Al-Quds Al-Arabi

ذوو ﺷﻬﺪاء اﻧﺘﺸﻠﺖ ﺟﺜﺜﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ ﻳﺮوون ﻟـ»اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ رﺣﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺑﲔ رواﺋﺢ اﳌﻮت

أﺣﺪﻫﻢ ﻣّﻴﺰ ﻗﺒﺮ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺑﻨﺨﻠﺔ ... وآﺧﺮ ﺗﺴﺎءل ﻫﻞ دﻣﺎؤﻧﺎ رﺧﻴﺼﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ؟

- ﻏﺰة - »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻣﻦ ﺑﻬﺎء ﻃﺒﺎﺳﻲ:

ﻓﻲ 27 ﻣــﺎرس/ آذار اﳌﺎﺿﻲ، اﺳــﺘﻘﻞ أﺣﻤﺪ ﻋﻤﺎر، 37 ﻋﺎﻣﺎ، ﻣﺮﻛﺒﺘــﻪ اﻷﺟﺮة )ﺗﻮك ﺗﻮك( ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻮاﺻــﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، واﲡﻪ إﻟﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒــﻲ، ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎزﺣﲔ ﻣــﻦ ﻣﺤﻴﻂ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ ﺑﻌﺪ اﻗﺘﺤﺎﻣﻬــﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل، وإﺟﺒﺎر اﻟﻨﺎزﺣﲔ ﻓﻲ اﳌﺸــﻔﻰ واﳌﻨﺎزل اﶈﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣﻐﺎدرﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺟﻨﻮب ﻏﺰة.

وﻟــﺪى وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﻤﻊ اﺳــﺘﻬﺪﻓﻪ ﻗﻨﺎص إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ إﺣﺪى اﻟﺒﻨﺎﻳﺎت، ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﺑﺮﺻﺎﺻﺘﲔ واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ واﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻴﺪ، أﺳــﻔﺮﺗﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﺸــﻬﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر، وﻗﺎم ﺟﻮﻧﺪ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺪﻓــﻦ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﳌﻘﺒﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄوﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻊ، وﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮًا ﺑﻌﺪ اﻧﺴــﺤﺎب ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل ُﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴﺎن اﳉﺎري.

وﻣﻨﺬ ﺗﺎرﻳﺦ 27 ﻣﺎرس/ آذار ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺎر، 75 ﻋﺎﻣــﺎ، وﻫﻮ ﻧــﺎزح ﻣﻦ ﺟــﻮرة اﻟﻌﻘﺎد ﻏﺮﺑﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻮاﺻــﻲ، ﻋﻦ ﺟﺜﻤﺎن اﺑﻨﻪ دون ﺟﺪوى. ﻟﻜﻨﻪ ﲤﻜــﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﳉﺜﻤﺎن، أﻣﺲ، ﺿﻤﻦ ﺟﺜــﺚ اﳌﻘﺒﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻊ ﻣﻨﺬ 6 أﻳﺎم ﻣﻀﺖ.

اﻟﻨﺎزح اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻲ ﺷﻌﺮ ﺑﺎرﺗﻴﺎح ﺿﻤﻴﺮه ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ اﺑﻨﻪ وإﻛﺮاﻣﻪ ﺑﺎﻟﺪﻓﻦ. وﻳﻘﻮل ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ«: »ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﻈﺎﻫــﺮة ﻓــﻲ اﻟﺒﻄﻦ واﻟﻴــﺪ، ﺑﻌﺪﻣــﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ إﻧﻘﺎذ اﻟﺸــﻬﻴﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻠﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳــﻪ اﻷﺧﻴــﺮة، إذ ﳉﺄ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﺘﺨﻴﻴﻂ ﻣــﻜﺎن اﻹﺻﺎﺑــﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻄــﻦ، ووﺿﻊ ﺟﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺴــﺮ اﻟﺬي ﳊﻖ ﺑﻌﻈﺎم اﻟﻴﺪ ﺑﻌﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺻﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«.

وﻳﻀﻴــﻒ: »ﻛﺎن اﺑﻨﻲ ﻳﺮﺗﺪي اﳌﻼﺑﺲ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻗﺒﻞ دﺧﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ، ﺣﻴﺚ ﻟﻘﻲ ﻣﺼﺮﻋﻪ، وﻗﺎم ﺟﻮﻧﺪ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺪﻓﻨﻪ ﻓﻲ اﳌﻘﺒﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ«.

وﻳﺸــﻴﺮ إﻟﻰ أن »اﺑﻦ ﻋﻢ أﺣﻤــﺪ ﻛﺎن ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد، واﺳﺘﺸﻬﺪ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﺑﺮﺻﺎص ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘــﻼل، وﰎ دﻓﻨﻪ ﻓﻲ اﳌﻘﺒــﺮة ذاﺗﻬﺎ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أﻳﻀﺎ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ«.

ﻣﻘﺒﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ

وﻓﻲ 24 ﻳﻨﺎﻳﺮ/ ﻛﺎﻧــﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﺎﺿﻲ، وﺻﻞ إﻟﻰ ﻓــﺆاد ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﻃﻲ ﻧﺒﺄ اﺳﺘﺸــﻬﺎد ﺷــﻘﻴﻘﻪ ﻋﻼء ﺑﺮﺻﺎص ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل وﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ، ﻓﺤﺎول اﻟﺸﺎب أن ﻳﻨﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎن أﺧﻴﻪ إﻟﻰ اﳌﻘﺒﺮة، ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻧﻈﺮا ﻷن ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻛﺎن ﻳﺠﺘﺎح ﻣﺪﻳﻨــﺔ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ وﻳﻘﺘﻞ أي ﻫﺪف ﻣﺘﺤﺮك.

دﻓﻦ ﻓﺆاد ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮة أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﻐﺰاوﻳﻮن داﺧﻞ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺘﺐ اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻦ أﺑﻴــﺾ، واﺧﺘــﺎر ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻳﺠﺎور ﺷــﺠﺮة ﻧﺨﻴﻞ، وﺣﻔــﺮ ﻗﺒﺮ ًا وﻏﻄــﻰ ﻓﺘﺤﺘﻪ ﺑﺒﺎب ﺧﺸــﺒﻲ ﺑﺪ ًﻻ ﻣﻦ اﻟﺒﻼط اﳊﺠــﺮي، ﺛﻢ وارى اﳉﺜﻤﺎن اﻟﺜﺮى، ووﺿﻊ ﺣﺠﺮﻳﻦ ﻛﺸﺎﻫﺪ ﻟﻠﻘﺒﺮ.

وﻓﻲ اﻟﺴــﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴﺎن اﳌﺎﺿﻲ، ﺑﻌﺪ اﻧﺴــﺤﺎب ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻦ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﺎد ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﻃﻲ ﻟﺰﻳﺎرة ﻗﺒــﺮ أﺧﻴﻪ ﲤﻬﻴﺪا ﻟﻨﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮة اﳌﺪﻳﻨــﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠــﺪه، ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ًﳝّﻴﺰ اﻟﻘﺒــﺮ ﺑﻬﺎ اﻗﺘﻠﻌﺘﻬﺎ ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل. وﻳﻮﻣﻴﺎ ﻳﺄﺗــﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻪ ﻧﻮال ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺟﺜﺔ أﺧﻴﻪ دون ﻃﺎﺋﻞ، وﻫﻤﺎ اﻵن ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ.

دﻓﻦ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﺸﻬﺪاء

راﺋــﺪ ﺻﻘــﺮ، ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻬﻤــﺔ اﻧﺘﺸــﺎل ﺟﺜﺎﻣﲔ اﻟﺸــﻬﺪاء ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻧﺎﺻﺮ، ﻳﻮﺿﺢ أن ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘــﻼل ﻧﺒﺶ اﻟﻘﺒــﻮر اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﻫــﺎ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ﺳــﺎﺣﺔ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ، واﺳــﺘﺨﺮج ﺟﺜﺎﻣﲔ اﻟﺸــﻬﺪاء ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻤﻦ ﺳــﻘﻄﻮا ﻗﺘﻠﻰ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ أﺛﻨﺎء اﻟﻐﺎرات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﺛﻢ أﻋﺎد دﻓﻦ ﺗﻠﻚ اﳉﺜﺚ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺸــﻜﻞ ﻋﺸــﻮاﺋﻲ وﻫﻤﺠﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ واﺣﺪة.

وﻳﺸــﻴﺮ ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ« إﻟــﻰ أﻧﻬﻢ اﺳــﺘﺨﺮﺟﻮا ﺟﺜــﺚ 332 ﺷــﻬﻴﺪا ﻣــﻦ اﳌﻘﺒﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳــﺎﺣﺔ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻲ ﺑﻌﺪ 6 أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻮاﺻﻞ ﻫﻨﺎك، ﺣﻴﺚ ﺟﺮى دﻓﻦ ﻧﺴــﺎء وأﻃﻔﺎل وﺷﻴﻮخ وﺷﺒﺎب ﻗﺘﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﳉﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، وآﺧــﺮون ﻧﻘﺬت إﻋﺪاﻣﺎت ﻣﻴﺪاﻧﻴــﺔ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻗﺘﺤﺎم ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل ﻟﻠﻤﺸﻔﻰ.

وﻳﻘﺪر ﻛﺎدر ﺟﻬﺎز اﻟﺪﻓﺎع اﳌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻋﺪد اﻟﺸــﻬﺪاء ﻓﻲ اﳌﻘﺒﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳــﺎﺣﺔ اﻟﻤﻊ ﺑﺤﻮاﻟﻲ 400 ﺷــﻬﻴﺪ، وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺒﻼﻏﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻮﻫﺎ ﻣــﻦ اﻷﻫﺎﻟﻲ، ﻣﻮﺿﺤــﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ ﻋﺪة أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻮاﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﲔ إﻧﻬﺎء ﻣﻬﻤﺔ اﺳﺘﺨﺮاج ﺟﺜﺎﻣﲔ اﻟﺸﻬﺪاء ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻧﻈﺮا ﻟﻀﻌﻒ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت ﻟﺪﻳﻬﻢ.

وﻳﺒﲔ أن ﻧﺴــﺐ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﺑﲔ اﳉﺜﺚ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ، ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻧﺒﺶ اﻟﻘﺒﻮر ﻣﻦ ﻗﺒــﻞ ﺟﻮﻧﺪ اﻻﺣﺘﻼل، وإﺿﺎﻓــﺔ ﺟﺜﺚ ﺣﺪﻳﺜــﺔ ﲤــﺖ ﺗﺼﻔﻴﺘﻬﺎ ﺧﻼل اﻹﻋﺪاﻣــﺎت اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ إﻟﻰ أﺧﺮى ﻗﺪﳝــﺔ ﻗﺘﻠﺖ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل.

وﻳﺸــﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻬﻢ وﺟﺪوا أﻛﻔﺎﻧــﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳــﺔ وأﺧــﺮى ﻟﺸــﻬﺪاء ﻣﻘﻄﻮﻋﻲ اﻟــﺮأس، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺑﻌﺾ اﳉﺜــﺚ ﻣﻜﺒﻠﺔ اﻷﻳﺪي واﻷرﺟﻞ.

ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺗﻰ

وﻳﺼﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﺳــﻄﻞ، أﺣﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﺟﻬﻮد اﻹﻧﻘﺎذ، اﻟﻮﺿﻊ داﺧﻞ ﺧــﺎن ﻳﻮﻧﺲ ﺑﺎﻟـ »اﻟﻜﺎرﺛﻲ«

وﻳﺆﻛﺪ ﻟـ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« أن »ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨــﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻗﻄﺎع ﻏــﺰة، أﻓﻈﻊ ﳑﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع«.

وﻳﻀﻴﻒ: »ﻋﻨﺪﻣــﺎ دﺧﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ ﻟﻢ ﳒﺪ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﻴﺎء، وﻛﻨﺎ ﻧﺸــﻢ راﺋﺤﺔ اﳌﻮت ﺑﻘﻮة. راﺋﺤﺔ ﲢﻠﻞ اﳉﺜﺎﻣﲔ ﻣﻨﺘﺸــﺮة ﻓــﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻊ داﺧﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ«.

وﻳﺸــﻴﺮ إﻟﻰ أن أﻏﻠﺐ اﳉﺜﺚ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻧﺴﺎء وأﻃﻔﺎل.

وﺣﺘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫــﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﲢﺪث ﻛﻞ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﺸــﺎل ﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ دﻓــﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻴــﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﺌــﺎت اﻷﺣﻴﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﺴــﺎء واﻷﻃﻔﺎل واﻟﺮﺟﺎل ﺑﻌﺪ أن أﻋﺪﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻــﺮ وﻣﺤﻴﻄﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻈﻬــﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﺸﺎل ﺟﺜﺎﻣﲔ اﻟﺸﻬﺪاء، إذ ﺗﺒﺪت ﺟﺜــﺚ ﻣﺘﺤﻠﻠــﺔ وﻣﻘﻄﻮﻋﺔ اﻷﻃــﺮاف، وأﺧﺮى ﺳﺮﻗﺖ أﻋﻀﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﺣﺘﻼل ﻗﺒﻞ دﻓﻨﻬﺎ.

ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﺨﺎذل

ﻣﻌﺘﺼﻢ اﻷﺳﻄﻞ، 35 ﻋﺎﻣﺎ، ﻣﻮاﻃﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻘﺪ أﻣﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس/ آذار اﳌﺎﺿﻲ، وﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺘﻬﺎ ﺑــﲔ اﳉﺜﺚ اﻟﺘﻲ ﰎ اﻧﺘﺸــﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻘﺒــﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻓﻲ ﺳــﺎﺣﺔ اﻟﻤــﻊ، أﻣﺲ اﻷرﺑﻌﺎء، ﻓﻴﻤﺎ أﺻﻴــﺐ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ أن وﺟﺪﻫﺎ ﻣﻴﺘﺔ، إذ ﻛﺎن ﻳﺄﻣﻞ ﺑﺄن ﻳﻌﺜــﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺔ ﺗﺮزق، ﻛﻮﻧﻬﺎ اﻣــﺮأة ﻃﺎﻋﻨﺔ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻦ »ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 6 أﺷــﻬﺮ ﻋﻠﻰ أرض ﻗﻄﺎع ﻏﺰة«.

وﺑﻮﺟﻪ ﻣﺘﺤﺴﺮ وﻋﻴﻨﲔ ﻣﻐﺮورﻗﺘﲔ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻣﻌﺘﺼــﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﺘﺤﻀﺮ، اﻟﺬي »ﺻﻤﺖ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻷﺑﺮﻳــﺎء«، ﻓﻴﻘﻮل ﻟـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«: »ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻨﺎﻓــﻖ واﻟﺼﺎﻣﺖ واﳌﺘﺨﺎذل. ﻳﺎ أﱈ ﻣﺘﺤﺪة. ﻳﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﻳﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﳌﺆﲤﺮ اﻹﺳــﻼﻣﻲ، ﻳــﺎ دول ﻋــﺪم اﻻﻧﺤﻴﺎز. ﻳﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ. ﻳﺎ ﺣﻜﺎم اﻟﻌﺮب، وﺻﻞ ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﺸــﻠﻮا ﻣﻦ اﳌﻘﺒــﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻧﺎﺻﺮ إﻟﻰ اﻵن 283 ﺟﺜــﺔ ﻣﺘﺤﻠﻠﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻴﺪة ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ«.

وﻳﻀﻴــﻒ: »ﻫﺬه ﻣﻘﺒﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ ﻋﺸــﺮات اﳌﻘﺎﺑــﺮ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻏــﺰة، واﻟﻜﺜﻴــﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ. أﻃﺒﺎء وﻣﺮﺿﻰ وﻧﺎزﺣﻮن وأﻃﻔﺎل وﻧﺴــﺎء، ﻛﻠﻬﻢ أﻋﺪﻣﻮا ودﻓﻨﻮا، ﻟﻮ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻫﺬه اﳌﻘﺒــﺮة ﻓﻲ أوروﺑﺎ أو أﻣﺮﻳــﻜﺎ ﻟﻘﺎﻣﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﻢ ﺗﻘﻌﺪ« .

وﻳﺘﺴــﺎءل: »ﻫﻞ دﻣﺎؤﻧﺎ ﻧﺤــﻦ رﺧﻴﺼﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ؟ أﻳﻦ أﻧﺘﻢ. ﻫﻞ ﺗﺴــﻤﻌﻮﻧﻨﺎ؟ أم أﻧﻜﻢ ﺗﺮون وﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻮن؟ ﺳﻨﺴﺄﻟﻜﻢ وﻧﺤﺎﺳﺒﻜﻢ أﻣﺎم اﻟﻠﻪ«.

أﺣﻤﺪ ﻋﺎرف أﺣﺪ ﺷــﻬﻮد اﻟﻌﻴــﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻧﺎﺻﺮ ﻳﺸــﻴﺮ إﻟﻰ ﺗﻮاﻓﺪ اﻷﻫﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻲ ﻓﻲ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠــﻰ ﺟﺜﺚ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﰎ اﻧﺘﺸــﺎﻟﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮًا، ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰال اﻟﺒﺤﺚ ﺟﺎرًﻳﺎ ﻋﻦ ﻣﻔﻘﻮدﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ.

وﻳﻀﻴﻒ ﻟـــ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ« أن ﺑﻌﺾ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﺸــﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﳉﺜﺚ ﻣﺘﺤﻠﻠﺔ

ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ. ﺷــﻬﺪاء ﻣﺠﻬﻮﻟﻮن ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ.

وﻳﻮﺿﺢ أن ﺟﻴــﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﳉــﺄ إﻟﻰ دﻓﻦ اﳉﺜﺚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸــﻮاﺋﻴﺔ ﺳــﺮﻋﺖ ﻣﻦ ﲢﻠﻠﻬﺎ وﻃﻤﺲ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺆﻛــﺪ أﻫﺎﻟﻲ اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ أن اﻻﺣﺘﻼل ﺣﺎول إﺧﻔﺎء ﻣﺎ ارﺗﻜﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻓــﻲ اﻧﺘﻬﺎك واﺿــﺢ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﳌﻮاﺛﻴــﻖ واﻷﻋﺮاف اﻟﺪوﻟﻴﺔ.

وﳒﺢ أﻫﻞ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﺎﺳﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ، اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 40 ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮه ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻲ، ﺑﻌﺪ أن وﺟﺪوا اﻟﻘﺒﺮ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺷــﺎﻫﺪه: »ﺷــﻬﻴﺪ ﻣﺠﻬﻮل ﻧﺎﺻﺢ وﻃﻮﻳﻞ ﻻﺑﺲ رداء ﺗﻮﺗﻲ«.

وﻛﺎن ﻳﺎﺳــﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺪ اﺳﺘﺸــﻬﺪ ﺑﺮﺻﺎص ﻗﻨﺎﺻﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ اﻟﻤﻊ ﻓﻲ 11 ﻓﺒﺮاﻳﺮ/ ﺷﺒﺎط اﳌﺎﺿﻲ

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom