Al-Quds Al-Arabi

اﻷرﺟﻨﺘﲔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻮﻗﻴﻒ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺿﻠﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺠﻴﺮ 1994

- ﻟﻨﺪن-»اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«- وﻛﺎﻻت:

أﻋﻠﻨــﺖ اﻷرﺟﻨﺘﲔ، أﻧﻬــﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣــﻦ اﻹﻧﺘﺮﺑﻮل ﺗﻮﻗﻴﻒ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺣﻤﺪ وﺣﻴﺪي ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺿﻠﻮﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ اﻟﺬي اﺳﺘﻬﺪف ﻣﺮﻛﺰًا ﻳﻬﻮدﻳًﺎ ﻓﻲ ﺑﻮﻳﻨﻮس أﻳﺮﻳﺲ ﻓﻲ .1994

وﻗﺎﻟﺖ وزارة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ إن وﺣﻴﺪي ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻴــﺎ ﻓﻲ ﻋــﺪاد وﻓــﺪ إﻳﺮاﻧﻲ ﻳﺰور ﺑﺎﻛﺴــﺘﺎن وﺳــﺮﻳﻼﻧﻜﺎ وﻗﺪ أﺻﺪر اﻹﻧﺘﺮﺑﻮل، ﺑﻨــﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻷرﺟﻨﺘــﲔ، ﻧﺸــﺮة ﺣﻤــﺮاء ﺑﺤ ّﻘــﻪ. وأﺿﺎﻓــﺖ أ ّن اﻷرﺟﻨﺘــﲔ ﻃﻠﺒــﺖ أﻳﻀﺎ ﻣــﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻲ ﺑﺎﻛﺴــﺘﺎن وﺳﺮﻳﻼﻧﻜﺎ ﺗﻮﻗﻴﻒ اﻟﻮزﻳﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻲ وﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ إﻳﺎه.

وﻓﻲ 12 ﻧﻴﺴــﺎن/أﺑﺮﻳﻞ، ﺣﻤﻠﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ أرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ اﳉﻤﻬﻮرﻳــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ اﳌﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﻋــﻦ ﻫﺠــﻮم اﺳــﺘﻬﺪف ﻣﺮﻛﺰ "اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﺿﺪﻳﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ­اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴـ­ـﺔ" )أﻣﻴﺎ( ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. وأﺳــﻔﺮ اﻟﻬﺠﻮم ﺑﺸــﺎﺣﻨﺔ ﻣﺤّﻤﻠﺔ ﺑﺎﳌﺘﻔﺠﺮات، ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ 85 ﺷــﺨﺼًﺎ وإﺻﺎﺑــﺔ 300 آﺧﺮﻳــﻦ ﺑﺠــﺮوح. ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻠــﺖ إﻳﺮان ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﻫﺠــﻮم آﺧــﺮ ﻓــﻲ 1992 ﻋﻠﻰ اﻟﺴــﻔﺎرة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﻳﻨﻮس أﻳﺮﻳﺲ.

وﻟــﻢ ﺗﺘﱭ أي ﺟﻬــﺔ ﻫﺠﻮم 1994 ﻟﻜــﻦ اﻷرﺟﻨﺘﲔ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺸــﺘﺒﻬﺎن ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺄن ﺣﺰب اﻟﻠﻪ اﳌﺪﻋــﻮم ﻣﻦ إﻳﺮان ﻧﻔــﺬ اﻟﻬﺠﻮم ﺑﻄﻠﺐ ﻣــﻦ ﻃﻬﺮان. واﺗﻬﻢ ﳑﺜﻠــﻮ اﻻدﻋﺎء ﻛﺒــﺎر اﳌﺴــﺆوﻟﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﺑﺈﺻﺪار اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم ﻣــﻊ أن ﻃﻬﺮان ﻧﻔﺖ أي ﺗﻮرط ﻟﻬﺎ. واﺗﻬﻤﺖ اﶈﻜﻤﺔ رﺳــﻤﻴﺎ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« ووﺻﻔﺖ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺬي أﺳــﻔﺮ ﻋﻦ ﺳــﻘﻮط أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷرﺟﻨﺘﲔ ﺑﺄﻧﻪ "ﺟﺮﳝﺔ ﺿﺪ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ". وﻗﺎﻟــﺖ اﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬــﺎ، اﻟﺜﻼﺛﺎء، إﻧﻬﺎ "ﺗﺴــﻌﻰ إﻟﻰ اﻋﺘﻘﺎل دوﻟﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﲔ" ﻋﻦ اﻟﻬﺠﻮم "اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﻣﻊ إﻓﻼت ﺗﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب".

وأﻛﺪ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺬي وﻗﻌﺘﻪ وزارة اﻷﻣﻦ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ أﻳﻀﺎ أن "أﺣﺪﻫﻢ ﻫﻮ أﺣﻤــﺪ وﺣﻴﺪي اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻀــﺎء اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨــ­ﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ أﺣﺪ اﳌﺴــﺆوﻟﲔ ﻋﻦ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻌﻴــﺔ اﻟﺘﻌﺎﺿﺪﻳﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔاﻷرﺟﻨﺘﻴﻨ­ﻴﺔ". وذﻛﺮت اﻷرﺟﻨﺘﲔ ﺳــﺎﺑﻘﺎ أن وﺣﻴﺪي، وﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻛﺒﻴﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﳊﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻫﻮ أﺣــﺪ اﻟﻌﻘﻮل اﳌﺪﺑﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺠﻴﺮ وﻃﻠﺒﺖ

ﺗﺴــﻠﻴﻤﻪ. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، اﻋﺘﺒﺮت إﻳﺮان، أﻣﺲ، أن ﻃﻠﺐ اﻷرﺟﻨﺘﲔ ﻣــﻦ اﻹﻧﺘﺮﺑــﻮل ﺗﻮﻗﻴﻒ وزﻳــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺣﻤﺪ وﺣﻴﺪي "ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ". وأﻋﻠﻦ اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳــﻢ وزارة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴــﺔ ﻧﺎﺻﺮ ﻛﻨﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن أن ﺑــﻼده "ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺸــﺪة ﺗﻜــﺮار اﻟﻄﻠﺒﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺒﻨﻴــﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺎذﻳــﺐ (...) ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎة اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﲔ ﺑﺸــﺄن ﻣﻮاﻃﻨــﲔ إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ أﻣﻴﺎ".

وﻓــﻲ ﺣﻜﻤﻬــﻢ ﻫــﺬا اﻟﺸــﻬﺮ، ﻧﻈــﺮ اﻟﻘﻀــﺎة اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﻮ­ن ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﳉﻴﻮﺳﻴﺎﺳــ­ﻲ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع اﻟﻬﺠﻤﺎت ووﺟﺪوا أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﲡﺎه إﻳﺮان ﻓﻲ ﻋﻬــﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻲ آﻧﺬاك ﻛﺎرﻟﻮس ﻣﻨﻌﻢ .(1999-1989)

وﺧﻠﺼﺖ اﶈﻜﻤــﺔ إﻟﻰ أن "أﺻــﻞ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻳﻜﻤﻦ ﺑﺸــﻜﻞ أﺳﺎﺳــﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻷﺣﺎدي اﻟــﺬي اﺗﺨﺬﺗﻪ اﳊﻜﻮﻣﺔ - ﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻟﺒﻼدﻧﺎ ﺑــﲔ أواﺧﺮ 1991 وﻣﻨﺘﺼــﻒ 1992 - ﻹﻟﻐﺎء ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﻟﺘﻮرﻳﺪ اﳌﻌــﺪات واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟ­ﻴﺎ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﳌﺒﺮﻣﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان".

وﺣﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎة إﻳﺮان اﳌﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧــﻲ آﻧــﺬاك ﻋﻠﻲ أﻛﺒﺮ ﻫﺎﺷــﻤﻲ رﻓﺴــﻨﺠﺎﻧﻲ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺆوﻟﲔ إﻳﺮاﻧﻴﲔ آﺧﺮﻳﻦ وأﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ.

وﻓــﻲ 2006 ﻃﻠﺒﺖ اﶈﺎﻛﻢ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﺗﺴــﻠﻴﻤﻬﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ إﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ رﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ ووﺣﻴﺪي اﻟﺬي ﺷــﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﳒﺎد رﺋﻴﺴﺎ.

وﻓﻲ ،2013 وﻗﻌﺖ اﻟﺮﺋﻴﺴــﺔ ﻛﺮﻳﺴــﺘﻴﻨﺎ ﻛﻴﺮﺷﻨﺮ ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻊ إﻳﺮان ﳝﻜﻦ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﺪﻋﲔ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﲔ اﺳﺘﺠﻮاب اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﺧﺎرج اﻷرﺟﻨﺘﲔ.

وأﻋﺮﺑــﺖ اﳉﺎﻟﻴــﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻓــﻲ اﻷرﺟﻨﺘﲔ ﻋﻦ ﻏﻀﺒﻬﺎ واﺗﻬﻤﺖ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﺮ.

وﻓﺘﺢ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم أﻟﺒﺮﺗﻮ ﻧﻴﺴﻤﺎن ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻓﻲ 2015 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻴﺮﺷﻨﺮ ﻓﻲ اﻟﺴــﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ وﻻﻳﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وﻗﺒﻞ أن ﻳﺪﻟﻲ ﺑﺸﻬﺎدﺗﻪ أﻣﺎم اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺘﻪ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺮأس.

وﻣــﺎ زال ﺳــﺒﺐ اﻟﻮﻓــﺎة - اﻧﺘﺤــﺎرا أو ﻗﺘــﻼ - ﻣﺠﻬﻮﻻ. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف، أﺳــﻘﻂ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻲ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻛﻴﺮﺷﻨﺮ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom