ﻣﻨﺴﻖ »اﺋﺘﻼف ﺻﻤﻮد«: ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻘﺪت ﺑﻮﺻﻠﺘﻬﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻟﻸﺟﻨﺪة اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ
اﻧﺘﻘﺪ ﺣﺴــﺎم اﳊﺎﻣﻲ اﳌﻨﺴــﻖ اﻟﻌﺎم ﻻﺋﺘــﻼف ﺻﻤﻮد )ﺗﻜﺘﻞ واﺳــﻊ ﻳﻀﻢ ﺧﺒــﺮاء وﺣﻘﻮﻗﻴﲔ وﺟﻤﻌﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻊ اﳌﺪﻧــﻲ( اﻟﻠﻘﺎء اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬي ﺟﻤﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﻴﺲ ﺳــﻌﻴﺪ ﺑﻨﻈﻴﺮﻳﻪ اﳉﺰاﺋﺮي واﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻣﻌﺘﺒﺮا أن اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴــﻴﺔ ﻓﻘــﺪت ﺑﻮﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﻴﻬﺎ ﻋــﻦ اﳊﻴﺎد وﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻟﻸﺟﻨﺪة اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
واﺣﺘﻀﻨــﺖ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴــﻴﺔ، اﻹﺛﻨﲔ، اﺟﺘﻤﺎﻋــًﺎ ﺛﻼﺛﻴًﺎ ﺿﻢ ﻛًﻼ ﻣﻦ ﺳــﻌﻴﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﳉﺰاﺋﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻴﺪ ﺗﺒﻮن ورﺋﻴﺲ اﻟﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳــﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻣﺤﻤــﺪ اﳌﻨﻔﻲ، وأﺛﺎر ﺟﺪًﻻ ﻛﺒﻴﺮًا ﺣﻮل ﻧﺰوع اﻷﻃﺮاف اﳌﺬﻛــﻮرة إﻟﻰ دﻓﻦ ﻓﻜﺮة اﻻﲢﺎد اﳌﻐﺎرﺑﻲ، وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﺳــﺘﺒﻌﺎد ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﻐﺮب وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ.
وﻗﺎل اﳊﺎﻣﻲ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﺎص ﻟـ"اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ": "اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ وﻧﻮاﻣﻴﺴــﻬﺎ. ﻓﺘﻮﻧﺲ اﻟﺘﺰﻣﺖ داﺋﻤﺎ اﳊﻴﺎد ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺘﲔ اﳉﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب وﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻓﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. وﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮة اﺗﺰان وﻣﺮﺟﻊ ﻟﻠﺪوﻟﺘﲔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺘﲔ وﻗﻮة ﺗﻮﺣﻴﺪ وﺗﻘﺎرب".
واﺳــﺘﺪرك ﺑﺎﻟﻘﻮل: "وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺮاﻫﺎ اﻟﻴﻮم ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﺣﻴﺎدﻫﺎ، ﺑﻞ وﺗﺸﺎرك ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻷزﻣﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻻﺻﻄﻔﺎف وراء اﻷﺟﻨﺪة اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺤﻮل اﳋﻼف اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﲔ اﳉﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب إﻟﻰ أزﻣﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﳝﻜﻨﻬﺎ -إن واﺻﻠﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﳌﻨﺤﻰ- أن ﺗﻘﻮض اﻟﺴﻠﻢ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
وﺗﺎﺑﻊ اﳊﺎﻣﻲ: "ﻧﻔﺲ اﻟﺸــﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ داﺧﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ، أﻇﻦ أن اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ اﻟﻴﻮم داﺧﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻌﺪم اﺳــﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﺟــﺪر ﺗﻜﺜﻴﻒ اﳉﻬﻮد ﺑﲔ ﻛﻞ دول اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻟﻠ ّﺘﺴــﺮﻳﻊ ﻓﻲ إﻳﺠﺎد ﺣــﻞ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻮﺿ ًﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻃﺮف دون أﺧﺮى، وﻫﺬا ﺳــﻮف ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ واﳉﺰاﺋﺮ أﻃﺮﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﻠﻴﺒﻲ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﳊﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﻠﻴﺒﻲ".
وﺧﺘــﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: وﻟﺬﻟﻚ أؤﻛﺪ ﻣﺠﺪدا أن ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻘﺪت ﺑﻮﺻﻠﺘﻬﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴﺔ ودورﻫﺎ اﻟﺮﻳﺎدي ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﳋﺮوج ﻋﻦ اﳊﻴﺎد واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﺣﻼف واﻻﺻﻄﻔﺎف وراء اﻷﺟﻨﺪات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ".