ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻮراﺛﻲ ﻟﻠﺬﻛﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠﺮي اﳊﺪﻳﺚ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﲢﻮل اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
■ ﺑﺎرﻳﺲ- أ ف ب: ﺷــّﻜﻞ ﺗﻐّﻴﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎﻣًﻼ أﻫﻢ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺪام اﻟﺘﺎرﻳﺨــﻲ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺑﲔ اﻟﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ، ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ اﳌﻠﺤﻮظ اﻟﺬي ﺷﻬﺪه اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻮراﺛﻲ ﻟﻠﺴــﻜﺎن اﻟﺬﻛﻮر ﻗﺒﻞ آﻻف اﻟﺴــﻨﲔ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﻧﺸﺮت ﺣﺪﻳﺜﺎ.
وأوﺿﺢ ﻓﺮﻳــﻖ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﳌﺘﺤﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴــﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ﺳﻴﺘﻴﻪ أن ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻧﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻧﺴــﺐ أﺑﻮي، ﻳﻨﺘﺴــﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺟــﺎل إﻟﻰ ﻋﺸــﺎﺋﺮ آﺑﺎﺋﻬﻢ. وﻳﻌﺘﻘــﺪ أن ﻫــﺬا اﻟﻨﻈــﺎم أدى، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻧﺸــﻄﺎر اﻟﻤﻮﻋــﺎت واﻟﺘﻔﺎوت ﻓــﻲ ﻗﺪرﺗﻬــﺎ اﻹﳒﺎﺑﻴﺔ، إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻮراﺛﻲ.
وﺣﺼﻞ ﻫــﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﺑﲔ ﺳــﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠــﺮي اﳊﺪﻳﺚ، اي ﻗﺒــﻞ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺧﻤﺴــﺔ آﻻف ﻋﺎم، وأﺳــﻔﺮ ﻋﻦ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ Y، ﺗﻨﻮع اﻟﻜﺮوﻣﻮﺳــﻮم اﳌﺴــﺆول ﻋﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﳉﻨﺴﻴﺔ اﻟﺬﻛﺮﻳﺔ.
وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸــﻒ ﻫــﺬا اﻻﻧﺨﻔــﺎض إﻻ ﻓــﻲ اﻵوﻧﺔ Y اﻷﺧﻴﺮة، ﻣــﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻞ ﻛﺮوﻣﻮﺳــﻮﻣﺎت ﻟﺪى اﻟﺮﺟﺎل اﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ. وﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ »ﺗﺘﻴﺢ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﳌﺎﺿﻲ«، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷــﺮﺣﺖ راﻓﺎﻳﻴﻞ ﺷﻴﻪ، اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ
ﻓــﻲ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ اﻟﻮراﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺮﻛــﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﳌﻌﺪة اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﳌﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﺘﺸﺮ ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﻴﻜﻴﺸﻨﺰ«.
وأوﺿﺤــﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ﻣﻜﻨﺖ، ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻧﺸﺮت ﻋﺎم ،2015 ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﺗﻄﻮر »ﺧﺎص ﺟﺪا ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل، وﻫﻮ اﻧﻬﻴﺎر ﺗﻨﻮﻋﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴــﺔ آﻻف ﻋــﺎم، وﻛﺎن اﻟﻮﺿــﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ أﺷــﺒﻪ ﺑﺄن رﺟﻼ واﺣﺪا ﻟﻜﻞ 17 اﻣﺮأة ﻛﺎن ﻳﺸﺎرك ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻓﻲ أوروﺑﺎ«.
وأ ّﺛﺮ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﺷﺪﻳﺪ ًا ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺧﺼﻮﺻ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى، ﻛﺎﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ وﺳﻴﺒﻴﺮﻳﺎ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق زﻣﻨﻲ أوﺳﻊ.
وﻫﺬه اﻟﺪراﺳــﺔ أوﺿﺤﺖ أن ﻫــﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﺣﺼﻞ ﺑﻔﻌــﻞ »ﺗﻐﻴﻴــﺮ ﻓــﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴــﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻨﻴﻔﺎ«.
وﺗﺘﻌﺎرض ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻣﻊ دراﺳــﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﺎم 2018 ورَد ﻓﻴﻬــﺎ أن »اﻟﻌﺸــﺎﺋﺮ راﺣــﺖ ﺗﻘﺘﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ، ﳑﺎ ﺗﺴــﺒﺐ ﻓﻲ اﺧﺘﻔﺎء ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ Y ﺑﻜﺮوﻣﻮﺳــﻮم ﻣﻌﲔ«، وأدى ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﻓﻘﺪان اﻟﺘﻨــﻮع ﻓﻲ ﻫــﺬا اﻟﻜﺮوﻣﻮﺳــﻮم. وﻧﺘﺠــﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴــﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺧﺴــﺎرة 15 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ.