﳌــﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻗﻒ دول اﻟﺸــﺮق داﻋﻤﺔ ﻹﻳﺮان ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺪوث اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﺴــﺒﻮق ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف. ﻓﺮوﺳــﻴﺎ واﻟﺼﲔ ﻟﻢ ﺗﺘﺮددا ﻹﺑﺪاء ﻣﻮﻗﻒ داﻋﻢ ﳊﻖ إﻳﺮان ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴــﻬﺎ. راﺑﻌﺎ: اﺗﻀــﺢ أن اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ إﻳــﺮان ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟــﺪا ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﺗﺼﻨﻴﻊ اﳌﺴﻴﺮة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ 20.000 دوﻻر ﻓﺈن اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﻘﻮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻹﺳﻘﺎط ﺗﻠﻚ اﳌﺴﻴﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻠﻔــﺔ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬــﺎ 3 ﻣﻼﻳﲔ دوﻻر. وﺗﻘــﺪر ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﻤﺴﻴﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. وﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ. ﺧﺎﻣﺴــﺎ: ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮﻋﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ أﺻﺒﺢ اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﲟﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان. وﻳﺨﺸــﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ أن ﺗﺘﻮﺳــﻊ دواﺋﺮ اﻟﺼﺮاع وﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
وﻟﻜﻦ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻷﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠــﻮرت ﺑﻌﺪ اﳌﻮاﺟﻬﺎت وﺟﻮد إﺟﻤﺎع ﺷــﺒﻪ ﺷــﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ دور اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻴــﺎن اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌــﻞ وﻣﻬﻤﺎ ارﺗﻜﺐ ﻣــﻦ ﺟﺮاﺋﻢ. وﺣﺘﻰ اﻵن، ﻟﻢ ﻳﺴــﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺷــﺠﺐ أو اﺳﺘﻨﻜﺎر ﳌﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻦ اﻋﺘﺪاءات واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﺑﺸﻜﻞ اﺳــﺘﻔﺰازي وﻏﻴﺮ إﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﺸﻬﺪوا ﻣﻦ أﻫﻞ ﻏﺰة ﺣﺘــﻰ اﻵن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 34 أﻟﻔﺎ وﻟﻢ ﺗﺼــﺪر ﻫﺬه اﻟﺪول ﻣﻮﻗﻔﺎ واﺿﺤــﺎ ﻳﺸــﺠﺒﻬﺎ أو ﻳﺪﻳﻨﻬﺎ أو ﻳﺪﻋــﻮ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ رادع ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ أو ﺗﻬﺪﻳﺪ ذﻟﻚ اﻟﻜﻴﺎن
ﺑﻌﻘﻮﺑﺎت إذا اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﺳــﺘﻬﺪاف اﳌﺪﻧﻴﲔ. ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أي اﺳــﺘﻨﻜﺎر ﻟﻼﺳﺘﻬﺪاف اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻟﻠﻤﺒﻨــﻰ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻲ اﻟﺘﺎﺑــﻊ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳــﻮرﻳﺎ. ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻳﻮﻓﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸــﺂت واﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ.
ﻣﻊ ذﻟــﻚ ﻓﻤﺎ أن ﻗﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﺑﺎﻟــﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺪوان ﺣﺘﻰ ﺗﻮاﻓﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸــﺠﺐ اﳌﻄﻠﻖ ﳌﺎ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑﻪ إﻳﺮان واﺗﺨﺬت إﺟــﺮاءات ﻓﻮرﻳﺔ ﳊﺮﻣﺎن إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠــﻰ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﳌﺴــﻴﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ. ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻳﻮم اﳋﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ ﻓﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ إﻳﺮان ﺗﺴــﺘﻬﺪف إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﳌﺴﻴﺮة. وﻗﺎﻟﺖ وزارة اﳋﺰاﻧﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ إن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺗﺴــﺘﻬﺪف 16 ﻓﺮدا وﻛﻴﺎﻧﲔ ﻣّﻜﻨﻮا إﻳﺮان ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﺋﺮات اﳌﺴـّـﻴﺮة وﺗﺼﻨﻴﻊ أﻧــﻮاع ﻣﺤﺮﻛﺎت ﻃﺎﺋﺮات »ﺷــﺎﻫﺪ« وﻫﻲ اﳌﺴــﻴﺮة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳــﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﻃﻬﺮان ﻓﻲ ﻫﺠﻮم 13 أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴــﺎن ﻋﻠﻰ »إﺳــﺮاﺋﻴﻞ«. وﺗﺒﻌﺘﻬــﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺎ ﺑﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑــﺎت ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف 13 ﻛﻴﺎﻧﺎ أو ﻓﺮدا وﺗﺸﻤﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻷرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳊﺮس اﻟﺜﻮري. وﻳﺘﻮﻗﻊ ان ﺗﺘﺨﺬ دول ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺴــﺒﻊ ﺧﻄﻮات ﳑﺎﺛﻠﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺴﻘﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان.
وﻟﻴﺲ ﻣﺴــﺘﺒﻌﺪا أن ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ أﺟﻞ وﻗﻒ اﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻟﺬي ﰎ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﲔ إﻳﺮان واﻟﺪول اﻟﺴــﺖ )اﻟﺪول اﳋﻤﺲ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ(. وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﻗﺒﻞ إﻗﺮار ذﻟﻚ اﻻﺗﻔــﺎق ﻳﺼﺮون ﻋﻠــﻰ إدراج ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﳌﻔﺎوﺿﺎت، وﻟﻜﻦ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ رﻓﻀﺖ ذﻟﻚ رﻓﻀﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎ واﻋﺘﺒﺮت ذﻟﻚ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺄﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺣﻘﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴــﻬﺎ. وﻛﺎن اﳉﺎﻧﺐ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﺤــﺮض اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﲔ واﻟﻐﺮﺑﻴــﲔ ﻋﻠــﻰ إدراج اﳌﺸــﺮوع اﻟﺼﺎروﺧﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻟﻠﺘﻔﺎوض. وﻫﺬا ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪا ﻓﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ، وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻬﺮان ﺳﻮف ﺗﺘﻤﺴﻚ ﲟﻮﻗﻔﻬﺎ.
وﻗﺒﻞ أن ﻳﺤــﲔ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗــﺖ أﻋﻠﻨﺖ اﻟــﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺘﺸــﺪدة ﲡﺎه إﻳــﺮان. ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻣﺠﻠــﺲ ﻗﺎدة دول اﻻﲢﺎد اﻷوروﺑــﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﺑﻌﺪ اﺟﺘﻤﺎع ﻋﻘﺪوه ﻣﺴــﺎء ﻳﻮم اﻷرﺑﻌــﺎء اﳌﺎﺿــﻲ 17) أﺑﺮﻳــﻞ( إن اﻟﺘﻜﺘــﻞ ﺳــﻴﻔﺮض اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ إﻳﺮان ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﺷــﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻠﻰ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻧﺘﺎج اﳌﺴﻴﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ. وﻧﺪد اﻟﻘﺎدة ﺑﺎﻟﻬﺠــﻮم اﻹﻳﺮاﻧﻲ وأﻛﺪوا ﻣﺠﺪدا اﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺄﻣﻦ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ودﻋﻮا ﺟﻤﻴــﻊ اﻷﻃﺮاف ﲟﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﺒﻨﺎن إﻟﻰ ﻣﻨــﻊ ﺣﺪوث اﳌﺰﻳــﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗــﺮات. وﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻤﺔ ﺷــﺎرل ﻣﻴﺸﻴﻞ: »ﻧﺸــﻌﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺬل ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳــﻌﻨﺎ ﻟﻌﺰل إﻳﺮان« ﻣﻀﻴﻔﺎ أن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺠﺮي ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﳌﺴــﻴﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ. ﻫــﺬا اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻐﺮﺑــﻲ اﳌﻄﻠﻖ ﺑﺄﻣﻦ »إﺳــﺮاﺋﻴﻞ« ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ اﻟﺘﺰام ﻋﺮﺑﻲ ﺑﺄﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﲔ وأﻫﻠﻬﺎ. ﻓﻘﺪ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ أﻫﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻗﺘﻞ ﻋﺸــﺮات اﻵﻻف ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺮك أﺛﺮا ﻣﻠﻤﻮﺳــﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻷﻣﻮر وﻛﺄن ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ.
ﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺴﻠﻢ؟ وﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﳊﺮب؟ ﺻﺪرت ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺴــﺆوﻟﲔ ﻏﺮﺑﻴﲔ ﻳﺪﻋﻮن ﻟﻌﺪم اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ. ﻓﻘﺪ دﻋﺖ رﺋﻴﺴﺔ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ أورﺳﻮﻻ ﻓﻮن دﻳﺮ ﻻﻳﻦ إﻳﺮان و»إﺳــﺮاﺋﻴﻞ« وﺣﻠﻔﺎءﻫﻤﺎ إﻟﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ، ﺑﻌــﺪ أن ﻧﻔﺬت اﻟﻌــﺪوان اﻷﺧﻴﺮ. ﻛﻤﺎ دﻋﺖ ﻓﺮﻧﺴــﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴــﺎن ﻧﺎﺋﺐ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ، ﺟﺎن ﻧﻮﻳﻞ ﺑﺎرو »إﻟﻰ وﻗﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ«. أﻣﺎ اﻟﺼﲔ ﻓﻘﺎﻟﺖ وزارة ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ أﻧﻬﺎ »ﺗﻌﺎرض أي ﻋﻤــﻞ ﻣﻦ ﺷــﺄﻧﻪ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ«. واﻟﺴــﺆال ﻫﻨﺎ. ﻫــﻞ ﺗﻜﻔﻲ ﻫــﺬه اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﳌﻨــﻊ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﺴــﻜﺮي؟ وﻓﻲ اﻷﺳــﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺎﺳــﺘﺨﺪام ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ )اﻟﻔﻴﺘﻮ( ﳌﻨﻊ ﺻﺪور ﻗﺮار ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم ﻣﻨﺢ دوﻟﺔ ﻓﻠﺴــﻄﲔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﱈ اﳌﺘﺤــﺪة. اﻷﻣﺮ اﳌﺆﻛﺪ أن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﺴــﻼم ﺑﻞ ﺳــﺘﺰﻳﺪ اﳌﻌﺘﺪي ﻋﺪواﻧﺎ وﺗﻀﻄﺮ اﳌﻈﻠﻮم ﻻﺳﺘﻬﺪاف اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻼل واﻟﻈﻠﻢ.