ﺗﻌﻘﻴﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎل ﻓﻴﺼﻞ اﻟﻘﺎﺳﻢ: ﻫﻞ ﺗﺨﺸﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وأﻣﺮﻳﻜﺎ اﳋﻄﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻌًﻼ؟
ﻟﻌﺒﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ
إﻳــﺮان ﻟﻴﺴــﺖ ﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ وإﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻜــﻦ ﻟﻌﺒﺔ اﳌﺼﺎﻟــﺢ واﻻﺳــﺘﻔﺎدة ﻣــﻦ إﻳــﺮان ﻓــﻲ ﺗﺪﻣﻴــﺮ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐﻨﻴــﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺪده اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ واﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ ﲡــﺎه اﻟﺒﻌــﺾ، إﻳــﺮان ﺗﺮﻳــﺪ اﻟﺴــﻴﻄﺮة ﻋﻠــﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻟﻮﻗﻮف أﻣــﺎم اﻟﺪول اﻟﺴــﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻣﺜﻼ اﻹﻣﺎرات ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ أي ﺗﻮﺟﻪ دﻳﻨﻲ، إﻳﺮان ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮع اﳉﺰر.
ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳــﺎت إﻳﺮان ﲡــﺎه اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ أﺑــﺪا، إذ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟﻌﻮاﻗﺐ واﻟﺘﺒﻌــﺎت واﻟﺪﻣﺎء، ﻣﺎ ﻻ ﳝﻜــﻦ اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﺤﺎل ﻣﻦ اﻷﺣــﻮال. وﻛﺜﻴﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻬﺎﻣــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﻹﻳــﺮان، ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ،1979 ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻋﺘﺒــﺎرات ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ وﻗﻮﻣﻴﺔ وﻋﻮاﻃﻒ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻮاﻗﻊ واﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ، واﳌﺼﺎﻟﺢ واﶈﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، وﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺒﻌــﺎ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬــﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺣﻘﺎﺋــﻖ ﺛﺎﺑﺘﺔ أو ﻣﺴﻠﻤﺎت ﻻ ﻳﻄﺎﻟﻬﺎ اﻟﻨﻘﺎش.
اﻟﺬﻛﺎء اﳉﻤﺎﻋﻲ
إﻳــﺮان وﻇﻔﺖ اﻟــﺬﻛﺎء اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪى اﻟﺸــﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﳑﺜﻼ ﻓﻲ ﻧﺨﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺎﻻت وﺣﻮﻟﺖ ﺣﺼﺎر ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣــﻦ ﻓﺮﺿﻪ اﻟﻜﺎوﺑﻮي اﻵﺛﻢ اﳋﺎﺿــﻊ ﺑﺪوره ﻹﻣﻼءات اﻟﻌﺼﺎﺑــﺎت اﻻرﻫﺎﺑﻴــﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴــﺔ إﻟﻰ إﳒــﺎزات أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻬــﺎ أﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻜﺎوﺑــﻮي واﻹرﻫﺎﺑﻲ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻳﻌﻴــﺪ ﺣﺴــﺎﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣــﺮة ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗــﻊ اﻹﻳﺮاﻧــﻲ اﳉﺪﻳﺪ اﳌﺰﻋــﺞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﺑﻴﻨﻤــﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻜﺎوﺑﻮي ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺸﺮق واﳌﻐﺮب ﻛﺤﺪاﺋﻖ ﺧﻠﻔﻴــﺔ ﻳﺴــﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﻜﺒــﺎ ﻟﻨﻔﺎﻳــﺎت ﺧﺮدﺗــﻪ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ وﻗﻤﺎﻣﺘﻪ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﳌﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻓﺎﻟﻔﺮق ﺷﺎﺳﻊ ﺑﲔ اﳉﺴﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﺑﻨﻰ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻼﺣﺘﺮام وﺟﺴﻢ
اﻟﻘﻴﺎدات اﳊﻜﻴﻤﺔ
إﻳﺮان ﻣﻨﺬ اﻟﺴــﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﰎ ﺗﺸــﻜﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻬﻮى واﻟﻘــﺮار اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ وﻟﻢ ﺗﺨــﺮج ﻣﻦ ﲢﺖ ﻋﺒﺎءﺗﻬــﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻷﺷــﻜﺎل، ﻓﻤﻬﻤﺔ اﻷداة اﳉﺪﻳــﺪة ﺗﺨﺮﻳﺐ وﲡﺮﻳﻒ اﻟﺒﻨﻰ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺑﺪل أن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺼﺎ ﻟﻠﺘﺨﻮﻳﻒ .
إﻳﺮان ﺣﺎﻗﺪة ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻞ أﺷــﻜﺎﻟﻬﺎ وأﻃﻴﺎﻓﻬﺎ وﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ، وﻟﻦ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﰎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷــﻜﻠﻬﺎ وﻣﺴﻤﺎﻫﺎ اﳋﺎرﺟﻲ .
إن اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ اﻟﺒﺎرع اﻟــﺬي اﺧﺘﺮع اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﳌﺪﻣﺠﺔ ﺑﲔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴــﺔ واﻟﻔﺎرﺳــﻴﺔ اﻟﺼﻔﻮﻳﺔ اﺳــﺘﻄﺎع اﻻﻧﻔﺮاد ﺑﺤﻞ ﻟﻐﺰ وﺷــﻴﻔﺮة ﲢﻮﻳﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﺘﺎت دوﻳــﻼت وﳑﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮدﻫــﺎ ﻋﻤﻼء وأﺟــﺮاء ﻳﻨﻔﺬون اﻟﻄﻂ اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻜﻞ دﻗﺔ .
وﺑﻌﺪ ﻫﺬا ﻟــﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﻴــﺪا ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻐﺎﻳﺔ واﳌﺮاد . اﻷول واﻟﺜﺎﻧــﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻵن…ﻻ ﻳﻌﻜــﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮم ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻻء اﳌﺬﻫﺒﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ ﻟﻨﻈﺎم اﳌﻼﻟﻲ اﻟﺬي ﻣﺎزال ﻣﺤﺼﻮرا ﻓﻲ ﺣــﺪود ﺿﻴﻘﺔ... رﻏﻢ ﺳــﻴﻄﺮة إﻳﺮان ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠــﻰ أرﺑــﻊ دول ﻋﺮﺑﻴــﺔ… ﺗﺸــﻜﻞ ﳕﻮذﺟﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ.. وﳑﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻷﻗﺼﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻨﻜﻴﻞ واﳌﺼــﺎدرة واﻟﻬﻴﻤﻨــﺔ اﻟﻔﺠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺒﺸــﺮ واﻷﻓــﻜﺎر..؛ وﻟﻜﻨــﻪ ﻳﺠﺴــﺪ إﻟــﻰ أﺑﻌــﺪ اﳊــﺪود إﺣﺴﺎﺳــﺎ ﻓﺮدﻳــﺎ وﺟﻤﺎﻋﻴﺎ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط اﳌﺮﻛﺐ اﻟﺬي ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﻓﺸــﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴــﺔ ﲟﻄﺎرق اﻟﻔﺴــﺎد واﳋﻴﺎﻧــﺔ واﻟﺘﻜﺎﻟﺐ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري…
وﻋﻦ اﻹدراك اﳌﺘﺄﺧﺮ أن ﻣﺴــﺄﻟﺔ اﻻﺳــﺘﻘﻼل واﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﻨﻀﺎﻟﻴــﺔ ﺿﺪ اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎر ﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻓﻲ ﻛﺜﻴــﺮ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﻴــﺐ وإﺧﺮاج ذات اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎر ﻧﻔﺴــﻪ؛ وﺣﺎل ﻫﺆﻻء ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أي وﻫﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﻟﻴﻨﺴﻴﻪ ﻣﺮارة اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﻧﻜﺴﺎري اﳌﻬﺰوم ﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮب ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮ واﺣﺘﻼل اﻟﻌﺮاق ﻋﻠــﻰ ﻳﺪ اﳉﻮﻗــﺔ ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧــﺖ إﻳﺮان ﻃﺮﻓﺎ رﺋﻴﺴــﻴﺎ ﻓﻴﻬﺎ…واﻟﺴــﺆال ﻫﻨــﺎ إﻟــﻰ ﻣﺘــﻰ ﺳﺘﺴــﺘﻤﺮ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺘﻮﻫﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ…