Al-Quds Al-Arabi

ﻏﺰة ﺑﻌﺪ ﻣﺌﺘﻲ ﻳﻮم ﻣﺎ زاﻟﺖ رﻏﻢ ﺧﺮاﺑﻬﺎ ﺷﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺑﺮاﺑﺮة ﺑﺎﻳﺪن وﻣﺆاﻣﺮات ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ

ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻷﺳﻤﺎك ﲡﺒﺮ اﻟﺘﺠﺎر ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ اﻷﺳﻌﺎر... واﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ذﻫﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻟﻮ أرادت

- اﻟﻘﺎﻫﺮة ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«- ﻣﻦ ﺣﺴﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺼﻴﺮ:

200 ﻳــﻮم وﻏﺰة ﲢــﺎرب وﺣﺪﻫﺎ، ﺗﻨﺎم ﻓــﻲ اﻟﻌﺮاء ﺑﻼ ﻣــﺎء وﻻ دواء. 200 ﻳﻮم ﻟﻢ ﻳﻬــﺐ ﻟﻨﺠﺪﺗﻬﺎ أﺣﺪ ﻛﻠﻨﺎ ﳝﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴــﺮ اﳊﻘﻴﻘﺔ دور اﳌﻨﻘﺬ، أﺻﺒﺤﻨــﺎ ﻧﻜﺬب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة وأﻫﻠﻬــﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﻜــﺬب ﻛﺒﺮاؤﻧﺎ، ﻻ ﻧﺨﺠﻞ ﻣــﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺸــﺎﻫﺪﻧﺎ وﻧﺤــﻦ ﻧﻘﺎﻳــﺾ ﻋﻠﻰ أﺷــﺮف ﻣﻦ ﻓﻴﻨــﺎ ﻟﻘﺎء دوﻻرات ﺗﺘﻜﺎﺛــﺮ ﺑﲔ أﻳﺪﻳﻨﺎ، ﻧﺰﻋﻢ أﻧﻨــﺎ ﻧﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺰة، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﺣﻜﺎﻣﺎ وﻣﺤﻜﻮﻣﲔ أن ﻏﺰة ﺑﺎﺗﺖ ﲢﺮج ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ، ﻛﻠﻤﺎ أردﻧﺎ أن ﻧﻌﻮد ﻟﺸﺆوﻧﻨﺎ اﻟﺒﺴــﻴﻄﺔ وﺟﺪول أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﲢﺮﺟﻨﺎ ﻏﺰة ﺑﺼﻮر ﻧﺎﺳــﻬﺎ اﳉﻮﻋــﻰ واﳉﺮﺣﻰ وﻫــﻢ ﻳﻨﺎﺿﻠــﻮن ﻃﻴﻠــﺔ اﻟﻮﻗﺖ وﻻ ﻳﻴﺄﺳﻮن ﻣﻦ اﻧﺘﻈﺎر ﻓﺮج ﺳﻤﺎوي، وﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﺎ أﺑﻴﺾ وﻻ أﺳــﻮد، ﻓﻘﻂ ﻋﺪم اﳌﺘﺎﺟﺮة ﺑﻨﻜﺒﺘﻬــﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺮﻋﻮن وﻳﻼﺗﻬﺎ ﲟﻔﺮدﻫﻢ..

ﺿﻴﺎء رﺷﻮان رﺋﻴﺲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻼﻣﺎت، ﻗﺎل إن اﳌﻮﻗــﻒ اﳌﺼﺮي ﺛﺎﺑﺖ وﻣﻌﻠﻦ ﻋﺪة ﻣــﺮات ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ، وﻳﺮﻓﺾ ﲤﺎﻣﺎ اﺟﺘﻴﺎح رﻓﺢ اﻟﺬي ﺳــﻴﺆدي إﻟﻰ ﻣﺬاﺑﺢ وﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻓﺎدﺣﺔ وﺗﺪﻣﻴﺮ واﺳﻊ، ﻧﺎﻓﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻣﺎ ﰎ ﻧﺸــﺮه ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺼﺤﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻜﺒــﺮى؛ ﺗﺪﻋــﻲ ﻓﻴــﻪ أن ﻣﺼــﺮ ﺗﺪاوﻟــﺖ ﻣــﻊ اﳉﺎﻧــﺐ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ ﺧﻄﻄﺎ ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻴــﺎح اﳌﺰﻣﻊ ﻟﺮﻓــﺢ، ﻣﺆﻛﺪا أن ﲢﺬﻳــﺮات ﻣﺼﺮ اﳌﺘﻜﺮرة، وﺻﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻨﻮات؛

200 ﻳﻮم

ُﺗَﺪّﻣﺮ ﻏﺰة ﺑﺎﻟﻜﺎﻣــﻞ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﻳــﻮم، وﻣﺎ زال اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟــﻲ ﻏﺎﺋﺒﺎ. ﲤﺖ ﺗﺴــﻮﻳﺔ ﻏﺰة ﺑﺎﻷرض وأﻫﻠﻬــﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﻼل اﻟــﺪوي ﻓﻲ "اﻟﻮﻃﻦ" ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﻢ وﻻ ﻗــﻮة واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻤــﺖ ُﻣﺮﻳﺐ، ُﻗﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻷﻃﻔﺎل و ُﻫﺪﻣﺖ ﻣﺪارﺳــﻬﻢ وﻣﺴﺘﺸــﻔﻴﺎ­ﺗﻬﻢ، وﻻ ﻳﺠﺪون اﻟﻌﻼج اﳌﻨﺎﺳﺐ وﳝﻮﺗﻮن ﺟﻮﻋﺎ، واﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺪي ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ، اﻹداﻧﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﺒــﺮ ﻋﻠﻰ ورق، ﻣﺆﲤــﺮات ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸــﺠﺐ ﻣﺠﺎزر إﺳﺮاﺋﻴﻞ،ﻟﻜﻦﻻأﺣﺪﻳﺘﺤ­ﺮكﻟﻴﻘﻮلﻹﺳﺮ­اﺋﻴﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎة، ﻣﺠﺎﻋﺔ، ﺣﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﻼج واﻟﻐﺬاء واﻟــﺪواء واﳌﻴﺎه واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻻﺗﺼﺎﻻت، إﻧﻬﺎ اﻹﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، إﻧﻬﺎ ﺟﺮﳝﺔ ﺣﺮب، آﺳــﻒ »إﻧﻬﺎ ﺟﺮاﺋﻢ ﺣــﺮب« ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻲ ﺣــﻖ 2.4 ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻮاﻃﻦ ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ ُﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة. اﻧﺘﻬﻰ وﻗﺖ اﻟﻜﻼم، ُرﻓ َﻌﺖ اﻷﻗﻼم وﺟﻔﺖ اﻟﺼﺤﻒ، ﻓﺎﻟﻴﻮم ﻳﻮم اِﳊﺪاد ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎب اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ، وﻟﻸﺳــﻒ ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻳﺠﺪ داﻋﻤﲔ ﻟﻪ وﻳﺠﺪ أرﺿﺎ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وأﺛﻨﺎء اﻟﺘﺼﻮﻳــﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮارات وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، أو إداﻧﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أو إﻋﻼن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ واﻧﻀﻤﺎﻣﻬﺎ ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤــﺪة، ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻳﺮﻓــﻊ ﻣﻨﺪوب اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻳﺪه ﺑﺴــﺮﻋﺔ ﻹﻋﻼن اﻋﺘﺮاﺿﻪ واﻹﻋﻼن -ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل- ﻋﻦ ﺣﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ اﳉﺎﻫﺰ ﳌﺴﺎﻧﺪة إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت، وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻣﻬﻤﺎ ارﺗﻜﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻴﺎ­ت وﻣﻬﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ، إﻧﻪ دﻋﻢ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻹﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳊﻴﺎة ﻋﻠﻰ أرﺿﻪ وأرض أﺟﺪاده، إﻧﻪ ﻷﻣﺮ ﻣﺆﻟﻢ.

ﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ

ﺟﻤﻴــﻊ ﻣﻘــﺮات اﳌﻨﻈﻤــﺎت اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻄــﺎع ﻏﺰة ﰎ اﺳــﺘﻬﺪاﻓﻬ­ﺎ، ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺗﺼﺮخ وﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺼﺮﺧﺎﺗﻬﺎ، ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻹﻏﺎﺛﺔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ دﻓﻌﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﺜﻤﻦ وﰎ اﺳﺘﻬﺪاﻓﻬﻢ ﺑﻼ رﺣﻤﺔ وﻻ أﺣﺪ ﻳﺘﺤﺮك.

ﻳﻘﻮل ﺑــﻼل اﻟﺪوي: أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﻳــﺶ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻻ ﻳﺄﻟﻮ ﺟﻬﺪا وﻳﺘﺤﺮك ﲢﺮﻛﺎت ﺟﺎدة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻻﲡﺎﻫﺎت ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺣــﺪوث ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻏــﺰة، وﻣﻦ اﺧﺘﺮاق اﻟﻘﺎﻧــﻮن اﻟﺪوﻟﻲ وﻣــﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻷﻣــﻦ واﻟﺴــﻠﻢ اﻟﺪوﻟﻴﲔ، ﻟﻜﻦ ﲢﺬﻳﺮاﺗﻪ ﻻ ﲡﺪ ﻣﻦ ﻳﺴــﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ، ﺑﻞ إن ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﺸــﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻤﻠﺔ ﻛﺒﺮى وﻳﻘﻮل: »ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺠﺎﻋﺔ« ﻏﻮﺗﻴﺮﻳــﺶ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ ﻓــﻲ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة، وأﻣﺎم ﻣﻌﺒﺮ رﻓــﺢ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻘﺎءاﺗــﻪ ﺑﺰﻋﻤﺎء اﻟﻌﺎﻟــﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺣﺘﺮام اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻗﺎل اﳉﻤﻠﺔ اﻟﺸــﻬﻴﺮة: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓــﺔ اﻟﻬﺎوﻳﺔ«، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻷﱈ اﳌﺘﺤــﺪة، وأﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟــﻲ وأﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠــﺲ اﻷﻣﻦ. 200 ﻳﻮم ﻣﺮت ﻋﻠﻰ دﻣﺎر ﻗﻄﺎع ﻏﺰة - وﻣﺎ زال اﻟﺪﻣﺎر ﻣﺴــﺘﻤﺮا- واﻷوﺿﺎع ﻓﻴﻪ ﺗﺪﻣﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻋﺎﺟﺰون أﻣــﺎم اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎِﺻﺮ اﻟ َﻬﺪاﻣﲔ اﻟﻄﺎﻣﻌﲔ ﻓﻲ أرض ﻏﺰة وﻏﺎزﻫﺎ وﺛﺮواﺗﻬﺎ وﺳــﻮاﺣﻠﻬﺎ، ﺿﺎرﺑﺎ ﻋﺮض اﳊﺎﺋــﻂ ﺑﺎﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ.. 200 ﻳﻮم وﻫﻰ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﲟﺜﺎﺑﺔ 200 ﺳﻨﺔ ﻷن ﻳﻮم ﻫﺬا اﻟﻌﺪوان ﺑﺴﻨﺔ، ﻓﺎﻟﻴﻮم ﻳﺸﻬﺪ ﺿﺮﺑﺎت ﺻﺎروﺧﻴﺔ وﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء وﻫﺪم اﳌﻨﺎزل وﺻﺮﺧﺎت ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣــﻜﺎن ودﻣﺎء ﺗﺴــﻴﻞ ودواء ﻣﻔﻘﻮدا وﻋﻼﺟﺎ ﻏﺎﺋﺒﺎ ودﻣﻮﻋــﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪود اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﺼﻐﻴﺮ، وﻗﻠﻮﺑﺎ ﻣﻜﺴــﻮرة وﻣﻬﺰوﻣﺔ و ُأﻧﺎﺳﺎ ُﻣﺸــﺮدﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﺪون أي ﻣﺄوى، و ُﺟﺜﺜﺎ ﺑﻼ ﻋﺪد وﺟﻨﺎزات ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ.. وﺣﺴﺒﻰ اﻟﻠﻪ وِﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ.

اﻹرﻫﺎب اﻟﻔﻜﺮي

ﺗﻐﻴﺮ اﳊــﺎل، ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮرﺟﻴﺎ وﻏﻴﺮﻫــﺎ ﻣﻦ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﳌﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻳﺤﻴﻰ ﻋﺒﺪاﳌﺒﺪي ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ "اﻟﺸــﺮوق": ﺗﺒﺪﻟﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ دراﻣﻲ وﺻﺎدم ﺧﻼل ﺷــﻬﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻇــﻞ ﺣﻤﻼت اﻹرﻫﺎب اﻟﻔﻜﺮي، و»ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ«، وﻣﻮﺟﺔ اﳌﻜﺎرﺛﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻨﺎﺻﺮة اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ، واﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺎﻹﺑﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة. ﻓﻔﻲ ﻳﻮم اﳋﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ، وﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ )ﻛﺎﻧــﺖ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم (1968 ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺸــﺮﻃﺔ إﻟﻰ ﺣﺮم اﳉﺎﻣﻌــﺔ، وﺗﻌﺘﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺌــﺔ ﻃﺎﻟﺐ وﻃﺎﻟﺒﺔ، ﺑﻌﺪ أن اﺳــﺘﺪﻋﺘﻬﺎ إدارة اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻹﺧﻼء ﻣﺨﻴﻢ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﳉﺎﻣﻌــﺔ، ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺗﻌﺒﻴــﺮا ﻋﻦ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣــﻊ ﻏﺰة، ﻓﻲ ﻣﺸــﻬﺪ ﻣﺨﺰ ﳝﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎت وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺗﻌﻬﺪ رﺋﻴﺴــﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻧﻌﻤﺖ ﺷــﻔﻴﻖ )ﻣﻦ أﺻﻞ ﻣﺼﺮي( ﺑﻌﻘﺎب اﻟﻄــﻼب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺠﻮن ﻓﻲ ﺣﺮم اﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﻼ ﺗﺼﺮﻳﺢ. وﻛﺎﻧﺖ إدارة اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻗﺪ ﻋﻠﻘﺖ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻧﺸــﺎط ﻋﻤﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﲔ ﻃﻼﺑﻴﺘﲔ ﻫﻤﺎ: »ﻃﻼب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴــﻄﲔ«، و»اﻟﺼﻮت اﻟﻴﻬﻮدي ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم«، ﺑﺪاﻋﻲ اﻟﻘﻴــﺎم ﺑﺎﻋﺘﺼﺎم دون ﺗﺼﺮﻳﺢ. ﻛﻞ إﺟــﺮاء وﻗﺢ ﻳﻘﻴﺪ اﳊﺮﻳﺎت ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ وﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن، وﻫﺬه رذﻳﻠﺔ ﻣﻦ رذاﺋﻞ اﳊﺪاﺛﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻗﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﺴــﺨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﻠﺘﻬﺎ إدارة اﳉﺎﻣﻌﺔ واﻟﺸــﺮﻃﺔ ﻫﻲ »اﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ ﳑﺘﻠﻜﺎت اﻟﻐﻴﺮ«. ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز، ﻓﻔﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻗﺘﻠﻚ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص إذا وﺟــﺪك ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ، وﺷﻚ ﻓﻲ أﺳﺒﺎب وﺟﻮدك أو ﻣﺼﺎدﻓﺔ وﺟﻮدك.

ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ

ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﺳــﻪ ﺣﻴﺎل ﲢﻴﺰ ﻣﻨﺼﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ اﻟﺮاﻫﻨﺔ، ﺳــﺄل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻳﺤﻴﻰ ﻋﺒﺪاﳌﺒﺪي ﻣﺤﻤﺪ، ﺗﺸــﺎت ﺟﻲ. ﺑﻲ. ﺗﻲ: ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، وﻫﻞ ﻫﻨﺎك اﺿﻄﺮاﺑﺎت واﻋﺘﻘﺎﻻت ﻟﻠﻄﻼب؟ وﻛﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻠﺠﺎﻧــﺐ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ، ﻣﻨــﺬ ﻃﺮﺣﻪ ﻓﻜــﺮة ﺗﻨﻔﻴــﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ رﻓﺢ، ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﳋﺴﺎﺋﺮ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘــﺔ، وأوﺿﺢ ﺿﻴــﺎء أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــﺬي ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺟﺘﻴﺎح، ﺗﻘﻒ ﻣﺼﺮ وﻛﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﻷﳑﻴﺔ ﺿﺪه.

وﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺷــﻖ ﺑﺴــﺒﺐ اﻷوﺿــﺎع اﳊﻘﻮﻗﻴﺔ: وﺻﻒ اﻟﻨﺎﺋــﺐ ﻃــﺎرق رﺿــﻮان رﺋﻴﺲ ﳉﻨــﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴــﺎن ﻓﻲ ﻣﺠﻠــﺲ اﻟﻨﻮاب، ﺗﻘﺮﻳــﺮ اﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻮل أوﺿﺎع ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴــﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑـ »اﳌﺰري واﳌﻀﺤﻚ واﳌﺮﻳــﺾ«، ﻣﺆﻛــﺪا أن اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﺴــﺮد أﻗﺎوﻳﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﺼــﺎدر ذات اﻷﺟﻨــﺪات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬــﻢ. واﻧﺘﻘﺪ ﲡﺎﻫﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳــﺮ ﻟﻼﺳــﺘﺮاﺗﻴ­ﺠﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﳊﻘــﻮق اﻹﻧﺴــﺎن واﻟﺘﺸــﺮﻳﻌ­ﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴــﺔ اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻻﺳــﺘﺮاﺗﻴ­ﺠﻴﺔ ﲟﺤﺎورﻫــﺎ اﻷرﺑﻌﺔ. وأﺷــﺎر إﻟــﻰ ﲡﺎﻫــﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺣﺠﻢ اﻹﳒﺎزات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ وﲤﺲ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴــﺎن ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷــﺮ وﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷــﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴــﺔ واﳋﺪﻣﺎت اﳌﺮﻓﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ أرض ﻣﺼﺮ. وﺷﺪد ﻋﻠﻰ أن اﳊﻘﻮق اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻴ­ﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ رأس أوﻟﻮﻳﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴــﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ »اﳊﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ« اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم .2022 ﻟﺪي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﻫــﺬا اﻷﻣﺮ، ﻋﻠﻴــﻚ أن ﺗﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ إدارة اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻮﺛﻘﺔ، ﻓﺄﺿﻔﺖ أن اﻟﺼﺤﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ اﻷﺣــﺪاث، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ: ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﺤﻒ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت. ﻫﺬا ﻳﺤﺪث ﻓﻘﻂ ﻓــﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﺴــﺎﺋﺪ واﳌﻘﺒــﻮل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ، وﻣﺎ دون ذﻟﻚ ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ. ﲢﺪﺛﺖ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﺪرس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺑﻊ ﻗﺮن، وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ اﺳــﺘﻴﻀﺎح اﻟﺼــﻮرة، وﻛﻴﻒ ﲢﻮﻟﺖ اﻷوﺿﺎع ﻓــﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘــﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤــﻮ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﳌﺼﺮي، إﻧﻬﺎ »ﻣﺴــﺨﺮة« ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﻃﻮال ﺳﻨﻮات ﻋﻤﻠﻪ ﻓــﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ، وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻄﻤﺌﻨــﺎ ﻫﻮ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺄﻋﺮاف اﳉﺎﻣﻌﺔ، اﻟﺘﻲ ﺳــﺘﻨﺘﺼﺮ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳊﺮﻳﺎت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف، وﻗﺒــﻞ ذﻟﻚ ﺻﻤﻮد اﻟﻄــﻼب ووﻋﻴﻬﻢ. وﻫﻮ ﻣــﺎ أﻛﺪﺗﻪ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﺮﱘ ﻋﻠــﻮان، إﺣﺪ ﻳﺮﻣــﻮز اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، ﺑﺄن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺸــﺮﻃﺔ ﻟــﻦ ﻳﺆدي إﻻ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ. ﺗﺘﻌﺮض اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وإداراﺗﻬــ­ﺎ إﻟﻰ ﺣﻤﻼت ﺗﺮﻫﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس، واﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﺴــﺒﻮﻗﺔ، ﻓﻘﺪ ﰎ اﺳﺘﺪﻋﺎء رؤﺳﺎء ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻫﺎرﻓﺎرد وﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﳉﻠﺴــﺎت اﺳــﺘﻤﺎع واﺳــﺘﺠﻮاب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﳉﺎن اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس، ﲤﻴﺰت ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ. وﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺖ ﺷــﻔﻴﻖ آﺧﺮ ﻣﻦ وﻗﻒ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗــﺎدة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ اﻷﺳــﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ "ﻧﻴﻮﻳــﻮرك ﺗﺎﳝﺰ" أﻣﺎم ﳉﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘــﻲ ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﳉﻤﻬﻮرﻳﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب. ورﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﳉﻠﺴــﺔ، ﻗــﺪ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ ﲢﻮل ﻣﻮﻗــﻒ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺷﻔﻴﻖ، واﺗﺨﺎذﻫﺎ ﻣﻮاﻗﻒ ﻋﺪاﺋﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﻄﻼب واﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺗﻬ­ﻢ. ﻓﻘﺪ ذﻛﺮت ﺷــﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﺷــﻬﺎدﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺸــﻌﺮ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط ﻷن ﺳﻴﺎﺳــﺎت اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﳊﺪث، وﺗﻌﻬﺪت ﺑﺎﺗﺨﺎذ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮاﻗﻒ أﻛﺜــﺮ ﺻﺮاﻣﺔ. وﻛﺎﻧﺖ أوﻟﻰ اﳋﻄﻮات ﺗﻮﺟﻴﻪ ﲢﺬﻳﺮ ﻣﻜﺘﻮب ﻟﻠﻄــﻼب ﺑﻀﺮورة ﻓﺾ اﻟﻴﻢ، ﺛﻢ اﺳــﺘﺪﻋﺎء اﻟﺸــﺮﻃﺔ. وﻫﺪدت اﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﺗﺄدﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻄﻼب ﺗﺸﻤﻞ اﻹﻳﻘﺎف واﻟﻔﺼﻞ.

ﳌﺎذا اﻵن؟

رﺋﻴــﺲ اﻻﺳــﺘﺨﺒﺎر­ات اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻴــﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﳉﻨﺮال أﻫﺎرون ﺣﺎﻟﻴﻔﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أواﺋﻞ ﻣﻦ اﻋﺘﺮﻓﻮا ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺸﻞ اﻻﺳــﺘﺨﺒﺎر­اﺗﻲ ﻓﻲ أﺣﺪاث 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ/ ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول ووﺿﻊ اﺳــﺘﻘﺎﻟﺘﻪ أﻣﺎم رؤﺳــﺎﺋﻪ، ﻟﻜﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺒﻘــﺎء ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳊﺮب. اﻟﻴــﻮم واﻟﻜﻼم ﳉﻼل ﻋﺎرف ﻓﻲ "اﻷﺧﺒﺎر"، ﻳﻘﺪم اﻟﺮﺟﻞ اﺳــﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌــﻞ وﻳﺘﻢ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ، وﺗﺜﻴﺮ اﻻﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺗﺜﻴﺮه ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻋﻼت وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴــﺆال ﻫﻮ: ﳌــﺎذا اﻵن؟ اﳊﺮب ﻟﻢ ﺗﻨﺘــﻪ، وﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬــﺎ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أي ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺮﻳﺒــﺔ. ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ دﻓﻊ ﺣﺎﻟﻴﻔﺎ ﻟﺘﻘﺪﱘ اﺳــﺘﻘﺎﻟﺘﻪ، أو دﻓﻊ رؤﺳــﺎءه ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻠﺒــﻮا ﻣﻨﻪ ذﻟﻚ. اﻻﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺿﻊ ﻣﺘﺄزم داﺧﻠﻴﺎ وﻓﺸــﻞ ﻋﺴــﻜﺮي، ﻻ ﻳــﺮى ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻼﺟﺎ ﻟﻪ إﻻ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻌﻴــﺪ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﲟﺬﺑﺤﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻓﻲ رﻓــﺢ ﻳﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟــﻢ. ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻻﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﺻﻔﺔ اﻟﺼﺪام اﳌﺒﺎﺷــﺮ ﻣﻊ إﻳــﺮان، وﻣﻊ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﺧﻄﻴــﺮ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.. ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮن اﻻﺳــﺘﻘﺎﻟﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋــﻦ ﺧﻼﻓﺎت ﺟﺪﻳﺪة داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ؟ رﲟﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷرﺟﺢ داﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ أﺣﺪاث 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ، وﻋﻦ اﻟﻔﺸــﻞ ﻓﻲ 200 ﻳﻮم ﻣﻦ اﳊﺮب، وﺗﺸﻜﻮ »ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام« ﻣﻦ ﻏﻴﺎب أي رؤﻳﺔ اﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠ­ﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، واﳋﻀﻮع ﻷﻫﻮاء اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺛﻤﺎن اﳌﺪﻓﻮﻋﺔ. اﳉﻴﺶ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ ﻗﺎم ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﳉﻨﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺣــﺪث ﻓﻲ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول ﻗﺒﻞ ﺷــﻬﻮر، وأﻏﻀﺐ ذﻟﻚ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟــﺬي أدرك أن ذﻟﻚ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أي ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ، وﲢﻤﻴﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرا­ﺗﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺸــﻞ ﻓﻲ 7 أﻛﺘﻮﺑﺮ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻏــﺰة. رﲟﺎ اﻷﻗﺮب أن ﺗﻜﻮن اﳋﻼﻓــﺎت اﳉﺪﻳﺪة ﺣﻮل اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺰداد ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮﻗﻒ اﺷــﺘﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻮس ﺳﻜﺎن »اﳌﺴﺘﻌﻤﺮات« اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ واﻗﺘﺤﺎﻣﺎت اﳉﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، واﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﶈﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻦ ﻏﻔﻴﺮ وﺳــﻤﻮﺗﺮﻳﺘ­ﺶ وﻣﺒﺎرﻛــﺔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ. ورﲟﺎ ﻟﻬﺬا أﻋﻠﻦ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ، وﻫﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺣﺪاث اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻋﺘﺰاﻣﻪ ﺗﺮك ﻣﻮﻗﻌﻪ.. ﺳﺘﻜﻮن اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل اﻻﺳــﺘﻘﺎﻻت اﳌﺆﺟﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺛﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧــﺪرك أن اﻻﻧﻔﺠﺎر ﻗﺮﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ واﻟﻘﺪس إذا ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻹﺑﺎدة ﻓﻲ ﻏﺰة ﻓﻮرا.

ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻈﻠﻢ

ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻓﺸــﻼ ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ أن ﻳﻨﺼﻒ ﻓﻠﺴﻄﲔ اﶈﺘﻠﺔ وﺷــﻌﺒﻬﺎ اﻷﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻪ ﻋﻀﻮﻳــﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ.. ﺟﻠﺴﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ

ﻛﺸﻔﺖ وﻓﻘﺎ ﻟﺘﺎر ﻣﺤﺮوس ﻓﻲ "اﻟﻮﻓﺪ" اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻒ، وﺳﻮء اﻟﻨﻮاﻳﺎ وﺧﺪاع اﻟﺴﻨﲔ.. ﻓﻼ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺷﻔﻊ وﻻ اﻻﻧﺒﻄﺎح ﻧﻔﻊ.. ﺟﻠﺴــﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت اﳋﻤﻴــﺲ اﻟﻔﺎﺋﺖ، ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ اﺳــﺘﻤﺮار وﻗﺎﺣﺔ ﺳــﻔﻴﺮ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﺪى ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وﺗﻄﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴــﺐ واﻟﻘﺬف ﺿﺪ اﻟﻠــﺲ وأﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺘﺶ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴــﺒﻖ، وﻟﻦ ﻳﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﻣﻘﺒﻞ اﻟﺴــﻨﲔ أن ﻳﺠﻮد اﻟﺪﻫﺮ ﺑﺸــﺨﺼﻴﺔ أﳑﻴﺔ ﺟﺮﻳﺌﺔ ﺗﻨﺼﻒ اﳊﻖ وﺗﻨﺸــﺪ اﻟﻌﺪل وﺗﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﳊﻘﻮق اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ واﳌﺸــﺮوﻋﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺷــﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸــﻬﺪ إﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ أﺟــﻞ ﺗﺼﻔﻴﺘﻪ وﺗﺼﻔﻴﺔ ﻗﻀﻴﺘــﻪ اﻟﻌﺎدﻟﺔ.. وﻗﺎﺣﺔ ﳑﺜﻞ دوﻟــﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ اﻟﻠﺲ ﻟﻢ ﲡﺪ ﻣــﻦ ﻳﻮﻗﻔﻬﺎ أو ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ إﻟــﻰ اﻟﺼﻮاب اﳌﻔﻘﻮد، ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﳉﻠﺴﺔ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺎﻟﻄﺎ.. وﻗﺎﺣﺔ ﻣﻨﺪوب دوﻟﺔ اﻻﺣﺘﻼل وإﻫﺎﻧﺘﻪ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ وﻷﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم ﻟﻴﺴــﺖ اﻷوﻟﻰ وﻟﻦ ﺗﻜﻮن اﻷﺧﻴﺮة، ﻓﻘﺪ ﺳــﺒﻖ أن أﻫﺎن أﻣﲔ ﻋﺎم اﻟﻠﺲ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻠﺲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻏﺰة اﻟﻌﺰة ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، وﻟﻜﻦ ﻣﻨﺪوب اﻟﺼﲔ رﺋﻴﺴــﺔ اﻟﻠﺲ ﺣﻴﻨــﺬاك، ﺗﺼﺪت ﻟﻮﻗﺎﺣــﺔ ﻣﻨﺪوب

إﺳﺮاﺋﻴﻞ ووﺑﺨﺘﻪ وﻃﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺑﺎﺣﺘﺮام وأﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﺣﺘﺮام ﲢﺖ ﻗﺒﺔ ﻣﺠﻠﺲ أﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ.. ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ردع أو ﺗﺼﺪي، ﻟﻦ ﺗﻠﺘﺰم دوﻟﺔ اﻻﺣﺘﻼل وﻟﻦ ﲢﺘﺮم ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وﻗﺮاراﺗــﻪ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺨﻪ، واﻟﺘﻰ ﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ ﻗﺮاره ﺑﻮﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻏﺰة اﻟﻌﺰة اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻟﺸﻬﺮ رﻣﻀﺎن..

أﻣﺎﻧﺔ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ

ﺟﻠﺴــﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﺪوﻟﺔ ﻓﻠﺴــﻄﲔ ﻛﺸــﻔﺖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻋــﻦ ﻣﻮﻗﻒ أﻣﺮﻳــﻜﺎ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﲡﺎه ﺣــﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ.. اﺳــﺘﺨﺪام أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ ﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻛﺪوﻟﺔ، ﻧﺴﻒ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﺎر ﻣﺤــﺮوس ﻛﻞ ﺗﺼﺮﻳﺤﻬﺎ ﻓﻲ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ وﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺣﺮة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻣﻦ أراﺿﻴﻬﺎ اﶈﺘﻠﺔ واﳌﻐﺘﺼﺒﺔ.. اﺳﺘﺨﺪام أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ ﺿﺪ إﺟﻤــﺎع ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﻴﺮ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ أن أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻫﻲ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻀﻴﺎع ﺣﻘﻮق ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴــﻄﲔ ووﻗﻒ ﺣﻤــﺎم اﻟﺪم ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ.. اﻟﻔﻴﺘﻮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﺸــﻒ زﻳﻒ وﻛﺬب وﺧﺪاع أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻠﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺣــﻞ اﻟﺪوﻟﺘــﲔ ووﻗﻒ دواﻣــﺔ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻘﺘــﻞ واﻟﺘﺪﻣﻴﺮ واﻟﺘﻬﺠﻴﺮ واﻹﺑﺎدة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺸــﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﲔ.. اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣــﻮل ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺪار ﻋﻘــﻮد ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﺑﺎ ووﻫﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺮوﻳﺠﻪ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻤﻜﲔ أﻣﺮﻳﻜﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ إﲤﺎم ﻣﺸﺮوﻋﻬﻤﺎ ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.. ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ وﻫﻢ ﻗﺎدرون إذا أرادوا وﺑﻌﻴﺪا ﻋــﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت واﳌﻄﺎﻟﺒﺎت واﳌﻨﺎﺷﺪات، أن ﻳﺠﺒﺮوا أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﻜﻴﺎن اﶈﺘﻞ ﺑﺤﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﺷــﻌﺐ ارﺗﻮت أرﺿﻪ ﺑﺪﻣﺎء آﻻف اﻟﺸــﻬﺪاء ﻣﻦ رﺟﺎل وﻧﺴــﺎء وأﻃﻔﺎل، ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮه وأن ﻳﻨﺎل ﺣﻘﻮﻗﻪ اﳌﺸــﺮوﻋﺔ ﻓﻲ وﻃﻦ ﺣﺮ أﺑﻲ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺴﻴﺎدة.. أﻣﺮﻳﻜﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻘﻮة واﻟــﺮدع واﳌﺼﺎﻟﺢ، وأﻧﺘﻢ ﻗﺎدرون إذا أردﰎ وأﻧﺘــﻢ ﻛﺜﺮ وﲤﻠﻜــﻮن ﻛﻞ أدوات اﻟﻀﻐﻂ.. ﻓﻴﺎ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺪول اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ واﻟــﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ودوﻟﺔ ﻋﺪم اﻻﻧﺤﻴــﺎز وأﻧﺘﻢ ﺗﻜﺘــﻼت وﻋﺼﺐ أﳑﻴﺔ، ﻟﻦ ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ أﻣﺮﻳﻜﺎ أن ﺗﻌﻴﺶ أو ﺗﻘﻮى ﺳــﻮى ﺑﻀﻌﻔﻜﻢ وﺗﺸــﺘﺘﻜﻢ.. دﻣﺎء أﺑﻨﺎء ﻓﻠﺴﻄﲔ وﺷﻬﺪاؤﻫﻢ وﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ إﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ وﺿﻴﺎع وﺗﺪﻧﻴﺲ ﻣﻘﺪﺳــﺎﺗﻨﺎ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ وﻣﺴﺮى رﺳﻮل اﻟﻠﻪ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻌﻮﻫﺎ.

ﺧﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻔﻦ

اﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ وﻟﻌﺐ دور اﳌﺘﻔﺮج ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻼت اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ، وآﺧﺮﻫﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻷﺳــﻤﺎك، اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﻦ ﺑﻠﺪ اﻷﺳﻤﺎك ﺑﻮرﺳــﻌﻴﺪ، واﻧﺘﺸــﺮت ﻛﺎﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺸﻴﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﶈﺎﻓﻈﺎت، اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻳﺎﺳــﺮ ﺷــﻮرى ﻓﻲ "اﻟﻮﻓﺪ" ﻣﻮﺿﻊ ﺧﻄﺮ: ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﻟﻴﺴــﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ وﻻ ﲡﺪي ﻧﻔﻌﺎ ﻷن اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻫﻲ رﺳــﺎﻟﺔ ﺷــﻌﺒﻴﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻣﻔﻴﺶ ﺣﻜﻮﻣﺔ، ﻷن اﳌﻘﺎﻃﻌﲔ ﻟــﻢ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮا ﲟﺎ ﺗﻘــﻮم ﺑﻪ اﳊﻜﻮﻣــﺔ وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﺣﻮل ﺧﻔﺾ اﻷﺳﻌﺎر. ﺳــﻼح اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺪأ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻦ اﻟﺴــﻠﻄﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﺤﻤﺪ أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات، أو أﺻﺪر ﻗﺮارا ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺷــﺮاء اﻟﻠﺤﻮم ﳌﺪة ﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ زﻳﺎدة أﺳــﻌﺎرﻫﺎ رﺑﻊ ﺟﻨﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت، وﳒﺢ اﻟﺴﺎدات وﻗﺘﻬﺎ، وﺟﺎءت ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺑﻔﺎﺋــﺪة، واﻧﺨﻔﻀﺖ أﺳــﻌﺎر اﻟﻠﺤﻮم، وﻋﻠﻰ درﺑﻪ ﺳﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺒﺎرك وﻣﻦ ﺑﻌﺪه اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ ﺑﺪﻋﻮة اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻌﺪم ﺷﺮاء اﻟﺴــﻠﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ. اﻟﺴﻠﻄﺔ إذا ﻫﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ واﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺐ دﺧﻮﻟﻬﻢ.. ووراء اﳊﻜﻮﻣﺔ أﺻﺒﺢ اﻟﺸــﻌﺐ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻔﻮل واﻟﻌﺪس واﻟﺒﺼﻞ، ﻓﻤﺎذا ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺄﻛﻠﻪ؟ اﻧﻘﻠﺐ اﻟﺴﺤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺮ، وأﺻﺒﺤﺖ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﺳــﺎﺧﺮة ﻣﻦ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﻫــﺬه اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﺎق، ووﺻﻠﺖ إﻟــﻰ ارﺗﻔﺎع ﺟﻨﻮﻧﻲ ﻓﻲ أﺳــﻌﺎر اﻷﺳــﻤﺎك ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮﻳﻦ وﻧﻴﻞ وﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻴﺮات، وﻣﺰارع ﺳــﻤﻜﻴﺔ ﻗﻴﻞ إﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﻐﻄﻲ اﻟﺴﻮق اﶈﻠﻲ، وﺑﻌــﺪ ذﻟﻚ ﺗﺬﻫﺐ إﻟــﻰ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ، ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻷﺳــﻤﺎك اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻬﺎ ﻓﻠﺴــﻔﺔ وﺑﺪأت ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟﻸﺳﻤﺎك وﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻮﺳﻂ وﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ. اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻨﻬﺎ ﻫــﺬه اﳌــﺮة، وأن ﺗﻨﺨﺮط ﻓﻲ إﺟــﺮاءات ﺟﺎدة ﻧﺤﻮ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻷﺳــﻌﺎر، وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﺷــﻮ إﻋﻼﻣﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﺪى ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻟﺪى اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺼﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ دروﺳﺎ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺮد ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أو اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ أﺳــﻌﺎر ﺳــﻠﻊ وﺗﺮك اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻼ أي ﺿﻮاﺑﻂ.. اﳌﺆﺷﺮات ﺗﻘﻮل إن ﺣﻤﻠﺔ »ﺧﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻔﻦ« اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺳــﻤﺎك ﻗﺪ أﺗــﺖ أﻛﻠﻬﺎ، وأن ﺑﻌﺾ ﲡﺎر اﻷﺳــﻤﺎك اﻟﻜﺒﺎر ﺑﺪأوا ﻋﺮض ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻷﺳﻌﺎر ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﻢ.

ﻟﻮ أرادت

ﻳﺮى ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴــﲔ ﻓﻲ "اﻟﺸــﺮوق" أن أﻣﺎم اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻓﺮﺻﺔ ذﻫﺒﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻻﺳــﺘﻌﺎدة ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮر اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺑﺴﺒﺐ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﳉﻨﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ أﺳﻌﺎر اﻟﺴــﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ارﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ اﻟﺪوﻻر واﻧﺨﻔﺎض ﺳــﻌﺮ اﳉﻨﻴﻪ. ﻓﻲ اﻟﺸــﻬﻮر اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻠﻘﺖ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻫﺪﻳﺔ ﻫﻲ أﻗــﺮب إﻟﻰ اﳌﻌﺠــﺰة، واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ رأس اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻊ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة، ﺛﻢ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻊ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘــﺪ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻴﲔ واﻻﲢﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺑﻘﻴﺔ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ. ﻫﺬه اﳊﺼﻴﻠﺔ اﻟﺪوﻻرﻳﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮﻗﺔ ﻣﻜﻨﺖ اﳊﻜﻮﻣــﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺳــﻌﺮ اﻟﺼﺮف واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺴــﻮق اﻟﺴــﻮداء، وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟــﺪوﻻرات ﻟﻠﻤﺴــﺘﻮرد­ﻳﻦ ﻓــﻲ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺮﺳــﻤﻴﺔ ﻻﺳــﺘﻴﺮاد ﺳــﻠﻌﻬﻢ أو اﻹﻓﺮاج ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﳌﻮاﻧﺊ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺪأت أﺳــﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ ﺗﺴــﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ. ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻧﺨﻔﺾ، وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺸــﻬﺪ زﻳــﺎدة ﺟﺪﻳﺪة، ﻣﻘﺎرﻧﺔ

ﺑﺎﻷﻳﺎم اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴــﻠﻊ ﺗﺸﻬﺪ زﻳﺎدات أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻳﻮﻣﻴــﺎ. وزارة اﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﻣﺸــﻜﻮرة أﻋﻠﻨﺖ اﻷﺳــﻌﺎر اﳉﺪﻳﺪة اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﻠﺨﺒﺰ اﳊﺮ واﻟﻔﻴﻨﻮ، ﻳﻮم اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺳــﻴﺘﻢ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺻﺤــﺎب اﻟﺎﺑﺰ اﻟﺎﻟﻔﺔ ﻟﻸﺳــﻌﺎر واﻷوزان اﳉﺪﻳﺪة، واﻟﺘﻲ ﺗﺸــﻤﻞ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة وﻣﺼــﺎدرة اﻟﺪﻗﻴﻖ وﺗﺼﻞ إﻟــﻰ إﻏﻼق اﻟﺒــﺰ. وﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﺬﻳــﻦ اﻟﺘﺰﻣﻮا ﺑﻬﺬه اﻟﻘﺮارات ﻣﺎ ﻳﺰاﻟﻮن ﻗﻠﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟــﻲ ﻓﺈن ﻋــﺪم ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺮارات ﺑﺼﺮاﻣﺔ ﺳــﻮف ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ، وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﺼﻮرة اﳋﺎﻃﺌﺔ ﺑﺄن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﺠــﺮد ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت وإﺟﺮاءات ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق، وإﻧﻬﺎ ﲢﺎﺑﻲ ﻛﺒﺎر اﻟﺘﺠﺎر اﳉﺸﻌﲔ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺮﻛﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ.

ﻣﺎذا ﳝﻨﻌﻬﺎ؟

اﻟﺴــﺆال اﻟﺬي أﺻﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﲔ: ﻣﺎ اﻟﺬي ﳝﻨﻊ اﳊﻜﻮﻣــﺔ وأﺟﻬﺰﺗﻬــﺎ اﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣــﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠــﺎر واﻟﺒﺎﻋﺔ ﻣﻌﺪوﻣﻲ اﻟﻀﻤﻴﺮ؟ ﻻ أﻃﺎﻟﺐ إﻃﻼﻗﺎ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴــﻮق واﳌﻨﺎﻓﺴــﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ أو ﺳــﺠﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺎﻟﻔــﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن، وأﻇﻦ أن ﻛﻞ ﻣﺴــﺘﺜﻤﺮ ورﺟــﻞ أﻋﻤﺎل ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻻ ﻳﻜﻮن ﺳــﻌﻴﺪا إﻃﻼﻗﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻌﺸــﻮاﺋ­ﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺴــﻮق، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻗﻠﺔ ﻣــﻦ اﶈﺘﻜﺮﻳﻦ ﻣﻌﺪوﻣﻲ اﻟﻀﻤﻴﺮ. ﻣﺎ أﻃﺎﻟــﺐ ﺑﻪ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻣﺎ داﻣﺖ أن اﳊﻜﻮﻣﺔ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻣﻊ اﲢﺎد اﻟﻐﺮف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﲢﺎد اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت، وﻫﻤﺎ ﳝﺜــﻼن رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل واﻟﺘﺠﺎر واﳌﺼﻨﻌﲔ، وﰎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻟﻸﺳــﻌﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺻﺎرم ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ؟ أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻠﻄﻮارئ، ﻟﻜﻦ أﲤﻨﻰ أن ﻳﺘــﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎدي ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺷــﺪة ﳑﻜﻨﺔ. وﻻ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ رﺣﻤﺔ أو ﺷــﻔﻘﺔ ﺑﺄي ﻣﺤﺘﻜﺮ أو ﻣﻌﺪوم اﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻳﺒﻴﻊ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﻠﺺ أو اﻟﻐﺸــﺎش أو اﶈﺘﻜﺮ أﺧﻄﺮ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺮة ﻣﻦ أي إرﻫﺎﺑﻲ. ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ اﻹرﻫﺎﺑﻰ ﻧﻌﺮف أﻧﻪ ﻋــﺪو اﻟﺒﻠﺪ، وﻧﺤﺬر اﳌﻮاﻃﻨــﲔ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ ﻓﻜﺮه، وﻧﻜﺸــﻒ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘــﻪ ﺑﻜﻞ أﻋﺪاء اﻟﻮﻃﻦ، ﻟﻜﻦ اﶈﺘﻜﺮ أو اﳌﻀﺎرب ﻳﻌﻴﺶ وﺳــﻄﻨﺎ وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﺜﻴــﺮا، وﻳﻬﺘﻒ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ »ﲢﻴــﺎ ﻣﺼﺮ«، ﺑﻞ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺰاﻳــﺪ ﻓﻲ وﻃﻨﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ. ﻫــﺬا ﻫﻮ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي ﻳﺨﺮب وﻳﻔﺴــﺪ وﻳﻌﻄﻞ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ أو ﺑﻨﺎء ﺣﻘﻴﻘﻰ ﻟﻠﺒﻠﺪ. اﳊﻜﻮﻣﺔ وﻗﺒﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺳــﻌﺮ اﻟﺼــﺮف ﻗﺎﻣﺖ ﲟﻄﺎردة ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎر ﲡﺎر اﻟﻌﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺳــﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ اﳌﺸــﻜﻠﺔ. وأﻇﻦ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳــﺔ ﺟﺪا اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﻣﻄﺎردة وﺳﺠﻦ ﻛﻞ ﻣﻀﺎرﺑﻲ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺧﺮى ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن.

اﳌﻬﻢ ﺗﻌﻤﻴﺮﻫﺎ

ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳــﻴﻨﺎء ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻣﺠﺮد ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض، ﻓﻘــﺪ اﺧﺘﻠﻄﺖ رﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺪﻣﺎء ﺷــﻬﺪاﺋﻨﺎ اﻷﺑــﺮار، وﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎ ﻣﻄﻤﻌــﺎ ﻟﻠﻐﺎﺻﺒﲔ وﻫﺪﻓﺎ ﻟــﻜﻞ اﳌﺆاﻣﺮات اﻟﺘــﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﻏﺰو ﻣﺼﺮ أو اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ.. وﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﻨﺎء وﻓﻘﺎ ﳌﺎ أﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎروق ﺟﻮﻳﺪة ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام" أﻫﻢ ﻗﻼع اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ، وﺳﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر ﻋﺰﳝﺔ ﺷﻌﺐ ﻟﻢ ﻳﻬﺎدن، وﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ أﻣﺎم اﻟﻐﺰاة، وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺳﻴﻨﺎء ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﻤﺆاﻣﺮات.. وﺳــﻴﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﲤﺘﺪ ﺷــﻮاﻃﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮﻳﻦ وﺗﺰﻳﺪ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴــﺎﺣﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول ﲤﺜﻞ ﺟﺰءا ﻋﺰﻳﺰا ﻣﻦ أرض ﻣﺼﺮ، إﻧﻬﺎ أرض اﻟﻔﻴﺮوز وﻣﻬﺒﻂ اﳌﻘﺪﺳــﺎت، وﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴــﻼم، وﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺑﻬﺎ اﳌﻘﺪس ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.. ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺳﻴﻨﺎء ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﻮاﺟﻪ أﻃﻤﺎع اﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷــﻮاذ اﻷرض واﻟﻘﺘﻠﺔ وﲡﺎر اﳊﺮوب، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﺎﻣــﺪة وﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﲢﻤــﻲ ﺗﺮاﺑﻬﺎ وﺷــﻮاﻃﺌﻬﺎ ودﻣﺎء ﺷﻬﺪاﺋﻬﺎ، وﻫﻲ اﻵن ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﺼﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ وﺻﻤﻮدا وأﻣﻨﺎ.. إﻧﻬﺎ اﻵن ﲡﻤﻊ ﺧﻴﺮ أﺟﻨﺎد اﻷرض وﻛﻞ إﻧﺴــﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺮاﺑﺎ وﺑﺸــﺮا، وﻟﻦ ﺗﻨﺠﺢ ﻣﺤﺎوﻻت اﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘــﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺗﺮاﺑﻬﺎ.. ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳــﻴﻨﺎء اﻟﺬﻳﻦ وﻫﺒﻮا دﻣﺎءﻫﻢ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻘﻔﻮن أﻣﺎم ﻛﻞ ﻏﺎﺻﺐ ﻳﺤﺎول ﺗﻬﺪﻳﺪ أﻣﻨﻬﺎ، وﻛﻞ ﺷﺒﺮ ﻳﺨﻀﺮ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ﻳﻔﺘﺢ آﻓﺎق زﻣﺎن أﻛﺜﺮ أﻣﻨﺎ وﺳﻮف ﻧﺤﺘﻔﻞ ﻛﻞ ﻋﺎم ﺑﺴﻴﻨﺎء اﻷﻣﻞ واﳌﺴﺘﻘﺒﻞ واﻟﻜﺮاﻣﺔ.. ﻛﻞ ﺷﺠﺮة ﺗﻨﺒﺖ ﻋﻠﻰ أرض ﺳــﻴﻨﺎء.. رﺳــﺎﻟﺔ ﺣﺐ ﻟﻜﻞ ﺷــﻬﻴﺪ ﻣﺎت ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ وﻛﻞ ﺑﻴﺖ أﻗﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻬﺎ ﺣﺼﻦ أﻣﺎن، وﻛﻞ ﻃﻔﻞ وﻟﺪ ﺑﲔ رﺑﻮﻋﻬﺎ.. ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ووﻃﻦ ﻳﺤﺐ اﳊﻴﺎة وإﻧﺴﺎن ﳝﻮت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ.. إﻧﻬﺎ ﺳﻴﻨﺎء ﻗﻄﻌﺔ ﻋﺰﻳﺰة ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺼﺮ.

ﻣﺒﺮة اﳌﻌﺎدي ﻣﺮﻳﻀﺔ

أﻣﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 17 ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ وﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﺧﺎص، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺨﺪم ﻣﺌﺎت اﻷﻟﻮف ﻣﻦ ﺳــﻜﺎن اﳌﻌﺎدي إﻻ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ واﺣﺪا، ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺒﺮة اﳌﻌﺎدي. ﻟﻜﻦ إذا دﺧﻠﺘﻪ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻣﺮﻳﻀﺎ أو زاﺋﺮا ﳌﺮﻳﺾ، ﺳــﺘﻌﻠﻢ ﺣﺴــﺐ ﻛﺎرم ﻳﺤﻴﻰ ﻓﻲ "اﳌﺸﻬﺪ"، ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺸــﺮه اﻹﻋﻼم أو ﻳﻨﻘﻠﻪ ﻣﺮاوﻏﺔ ﻻ ﺻﺮاﺣــﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺳــﻤﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرا ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺣﲔ ﺗﻘﻮل: اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ "ﻗﻠﻌﺔ اﻟﻄﺐ ﻓﻲ اﳌﻌﺎدي" اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ )وزارة اﻟﺼﺤﺔ( أﺻﺒﺢ ﻣﻄﺮوﺣﺎ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﳋﺎص ﻛﻲ ﻳﺸﻐﻠﻪ وﻳﺪﻳﺮه، وﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺮارﻳﻦ اﻟﻮزارﻳﲔ: 493 476و ﻟﺴﻨﺔ .2023 وﻳﻌﻮد إﻧﺸــﺎء "اﳌﺒﺮة" ﻟﻌــﺎم 1948 ﻣﻦ ﺗﺒﺮﻋﺎت وأﻣــﻮال اﳌﻮاﻃﻨﲔ، وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﺨﺪم ﻣﺮﺿﻰ اﳌﻌﺎدي واﻷﺣﻴﺎء اﻟﺎورة ﺑﻄﺎﻗﺔ 112 ﺳــﺮﻳﺮا و56 ﻣﻦ أﺳــﺮة اﻟﻄﻮارئ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﺮﻛﺰة، وﻓﻴﻬﺎ 14 ﻗﺴﻢ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﻊ وﺣﺪة ﻟﻸﻃﻔﺎل اﳌﺒﺘﺴﺮﻳﻦ وأﺧﺮى ﻟﻐﺴــﻴﻞ اﻟﻜﻠﻰ. وﻛﺎﻧﺖ اﳌﺒﺮة وﻣــﺎ زاﻟﺖ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺸــﻔﻴﺎ­ت اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﻊ ﻋﺪد ﺳــﻜﺎن زاد ﻓــﻲ ﻋﻤﻮم ﻣﺼﺮ ﺳــﺖ ﻣﺮات ﻣــﻦ 18 ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ إﻟــﻰ 105 ﻣﻼﻳﲔ اﻟﻴــﻮم. واﳌﺪﻫﺶ أن وزﻳــﺮ اﻟﺼﺤﺔ زارﻫﺎ ﻳﻮم 13 دﻳﺴــﻤﺒﺮ/ ﻛﺎﻧــﻮن اﻷول اﳌﺎﺿﻲ وﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﳋﺼﺨﺼﺔ، ﺑﻞ أﺷــﺎد ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح ﻗﺴــﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻠﺐ اﳌﻔﺘﻮح ﻗﺒﻞ أﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻣﻊ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت رﺳــﻤﻴﺔ ﺗﻘﺪر إﺟﻤﺎﻟﻲ اﳉﺮاﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﲡﺮي ﻓﻴﻬﺎ ﺳــﻨﻮﻳﺎ ﲟﺘﻮﺳــﻂ 11 أﻟﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ. واﻷﻛﺜﺮ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻼﻧﺪﻫﺎش أن ﻳﻌﻴﺶ اﳌﺮﺿﻰ ﻧﺰﻻء اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ وﻧﺤــﻮ 600 ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻴﺢ ﺳــﺎﺧﻦ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ وﺗﺴــﺎؤﻻت ﻣــﻦ ﻗﺒﻴﻞ: ﻫﻞ ﺳــﻴﻄﺮدوﻧﻨ­ﺎ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم؟ وأﻳﻦ ﻧﺬﻫﺐ؟ وﻧﺤﻦ ﻧﺴــﺄل ﻣﻌﻬﻢ: ﻟﻮ ﻫﻨﺎك ﺧﺼﺨﺼﺔ وﺑﻴﻊ، ﻓﻬﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻂ ﻣﺸﺮوع اﻷﺑﺮاج واﻟﻔﻴﻼت واﻟﻔﻨﺎدق اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري "ﻧﺎﻳﻞ ﺑﻴﺮل"، اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻞ وﻳﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮوﺣﺎ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ واﻹﻧﺘﺎج أﻣﺎم ﻧﻴﻞ اﳌﻌﺎدي وﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ اﳊﻜﺎﻳﺔ وﻣﻦ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ؟ ﺻﺎرﺣﻮﻧﺎ، وﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮا ﻗﺘﻞ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻣﺒﺮة اﳌﻌﺎدي ودﻓﻨﻪ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﳝﺮ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ.

دﻓﻌﺔ اﻟﻨﻜﺴﺔ

ﻃﺎرق اﻟﺸــﻨﺎوي ﻓﻲ "اﳌﺼﺮي اﻟﻴﻮم"، ﻳــﺮوي أن اﻟﺮج ﺧﻴﺮي ﺑﺸــﺎرة ﺑﻌﺪ أن ﻣﻨﺤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺒــﻼوي رﺋﻴﺲ ﻣﻬﺮﺟﺎن )ﻣﺎﳌــﻮ( درع ﺗﻜﺮﳝﻪ، ﻗﺎل إﻧــﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﺘــﺮض وﻋﻤﺮه 21 ﻋﺎﻣﺎ أن ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﺴــﻮﻳﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻤﻞ دراﺳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ورﲟﺎ ﻳﻜﻤﻞ أﻳﻀــﺎ ﺣﻴﺎﺗﻪ، إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ أﺣﺐ ﻓﺘــﺎة ﺑﻮﻟﻨﺪﻳﺔ، ﻓﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﺴــﻮﻳﺪ، إﻻ أﻧــﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ ﻫﺬه اﳌﺮة إﻟﻰ اﻟﺴﻮﻳﺪ، ﺷﻌﺮ وﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز 21 ﻋﺎﻣﺎ. اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ وﺗﺰوﺟﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺴــﻴﺪة ﻣﻮﻧﻴﻜﺎ، ﻋﺎﺷــﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﺮا، ﺗﺘﺤﺪث ﺑﻄﻼﻗﺔ اﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ أوﻻد اﻟﺒﻠﺪ، ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺘﺴــﻮق ﻓﻲ اﻟﺸــﻮارع واﳊﻮاري وﺗﻔﺎﺻﻞ وﺗﺪاﻋﺐ اﻟﺒﺎﺋﻌﲔ ﻓﻲ ﺷــﺒﺮا. ﻋﻨﺪﻣﺎ أرى ﺧﻴﺮي، أﺗﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﻟﻘﻄــﺔ، ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻟﻬﺎ وﺟﻮدا واﻗﻌﻴﺎ إﻻ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗــﻰ. ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﳌﻮﻫﻮﺑــﲔ ﺟﻤﻌﺘﻬﻢ )دﻛﺔ( واﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﲢﺪﻳﺪا ﻋﺎم 36، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺗﻌﻴﺶ ﲢــﺖ ﻣﻈﻠﺔ زﻫﻮ اﻻﻧﺘﺼﺎرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، و)ﲤﺎﺛﻴﻞ رﺧــﺎم ع اﻟﺘﺮﻋﺔ وأوﺑﺮا/ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ(، اﻟــﻜﻞ ﻛﺎن ﻳﺼﺪﻗﻬــﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘــﺔ، واﻷﺣﻼم ﻻ ﺗﻌــﺮف ﻧﻬﺎﻳﺔ، وﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬــﻰ أن اﳌﻮﻫﻮﺑــﲔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺜﻞ اﳌﻼﻳﲔ ﻳﺼﺪﻗــﻮن، أﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ أﻣﺘــﺎر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴــﻄﲔ، وﺟﺎء ﻋﺎم ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻮاﻛﺒــﺎ ﻷﻛﺒﺮ ﻫﺰﳝﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﺮ واﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ، اﺳﺘﻴﻘﻆ اﳉﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻮس ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮان 76، وأﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻬﻜﻤﺎ )دﻓﻌﺔ اﻟﻨﻜﺴﺔ(. ﲡﺎوزوا وﻗﺘﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺴﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ، أﺷﻄﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﺧﻴﺮي، ﻛﺎن ﻳﻘﺮأ وﻳﺤﻔﻆ اﳌﻘﺮر وﺧﺎرج اﳌﻘﺮر، ﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه ﻟﻲ داود ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ اﻷﺷﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ، أﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﺪرﺧــﺎن ﻓﻘﺪ روى ﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ أﺧــﺮى، أن واﻟﺪه وﻫﻮ أﺣﺪ أﻫﻢ رواد اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ، اﻟﺮج اﻟﻜﺒﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﺪرﺧﺎن، وﻛﺎن ﻳﺪرس ﻟﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ، ﻗﺮر أن ﻳﺨﺼﻢ ﻣﻨﻪ درﺟﺘﲔ، رﻏﻢ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻜﺒﺮى، وﺣﻜﻰ ﺑﺪرﺧــﺎن اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻷﻣﻪ اﻟﺴــﺒﺐ ﻗﺎﺋﻼ: )اﻟﻮﻟﺪ ﺑﻴﺘﻔﻠﺴﻒ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻋﺎرﻓﻬﺎ ﺑﺲ ﺑﻴﻠﻒ وﻳﺪور، ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻟﻢ أﻣﻨﺤﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﺸــﺎن ﻳﺘﻌﻠﻢ(، وﻋﺎﺗﺒﺖ اﻷم اﺑﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ أﻏﻀﺐ واﻟﺪه ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، وﺗﻌﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺪرﺧﺎن ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﺟﺎوب اﻟﺴﺆال ﻣﺒﺎﺷــﺮة. وﺑﻌﺪ أن ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن، اﻛﺘﺸــﻒ أﻧﻪ ﻧﺎل اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴــﺔ، واﻟﺪه اﺧﺘﻠﻂ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ زﻣﻴﻠﻪ )اﳌﺘﻔﻠﺴﻒ( ﺧﻴﺮي ﺑﺸﺎرة ﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺧﻄﻴﻬﻤﺎ، رﲟﺎ أراد ﺑﺸﺎرة اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻷﺳﺘﺎذه أﻧﻪ اﻷﻛﺜﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﲔ اﻟﺜﻼﺛﺔ، رﲟﺎ.

ﻛﺴﺮ ﻓﻲ اﳊﻮض

ﺑﺴــﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﲤﺮ اﻷﻳﺎم واﻟﺴــﻨﻮن، وﻫﺎ ﻫﻮ ﳝﺮ أرﺑﻌﻮن ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠــﻰ وﻓﺎة اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤــﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد رﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳــﺮ ورﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠــﺲ إدارة وﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ ﻓﻲ اﻷﺳــﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ. ﻗﺒــﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻨﺤﻮ أﺳــﺒﻮع أﻟﺘﻘﺎه ﻋﺒﺪ اﶈﺴــﻦ ﺳــﻼﻣﺔ ﻓﻲ "اﻷاﻫﺮام" ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﺳــﻂ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻼء واﻟﺼﺤﺎﻓﻴــ­ﲔ واﻷﺻﺪﻗﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺄدﺑﺔ ﻏﺪاء ﻋﺎﻣﺮة ﻣﻦ إﻋﺪاد ﻛﺮﳝﺘﻪ اﶈﺒﺔ ﻟــﻪ، واﳌﻘﺮﺑﺔ إﻟﻴﻪ، ﻣﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد اﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼده اﻟـ001. ﻛﺎن ﻣﻨﺘﻌﺶ اﻟﺬاﻛﺮة، ودارت ﻣﻨﺎﻗﺸــﺎت ﻛﺜﻴﺮة وﻣﺴــﺘﻔﻴﻀﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺣﻮل ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠــﺔ واﳌﻤﺘﺪة ﺑﲔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ، ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ وﻣﺮورا ﺑﺎﻟﺰﻋﻴﻢ أﻧﻮر اﻟﺴــﺎدات، اﻟﺬي ﺟﻤﻌﺘﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ وﻃﻴﺪة وأﺳﺮﻳﺔ، ﺛﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك. ﺑﻌﺪ اﳊﻔﻞ ﺑﺄﺳﺒﻮع اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻲ ﻛﺮﳝﺘﻪ ﻣﻨﻰ ﺗﺒﻠﻐﻨﻲ إﺻﺎﺑﺔ واﻟﺪﻫﺎ ﺑﻜﺴــﺮ ﻓﻲ ﻣﻔﺼﻞ اﻟﻔﺨــﺬ داﺧﻞ اﳌﻨﺰل، وﻋﻠــﻰ اﻟﻔﻮر اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺎدل ﻋﺪوي وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻷﺳﺒﻖ وأﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻈﺎم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ، رﻏﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺴﺎﻓﺮا ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد ـ ﻓﻲ اﻷردن اﻟﺸــﻘﻴﻘﺔ ـ ﺿﻤﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻟﻜﻨــﻪ أﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد، وﻫﻮ ﻓﻲ اﳋﺎرج، وﺗﻮاﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻣﻊ زﻣﻴﻠﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ رﺑﻴﻊ أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻈﺎم، اﻟﺬي ﺗﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر اﳊﺎﻟﺔ وأﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻀﺮورة إﺟﺮاء ﺟﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر.

ﺷــﺎءت إرادة اﻟﻠﻪ أن ﻳﺘﻮﻓﻰ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد ﻗﺒﻞ إﺟﺮاء اﳉﺮاﺣــﺔ، وﻛﺄن ارادة اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻴﻤﺔ ﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺿﺖ روﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺴــﻤﺎء دون أﻟﻢ أو ﻣﻌﺎﻧﺎة. ﻓﻲ اﻷﺳــﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧــﺖ ذﻛﺮى اﻷرﺑﻌﲔ، ذﻫﺒﺖ إﻟــﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺣﺸــﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻟﺰﻣﻼء ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤﺎر ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﺴﻴﺪات ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ اﻷﺳــﺘﺎذان ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺣﺴﻦ، وﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ رﺋﻴﺴــﺎ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﻹدارة اﻟﺴــﺎﺑﻘﺎن ﻓﻲ وﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ، وﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻣــﻼء واﻟﺰﻣﻴــﻼت ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﺤﻒ واﻹﺻﺪارات، ﻓﻲ ﻣﺸــﻬﺪ إﻧﺴــﺎﻧﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻮﻓﺎء واﻻﻣﺘﻨــﺎن ﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﺮواد ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺎت ﻣﻬﻨﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ راﺋﻌﺔ. ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد ﻋﻦ ﻗﺮب ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠــﻰ اﻟﻨﻘﺎﺑﻰ ﻣﻨــﺬ أن ﺧﻀﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﻓﻲ دورة ،2007 وﺗﻮﻟﻴﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻮﻗﻊ وﻛﻴﻞ أول اﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺔ اﻟﻨﻘﺎﺑﻲ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﻜــﺮم ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﳊﲔ ﺗﻮﻃﺪت ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻪ. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﳉﻮاد ﻛﺮﻣﺰ ﻣﻬﻨﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ رﻣﻮز اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، وأﻟﻬﻢ أﺳﺮﺗﻪ وﻣﺤﺒﻴﻪ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺴﻠﻮان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom