Al-Quds Al-Arabi

اﻟﺰوﺟﺎن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻓﻲ »ﺳﻠﻔﻲ« ﻣﻊ 133 ﻣﺨﻄﻮﻓﺎ: ﻧﺨﺐ »رﻓﺢ« وأﻛﺬوﺑﺔ »اﻟﻨﺼﺮ اﳌﻄﻠﻖ«

- أوري ﻣﺴﻐﺎف – ﻫﺂرﺗﺲ 2024/4/25

اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻄﻮﻓﲔ وﺗﺮﻛﻬﻢ ﳌﺼﻴﺮﻫﻢ، ﻣﻮﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻷﻟــﻢ، ﺣﺪث اﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠ­ﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪوﻟــﺔ. ﺣﺪث ﻳﻘــﻮض اﻟﺮوح اﳌﺆﺳﺴــﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. ﺳﻴﺴــﺘﻤﺮ ﺻﺪاه ﻟﺴــﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣــﺔ. ﻓﻬﻮ ﺟﺮﳝﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔــﺮ ﺿﺪ اﻟﻀﺤﺎﻳــﺎ وﻋﺎﺋﻼﺗﻬــﻢ، وأﻳﻀﺎ ﺿﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ.

ﻓﺪﻳﺔ اﻷﺳﺮى أﻣﺮ ﺳــﺎم. ﺣﺮوب إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻧﺘﻬﺖ داﺋﻤﺎ ﺑﺘﺒﺎدل اﻷﺳــﺮى وإﻋــﺎدة اﻟﻘﺘﻠﻰ: ﰎ إﻃﻼق ﺳــﺮاح 1027 ﻣﺨﺮﺑــﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﻠﻌﺎد ﺷــﺎﻟﻴﻂ. وﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ أﻳﻀﺎ ﰎ ﲢﺪﻳﺪ ﺗﻌﺮﻓﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ. ﻫﻨﺎك ﻣﺮات ﰎ ﻓﻴﻬﺎ إﻃﻼق ﺳــﺮاح ﻣﺨﺮﺑــﲔ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﺜﺎﻣﲔ. ﺷــﻌﺎر »دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺳــﺘﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ« اﻋﺘﺒﺮ ﺷﻌﺎرًا ﻣﻘﺪﺳًﺎ. اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ إﻋﺎدة رون أراد اﻋﺘﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ، ودرس ﻣﺤﻈﻮر ﻧﺴــﻴﺎﻧﻪ. وإذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬا، ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟـ 133 ﻣﺨﻄﻮﻓﺎ؟

ﺻﻔﻘﺔ اﻟﻄﻮﻓــﲔ ﻓﻲ ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧــﻲ، اﻟﺘﻲ اﺳــﺘﻘﺒﻠﻨﺎ­ﻫﺎ ﺑﻔﺮح ورﺿﻰ، ﻫﺰت اﺋﺘﻼف ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن اﳊﺮﻳﺪي وﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﺎة 14 وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﻮاق واﻟﻜﺘﺎب. ﻋﻤﻠﻴﺎ، ﺧﺮب ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﻨﺒﻀﺔ اﻟﺴﺎدﺳــﺔ واﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣــﻊ إﻟﻘﺎء اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎس. ﺛﻢ أﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺴــﻤﺎح ﺑﺈﺟﺮاء أي ﺻﻔﻘﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﻘﺘــﺎل ﻓﻲ ﻏﺰة. وﻫﻜﺬا ﲤﺖ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﻓــﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺢ ﺣﻜﻤﻪ. ﻫﺬه ﺟﺮﳝﺔ ﻳﺸــﺎرك ﻓﻴﻬــﺎ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻳــﻮآف ﻏﺎﻟﻨﺖ، واﻟﺸــﺮﻳﻚ اﳌﺘﻌــﺎون ﻏﺎﻧﺘﺲ، ورﺋﻴــﺲ اﻷرﻛﺎن ﻫﺮﺗﺴــﻲ ﻫﻠﻴﻔﻲ. ﻣﻨــﺬ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ﺗﺴــﺎوﻗﻮا ﻣﻊ ﻫﺮاءات ﻃﺒﺨﻬﺎ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ وﻣﺴﺘﺸﺎروه اﻹﻋﻼﻣﻴﻮن: »اﻟﻨﺼﺮ اﳌﻄﻠﻖ«، »زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺳﺘﻌﻴﺪ اﻟﻄﻮﻓﲔ«. وﺗﺒﲔ أن اﻟﻨﺼﺮ اﳌﻄﻠﻖ أﺻﺒﺢ ﻣﺮاوﺣﺔ ﻓﻲ اﳌﻜﺎن وﻫﺰﳝﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ، وأن زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻄﻮﻓﲔ.

ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﺗﺮﺳﺦ ﻓﻲ رأي اﳉﻤﻬﻮر ﻧﻮع ﻣﻦ إﺟﻤﺎع ﻗﺎﺋﻞ إﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﻲ ﺿﺮب ﻏﺰة وﻗﺼﻔﻬﺎ ﻣــﻦ اﳉﻮ واﻟﺒﺮ، ﻓــﻲ وﻗﺖ ﻳﺤﺘﺠﺰ ﻓﻴــﻪ اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﺷــﻘﻖ ﺳــﺮﻳﺔ ﰎ ﻗﺼﻔﻬﺎ وﻓﻲ اﻷﻧﻔﺎق 133 ﻣﺨﻄﻮﻓﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗﻴﺪ اﳊﻴﺎة، وﻣﻊ ﻣــﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﳝﻮﺗﻮن. وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ وﻗــﺖ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮاﻋﺪ ﺻﻠﺒــﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت، ﺗﺸﻤﻞ وﺳﺎﻃﺔ ﻗﻄﺮ وﻣﺼﺮ، اﻟﺘﻲ ﺛﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.

اﻻﻧﻌﻄﺎﻓﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺒﻜﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ. اﻧﺴﺤﺐ اﳉﻴﺶ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع، وﺑﺪأت اﳌﺴــﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﺗﻐــﺮق ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﺑﻀﻐﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻫﻜﺬا ﺗﻨــﺎزل ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ وﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻋــﻦ أدوات ﻣﻬﻤــﺔ ﺑﻘﻴــﺖ ﻟﺪﻳﻬــﻢ أﻣــﺎم ﺣﻤﺎس: اﻻﻧﺴــﺤﺎب اﻟﻜﺎﻣﻞ ورﻓﻊ اﳊﺼﺎر. ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺴﻨﻮار اﻟــﺬي وﺻﻒ ﻟﻺﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ ﺑﺄن اﻻﺗﺼــﺎل اﻧﻘﻄﻊ ﻣﻌﻪ وأﻧﻪ ﻳﺮﻛــﺾ ﻛﻔﺄر ﻣﺬﻋﻮر ﻓﻲ اﻻأﻓﺎق، ﺗﺸــﺪد ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻔﻪ. وﻫﻮ اﻵن ﻳﺴــﻌﻰ ﻟﻬﺪف اﻟﻨﺼﺮ اﳌﻄﻠﻖ اﳋﺎص ﺑﻪ، ووﻗﻒ ﺷــﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﺘﺎل، واﻧﺴﺤﺎب ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻘﻮات اﳉﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع، وﻋﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ إﻟﻰ ﺷــﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع، واﺳــﺘﺌﻨﺎف ﺣﻜﻢ ﺣﻤﺎس ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻘﻄﺎع.

ﻧﺘﻨﻴﺎﻫــﻮ وﻏﺎﻟﻨــﺖ وﻏﺎﻧﺘﺲ وﻫﻠﻴﻔــﻲ، ﻳﻘﻔﻮن ﻋﺎﺟﺰﻳــﻦ أﻣﺎم أﺑﻌﺎد اﻟﻬﺰﳝــﺔ. وﻳﺨﺎﻓﻮن ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺳــﻴﺘﺒﲔ ﻓﻴﻪ ﻣﺪى ﺻﻐﺮ ﻋﺪد اﻟﻄﻮﻓﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﳊﻴــﺎة. ﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺆﺟﻠﻮن اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﻣﺮ ﺣﺎﺋﺮ أﻓــﺮغ ﺟﻴﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺎزﻳﻨــﻮ، ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻟﺘﻤﺘﻤــﺔ ﺣــﻮل »زﻳــﺎدة اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠــﻰ ﺣﻤﺎس« و«اﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳــﺘﺄﺗﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ«. ﻓﻲ اﻟﻔﺘــﺮة اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﻴﺴــﺤﺒﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﺮاف اﻵﻟﻲ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴــﺤﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺸﻮف ﻛﻲ ﻳﻀﻌﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﻔﻴﺸﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﳌﻨﻘﺬة: رﻓﺢ.

ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨــﺎء، ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ »اﻟﺘﺰام ﺳــﺎم ﺑﺈﻋﺎدة ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﻮﻓﲔ«. ﺗﺒﲔ ﻋﺸــﻴﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ﻛﻴﻒ ﻳﺒــﺪو ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺰام: ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ وﺳــﺎرة ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﺘﻘﻄﺎ ﺻﻮرة ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﺎرغ ﻓﻲ ﻓﻨﺪق »ووﻟﺪورف اﺳــﺘﻮرﻳﺎ« وﻫﻤﺎ ﻳﺤﻤﻼن ﻋﻠﺒﺔ ﻛﺮﺗﻮن ﺣﺸﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ 133 وﺟﻬ ًﺎ ﺻﻐﻴﺮ ًا ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﻓﲔ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﰎ ﻧﻘﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻈﻴﻌﺔ إﻟﻰ ﺧﺒﺮاء »اﻟﻔﻮﺗﻮﺷﻮب« واﻟﺘﻨﻘﻴــﺢ، وﻋﻨﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻌﻄﻠــﺔ اﺣﺘﻔﻞ اﻟﺰوﺟﺎن ﻓﻌﻠﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻓﺼﺢ آﺧﺮ ﻛﻤﺎ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺸــﺘﺎت، ﻓﻲ اﻟﻘﺼــﺮ اﶈﺼﻦ ﻟـ »ﻓﺎﻟﻚ«. ﻟﻢ ﺗﻌــﺪ ﻟﺪي أي ﻛﻠﻤﺎت ﻷﻗﻮﻟﻬﺎ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom