Al-Quds Al-Arabi

اﻟﺴﻮدان: اﳉﻮع ﻳﻘﺘﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﺤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﳋﺮﻃﻮم وﻏﺮف اﻟﻄﻮارئ ﲢﱢﺬر ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻄﺎﺑﺦ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ

- ﺻﻮرة أرﺷﻴﻔﻴﺔ ﻟﻨﺴﺎء وأﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣﺴﺎﻋﺪات اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة اﳋﺮﻃﻮم ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻣﻦ ﻣﻴﻌﺎد ﻣﺒﺎرك:

■ ﺟﻮﺑﺎ ـ روﻳﺘﺮز: أﻓــﺎدت ﺑﻌﺜﺔ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﺑﺄن ﺳــﻠﻄﺎت اﻟﺒﻼد ﲢﺘﺠﺰ ﻧﺎﻗﻼت وﻗﻮد ﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻧﺰاع ﺿﺮﻳﺒﻲ، ﳑﺎ ﻳﻌﻄﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻋﺪة ﻣﻼﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات وﺳﻂ أزﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﺳــﻢ اﻟﺒﻌﺜﺔ إن اﻟﺸــﺎﺣﻨﺎت اﺣﺘﺠﺰت ﻓــﻲ ﻣﺴــﺘﻮدﻋﺎت وﻋﻠﻰ اﳊــﺪود ﻣﻊ أوﻏﻨﺪا أﻣﺲ اﻷرﺑﻌــﺎء رﻏﻢ ﺗﻄﻤﻴﻨــﺎت ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﺸﺆون اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺑﺄن ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺸــﺎﺣﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻞ اﻟﻮﻗــﻮد وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻹﻣــﺪادات ﻻ ﺗﺴــﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤﺪة.

وﻧﺺ ﻗﺮار ﻟﻮزارة اﻟﺘﺠﺎرة ﻫﺬا اﻷﺳــﺒﻮع ﻋﻠﻰ

ﻓﺮض رﺳــﻮم ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺒﻠــﻎ 300 دوﻻر ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷــﺎﺣﻨﺔ ﺑﻀﺎﺋﻊ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺒــﻼد أو ﺗﻐﺎدرﻫﺎ، وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف ﻣﺴــﺎﻋﺪة اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ أﻗﺼﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻹﻳﺮادات ﻋﺒﺮ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻼﺣﺘﻴﺎل.

وﻳﺸــﻬﺪ ﺟﻨﻮب اﻟﺴــﻮدان، ﺣﻴــﺚ ﻗﺘﻞ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻧﺘﻴﺠﺔ اﳊــﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 2013 إﻟﻰ ،2018 واﺣﺪة ﻣﻦ أﺳﻮأ اﻷزﻣﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﺮاء اﻟﺼﺮاع اﳌﺴﺘﻤﺮ واﻟﻜﻮارث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻔﻘــﺮ. وﻗﺪرت اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺸــﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ أن ﻧﺤﻮ 7.1 ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻼد وﻋﺪدﻫﻢ 12.4 ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﺳــﻴﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺟﻮع ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻷزﻣﺔ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻌﺠﺎف ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ ﻧﻴﺴﺎن إﻟﻰ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﲤﻮز.

أﻋﻠﻨﺖ ﻏﺮف اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ »اﻣﺒﺪة« ﻏﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴ­ﺔ اﳋﺮﻃــﻮم، أﻣﺲ اﻷرﺑﻌﺎء وﻓﺎة ﺛﻼﺛﺔ أﺷــﺨﺎص ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﻔﻞ ﺑﺴــﺒﺐ اﳉﻮع ﻓﻲ ﺣﻲ اﳋﻴﻤﺔ، ﻣﺸــﻴﺮة إﻟﻰ ﺗﻮﻗــﻒ ﻛﻞ اﳌﻄﺎﺑﺦ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.

وﺣﺬرت ﻣﻦ اﻷوﺿﺎع اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸــﻬﺎ ﻣﻮاﻃﻨﻮ اﶈﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌــﺪ أﻛﺒﺮ ﻣﺤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ واﻷﻛﺜﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳــﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪر ﻋﺪد ﺳــﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺤﺪدة ﺑﻮاﺣﺪ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻣﺮﺑﻌﺎ.

وأﻃﻠﻘﺖ 30 ﻏﺮﻓﺔ ﻃﻮارئ ﻓــﻲ ﻗﻄﺎﻋﺎت أﻣﺒﺪة اﻟﺘﻠﻔﺔ )اﻟﺒﻘﻌﺔ - اﻷﻣﻴﺮ- اﻟﺴــﻼم( ﻧﺪاء ﻋﺎﺟﻼ ﳌﻨﻈﻤــﺎت اﻟﺘﻤﻊ اﶈﻠﻲ واﻟﺪوﻟﻲ ﻹﻏﺎﺛﺔ ﺳــﻜﺎن اﶈﻠﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮاﺟﻬﻮن اﳌــﻮت ﺟﻮﻋﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ آﺧﺮ 25 ﻣﻄﺒــﺦ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤــﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻹﻣﺪاد اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻓﻲ أﺣﻴﺎء اﶈﻠﻴﺔ ﺑﺴــﺒﺐ ﺿﻌﻒ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ.

وأﺷــﺎرت إﻟﻰ ﺑﺬل اﳌﺘﻄﻮﻋﲔ ﻓﻲ أﺣﻴﺎء اﶈﻠﻴﺔ اﻟﺘﻠﻔﺔ، ﺟﻬﻮدا ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻣﻨﺬ اﻧــﺪﻻع اﳊﺮب اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ ﻋﺎﻣﻬــﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘــﺪﱘ ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺘﻔﺎوت ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ﻇﻞ اﻟﻐﻴﺎب اﻟﺘﺎم ﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ.

واﺳــﺘﻄﺎﻋﺖ اﳌﺒﺎدرات اﻟﺘﻤﻌﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﻏﺮف اﻟﻄﻮارئ وﳉﺎن اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ، إﻻ أن اﻟﺪﻋﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺗﺪاﻋﻴــﺎت اﻷزﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴــﺎ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ 01٪ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎج اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻤﺤﻠﻴﺔ.

وأﺷــﺎرت إﻟﻰ اﻷﻋــﺪاد اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣــﻦ اﻷﻫﺎﻟﻲ اﳌﻨﺘﺸــﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﶈﻠﻴــﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ

أﻛﺒﺮ ﻣﺤﻠﻴﺎت اﻟﺴــﻮدان وﻟﻢ ﺗﺴــﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻌﻘــﻮد اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻟﺘــﺰداد اﻷوﺿﺎع ﻛﺎرﺛﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺪﻻع ﺣﺮب 15 أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴــﺎن اﳌﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺳــﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﻣﻊ اﳌﻮت ﺟﻮﻋﺎ وﻗﺼﻔﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ اﳌﻌﺎرك اﳌﺴﺘﻤﺮة ﺑﲔ اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ وﻗﻮات اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ.

وﻟﻔﺘــﺖ إﻟــﻰ أن اﻧﻘﻄــﺎع ﺷــﺒﻜﺎت اﻻﺗﺼﺎل واﻻﻧﺘﺮﻧــﺖ وﺻﻌﻮﺑــﺔ اﳊﺮﻛــﺔ ﺑﺴــﺒﺐ ارﺗﻔﺎع اﻟﺎﻃﺮ اﻷﻣﻨﻴﺔ، أدت إﻟﻰ ﺗﻀــﺎؤل ﺟﻬﻮد اﻟﺪﻋﻢ، وﺻﻮﻻ إﻟــﻰ اﻷوﺿﺎع ﺷــﺪﻳﺪة اﳋﻄــﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ.

وﻗﺎﻟﺖ ﻏﺮف اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻣﺸــﺘﺮك: » إن اﳌﺪﻧﻴــﲔ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ أﻣﺒﺪة ﻳﻌﻴﺸــﻮن اﺳــﻮأ أزﻣﺔ اﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟــﻮد« ﻣﻀﻴﻔﺔ: »ﻣﻦ ﺳــﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺻــﺎص اﻟﻄﺎﺋــﺶ واﳌﺪاﻓﻊ وﻗﺼــﻒ اﻟﻄﻴﺮان اﻟﻌﺸــﻮاﺋﻲ ﻟﻢ وﻟﻦ ﻳﺴــﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴــﺎت اﳉﻮع واﻧﻌﺪام اﻟﺪواء واﻟﻨﻘﺺ اﳊﺎد ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﻟﺸــﺮب اﻟﻨﻈﻴﻔﺔ.

وﻓﻲ رﺳــﺎﻟﺔ إﻟــﻰ أﻃﺮاف اﻟﺼــﺮاع واﳉﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﺒﻼد ﻟﻔﺘﺖ ﻏﺮف اﻟﻄﻮارئ إﻟﻰ أن اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ أﻣﺒــﺪة ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎﺟﻞ ﻹﻧﻘﺎذ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ إﻧﻘﺎذه.

وﻋﻠــﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﺎول أﻣﺪ اﻟﻜﺎرﺛﺔ، أﺷــﺎرت إﻟــﻰ أن إﻧﻘﺎذ ﺳــﻜﺎن اﶈﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻳــﺰال ﳑﻜﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﺬل اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳉﻬﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺻﻮل اﳌﺴــﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

ودﻋﺖ اﻷﻫﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ واﻟﺼﻤﻮد اﳌﺸﺘﺮك إﻟﻰ أن ﺗﻨﺠﻠﻲ اﻷزﻣﺔ.

ﻳﺸــﺎر إﻟﻰ أن اﳌﻄﺎﺑﺦ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ اﻧﺘﺸــﺮت ﻓﻲ أﻋﻘــﺎب اﻧﺪﻻع ﺣــﺮب 15 أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴــﺎن ،2023 ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﳌﺪﻧﻴــﻮن اﻟﻌﺎﻟﻘﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺮاع ﻳﺘﺸﺎرﻛﻮن ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم داﺧﻞ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ.

وﺗﻄﻮرت اﳌﺸــﻜﻠﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺎﻗﻢ أزﻣﺔ ﻧﻘﺺ اﻟﻄﻌــﺎم واﳌﻴﺎه ﺣﻴﺚ ﻧﺸــﻄﺖ ﻏــﺮف اﻟﻄﻮارئ وﳉﺎن اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺸــﺪ اﳉﻬــﺪ اﻷﻫﻠﻲ وﺟﻤﻊ اﻟﺪﻋــﻢ اﳌﺎﻟﻲ واﻟﻌﻴﻨــﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺣﺎﺟــﺔ اﳌﻄﺎﺑﺦ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ.

واﺳﺘﻤﺮ اﻷﻣﺮ ﻷﺷﻬﺮﻋﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﳊﺎل، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻄﺎﺑﺦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺗﺎرة وﺗﻌﻮد ﺗﺎرة أﺧﺮى، إﻟﻰ أن ﺗﻮﻗﻔﺖ اﳌﻄﺎﺑﺦ ﻓــﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﺤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﳋﺮﻃﻮم ووﻻﻳﺎت أﺧﺮى ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸــﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺴــﺒﺐ اﻟﻨﻘﺺ اﳊﺎد ﻓﻲ اﻟﺪﻋــﻢ اﻟﺬي ﺣﺎل دون اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ.

وﻟﻴﺴــﺖ ﺣﺎدﺛﺔ اﳌﻮت ﺟﻮﻋﺎ ﻫﺬه، ﻫﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣــﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع اﳊﺮب، ﺣﻴــﺚ أﻛﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ/ ﺷــﺒﺎط اﳌﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺣﻮل ﺗﻌﺮض اﻟﺴــﻮداﻧﻴ­ﲔ ﻟﻠﻤﻮت ﺑﺴﺒﺐ اﳉﻮع.

وﺗﻮﻗﻌﺖ ﺷــﺒﻜﺔ أﻧﻈﻤﺔ اﻹﻧﺬار اﳌﺒﻜﺮ ﺑﺎﻟﺎﻋﺔ ﻟﻌﺎم 2024 أن ﻳﺤﺘﻞ اﻟﺴﻮدان ﺛﺎﻟﺚ أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺴــﻜﺎن اﶈﺘﺎﺟﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻗﺒﻬﺎ.

وﺣﺬرت ﻣﻦ ﺗﺪﻫﻮر أوﺿﺎع اﻷﺳﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎرﺛﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ اﺗﺴــﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ وازدﻳﺎد ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﺰوح وﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

وﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼــﻒ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴــﺎن 2023 ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺴــﻮداﻧﻴ­ﻮن ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﳊــﺮب اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ﺑﲔ اﳉﻴﺶ اﻟﺴــﻮداﻧﻲ وﻗﻮات اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ وﺳﻂ ﲢﺬﻳﺮات ﻣﻦ ﲢﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ.

وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺴﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ داﺧﻞ اﳌﺪن واﻷﺣﻴﺎء اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻳﻮاﺟﻪ اﳌﺪﻧﻴﻮن اﻟﻌﺎﻟﻘﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺘﺎل ﻧﻘﺼﺎ ﺣﺎدا ﻓﻲ اﻟﻐﺬاء واﻟﺪواء، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺪﻋــﻮات إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﳑﺮات آﻣﻨﺔ ﻟﻮﺻﻮل اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

وﺑﻴﻨﺖ ﺷــﺒﻜﺔ أﻧﻈﻤﺔ اﻹﻧﺬار اﳌﺒﻜﺮ ﺑﺎﻟﺎﻋﺔ أن

أوﺿﺎع اﻷﺳــﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻣﺪرﻣﺎن ﻏﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴ­ﺔ اﳋﺮﻃﻮم، واﳉﻨﻴﻨــﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ وﻻﻳﺔ ﻏﺮب دارﻓﻮر ﺗﺘﺠــﻪ ﻧﺤﻮ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳋﺎﻣﺴــﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﻴــﻒ اﳌﺮﺣﻠﻲ اﳌﺘﻜﺎﻣﻞ، ﻣﻊ اﺗﺴــﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴــﺔ وازدﻳﺎد ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨــﺰوح وﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻧﺘﺸــﺎر أﻋﻤﺎل اﻟﻨﻬﺐ وﺿﻌﻒ وﺻﻮل اﳌﺴﺎﻋﺪات.

ﻓﻲ ﺣﲔ أﺷــﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻲ إﻟﻰ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ إﻻ إﻟﻰ ﺷــﺨﺺ واﺣــﺪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻛﻞ 10 أﺷــﺨﺎص ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻄﻮارئ ﻣﻦ اﳉﻮع.

وﺣــﺬر ﻣــﻦ أن ﻓﺘﺢ ﺟﺒﻬــﺎت ﺟﺪﻳــﺪة ﻟﻠﻘﺘﺎل ﺳــﻴﺆدي إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴــﻮدان، ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻛﺒﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻐﺬاء ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

وﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺷــﺒﻜﺔ اﻹﻧﺬار اﳌﺒﻜﺮ، ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺗﺮاﺟﻊ إﺟﻤﺎﻟــﻲ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻐﺬاء ﻓﻲ اﻟﺴــﻮدان إﻟﻰ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑﺴــﺒﺐ اﻟﻨﻘﺺ اﳊﺎد ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ اﳊﺒﻮب اﶈﻠﻴــﺔ، واﻧﺨﻔﺎض اﻟﺰون اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ. ﻛﻤﺎ أن ﺣﺠﻢ واردات اﻟﻘﻤﺢ ﻫﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳــﻂ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻧﻌــﺪام اﻷﻣﻦ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﳌﺴــﺎﻋﺪات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ.

وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺴــﻮدان ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻮاردات ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ 08٪ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﺴﻨﻮي ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ.

وﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﺆدي اﻧﺨﻔﺎض اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻌﺠــﺰ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟــﻮاردات ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. وﺣﺴــﺐ وزارة اﻟﺰراﻋﺔ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻧﺴﺒﺔ واردات اﻟﻘﻤﺢ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 2023 إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ.

وﺗﺸــﻴﺮ ﺗﻘﺎرﻳــﺮ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة إﻟــﻰ أن ﺛﻠﺜﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﻘﺺ اﳊﺎد ﻓﻲ اﻟﻐﺬاء.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom